اضف مقال

معا على طريق التحرير يد بيد فكر بفكر وطريق الألف ميل يبدأ بكلمة أتفاق كي نجد الخطوة

أقلامنا تكتب التاريخ ولا تنتظر التاريخ أن يكتبها

فأحرص على

ُبعد النظرة لما تكُتب .. فالهدف والحقيقة والإحترام في الأول والأخير هدفنا ووسيلتنا لبناء وطن حر يعي مواطنيه كيفية التصدي للعدوان والحفاظ على ذات بينهم

نحن نتعامل بالحقائق والإعلام يتعامل بالزيف والخداع فأجعل حقيقتك ذات طابع وطني وأحرص دائما على سلامة الوطن

لنصبح جميعاً دروع هذا الوطن وتصبح اقلامنا سيوف على اعداءنا

 

 

 

 

أقلامنا الحرة مسئولة عن نزف أقلامها

اسم الكاتب

 

مطلوب

كما يمكنك اضافة موضوعاتك على منتدى الجريدة على الرابط التالي

http://misralhura.ahlamontada.com/post.forum?mode=newtopic&f=1

 

الأخوة كتاب الجريدة الأعزاء

هذا المنتدي .. كي تتم نشر مقالاتكم وابداعاتكم في التو والحال .. تكونوا فعلاء معنا في نشر فكركم وابداعاتكم

و نظراً لضيق الوقت في بعض الأحيان وتأخير نشر أعمالكم على متن موقع الجريدة .. أضفنا هذا المنتدى كي يكون همزة الوصل السريعة والتفاعلية بين كتاب الموقع وبين قراءه .. مع الإحتفاظ بدور الجريدة الأساسي على قدر استطاعتنا كما هي بإذن الله

يمكنكم الضغط على الصورة للوصول إلى المنتدى

أو الرابط التالي

http://misralhura.ahlamontada.com/index.htm

ولكم خالص التقدير والاحترام

حسين راشد

مع خالص احترامنا

مجدي محرم حسين راشد

أرجوا أن تكون معاير الإحترام

والنظرة المحايدة هي وسيلتنا للرأي الحر

ملاحظة هامة للأخوة الكتاب

المستطيل الذي بأسفل عبارة عن تعليق على الصفحة وليس لاضافة مقالات .. وفي حالة أردت أن ترسل مقال فعليك أن تضغط على

 

لتصل إلى الصفحة المخصصة لذلك الغرض حتى تصل أرائكم للمحرر

مع خالص التحية والتقدير لكم جميعاً

45 فكرة على ”اضف مقال

  1. إلى من يتوسد الرصيف
    كتب/ رداد السلامي

    سقف لعين بسماء..

    وجحر بأرض..

    وجدار بمئذنة…

    وشعب تحت التراب…

    فقل لي بربك…

    ماذا تبقى منك يا وطن…؟

    أحاول كل صباح أن أقنع نفسي بأني لا زلت على قوائم الحياة

    أو سطر في أرشيف المهملات..

    لكن يأتي دخان القهوة ليخبرني أنى لا شيء…

    صفر في هذه المنظومة…

    أتبخر شيئا في شيء حتى أصبح سحابة أمان تظلل صاحب الفخامة..

    صحيح أنني أشغل مساحات كبيرة من خطبه الرنانة ،وأحمل ورقة تثبت شخصيتي المنعدمة..وورقة أخرى بيوم جئت لهذا الوطن… وصك غفران بأن الفقراء لهم الجنة… لكنى لا أحمل صدرا يحلف بسمائها وترابها في كل عيد وطني من أعيادنا التي تجاوزت المئة

    لا أحمل سوى قلب ساخط ولسان ناقم ومعدة خاوية وصل صوتها حدود الصراخ أحمل فوق رأسي خبزا لا لآكله ولكن كي أتعذب به مرتين

    مرة بحملة ومرات أخرى برؤية أنيابهم تنهش في رأسي

    ثم يزج بي إلى السجن بتهمة الأكل العمد من حقوق الوطن ونهب خيراته يالك من وطن شريف تغطيه الأوسمة..لم تقطع يد من سرقوك بقدر ما قصمت ظهري وأنا أحملك منهوبا الجميع هنا أدركوا سر شحوبي…وأنا أيضا أدرك أسباب شحوبهم لله درك يا عمر

    نفخت تحت القدر وأطعمت الصغار..واليوم ينفخون في وجوهنا ويأكلون الصغار ما ذلت أذكر العدل العمري في رقع ثيابنا..بينما يلهو الفقر في نعالنا قبل ملامحنا مازلت أذكره يوم ربط على بطنه حجر من شدة الجوع..واليوم أيها المواطن دعنا نرجمك و نمص دمك بهدوء كن لقمة سائغة وسنقص شجاعتك في اقتحام أفواه أولادنا .. بينما يمصون دماء أولادك وأحفادك كًَرْمُنا لا تطل منه العناقيد بقدر ما تطل كؤوس الخمر وأفواه بحجم الظلم وتحت الكًَرْمِ أناس أبَوٌا أن يركعوا ولكنهم وضعوا أيديهم على ركبهم وهم يلتقطون أنفاسهم أعواد نحيلة ووجوه بلون القمح على أكتافها حملت هذا الوطن إلى بر الأمان ومنه حمله الجند إلى قصر الفخامة وسمراوات تفلتن من حكايات الليل البهيم قد ذابت نون النسوة واستحالت عرقا على جباههم وهم يعملون في الحقل نساء لا يصلحن (كمتحضرات)أو(مستحضرات تجميل) ولا لنعرات حقوق المرأة.. فهن في الحقل شقائق الرجال. مظلوم أنت يا وطني لم تعطني الفرصة كي أحبك..ما ركضت على عشبك فقط كنت أركض كي أهرب من ظلمهم ما قطعت نياط قلبي من اشتياقك ، ولكن قطعت أنفاسي وأنا أهرب بعيدا عنك آه منك يا وطن..أمام كا السفارات الأجنبية تقف طوابير موتانا تبحث عن حياة خارج حدودك.. لم نمت ظلما..متنا قهرا فوحدها الإهانات يا وطن تقتل الشعوب.. عذرا إن قلت لك …أنت ومن جاورك من أبغض بلاد الله إلى قلبي …آه يا وطن

    أعطني فرصة واحدة في جرائد العمل المتراكمة في زاوية حجرتي حتى أحبك أعطني بيتا أو قبرا ألملم فيه ما بقى مني….سيان عندي البيت والقبر يا وطن أعطني مزيدا من الكرامة تكفى لطوابير الخبز وبقية طوابيرك كنت أحسبك ملائكي الوجه حتى خرج علينا شيطانك كنت أحسبك كالشمس إذا على الدخان حتى اختنقت من عشاقك ..آه يا وطن كيف تغنوا لك وحلفوا بسمائك وترابك…..؟ كم وددت أن أهجوك في وجهك يا وطن. ولكني ما عدت أتقن غير الأحاديث الجانبية لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ هذا النص إهداء إلى من يتوسد الرصيف هناك تغطيه السماء ونظراتنا

    قد لهى الشيب في لحيته ورأسه

    وما زال يمد يده

    ————————————————————–
    مدير تحرير موقع أخبار الساعة
    http://www.hnto.net

  2. قراءة في انعكاس أحداث غزة في التفكير السياسي الأمريكي- روبرت ساتلوف نموذجا

    يشغل الدكتور روبرت ساتلوف مركز المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ، بعد أحداث غزة تقدم ساتلوف بملاحظات الى ندوة مخصصة لمراجعة انعكاسات أحداث غزة نظمها المعهد المذكور ضمت كلا من غيث العمري ، روبرت مالي،وديفيد ماكوفسكي وقد نشرت تلك الملاحظات بتاريخ 18/6/2007 وتقع تلك الملاحظات في خمس صفحات تبدأ بمقدمة تاريخية لنشوء كل من فتح وحماس وتنتهي باستنتاجات مكثفة بصورة نصائح للسياستين الأمريكية والاسرائيلية في كيفية التعامل مع الوقائع المستجدة في غزة .
    ملخص لآراء ساتلوف :
    يبدو السيد ساتلوف على يمين السياسي الصهيوني ليبرمان السيء الصيت فهو ينتقد اسرائيل ليس بسبب سياستها العنصرية وانكارها الحقوق الفلسطينية ولكن بسبب تساهلها في تمرير الغذاء والماء والوقود لغزة في حين يقوم مقاتلو القسام بقصف أهداف( مدنية مسالمة) في سيدروت، وهو يلوم شارون على انسحابه المتسرع من غزة دون ترتيبات سياسية وعسكرية كافية لدعم حكم عباس في وجه المتشددين من جهة ، ولكون الانسحاب لم يمنح اسرائيل الفرصة للتحلل من التزاماتها الاقتصادية والسياسية تجاه القطاع ، والأكثر كارثية ( حسب رأيه بالطبع ) هو( ان أحدا لم يجبر اسرائيل على السماح لفئة سياسية تنكر وجودها وتدعو لتدميره للدخول في انتخابات المجلس التشريعي )!
    ينتقد ساتلوف العرب ( الدول العربية المعتدلة ) التي لم تمنح اسرائيل شيئا سوى مبادرة سلام افتراضية متأخرة خمسين سنة في التوقيت بينما قامت بامداد حماس بالمال اللازم لتزيد من قوتها وتصل الى ان تتمكن من السيطرة على غزة في أيام ، ويلوم المملكة السعودية التي أضفت على حماس الشرعية باتفاق مكة بدل عزلها واضعافها.
    من ثم فهو يلوم حكومة الرئيس بوش بسبب سياستها المعلنة منذ عام 2002 والهادفة لتأسيس دولة فلسطينية مجاورة لاسرائيل مما أوصل لدعم انتخابات قادت حماس للسلطة في غزة والضفة واليوم أصبحت غزة بيد حماس التي( تغوص في الارهاب أكثر فأكثر).
    وفي نهاية حملات اللوم التي تستبطن اعتبار سيطرة حماس على غزة خسارة وخطرا مستقبليا ، ينحي ساتلوف باللوم أيضا على قيادة فتح التي امتلكت ما يقرب من 50 ألف مقاتل في غزة هزموا في ستة أيام ( في مكان آخر يذكر ساتلوف ان هذه هي حرب الأيام الستة الثانية ملمحا لهزيمة حزيران ) أمام قوة أصغر منهم ويستشهد بحديث قيادي لفتح تم أسره في غزة واطلاق سراحه فيما بعد حيث يقول ( لقد قررنا الاستسلام لأننا لم نشعر ان قيادتنا خلفنا لقد كانوا جميعا قد هربوا الى رام الله والقاهرة ليصدروا الأوامر عن بعد في غرف الفنادق المكيفة ).
    بعد المسؤوليات يأتي دور الخيارات والبدائل .
    يقرر ساتلوف ان الوضع الذي تمخضت عنه الأحداث في غزة يشكل انتكاسة كبيرة ، مع ذلك فهو يتضمن أيضا عناصر مشجعة اذا أحسن استغلالها .
    (أول فائدة للوضع الجديد هو الوضوح ففي غزة اليوم عدو غير ملتبس ولا متلفع بعباءة فتح ومنظمة التحرير، الفائدة الثانية نهاية اعتبار الضفة وغزة اقليما سياسيا واحدا حسب اوسلو ،الفائدة الثالثة ان انتصار حماس في غزة يتيح لاسرائيل عدة بدائل واضحة منها اعادة احتلال غزة أو أجزاء منها أو عزلها بصورة تامة ( اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتحمل مسؤولية تأمين الماء والكهرباء والغذاء لمقاطعة سياسية تطلق يوميا عليها الصواريخ اليس ذلك محض جنون ؟)
    يفصل ساتلوف في كيفية وجوب قيام اسرائيل باحكام الحصار على غزة بحيث تصبح مصر هي المخرج الوحيد لغزة ومصدر تأمين الماء والكهرباء والغذاء ( هذا تلميح لاعادة ربط غزة بمصر )، ( الفائدة الرابعة هي الاستثمار في الوضع الجديد الناشئ عن فصل الضفة عن غزة وذلك بدعم سلطة عباس ولكن ليس الى حد الوصول للنقاش حول أفق سياسي للمسألة ).
    في الاستنتاجات النهائية يقرر ساتلوف انه لاوجود لحلول بسيطة ،صافية ، ذكية لمساعدة السياستين الأمريكية والصهيونية على الخروج من الطور الجديد للصراع العربي- الصهيوني ، وانه يتوجب على الولايات المتحدة وشريكتها اسرائيل العمل بطريقة أفضل من السابق في مواجهة التحديات الجديدة، فالصراع سيستمر وحسب ساتلوف فان أفضل ما يمكن فعله هو ادارة الصراع بحيث يتم تحجيمه والتخفيف من آثاره الجانبية والتمهيد لليوم الذي يمكن فيه تحقيق الحل النهائي .
    أخيرا يرى ساتلوف ان الوضع الناشئ يطرح فرصة تفكيك المشكلة الفلسطينية الى أجزاء أصغرو أسهل للهضم ، لكن مع الحذر بالحفاظ على النظرة الواقعية التي لاترى الطريق سهلا ومعبدا .
    الآن ماذا يمكن ان نستنتج نحن من آراء ساتلوف ؟
    أولا : ان في تيار اليمين الأمريكي من هوأكثر تطرفا من اليمين الصهيوني في النظر للصراع العربي – الصهيوني ومثال ساتلوف واضح الدلالة ولنا ان نتوقع ماذا يمكن ان يكون تأثيره في السياسة الأمريكية.
    ثانيا : أن الشعور العام لدى ساتلوف هو الشعور بالنكسة لانتصار حماس والخوف من المخاطر القادمة، أما الحديث عن الفرص والاستفادة منها فهو يأتي داخل هذا الشعور كنوع من تطمين الذات الى امكانية تحويل النكسة الى انتصار لكن دون ان يصل الى حد طمس حقيقة الشعور بالخيبة .
    ثالثا : ليس لدى ساتلوف قناعة حقيقية بامكانية ان تتمكن الطبقة السياسية المهزومة في غزة والتي هربت منها قبل المعارك من تثبيت ادارة كفؤة وقوية في الضفة ، لذا فرغم تسليمه بضرورة دعم سلطة عباس فهو لايريد لاسرائيل المجازفة بأي تنازل سياسي حقيقي من أجل دعمها .
    رابعا : لاشك أن ساتلوف تنقصه الحكمة حين يفكر في دفع غزة لتعتمد على مصر فمثل ذلك الحل يتضمن تحولا استراتيجيا هاما لصالح القضية الفلسطينية ولصالح اعادة ارتباط مصر بها ولو فكر ساتلوف مرة ثانية لامتنع الى الأبد عن التطرق الى هكذا حل .
    عزل غزة لايمكن ان يستمر فعليا رغم امكانية تطبيقه فترة من الزمن مع ما يحمله من معاناة وآلام ، ولقد تم تجريبه دون جدوى بعد صعود حماس ، والأرجح انه سيلاقي ذات المصير اذا تم تجريبه ثانية .
    خامسا : اما تقسيم المشكلة الفلسطينية وفصل غزة عن الضفة فهو لعب في الوقت الضائع ، فخط المقاومة الذي انتصر في غزة سينتصر في الضفة عاجلا ام آجلا سواء عبر حماس او عبر جبهة وطنية عريضة تتبنى المقاومة واسقاط نهج أوسلو، لقد اختار الشعب الفلسطيني المقاومة باختياره لحماس ومن السخف التفكير بأنه قد تراجع عنه .
    سادسا وأخيرا : يجدر بنا أن لاتحجب الآلام والصراعات الداخلية والأخطاء عنا رؤية الحقائق السياسية ، ومع ضرورة نقد كل الممارسات الشاذة والتجاوزات غير المقبولة في معارك غزة ينبغي ان لانغرق في التشاؤم واليأس فهاهو ساتلوف الأكثر صهيونية من شارون ونتنياهو وليبرمان يعترف بأن انتصار حماس هزيمة له ولمعسكره الامبريالي – الصهيوني وذلك يكفي .

  3. واختفى الكاتب والحمامة

    عبد العزيز نايل
    Zzza1@hotmail.com

    تهيأ للكتابة بعد أن اغتسل وارتدى عباءته البيضاء الفضفاضةً ، وها هي منضدةُ الكتابةِ قد تهيأت له أيضا ، بعد أن قضى وقتا وهو يزيحُ من فوقها بقايا خبز قديم وأطباقٍ تراكمت على أجنابها ، ثم انتهى من تصنيف الأوراقِ المتناثرةِ عليها , والتي وجد في بعضها مفتتحاً لقصائدَ لم تكتمل وفي البعض الآخر وجد أفكارا مسجلة لمقالات قد لا ترى النور أبدا .فأحداث عالمنا ، تجري بسرعة فلا تنتظر التنقيح والمراجعات اللغوية في مقالاتنا ، لذلك لا نفهم إلا الماضي …..قالها و أسرع في تهيئة المناخ الملائم للكتابة ، لعله يستطيع في هذه المرة اللحاق بالحدث ، فكان لزاما أن يبدأ بمغازلة الفوضى الجاثمة على كل ركن حوله ، فما استجابت لرجائه ولا حتى لقدرته ، وها هي تُخرج لسانها له متشمتةً بمحاولاته الفاشلة في استحداث الجمال على المكان ، هذه الفوضى لن تتخلى عن مرافقته إلا إذا استحضر دولابا كبيرا ، لكي يجتمع فيه شمل ملابسه التي تتفرق هائمة في كل ركن من الغرفة ، وعلى المسامير التي امتلأت بها حوائطُ غرفته ، مصلوبةً بوسخ قديم وهو لا يجد وقتا لغسلها ، ثم تغاضى عامدا متعمدا ألا يقترب من هذه الكتبِ النائمةِ بعضها فوق بعض متلامسةً بأكتافٍ وأطرافٍ ، محترسا حتى من الهواء الذي تضخه المروحةُ أن يقترب من هذه الكتب فتميدُ وتتساقطُ فاضحةً هشاشةَ تنظيمها وترتيبها

    ،كان إصراره على الكتابة دافعا لأن يتجاهل كل شيء ، ويكفيه لأن يكتب هذه المساحة التي فرّغها من على طاولة الكتابةِ مكاناً على قدر أوراقه البيضاء والتي أعدها لمقاله ، في الجريدة الكبيرة ، ستُنشرُ المقالةُ لتؤسس لمفاهيم السلام الشامل بعد غدٍ ، احتفاء بمناسبة كبيرة عن السلام ، بعدها سيدفع إيجار غرفته ، وسيشتري مخزونا من الحبوب والأطعمة لكامل الشهر ، ثم يرسل لأولاده البؤساء والمختطفين لدى أمهم ، مبلغا بسيطا من المال ، فربما أحيا هذا الفعل صورة أب ميت في خيالهم وذكرياتهم ،
    جلس على طاولة الكتابة وقد عقد العزم ألا يبرح مكانه إلا منتهيا من المقال ، في منتصف الصفحة رسم العنوان رسما ، أطلق في المقدمة الجملة خلف الجملة كأفراس تتسابق مؤكدة حتمية العيش في سلام بين الشعوب ، فتنتفي الحروب والمنازعات وفصّل في ذلك تفصيلا ، ثم عرج على حتمية السلام بين الإنسان ونفسه لتنتفي كافة الإمراض مُفصِّلا في أن منشأ الأمراض جميعها في جسد الإنسان إنما هو راجع إلى الحروب الدائرة بين الخلايا والتي تعبر بدورها عن تناقضات بين النفس والعقل والروح والجسد ثم جاء الفصل الثالث في المقال عن السلام بين الإنسان والكون والطبيعة بكل ما فيها , وأي انتقاص في هذه المنظومة ، يعني أن الإنسان مازال تائها في عالمه الجديد بعد أن تنكر لطبيعته التي كانت ناعمة ومنعمةً في توحدها مع الطبيعة والكون ، بقيت جملة الختام ، شرع في تأليف الديباجة ، فأوقفته هذه الذبابة من الحجم الكبير ، وهي تطن طنينا رقيقا في أذنيه ، ثم تحط على ورقه ، وتنظف أيديها وأرجلها ،
    بدت مطمئنة وهي تفعل ذلك ، وعندما هش بها فارتفعت هاربة ، فوجدها تطير كالمجنونة بين نظارته وعينيه ، ولما أراد إبعادها عن عينيه ، أطار نظارته حيث طارت هي ، التقط نظارته ، وضعها على عينيه ليجد الذبابة مرة ثانية تنظف أرجلها ولكن لماذا بدت قلقة في هذه المرة فوق أوراقه , جرى حيث ، جمّع ” الكراكيب ” والأشياء المهملة على طاولة أخرى ، صار يلقي بالكراكيب على الأرض باحثا عن مضرب الذباب ، التقطه واستدار فإذا بالذبابة ما زالت موجودة على ورقه ، وفوق المقال تحديدا ، فكانت ضربته قاضية ، تمزقت الذبابة أشلاء في دمها ، طَمستْ دماؤها كلماتٍ من المقال ، لم يهتم ، فهو يقدر على استرجاعها أثناء مراجعته ، عاد إلى محاولة الكتابة ، أمسك بقلمه ، وقبل أن يتمكن من صياغة جملته التالية ، رأى ذبابا كثيرا ، وكان له طنينٌ عالٍ ، يحوم حوله ويهبط على الورق رآه يشم رائحة دماء الذبابة الكبيرة ، ثم يرتفع ليحوم في كل اتجاه ، فانفجر الكاتب غيظا ،و وقف محتدا , منتظراً إلى أن يهبط سربُ الذباب على الدماء ، فلما هبط على الورق ، أعمل مضربه على أجسادها قتلا وتمزيقا ، ثم وهو يجِّمع جحافل القتلى فوق مقاله ، تأمل مليا في الذباب الذي لم يمت و افتقد اجنحته ، وتأمل ذبابا أصابه بمضربه في نصفه الأسفل فالتصقت أمعاؤه على ورق مقاله ، جَّمع كلَّ الضحايا وأزاح بهم في “طفاية سجائره ” تأسى كثيرا على مقاله وعلى كلمات وجمل كثيرة ، قد اختفت تحت الدماء والأعضاء المبتسرة ، وإذا به وهو واقف يتأمل الخسائر ، التي نتجت عن معركتين ، محدثةً ضياعا لكلمات كثيرة من كلمات السلام ،
    أفواج جديدةٌ من الذباب تتأتى من عقب ” شيش ” شباك غرفته فارتاع منها ، قفز فوق سريره رافعا للأعلى مضرب الذباب الملوث بالدماء ، رأى كل الذباب يهبط فوق المقال ، ذهب إلى كراكيبه ، احضر مضربه الثاني ، اقترب من صفوف الذباب المقاتلة ، وقد انتظمت صفوفا ، كل صف منها فوق سطر من سطور المقال ولم يتحرك لها ساكن ، وثب مقتربا منها ، مهتاجا ، ويضرب صفوفها ، فتتفجر بالدماء تحت مضربه ، قتل الجميع ، أفسد عليه انتصاره منظر الدماء التي طَمرت تحت لزوجتها كامل المقال ، صرخ قائلا يا لها من خطة ماكرة، إنها الأسراب الانتحارية ، فقد قَبِلتْ الموتَ فوق جميع اسطر المقال ، لتمحو بدمائها جميع الكلمات والمعاني للسلم والسلام ، وما تبقى من كلمات المقال رآه سابحا في لزوجة الدم الساخن ، ليسيل مع الدم السائل على ارض الغرفة العريانة ، ومَنْ !!! تبقى من كتائب الذباب ، أخذ يتطاير حول رأسه ، فمنه الذي يدخل إلى أذنيه ومنه الذي يدخل من تحت نظارته مستهدفا عينيه ، ومنه الذي يجلس على صلعته ، فيعتقد إنها أرادت أن تثقب رأسه ، فيتقلَّب في غرفته وبنفس مضربه يضرب فوق رأسه وعلى أذنيه وفوق نظارته لتسقط على الأرض فتنكسر ، التقط هاتفه ليرد على هذا الرنين المتواصل ، سمع صوت مدير التحرير للجريدة الكبيرة وهو يؤكد عليه ، أن يحاول جاهدا تسليم المقال غدا في الصباح الباكر ، نهنه بكلمات غير مفهومة ، ثم نظر إلى مقاله فوجد الكلمات التي كتبها كلها تطفو على الدماء التي تسيل من دفتره على أرضية الغرفة ، كان في انتظارها النمل الأبيض والأسود ليحملها ميتة مضرجة في الدماء إلى جُحْره خال انه في قلب معركة غير متكافئة ولابد من الإمدادات ، صرخ في الهاتف مستغيثا بمدير التحرير ، احتاج إلى قوة يا سيدي ، لم يفهم مدير التحرير شيئا ، تزحلق الكاتب في لزوجة الدم على أرضية الغرفة ، رأى نفسه وهو محمول على أكتاف النمل الأبيض والأسود ، مخدرا وواهنا ، والذباب يتخطفه لحما ودما ، ومازال مدير الجريدة يناديه باسمه ، أما هو فلا يدري كيف امتلأت الغرفة بملاين من الذباب ومن النمل الأبيض والأسود ، متعاونين في إدخاله جُحر النمل الأبيض والأسود ، عَبَر النمل بما تبقى من الكاتب إلى الداخل ، سقط الهاتف منه ، ومازال مدير التحرير يصرخ ، أين أنت ،،، أين المقال ……..
    أغلق النمل باب جحره ..كان آخر ما رأت عينا الكاتب في الجحر …. حمامةً مجففةً .. وفي اليوم التالي كُتِب في الصفحة الأولى في الجريدة الكبيرة “لغز اختفاء رجل السلام “….. ومن مقالاته القديمة تم فبركة الموضوع الكبير عن السلام…..ولم تذكر الجريدة شيئا عن اختفاء الحمامة ………

  4. الكاتب المسعور!
    نجاح محمد علي
    اختارني أحدهم وهو نكرة في عالمي السياسة والكتابة، ليجعلني غرضا لسهامه، منسجما في ذلك مع جماعة طائفية من حزب البعث وضعتني هدفا لها فيما تنشر من سخافات وشتائم تعكس طبيعة هؤلاء القوم وخلفياتهم وحقيقتهم.
    أحدهم هذا هو في الواقع ليس كاتب مقال، ولاينطبق عليه هذا الوصف اطلاقا كما لاينطبق على تلك الفئة البعثية الطائفية الشوفينية العنصرية، لأن ماينشره على مواقع الأنترنت ليس الا ترهات لاتملك مواصفات المقال بأي حال من الأحوال، اضافة الى أن كتاباته تعج وتضج بالمتناقضات جملة وتفصيلا،فهو يفتح أقواسا داخل أقواس ويدور في حلقات متعرجة يظن أنها خطوط مستقيمة،وينثر يمنة ويسرة وبالطول والعرض مايعتقد أنها معلومات عني، ويستعير جملا اعتراضية مطولة ومملة ،ويستخدم ألفاظا وكلمات نافرة، ويصف،ناقلا وليس مبدعا، الرسول محمد صلى الله عليه وآله بالعربي ليلغي رسالته العالمية،فقد فعل ذلك من قبل كبيرهم الذي علمهم السحر “ميشيل عفلق ” في خطابه الذي ألقاه في الجامعة الأمريكية : في ذكرى الرسول العربي!.
    هذا الرجل يقيم في الغرب ويهاجم حضارته، ويعيش على معونة الغربيين ، وبها يكتب ضد الغربيين ويتهم كل من يقف في الجهة الأخرى من حزب البعث بالعميل والمخابراتي، وينسى نفسه لاجئا في دولة غربية تحصي على العرب والمسلمين أنفاسهم وتجند العديد منهم لتدسهم في الحركات والتنظيمات وليس البعث عن ذلك ببعيد.
    هذا الكاتب الأنترنيتي في مواقع مجموعة البعثيين الشوفينيين العنصريين الطائفيين، يضعني – أنا المعارض لتعاون المعارضة العراقية مع الأمركيين لاسقاط نظام صدام – ، في صف من خدم الاحتلال وعمل من اجل ( وصول الأمريكيين الصـليبيين الصـهاينة إلى بغداد واِحتلال العراق) ، وهويشرق ويغرب بكلمات وجمل ليس لها أول وليس لها آخر،خصوصا حين يقول عني : (ولغت بعض كلماته وغالبية تقاريره الصحفية في دماء العراقيين المناوئين للحضارة الغربية)، وهو بالطبع لايميز بين بعض وغالبية،لأن الحقد العنصري ، وربما الحسد وأشياء أخرى لا اعرفها، تكمن وراء حملاته المسعورة عليّ تحديدا منذ العام 2004.
    وهذا غيض من فيض!.
    يطالبني بحجج تفسيرية وبالتطرق لمضمون ماسماها بمقالاته الأربعة السابقة،وهو يعلم أنني لا أعتبرها مقالات فهي لاتملك أبدا أيا من معايير المقال،ويصف ماتناوله ضدي ” نقدا سياسيا لمواقف محددة، وينسى أو يتناسى أنه شخصيا حين يهاجمني بسيل من الاتهامات، مايتعلق منها بجانبه الشخصي ” أنا وأسرتي وأولادي ” فانه لايستند الى أي دليل ، ويبقى يردد ما يكتبه جناح البعثيين الطائفي العنصري حول ايران الفارسية الصفوية!.
    يعترض عليّ لأنني أضفيت صفة الطهارة على جثامين أهل بيتي التي لم نعثر عليها ولا في أي واحدة من مئات المقابر الجماعية، متسائلا وهو يناقض نفسه أيضا (ومَنْ هو الكفيل بتقويم ((الأفراد الحاضرين أو الغائبين)) والذي يزكي الأحياء والأموات في آن؟ هل نحن البشـر غير المعصومين، أم القادر القدير الواحد العزيز خالق البلاد والعباد؟ أعتقد أنَّ الجواب على ذلك التساؤل واضح بما فيه الكفاية، إذ أنَّ الأمر متروك لله الواحد العليم بكل شيء والمحيط بكافة الأمور، وبالتأكيد أنَّ الموتى أصحاب الأجساد ((الطاهرة)) ذهبوا ضحايا الاِبن ((المجاهد المسلم))، كحالة شاخصة في سياق المقالة، الذي كافح بالظفر والناب والرأي والكلمة المكتوبة، من أجل وصول الأمريكيين الصـليبيين الصـهاينة إلى بغداد واِحتلال العراق).
    يرفض أن أصف بالطاهر: فتى من أهل بيتي عمره أحد عشر عاما فقط غيبه البعثيون وقتلوه مع شقيقه الشاب اليافع ذي الربع والعشرين ربيعا والثالث بسنينه التاسعة والعشرين، أو ذلك الكريم شقيقي بكواكبه التي لم تكمل التسعة عشر ..الجميل في كل شيء والوديع في كل شيء، وقد غاب وضاع بعد أن جاء رفاق هذا الرجل ليعتقلوه قبل أكثر من 27 عاما ، وقد قُتلوا صبرا وظلما ، والله سبحانه وضع المعايير لنحتسبهم عنده من الشهداء.
    يناقض نفسه هذا الرجل فهو لايساوي فقط بين الضحية والجلاد، وإنما يريد أن يترك لله أمر اعتبار شهداءنا من الطاهرين، بينهم يعتبر هو قاتلا وجلادا كصدام شهيدا ،أدخله الجنة وهو الذي قتل بنفسه وبيديه العشرات من البعثيين ومن غيرهم!، وأصدر بنفسه قرارات بإعادم وإبادة مئات الآلاف، بدء من قرار إعدام المنتمين الى حزب الدعوة الاسلامية وبأثر رجعي مرورا باعدام أعضاء الحزب الشيوعي وباقي الأحزاب المعارضة، ومرورا بمجازر “الأنفال” وجرائم الابادة الجماعية في الجنوب والوسط، وقتل الالوف من سكان الرمادي انتقاما لمحاولات انقلابية ضده…الخ.
    في مقابلة مع صحيفة “الحقيقة” الأليكترونية قال البعثي الفلسطيني ناصيف عواد مدير مكتب الإعلام القومي السابق في العهد السابق ما أنقله بنصه:
    – كان صدام حسين كمثال قاسيا مع الدكتور منيف الرزاز.. ومع رفاقه في مجلس قيادة الثورة سنة 1979 لأنهم تآمروا عليه.

    استقالة البكر
    س: ما هي المؤامرة.. لم تنشر تفاصيل أية مؤامرة..؟

    – نشرت.. صارت انحرافات.

    بدأت المؤامرة عندما استقال الرئيس أحمد حسن البكر. أصبح البكر بعد وفاة زوجته، وابنه محمد في حادث سيارة وقعت في النهر ، زاهدا بالحكم، و لا قبل له بمواصلة مهام عمله رئيساً للجمهورية.. وأصبح يلح على الاستقالة قائلاً أنه تعب.

    س: هل استمعت شخصياً الى هذا الكلام من البكر..؟

    ـ لا. لكني استمعت للتفاصيل من طارق عزيز الذي تربطني به صداقة وعلاقات اخوية.. قال لي إن الذين كانوا يعرفوا برغبة البكر بالاستقالة اربعة هم صدام حسين, عزت ابراهيم وطارق عزيز.. ولا أذكر الرابع.. قد يكون طه ياسين رمضان.
    س: متى أبلغك طارق عزيز بهذه المعلومات.. قبل الاستقالة أم بعدها..؟

    ـ بعد الاستقالة، وعندما تكشفت المؤامرة.

    عندما عقد اجتماع للقيادة.. مجلس قيادة الثورة الذي كان يضم كل أعضاء القيادة القومية للحزب، تحدث محيى الشمري قائلاً “هذا (في اشارة للرئيس البكر) حاملينه على كتافنا، شمعنا هسه يستقيل..؟!”.

    صدام أجابه: “محيى شنو هالحشي..؟!”. و كان معترضا على الاستخفاف بالرئيس البكر.

    س: هل كان البكر حاضرا الاجتماع..؟

    ـ لا.

    مؤامرة 1979
    س: لكنه كان رئيس مجلس قيادة الثورة..؟

    – كان هذا الاجتماع بعد تقديم البكر لاستقالته.

    صدام طلب من محيي الشمري مغادرة الاجتماع حين تحدث بهذه الطريقة، وطلب من الحرس اخراجه.. طرده من الاجتماع.

    محمد عايش مرر أثناء حديث محيي ورقة له كتب عليها لا تقل هذا الكلام. أحد الجالسين بجوار عايش أمسك بيده وبالورقة وقرأ ما هو مكتوب فيها.

    محيي قال في التحقيق.. هل فقط أنا.. نصف القيادة مع ذات التوجه.. عدنان حسين الحمداني، غانم عبد الجليل، وذكر أسماء كثيرة..

    س: هؤلاء كانوا ضد استقالة البكر..؟

    ـ لا.. هؤلاء ضالعين في مؤامرة.

    س: ما هي المؤامرة..؟

    ـ “المؤامرة شغلة قديمة”.. المؤامرة هي منع صدام حسين من تولي رئاسة الجمهورية وأن يصبح الرجل الأول في العراق.

    س: لماذا..؟

    ـ لأن لكل واحد طموحاته. صدام حسين اكفأهم، وأشجعهم، وأبعدهم نظراً.

    س: من كان الشخص الذي كانوا يدعمونه ليخلف البكر..؟

    ـ كانت هناك عدة أهداف.. كان الدكتور منيف الرزاز معهم.

    س: لماذا لم يحاكم الرزاز..؟

    ـ لأنه سبق أن شغل أمين عام الحزب. محيي الشمري واجه الدكتور الرزاز بحضور بدر الدين مدثر عضو القيادة القومية (سوداني). وقال له يا دكتور أنت كنت تجتمع معنا في بيت فلان وفلان وفلان لكن الرزاز نفى.

    هنا سأل صدام حسين الدكتور الرزاز: هل أحضر لك عدنان حسين لتواجهه أيضا..؟

    أجاب الرزاز: لا تحضر عدنان ولا غيره.

    لكن الذي شهدته بنفسي من مؤشرات يتمثل فيما يلي:

    كان عفلق أمين عام الحزب موجودا في باريس حين تكشفت المؤامرة ، فأرسلت طائرة خاصة لإحضاره. وكنت في استقباله أنا والدكتور منيف الرزاز وعدد محدود آخر.

    في اليوم التالي زرت عفلق في منزله، فوجدت لديه الدكتور الرزاز، وكان متجهم الوجه. انتهزت مغادرة الأستاذ عفلق للصالون، لأسأل الدكتور الرزاز عن سبب انفعاله، أجابني محتدا ومتحسبا: لا شيء.

    في اليوم التالي تم افتتاح المبنى الجديد للقيادة القومية للحزب في الحارثية، ولاحظت تغيب الدكتور الرزاز.. عندما عدت للبيت طلبت من زوجتي الاتصال بزوجة الدكتور الرزاز وأن تخبرها أننا نريد زيارتهما.. كانت علاقتنا بعائلة الدكتور الرزاز وثيقه جدا.. وكنا نتزاور باستمرار. رحبت زوجة الدكتور الرزاز بالزيارة، لكنها عاودت الاتصال بعد قليل تعتذر عن عدم استقبالنا.

    سألتني قبل قليل لم لم يحاكم الدكتور الرزاز..؟

    لم يحاكم أحد من المتآمرين. صارت اعترافات.. اعترفوا على بعضهم البعض، واعترف الجميع.
    ……………………………………………..
    انتهى كلام الفلسطيني ولي أن أسأل :
    لماذا قتل كل أولئك البعثيين من دون أي محاكمة ، وهكذا بالكيلو؟ هل هي جريمة أم لا؟.


    وما من كاتبِ الا سيفنى وُيبقى الدهرُ ماكتبت يداهُ
    فلا تكتب بكفك غير شئ ُيسرك في القيامةٍ أن تراهُ

  5. بادئ ذي بدء أسجل أنني لست ضد شخص في مقابل آخر أياً كان هذا الشخص أو كان الاخر، كما أنني ضد كل أشكال تكميم الأفواه أو كسر الأقلام الشريفة،
    ولكنني هنا فقط اناقش فكرة جد هامة وحساسة ارجو من جميع الاخوة الانتباه إليها والتمعن فيها لاستبيان الحق من الباطل، إذ أن هذه الحالة التي اتناولها في مقالي هذا أظن أنها تقف على الخط الفاصل ما بين حرية الفكر والفبركة الإعلامية، وهو ما اسميته ب ” العالق” ، وهي حالة أعتقد أنها تنتاب البعض منا بفعل فبركة عدد من وسائل الإعلام المرئي والمسموع للكثير من الحقائق والعمل على إثارة النعرات والفتن ليسقط بعضنا فيها عن غير قصد بعض الوقت، إلا أنها تتملك من آخرين كثيرا من الوقت.

    وأخيرا أقول أنني ربما أكون على حق، وربما أكون مخطئ، ولكنها وجهة نظري التي لن أغيرها إلا بتغير الحال إلى أفضل حال.. ولندخل إلى الموضوع:

    العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية

    لست أدري عن أي تضامن أعلن بعض الكتاب والمثقفين للوقوف الى جانب الدكتور ابراهيم حمامي في الدعوة المقدمة ضده من قبل النائب محمد دحلان أمام القضاء البريطاني..ونحن هنا لا ندافع عن النائب دحلان ولكننا نتسأل بصوت مرتفع لماذا كل هذا الضجيج للوقوف إلى جانب شخص أخذ على عاتقه توزيع شهادات الخيانة لمن يكره ومنح صكوك الغفران لمن يرغب؟؟ فالكاتب الذي لا أعلم بالضبط في أي تخصص حصل على شهادة الدكتوراه، أشك عظيم الشك انه يجد وقتا للعمل في مجال اختصاصه.. فالسيد حمامي يكتب المقال والبحث بشكل شبه يومي ويذيع نشرة صوتية ترسل عبر الايميل.. والسؤال متى يقوم بجمع المعلومه ويسجلها ويكتبها ويرسلها إلى المواقع الالكترونية وهل يتبقى لديه وقت للعمل في مجال تخصصه؟؟ سؤال ربما يقرأه البعض على هامش قضية المقال، إلا أنني أجزم انها في صلب القضية، فالدكتور حمامي بهذا النهج المبرمج اعتقد أنه لا يستطيع العيش الكريم في بلد مثل لندن إلا إذا كانت هناك جهات داعمة لهذا المجهود الخارق، ما يعني أن هناك أهدافا ومصالح اقتصادية من وراء التهجم على قيادات السلطة سواء بزعامة الراحل ” ياسر عرفات ” أو برئاسة الرئيس محمود عباس.
    وحتى لا يتهمني البعض بمحاولة التشكيك في رسالة السيد حمامي بالقول إنني أتجنى عليه..وبعيداً عن تفصيلات حيوية هي بالأساس مجموع يصب باتجاه الكل وليس الجزء..نناقش هنا الاسلوب الذي ينتهجه وهو الذي لم يتوانى لحظة واحدة عن استغلال هوايته في الكتابة للتشهير والتشكيك في عباد الله يمينا ويساراً بلا مواربة شتماً وقذفا دون اية علاقة بآداب وأصول الكتابة.. فلنلقي نظرة سريعة على بعض مفرداته..إذ أن المتتبع لكتابات حمامي يجده يصف في بعضها رموز السلطة منذ اليوم الاول بلقب ” أبوات أوسلو “، وفي بعضها الاخر تراه ينعت الرئيس عباس ” بقائد مجموعة الكواهين ” ورجاله بلقب “الفاشيون” واصفا اياهم ب ” هؤلاء النكرات” ويوغل الكاتب الفذ في أكثر من مقال لينعت عناصر الأجهزة الامنية ” بقوات لحد “..والسؤال أتعد تلك المفردات من آداب الكتابة بلغة القرآن الذي نهى عن كل قذف وذم ؟؟ وهل يعد ما يكتب في هكذا سياق فكراً جديرا بالاحترام؟؟
    فلا أحد داخل الوطن أو خارجه مع تكميم الافواه بفرضية أن الدعاوي القضائية في حالات التشهير والسب والقذف تعد تكميما للأفواه..وإن كان الامر كذلك فلماذا لم يطلعنا حمامي عن رأيه في اغتيال الشاعر الفلسطيني ” نصر أبو شاور” الذي اغتيل على أيدي مليشيات التنفيذية او عن تخوين شاعرنا الكبير ” محمود درويش” جراء إلقائه قصيدة، أو عن حالات الدق بالمسامير أو بتر الاطراف للقتلى أو سحل المعارضين ؟؟؟. وحينما حاول مؤخرا الظهور كمحايد على غير عادته اشار إلى عدد من حوادث القتل الذي يعترف هو انها ارتكبت على يد القسام بالقول ” جل من لا يخطيء ” ، والسؤال الكبير هنا لماذا حينما تكون حماس هي المدانة يعلق على جرائم القتل ” بجل من لا يخطئ ” ، فيما توصف عمليات الاعتقال والتحقيق بواسطة الاجهزة الامنية الشرعية بانها جريمة بحق السماء، وهل بات حمامي يرى أن السلطة أصبحت شرعية بمجرد دخول حماس تحت سقف اوسلوا ؟؟ وهو الذي اشبعها نقدا وطعنا واصفا إياها ” بالسلطة الخائنة” كونها اقيمت تحت نير الاحتلال.
    إن الاختلاف السياسي امر مشروع وطنيا ومعمول به داخليا، وليس ادل على ذلك إلا حال النقد الشديد الذي تتعرض له مؤسسة السلطة جراء خطأ هنا أو هناك.. أو ما تتعرض له قوى العمل الوطني بما فيها فتح أو غيرها في سياق نبذ التعصب أو العنف أو المغالاة الحزبية، ولكننا يوما لم نقرأ كاتبا محترما يشتم أو يقذف أو يخون هذا أو ذاك لمجرد الاختلاف السياسي، خاصة أن تلك الادوات تدل عن ضعف صاحبها كون الكتابة بها تعد من اسهل وأبسط اشكال الممارسات الفكرية.
    نعم نقول لا للإرهاب الفكري، ولكننا أيضا نقول الف لا للتشهير بقضيتنا الوطنية ، فما يمارسه السيد حمامي وبعض أصدقائه لا يخرج من عباءة الطعن في جسد قضيتنا الام عبر استجلاب التهم وتبادل القذف والشتم في وصلات الردح الفضائي أو الالكتروني من وراء اقنعة مستعاره عيونها لا ترى شيئا من جرائم الاحتلال.
    فيا ايها العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية.. يا من تشرعون الممارسات الخاطئة وتشجعونها عبر هكذا تضامن عوضا عن ممارسة النقد البناء .. حري بكم أن تتساءلوا أي علاقة تلك التي تربط مدينة الضباب بحجب الرؤية السليمة أمام بصيرة السيد حمامي؟؟ خاصة وأنه يفاخر بوجوده في بلد جلب الويلات لشعبنا حينما منح اليهود ما لا تملك يمينة.

  6. العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية

    لست أدري عن أي تضامن أعلن بعض الكتاب والمثقفين للوقوف الى جانب الدكتور ابراهيم حمامي في الدعوة المقدمة ضده من قبل النائب محمد دحلان أمام القضاء البريطاني..ونحن هنا لا ندافع عن النائب دحلان ولكننا نتسأل بصوت مرتفع لماذا كل هذا الضجيج للوقوف إلى جانب شخص أخذ على عاتقه توزيع شهادات الخيانة لمن يكره ومنح صكوك الغفران لمن يرغب؟؟ فالكاتب الذي لا أعلم بالضبط في أي تخصص حصل على شهادة الدكتوراه، أشك عظيم الشك انه يجد وقتا للعمل في مجال اختصاصه.. فالسيد حمامي يكتب المقال والبحث بشكل شبه يومي ويذيع نشرة صوتية ترسل عبر الايميل.. والسؤال متى يقوم بجمع المعلومه ويسجلها ويكتبها ويرسلها إلى المواقع الالكترونية وهل يتبقى لديه وقت للعمل في مجال تخصصه؟؟ سؤال ربما يقرأه البعض على هامش قضية المقال، إلا أنني أجزم انها في صلب القضية، فالدكتور حمامي بهذا النهج المبرمج اعتقد أنه لا يستطيع العيش الكريم في بلد مثل لندن إلا إذا كانت هناك جهات داعمة لهذا المجهود الخارق، ما يعني أن هناك أهدافا ومصالح اقتصادية من وراء التهجم على قيادات السلطة سواء بزعامة الراحل ” ياسر عرفات ” أو برئاسة الرئيس محمود عباس.
    وحتى لا يتهمني البعض بمحاولة التشكيك في رسالة السيد حمامي بالقول إنني أتجنى عليه..وبعيداً عن تفصيلات حيوية هي بالأساس مجموع يصب باتجاه الكل وليس الجزء..نناقش هنا الاسلوب الذي ينتهجه وهو الذي لم يتوانى لحظة واحدة عن استغلال هوايته في الكتابة للتشهير والتشكيك في عباد الله يمينا ويساراً بلا مواربة شتماً وقذفا دون اية علاقة بآداب وأصول الكتابة.. فلنلقي نظرة سريعة على بعض مفرداته..إذ أن المتتبع لكتابات حمامي يجده يصف في بعضها رموز السلطة منذ اليوم الاول بلقب ” أبوات أوسلو “، وفي بعضها الاخر تراه ينعت الرئيس عباس ” بقائد مجموعة الكواهين ” ورجاله بلقب “الفاشيون” واصفا اياهم ب ” هؤلاء النكرات” ويوغل الكاتب الفذ في أكثر من مقال لينعت عناصر الأجهزة الامنية ” بقوات لحد “..والسؤال أتعد تلك المفردات من آداب الكتابة بلغة القرآن الذي نهى عن كل قذف وذم ؟؟ وهل يعد ما يكتب في هكذا سياق فكراً جديرا بالاحترام؟؟
    فلا أحد داخل الوطن أو خارجه مع تكميم الافواه بفرضية أن الدعاوي القضائية في حالات التشهير والسب والقذف تعد تكميما للأفواه..وإن كان الامر كذلك فلماذا لم يطلعنا حمامي عن رأيه في اغتيال الشاعر الفلسطيني ” نصر أبو شاور” الذي اغتيل على أيدي مليشيات التنفيذية او عن تخوين شاعرنا الكبير ” محمود درويش” جراء إلقائه قصيدة، أو عن حالات الدق بالمسامير أو بتر الاطراف للقتلى أو سحل المعارضين ؟؟؟. وحينما حاول مؤخرا الظهور كمحايد على غير عادته اشار إلى عدد من حوادث القتل الذي يعترف هو انها ارتكبت على يد القسام بالقول ” جل من لا يخطيء ” ، والسؤال الكبير هنا لماذا حينما تكون حماس هي المدانة يعلق على جرائم القتل ” بجل من لا يخطئ ” ، فيما توصف عمليات الاعتقال والتحقيق بواسطة الاجهزة الامنية الشرعية بانها جريمة بحق السماء، وهل بات حمامي يرى أن السلطة أصبحت شرعية بمجرد دخول حماس تحت سقف اوسلوا ؟؟ وهو الذي اشبعها نقدا وطعنا واصفا إياها ” بالسلطة الخائنة” كونها اقيمت تحت نير الاحتلال.
    إن الاختلاف السياسي امر مشروع وطنيا ومعمول به داخليا، وليس ادل على ذلك إلا حال النقد الشديد الذي تتعرض له مؤسسة السلطة جراء خطأ هنا أو هناك.. أو ما تتعرض له قوى العمل الوطني بما فيها فتح أو غيرها في سياق نبذ التعصب أو العنف أو المغالاة الحزبية، ولكننا يوما لم نقرأ كاتبا محترما يشتم أو يقذف أو يخون هذا أو ذاك لمجرد الاختلاف السياسي، خاصة أن تلك الادوات تدل عن ضعف صاحبها كون الكتابة بها تعد من اسهل وأبسط اشكال الممارسات الفكرية.
    نعم نقول لا للإرهاب الفكري، ولكننا أيضا نقول الف لا للتشهير بقضيتنا الوطنية ، فما يمارسه السيد حمامي وبعض أصدقائه لا يخرج من عباءة الطعن في جسد قضيتنا الام عبر استجلاب التهم وتبادل القذف والشتم في وصلات الردح الفضائي أو الالكتروني من وراء اقنعة مستعاره عيونها لا ترى شيئا من جرائم الاحتلال.
    فيا ايها العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية.. يا من تشرعون الممارسات الخاطئة وتشجعونها عبر هكذا تضامن عوضا عن ممارسة النقد البناء .. حري بكم أن تتساءلوا أي علاقة تلك التي تربط مدينة الضباب بحجب الرؤية السليمة أمام بصيرة السيد حمامي؟؟ خاصة وأنه يفاخر بوجوده في بلد جلب الويلات لشعبنا حينما منح اليهود ما لا تملك يمينة.

  7. لماذا؟؟؟؟
    المشروع اليهودي في فلسطين فاشل
    ومحكوم عليه بالزوال
    إن المشروع اليهودي في فلسطين والمتمثل في الكيان اليهودي فاشل ومحكوم عليه بالزوال مهما طال الزمان ومهما كان حجم القوة الظالمةالتي تحميه بموجب قانون القوة الغاشمة و التي توفر له أسباب الحياة الاصطناعية والبقاء, فهو كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار, فمهما عظمت المحاولات والمؤامرات التي تبذل من اجل الإبقاء على حياة هذه الشجرة الخبيثة الملعونة في أرضنا المباركة فلسطيننا الحبيبة الغالية فلن تنجح, فهذه شجرة خبيثةلا يمكن ان تتقبلها ارض فلسطين المباركة قبولا حسنا فليس لها جذور في أعماقها فهي ليست من نباتها,أما نحن أصحاب فلسطين المباركة فباقون ولا يمكن أن نزول فجذورنا تمتد في أعماقها ألاف السنين وإلى الأرض السابعة ونحن من ترابها وترابها منا فستبقى تحن إلينا ونحن إليها كما تحن الأم الحنونة إلى أبنائها وكما يحن الأبناء الأوفياء إلى أمهم وستبقى نار الاشتياق والحنين في صدورنا مشتعلة حتى يعود الأبناء إلى أمهم لتحتضنهم من جديد ,لذلك فالكيان اليهودي لن يُعمر بأمر الله طويلا في فلسطيننا بموجب الحقائق الدينية والبشرية والتاريخية والجغرافية الراسخة في المنطقة وفي ارض فلسطين والتي تتناقض مع وجوده ,والتي لا يُمكن لأحد أن يقفز من فوقها أو يتجاوزها أو يُزيلها من الوجود مهما إمتلك من قوة,ومهما كانت قوة الباطل التي عملت وتعمل على تزييفها وتزويرها وقلبها وتغيير معالمها فهي تمثل قوة الحق التي ستقتلع قوة الباطل في يوم من الأيام وهذه الحقائق هي :-
    أولاً :- الحقيقة الدينية و البُعد الديني والعقائدي لفلسطين عند المسلمين,ففلسطين ليست ملك للشعب الفلسطيني وحده وانما الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في المعركة وجزء لايتجزء من مليار ونصف مسلم في الارض يشاركونه في هذه الملكية,ففلسطين أرض مُقدسه ومُباركه عند المُسلمين في الأرض وهي جزء من عقيدتهم , فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم ومُسجله في كتابهم الكريم (القرأن الكريم) كلام رب العالمين الذي هو أقوى وأثبت من كل السجلات و النصوص والمواثيق والمُعاهدات التي كتبها البشر بأيديهم, فهناك عدة ايات وليس اية واحدة كما يظن بعض المسلمين تتحدث عن بركة فلسطين(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).
    (ونجيناهُ ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)}الأنبياء:71 {.
    (ولسُليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكُنا بكُل شيء عالمين)} الأنبياء:81 {.
    (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليال وأياماً ءامنين )} سبأ: 18{ .
    فما قرره الله في كتابه الكريم لا يُمكن لبشر أن يُبطله أو يمحوه أو يُغير فيه حرفا ,فمن يستطيع ان يتنازل عن وطن قد باركه الله وسجله في كتابه ؟؟.
    ففلسطين ليست مُلك قيادات وزعامات ومنظمات فلسطينية مهما كانت شرعيتها ف( المسجد الأقصى) ملك للمسلمين أجمعين أينما وجدوا وتواجدوا ومن كل لون وجنس فهو ليس مكان مقدس للفلسطينيين وانما للمسلمين أجمعين, فهل من الجائز أن نقول أن ( المسجد الأقصى)من مقدسات الفلسطينيين أم انه من مقدسات المسلمين, ف(القدس) ثالث مدينة مقدسة عند المسلمين بعد(مكة المكرمة والمدينة المنورة) فهل يستطيع احد أن يتنازل عن هاتين المدينتين لغير المسلمين,لذلك ان تحرير(فلسطين وبيت المقدس)هو فرض عين على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وليس على الشعب الفلسطيني لوحده,فالذي حرر القدس من الصليبيين( صلاح الدين الأيوبي)فما كان فلسطينيا ولا عربيا ولكن كرديا مسلما والذي قضى على دولة الصليبيين في معركة عكا هو المملوكي (الخليل بن قلاوون) وجميع أبطال المسلمين في الحروب الصليبية لم يكونوا عربا (عماد الدين ونور الدين زنكي وقطز وبيبرس وقلاوون والأفضل وشيركوه والعادل والكامل ) فما الذي دفع هؤلاء إلى تحرير فلسطين والقدس وجميع بلاد الشام من الصليبيين إلا البعد العقائدي الإسلامي, فالإسلام هو الذي اقتلع دولة الصليبيين من جذورها والى الأبد وهو الذي سيقتلع الكيان اليهودي من فوق أرضنا المباركة فما دام فينا طفل يقول (لا أله الله محمد رسول الله) لن يبقى هذا الكيان في أرضنا .
    ثانياً:الحقيقة البشرية و البُعد الإنساني للجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني نتيجة إقامة كيان لليهود فوق ارض وطن ليس لهم, فمن المعروف أن إغتصاب فلسطين تم على مرحلتين الأولى عام 1948 والثانية عام 1967وترتب على ذلك تشريد مُعظم الشعب الفلسطيني عن وطنه ووضع الجزء الأكبر من هذا الشعب المظلوم في تجمعات بشريه سُميت(بالمُخيمات وما أدراك ماالمخيمات)
    يسودها البؤس والشقاء والعذاب والقهر وحنين العودة إلى الوطن,فظلم دعاة الإنسانية وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية إستبدل مدن وقرى فلسطين الجميلة الهادئة الوادعة جنة الله على أرضه بهذه المُخيمات البائسة التي تشهد على عظم الجريمة الإنسانية الفظيعة التي ارتكبها هؤلاء المجرمون الظلمة بحق الشعب الفلسطيني صاحب (فلسطين) والذي كان يعيش فيها بهدوء وسلام ووداعة وامن واطمئنان .
    فهل لو قامت دولة فلسطينية في الجزء الذي إغتصب عام 1967 وعاد إليها الذين شردوا من فلسطين عام 1948 بدلاً من قراهم ومُدنهم التي إقتلعوا منها هل ستنتهي عند ذلك الجريمة الإنسانية التي ارتكبت بحق هؤلاء الذين يُشكلون الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني و بذلك تزول معالم الجريمة؟؟
    وهل سيقتنع هؤلاء عند ذلك بأن حقهم قد عاد إليهم غير منقوص وان الظلم قد رفع عنهم وان مدنهم التاريخية الجليل وعكا والناصرة وحيفا ويافا واللد والرمله وعسقلان وبئر السبع والمجدل والنقب ليست لهم ؟؟
    بل هي للصوص والمافيات الدولية من نفايات (الاتحاد السوفيتي السابق ومنظومته الاشتراكية السابقة) ومن مختلف أصقاع الأرض الذين جاءوا متغطين بعقائد زائفة وأوهام باطلة من اختراع عقولهم الشريرة,إن ذلك مستحيل والأحداث أثبتت هذه الإستحاله, فعندما اغتصب الجزء الأكبر من فلسطين عام 1948 وأخرج أهله منه ظلما وعدوانا وبموجب مؤامرة ضخمة تزول منها الجبال وفوق تحمل الشعب الفلسطيني قال وزير الخارجية الأمريكي(جون فوستر دالاس) في بداية الخمسينات في عهد (أيزنهاور) : ( إن قضيه فلسطين سوف تنتهي عندما يموت الجيل الذي خرج منها,فيأتي الجيل الذي يليه والذي وُلد في الشتات فهولا يعرف عنها شيئاعند ذلك ينسى هذا الجيل فلسطين وبذلك تنتهي القضية)ولكن الأحداث والتاريخ أثبتت فشل مقولة (دالاس)فالأجيال التي ولد ت في خارج( فلسطين) ولا تعرفها كانت أشد تمسكاً بفلسطين وبحق العودة إليها وأكثر حنيناً لها وهي التي منعت الاستقرار الأمني والعسكري عن هذا الكيان, فهذه الأجيال هي التي قدمت التضحيات الجسام وطوابير الاستشهاديين الذين يزلزلون أرجاء الكيان اليهودي ويبثون فيه الخوف الذعر والرعب و يقدمون الشهداء قوافل,وهي التي فجرت الانتفاضة الأولى في عام1987 والثانية في عام 2000 وهي التي تقاتل هذا الكيان بالحجر من اجل استرداد وطن الأباء والأجداد والعودة إليه, وإذا ما سألت أي طفل فلسطيني حتى ولو كان مولودا في استراليا من أي بلد أنت؟؟؟؟ فيجيبك فورا وبمنتهى الاعتزاز ودون تلكأ وبإصرار وحنين أنا من فلسطين من المدينة أو القرية الفلانية.
    ففلسطين تشكل جزءاً فطرياً وعضوياً من وجدان وضمير الشعب الفلسطيني وهي في جيناته,لذلك لن تستطيع الحُلول ولا المُعاهدات أن تمسح أو تلغي هذا الوجدان وهذه الفطرة التي فطر الله عليها الشعب الفلسطيني, فحبه لوطنه حب غريزي يلد مع الفلسطيني,فأبناء الجزء الذي اغتصب من فلسطين عام 1948 يُشكلون الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني وهم الضحية الأولى للجريمة التي ارتكبتها (بريطانيا) بحقهم وحق وطنهم, فبدون عودتهم ورجوعهم إلى وطنهم التاريخي والشرعي فلسطين مُعززين مُكرمين أسياداً وإزالة معالم الجريمة المتمثلة بالكيان اليهودي فلن يكون هناك أمن ولا إستقرار ولا سلام ولا هدوء في منطقتنا وفي العالم .
    والحقيقة البشرية تؤكد أن جميع اليهود سكان الكيان اليهودي هم من المستجلبين من جميع أصقاع الأرض من الذين لا يمتون إلى فلسطين بصلة لا ثقافيا ولا حضاريا حتى أنهم لا يحملون ثقافة موحدة فثقافاتهم مختلفة ويوجد بينهم تفرقة عنصرية وعدم انسجام كما وصفهم القرأن الكريم(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).
    فهذا الكيان المصطنع ما هو إلا وعاء بشري شعبه مُستجلب ومُستورد من معظم بلدان العالم لذلك فإنه خارج السياق الطبيعي للشعوب والأوطان انه كيان مشوه. وكان المخطط الذي قام عليه الكيان اليهودي هو اقتلاع كامل الشعب الفلسطيني من فلسطين لتصبح يهودية بالكامل ولكن هذا المخطط قد فشل, فالفلسطينيون عددهم على ارض وطنهم يساوي تقريبا عدد اليهود وفي العقد القادم سيتفوق الفلسطينيون عدديا على اليهود .
    ثالثاً : الحقائق التاريخية فإذا أردنا أن نناقش ادعاءات اليهود بأن لهم حق تاريخي في فلسطين فالحقائق التاريخية تقول أن الشعب الفلسطيني يمتلك فلسطين منذ ألاف السنين,فتاريخياً أول من سكن فلسطين هم(اليبوسيون ومن ثم الكنعانيون العرب)الذين مرت عليهم أديان وحضارات متعاقبة, وعندما فتحها المسلمون لم يك يسكنها احد من اليهود, فأهلها كانوا يعتنقون أخرا لأديان التي سبقت الإسلام والتي بشرت بمجيء الإسلام وهي الديانة المسيحية فدخل معظمهم في الإسلام طوعا والذي بقي منهم على دينه عاش تحت راية الإسلام وفي ظل رحمته وعدله مُعززاً مُكرماً له ما للمُسلمين وعليه ماعليهم ما دام محافظ على العهد والميثاق مع المسلمين بل انه أصبح أمانة في ذمة المسلمين وحمايته والدفاع عن ماله وعرضه ودمه واجب شرعي, ف(العهدة العمرية) اكبر شاهد في التاريخ على ذلك,ولقد ثبت باليقين القاطع أن فلسطين لم تك في يوم من الأيام مُلك لليهود,فاليهود رغم أنهم عملوا على التنقيب عن الأثارفي كل مدينة وقرية فلسطينية على مدار ستين عاما من عمر كيانهم لعلهم يجدون أثرا ولو بسيطا يدعم أباطيلهم بأن لهم حق تاريخي في فلسطين فلم يجدواغيرأثارالمسلمين والأمم التي سبقتهم وكذلك الحفريات اليهودية تحت(المسجد الأقصى) والمستمرة منذ أربعين عاما والتي تستهدف إيجاد دليل ولو بسيط على وجود هيكلهم المزعوم مكان (المسجد الأقصى)فكلما تعمقوا بهذه الحفريات ظهرت لهم حقائق جديدة تؤكد على ملكية المسلمين ل(المسجد الأقصى), فلذلك ان هذا الكيان طارئ على الوجود فهو خارج السياق التاريخي لتاريخ فلسطين وللأقوام التي مرت عليها .
    رابعا:- الحقائق الجغرافية , ان الكيان اليهودي الخبيث النكد( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) المغروس في فلسطين معاكس لحقائق الجغرافية في المنطقة ومتناقض معها بالمطلق, فهو جسم غريب عنها من غير جنسها وغير منسجم معها,فهو جسم سرطاني زرع فيها زرعا, فهو كيان مستورد من خارج النطاق الجغرافي للمنطقة, فبمجرد أن زرع هذا الكيان في فلسطين عام 1948 تقطعت أوصال الجغرافية فإنفصل الشرق عن الغرب والشمال عن الجنوب و إفريقيا عن أسيا , فلو كان هذا الكيان من نفس جنس جغرافية المنطقة ما حصل هذا ولكن الهدف من غرس هذه الشجرة الخبيثة في فلسطين المباركة التي هي بمثابة السرة والعقدة الجغرافية التي تربط أوصال العالم الإسلامي هو تفكيك هذه الأوصال وتقطيعها, فالمشروع الغربي الصليبي في عالمنا الإسلامي قائم على التجزئة ومنع الوحدة, فكان زرع هذا الجسم الغريب هو من اجل تحقيق هذا الهدف, وهذا الكيان السرطاني شوه جغرافية فلسطين وطوبغرافيتها الجميلة, فالمستوطنات التي أقامها اليهود على ارض فلسطين ما هي إلا خلايا سرطانية تحيط في الوجه الجميل للمدن الفلسطينية التاريخية العريقة التي تشهد على حضارة الشعب الفلسطيني وان فلسطين لها شعب وأصحاب وليس كما يفتري اليهود بأنها ارض بلا شعب وهذه المستوطنات تتناقض مع التصميم الهندسي والمعماري الإسلامي لهذه المدن,ولا ننسى كيف أن الكيان اليهودي عمد إلى تشويه جغرافية فلسطين بمنتهى الحقد والكراهية بالجدار الإجرامي الذي قطع به أوصال القرى والمدن الفلسطينية ظناً منه أن هذا الجدار سيحميه من الزوال الحتمي بإذن الله.
    إن هذه الحقائق أعلاه تؤكد على حقيقة واحدة لا نشك فيها مثقال ذرة وهي بأن المشروع اليهودي في فلسطين لن يبقى في أرضنا مهما حاول المحاولون.
    فالشعب الفلسطيني لم يستسلم للأمر الواقع حتى هذه اللحظة, فهو منذ مائة عام يُجابه هذا المشروع الدموي وحده وسيستمر في المواجهة والإصرار على استعادة وطنه حتى يأتي أمر الله, فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امرالله قالوا أين هم يا رسول الله قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس),وستستمر المنطقة وشعوبها بلفظ هذا الكيان الغريب ورفضه حتى تلفظه نهائيا كما لفظت دولة الصليبيين التي عاشت مائتي عام لأنها لم تك من جنس المنطقة,فما بُني على باطل فهو باطل مهما طال الزمان ومهما كانت قوة هذا الباطل,هذه سنة الله في الظالمين, فكل ذرة تراب من فلسطين هي حق شرعي وتاريخي لنا,وهذا الحق أثبت وأقوى من كل الإتفاقيات والمُعاهدات التي تريد أن تعطي للقوة حقاً ليس لها,ولكن إستمرار ضياع هذا الحق مرهون فقط باستمرار
    أمتنا في حالة ضياع وتشرذم وإنشطار وضعف عام وفقدان للإرادة, فعندما تتغير الأحوال ويستعيد الحق قوته وإرادته يعود الحق لأهله ……
    لذلك إن المشروع اليهودي في فلسطين محكوم عليه بالفشل والزوال رغم انف كل دعاة العقلانية والانهزامية والواقعية ورغم انف جميع الخونة والعملاء الذين يؤمنون بوجود الكيان اليهودي وانه وجد ليبقى في أرضنا المباركة فلسطين بحجة انهم واقعيون وعقلانيون وان من يدعون إلى إزالة هذا الكيان المصطنع إنما يدعون إلى خزعبلات وغيبيون, نعم نحن غيبيون موحدون لله رب العالمين ونؤمن بزوال هذا الكيان في يوم من الأيام على أيدي المجاهدين أحباب الله الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فهذا وعد ربنا لنا , قال تعالى ( فإذا جاء وعد الأخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليُتبروا ما علوا تتبيرا) }الإسراء : 7 {.
    فابشروا يا أهل فلسطين يا من تخلى عنكم الجميع وتركوكم لتلاقوا مصيركم وحدكم, فهاهم المجاهدون الذين يصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه ( فإذا جاء وعد الآخرة بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا )قادمون عل الطريق فوا لله إنهم قد بعثوا في ارض الرافدين وفي أفغانستان فرايتهم إسلامية واضحة وضوح الشمس لا شية فيها وعقيدتهم صحيحة,فهم يقاتلون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ولا يخافون في الله لومة لائم ولا يتخذون المضلين عضدا من أصحاب الرايات التي هي جزء من الحرب الصليبية على الإسلام ,ولا يتنافسون مع غيرهم على تقديم التنازلات السياسية التي تعتبر خروجا عن دين الله حتى يقبل بهم العدو زعماء وقادة ومع ذلك العدو الكافر يضرب بكل تنازلاتهم بعرض الحائط لأنه يريد جواسيس وخونة وعملاء تعب عليهم كثيرا وصنعهم على عينه من امثال الخائن (دحلان ونبيل عمرو والذي يسمي نفسه بياسر عبد ربه وما هو بياسر عبد ربه).
    فهاهم هؤلاء المجاهدون الصادقون المخلصون قد هزموا أمريكا في العراق بقلة عدد وعدة,وها هي أمريكا تتخبط تبحث عن سبيل للخروج من الكمين ألاستراتيجيي والتاريخي الذي أوقعوها فيه,فهؤلاء المجاهدون يفقهون المعركة جيدا فالأقصى قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وفلسطين أرضهم المباركة, فهم يعلمون علم اليقين بأن هزيمة أمريكا في العراق ستقرر مصير الشجرة الملعونة التي غرست في ارض الإسلام المباركة.
    فيا شباب الإسلام في ( كتائب عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين والشرفاء المُخلصين في كتائب شهداء الأقصى) ويا من حطمتم المشروع اليهودي الأمريكي الدحلاني في غزة .
    يا أيها الأبطال إن تنظيماتكم ما هي إلا تنظيمات وطنية تحمل أسماء إسلامية, فقياداتكم السياسية كما يبدو بوضوح ليس لديها فقه المعركة ولا تعرف حقيقتها فهي تخلط الإسلام بالوطنية و بالقومية وباليسار باليمين, ففلسطين ارض مباركة مقدسة وليست مزبلة لا يُحررها إلا الأطهار المجاهدون في سبيل الله فلماذا لا تعلنوها راية إسلامية نقية ناصعة صادعة دون ان تخافوا في الله لومة لائم, فوالله إن أعداء الله من اليهود والأمريكان وعملائهم سيرتجفون خوفا منكم وعندها سيأتي النصر.
    فوا لله إني لكم ناصح أمين وحريص عليكم وادعوا لكم بالنصر فلا أريد أن يذهب عملكم هباءاً منثورا, فالعمل لا يُقبل من الله إلا إذا كان صحيحا خالصا ولا يمكن ان يأتي نصر الله من خلال التحالف مع من يعتبرون الإسلام رجعية وتخلف ويستهزئون بالقران فهؤلاء بالأساس هدفهم محاربة الإسلام وليس اليهود, فهم يقولون أنهم ضد الصهيونية وليس ضد اليهودية وان صراعهم مع الكيان اليهودي صراع طبقي أي أنهم ضد الطبقة البرجوازية الرأسمالية في الكيان اليهودي فلو استلمت الطبقة العاملة في هذا الكيان الحكم فأن الصراع مع هذا الكيان ينتهي وبذلك تصبح فلسطين من حق الطبقة العاملة اليهودية, هذا ما يؤمن به أصحاب الرايات الحمراء الذين يتحالفون مع أمريكا ضد الآمة في العراق, أما الإسلام فيعلنون الحرب عليه لأنه بالنسبة لهم يمثل الرجعية, فهؤلاء قد ماتت أفكارهم وعقائدهم فلماذا الإصرار من قبل البعض ممن يدعون أنهم حركات وأحزاب إسلامية على إحيائهم فوا لله لو تمكنوا من رقاب المسلمين فأنهم لن يرقبوا فيهم إلا ولا وذمة وهناك تجارب كثيرة في بلاد المسلمين تثبت ذلك, ففي ظل الأفكار والمبادئ والعقائد التي تعادي الإسلام وفي ظل غياب دولة الإسلام قام الكيان اليهودي في فلسطين وكل من لايعلم هذه الحقيقة فإنه لايفقه المعركة ولا يعرف حقيقتها ولا يعرف عدوه من صديقه وكيف سينصر الله من لايلتزم بشروط النصر (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) فنحن مع نصر الله والفتح على موعد عاجلا أم أجلا
    الكاتب والباحث الإسلامي
    محمد اسعد بيوض التميمي
    bauodtamimi@hotmail.com
    bauodtamimi@yahoo.com
    الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
    اسعد بيوض التميمي رحمه الله
    http://www.assadtamimi.com
    للإطلاع على مقالات الكاتب
    http://www.grenc.com/a/mtamimi/

  8. أين أبي ….. هل سيعود** سامي الأخرس
    قُدر لنا أن نُودع ، وتنهمر الدموع كلما هرولنا نحمل فواجع التيه ، وصدمات الألم مع كل خبر تتناقله لنا رياح الموت العاصفة من مواسم الحقد التي زرعت في الصدور ، ونَمت وترعرعت ، فأثمرت وحشية تجردت من كل جزيئات الرحمة ، وأخلاقيات الأدميه البشرية التي كرم الله بها عبادة .. عن باقي المخلوقات .
    تبتسم الطفلة الصغيرة عندما تجد أمامها رجلاً يطل فتردد بابا بابا كما فطرت عليها ، منذ أن خلقت من نطفة ، تعانق بذراعيها عناق حميم هذا الرجل وتحنو على صدره كزهرة الكستناء الحزينة تبحث عن دفءٌ يَغمرها ، وحنانُ يحميها من آهات الزمان وقساوة الأيام ، وشرور الإنسان ، فإن أجهشت بالبكاء وأمتلأت عيناها بالدموع تبحث عن صدرُ يلهمها الإطمئنان ، حضنُ تلقي برأسها به وتستكين مع البكاء .
    طفلة صغيرة اسمها حلا ، ابتسمت لها الحياة قبل اشهر عديدة ، لتداعب قلب الأب الشغوف لكلمة بابا التي أنتظرها لأكثر من عقد من الزمان ، توسل للمولي أن يزرع في بيته سنبلة خضراء يرويها بالأمل والحب والحنان .
    هلت حلا السنبلة لتملأ الكون ابتسامات وضحكات ، وتداعب بأصابعها الصغار عاطفة ثائرة تنتظر لحظة الكلام ، تستحلفها أن تنطق بها وتشذوها كالألحان بابا ،تروي فؤاده الولهان ، وشوقه الممتلئ حنان … بابا …. كم حلم بها الأثنان ..
    وبلحظة غروب الشمس خرج الأب مودعاً زهرة عمره وربيعه الأخضر بقبلة على الجبين ، حاضنا سنبلته الخضراء ومهجة فرحه وأمله ، غادر وشغاف قلبه تجذبه صوبها ، إليها كلما ابتدعت خطواته ألاح انتظريني عائد ، ولن أطول الغياب .. غادر متجها بأمل العودة ، يحلم بعناق حار على باب المنزل … لم يدرك أن الغروب وحشُ تجرد من أدميته ، وحشُ تربص له مع خيوط الظلام ليسرق فرحة حلا ، ويسلب الابتسامة من عيناها ، ويقتل كلمة بابا التي لم تنطقها بعد ، غادر حاملاً مشعل النور ليضيء فضاء مستقبل حلا … التي أنتظرته كعادتها تترقب خطواته وهي تحبو صوب الباب لتسمع نغمات الحبيب تدنو منها ، أنتظرته لتناجيه بذراعيها الصغيرين متوسلة عناق يدفء شوقها ، ويطفأ حنانها ، ويشعل حبها …. انتظرته حلا .. ولكنها لم تسمع خطوات معشوقها ، تسمع من حولها ضوضاء ضجيج آتي من بعيد يقترب حتى أصبح في بيتها ، يزيد اقترابا منها ، لم تدرك حلا أن الضوضاء نحيب الأم الثكلي ، ووسط الضجيج هي تبحث عن صوت حبيبها أو ملامحه فلا تجد سوي أصوات صارخه ووجوه عابسه ، وآهات حزينة .. لا تفهم ما يدور من حولها ، ولا تريد أن تفهم فهي تبحث عن رجل تعودت أن تراه … تنتظره … تشتاق لحضنه …
    ولا زالت تنتظر أمام الباب الذي حبت صوبه زاحفه بلا كلل ، لتسمع ألحان تطرب قلبها ، ألحان تنبعث من خطوات المعشوق الغائب …
    وأشرقت شمس يومُ جديد وحلا لا زالت تنتظر عناق المحبوب ، لا تؤمن أن الضوضاء والغروب خطفا عشيقها وحرماها من عناقه للأبد ، وغاب معهما أي أمل .. لم يسعفها الوحش الآدمي بأن تغني مع والدها أغنية العشاق ، وتردد له كلمة حلم بها منذ عقد من الزمان بابا …. أشرقت الشمس وهناك أصبح جسداً يسجي ينتظر أن تقام عليه صلاة الوداع ….
    لن يعود لأن الوحوش لا تستهوي الابتسام … ولا زالت حلا تستجدي … وتتساءل بعيناها أين أبي … أين بابا … أين والدي الذي وعدني أن يعود حاملاً أشواقه وابتسامته … أين هو لقد وعدني بأن لا يغيب …. ولكنه غاب ولن يعووووووووووووووووووووووووووود
    سامي الأخرس
    1/8/2007

  9. المملكة المغربية
    جمعية “افراتي” للصداقة والتعايش
    اللجنة التحضيرية

    إفران الأطلس الصغير 05/08/2007

    ” الناس هم من يصنعون أحداث تاريخهم ويرسمون الحضارة ويبدعون الأحلام ،
    وحده التاريخ يسجل ويثبت قيمة ما ينجزون ”

    إلى كل الغيورين على الإنتصار للتاريخ والإنسانية
    إلى كل المهتمين بنشر تقافة الحوار والتعايش والصداقة
    إلى كل اليهود المغاربة بالمهجر ( إفريقيا ، اسيا ، أمريكا ، أوربا ، أستراليا .)
    إلى كل الوطنيين المغاربة الديمقراطيين والحداثيين
    إلى كل مغربي ومغربية يحمل معنا نفس الهدف
    إلى كل الفاعلين الحقوقين والسياسين والجمعويين
    إلى كل ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية المكتوبة والمرئية والمسموعة.

    الموضــــــــــــوع: بـــــــلاغ
    المرجع : تأسيس جمعية ” افراتي ” للصداقة والتعايش

    سلام تام
    وبعد :
    شعــــــــــــــارنا

    أفكـــــار … حـــــوار… تنمــــية

    الأهــــــــــــــــداف

     مساهمة الجمعية الفعالة في مختلف المبادرات التعريف بالمغرب وطننا للجميع ووطننا للتعايش ، عبر تفعيل آليات الدبلوماسية الشعبية .
     المساهمة في إشعاع الموروث الثقافي المغربي ، في أبعاده الأمازيغية ، اليهودية والعربية ، وجعل ذلك مقدمة لترسيخ قيم التضامن والتكافل والتعايش وتشجيع الإبداع وتنويع مجالاته وتحفيز الشباب والمرآة ودعم أنشطتهم الفكرية والرياضية ، وربط أواصر الصداقة والتعاون مع الجمعيات والمنظمات وهيئات المجتمع المدني في الداخل والخارج وكل الأصوات الداعية والمحبة للسلام وقيم الإنسانية لدعم الجمعية ومبادرتها .
     نشر ثقافة التعايش واحترام الآخر ونبد العنف والهيمنة وكل أشكال التعصب المذهبي والديني والفكري والعرقي أو إقصاء الآخر.
     تكوين جيل من المثقفين وفق مفاهيم عصرية ديمقراطية للعمل والممارسة الفكرية والثقافية والدينية، استجابة لقيم الإنسانية
     محاولة ربط العلاقة وفتح جسور التواصل بين الجمعية واليهود المغاربة في الداخل و المهجر.

    3/1
     ربط أواصر العلاقة مع اليهود المغاربة بالداخل والمهجر وتشجيعهم على المساهمة في تنمية مناطقهم الأصلية
     الإهتمام بالمآثر العمرانية اليهودية
     خلق مركز للدراسات اليهودية / الأمازيغية .
     خلق مجلس التعايش والمساواة والتسامح .
     دعم الحوار الثقافي بين الشباب اليهودي والشباب المغربي
     حماية المآثر التاريخية ومراجعة جميع القوانين المتعلقة بها
     العمل على دعم وتشجيع حوار الحضارات والديانات
     إعادة الاعتبار للمكون اليهودي مكون أساسي ضمن مكونات المجتمع المغربي.
     العمل على إدماج تاريخ ومزايا المكون اليهودي في المناهج التعليمية المغربية وكذا وسائل الإعلام الوطنية

    في إطار الإستعداد للجمع العام التأسيسي لجمعية ” افراتي ” للصداقة والتعايش المزمع عقده إما ب :
    – إفران الأطلس الصغير دائرة بويزكارن إقليم كلميم
    – أو بمدينة إنزكان على بعد 10 كيلومترات تقريبا من أكادير
    – أو بمكان اخر
    تتشرف اللجنة التحضيرية ، في انتظار تحديد تاريخ وساعة ومكان ذلك ، بنشر هذه الوثيقة كمرحلة أولية من أجل تعميق النقاش والبحت عن سبل إنجاح المعركة.
    وإيمانا منا بإن حركتنا الإنسانية والحقوقية ” جمعية افراتي للصداقة والتعايش ” تشكل إنعكاسا تفاعليا للفضاء الحقوقي والسياسي والإنساني المغربي ، ووعيا منا بأهمية المبادرات المتعددة الأوجه لخدمة هذا الوطن الحبيب ، فقد حرصنا على جعلها حركة ملتزمة بالعمل والمساهمة الواعية لنشر وتوسيع ثقافة التسامح والتعايش بروح الحداثة والمدنية عبر مختلف الميادين المرتبطة بالمواطن المغربي بالوطن وبالمهجر .
    في هذا الإتجاه وانطلاقا من قناعتنا بصواب ومشروعية تأسيس إطار وتنظيم وطني يروم تكوين جيل من المواطنين وفق مفاهيم عصرية حداثية ، ديمقراطية للفعل والممارسة الفكرية والتقافية والدينية استجابة لروح المواطنة وبعيدا عن كل أشكال التعصب المدهبي أو الديني أو الأيدويولوجي أو العرقي…جيل قادر على استيعاب ومواجهة تحديات المسار الديمقراطي المغربي الوطني ، فإن إرادة ، وأفكار أعطاء اللجنة التحضيرية تناغمت بشكل تلقائي وعميق ، كتعبير جماعي ، إنساني حر يعكس حكمة وتكامل تجاربهم الجمعوية التقافية والحقوقية والسياسية المتنوعة . لأن هدفهم جميعا هو تهيئ المسار نحو مسقبل أفضل وهكذا فإن فرسان ” افراتي ” رغم علمهم المسبق بأن المعركة لن تكون سهلة . فإنهم مستعدون لتعامل بشكل عقلاني علمي مع هذا الحدث المتميزبشكل ديمقراطي

    ” وفي الختام إليكم مشروع ورقة عمل حول تأسيس جمعية افراتي للصداقة والتعايش ”

    نحن أعطاء اللجنة التحضيرية ، لجمعية افراتي للصداقة المغربية اليهودية ، وعيا منا بماشهده المجتمع المدني المغربي من تحولت ودينامية متناغمة طالت مختلف المجالات ونتج عنها هيكلية وتأطير عمل الفاعلين الديمقرلطيين الحداتيين على شكل جمعيات مدنية ، أصبحت قيمة مطافة للفعل الحقوقي والتقافي …بالمغرب .
    وقد حدتت هذه الدنيامية على مستوى النضج المدني المغربي بالموازة مع بروز سمات وضع عالمي جديد . وتدشين ملامح مغرب المصالحة والإنصاف والإصلاح ، وضع جعل مجموعة من الفاعلين يدشنون مجموعة من الأوراش الفكرية تداولت العديد من المفاهيم الجديدة : المواطنة ، الإنصاف ، التعايش ، التسامح …وأغلب هذه المصطلحات تتوخى وتستهدف خلق وتقوية شروط مشاركة المواطن المغربي في بناء مسقبل وطنه وفق معايير التسامح ، التعايش والحوار
    وفي خطام هذا النقاش ، إنطلق نقاش كبير ومتير على شتى المستويات ، وضع نصب عينيه الإهتمام بالمراجعة التاريخية لهذا الوطن الحبيب ، من خلال إطارات مجموعة من القضايا ولعل أهمها قضية اليهود المغاربة ومستوى مشاركتهم في عملية البناء الديمقراطي والتنموي الوطني .
    وغير بعيد عن هذه القضية وبرغبة أكيدة يحكمها دافع الغيرة على هذا الوطن كعنوان كبير يختزل رغبة مجموعة من الفاعلين في التأكيد على أنه لا ديمقراطية بدون مصالحة شاملة ، وأن التشبت بالهوية والتاريخ بكل ما تحمله من معاني هو السبيل الوحيد للإنطلاق في خوض معركة التنمية الحقيقية وكسبها ، من هذا الباب أبت إرادة مجموعة من الغيورين إلا أن يركبوا نفس الموجة والأمل يحدوهم في المساهمة بصدق في خدمة الوطن .
    والمبادرة الحالية بتأسيس ” جمعية افراتي للصداقة اليهودية المغربية ” ما هي إلا دعوة إلى الإعلان عن أن الوقت قد حان – وبدون إحتمال التأجيل- للإستجابة لنداء الضمير الإنساني والوطني ، داعية الجميع إلى الإتحاد من أجل إعادة تشكيل الحاضر قصد إبداع المستقبل .
    فيا أبناء هذا الوطن الواعين المتحمسين للإنخراط في ورش التطوع الخلاق والمصالحة بين أبناء الوطن ، لنكن واعين بأهمية خطوتنا واثقين من طاقاتنا ، مقتنعين وملتزمين بخطواتنا نحو المستقبل أوفياء لشعار :

    3/2

    ” أفكار …حوار …تنمية…لمغرب التعايش ، مغرب المستقبل ” ولنعمل جميعا لجعل المؤتمر التأسيسي ، نقطة إنطلاق لتشيد فضاء وطني رحب للحوار والديمقراطية والمساوات ، من خلال تكوين جيل من المتقفين وفق مفاهيم عصرية حداثية ديمقراطية ، إنسانية لفعل والممارسة الفكرية والثقافية والدينية ، إستجابة لروح المواطنة روح تحترم الأخر وتنبد العنف والهيمنة وكل أشكال التعصب الديني والمدهبي وإقصاء الأخر.
    فلنكن جميعا روادا لجيلنا الحاضر وفرسانا يطوعون الصعاب لامتلاك ناصية غدنا

    للمشاركة والدعم والمساندة الإتصال
    الهاتف النقال :062547352 (00212)
    (00212) 076743612
    (00212) 072272150
    (00212)0067913850
    العنوان الإلكتروني : ass-afrati@hotmail.fr

    هــــــام :
    أفراتي: هي مملكة يهودية بالجنوب المغربي أسسها المـــلك
    افراييم نسبة الى قبيلة أفرايم وهي إحدى القبائل الإثناعــــشر
    الإسرائيلية المعروفة . وأفرايم هو أحد أوائل اليهود القادمين
    الى المــــغرب عبر مصــر بعد تدمير هيكل سليــمان على يد
    نيوبوخد ناصر البابلي

    3/3

  10. صباح الخير ـ أحمد زكارنه
    الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية

    من الواضح تماما لكل ذي بصر وبصيرة المأزق الذي تعيشه حركة حماس في قطاع غزة بعد تحول نتائج انقلابها الغاشم الى عبء ثقيل على عاتق الحركة الفتية التي هرمت قبل ان تعطي وتأخذ من شبابها ما يقوي عضدها أمام اعاصير السياسة المتقلبة، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن المحملة قصرا بجماهير شعبنا المختطف في محافظات غزة كرهينة للمساومة.. فالايام كما يقول الفلاسفة دول.. فبالامس القريب كانت حركة حماس تنتقد كل شاردة وواردة من ممارسات الاجهزة الامنية في حق عناصر الحركة الاسلامية، واليوم تقوم مليشياتها العصبوية بما هو افدح وتمارس ما هو اقبح في حق كافة ابناء الشعب بكل اطيافه السياسية، معلنين عن انفسهم ” نازيون جدد ” بعد مهاجمتهم للاعراس واقتحامهم البيوت واعتدائهم على النساء واعتقالهم المواطنين وترويعهم الآمنين.. كانوا ينتقدون من نعتوهم بأصحاب المشاريع الخارجية والمرتبطين كما يدعون بالعدو الاسرائيلي وحليفه الامريكي ومارسوا الفساد بمسميات وطنية، واليوم يقوم ابرز قادتهم بارتداء الوجه الاقبح لذات السياسة الخادمة لمصالح بعض القوى الاقليمية على حساب الدم الفلسطيني المراق على جنابات الوطن ويمارسون باسم الدين ما تتبرأ منه الكتب السماوية والقوانين الوضعية.. كل ذلك يجري بمساندة ماكينة إعلامية ممولة لا تكل ولا تمل من زرع بذور الفتنة بين ابناء الشعب الواحد والمصير الواحد تحت عباءة الهالة القدسية والشعار الديني في استغلال بغيض للنص بعد تحريفه وما يتوافق مع خدمة الفصيل الحزب.
    أخر تلك الممارسات واكبتها حملة شرسة من الاكاذيب والافتراءات كان ابرزها استغلال السيد اسماعيل هنية للمنبر الديني ” شيفرة الكوود الفاعل لسلب الوعي الجماهيري البكر” للترويج لإشاعات من شأنها إثارة الفتنة في الضفة الغربية بعد تخصيص جزء كبير من خطبة الجمعة للإدعاء بأن السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية وبتوجهات مباشرة من الرئيس عباس ، تفتك بالمقاومة وسلاحها وتلاحق المجاهدين في سبيل الله لزجهم في سجونها وتصفيتهم، وأخر تلك الأفعال بحسب السيد ” هنية ” هو تعذيب ” الشاب المجاهد ” في صفوف الحركة ” مؤيد طايع بني عودة ” حتى الموت مكررا في خطبة الجمعه ” التعذيب حتى الموت ” داعيا جماهير شعبنا الخروج تنديدا بتلك الفعلة الإجرامية حسب وصفه وإدعائه بحق هذا ” المجاهد ” الذي عدد مناقبه وتضحياته، ليعزف على نفس الوتر المشروخ المتحدث باسم الحركة المدعو ” سامي أبو زهري ” متهجما ومتوعدا الرئاسة وشخص الرئيس بان صبر حركة حماس قد نفذ والكيل قد طفح .. وليكمل الحبكة الدرامية زعيم الانقلاب الدموي المدعو ” محمود الزهار ” مدعيا أن هناك فرقا مسلحة تعمل لصالح حركة فتح لزعزعة الامن في محافظات غزة متوعدا كافة شرائح وكوادر وهياكل حركة فتح، بدفع الثمن غاليا متناسيا مجازر مليشياته السوداء في المساجد ضد مجاهدي حركة الجهاد الاسلامي قبل اسابيع قليلة.
    لتقع المفاجأة الفضيحة ويسقط القناع في غفلة منهم وهم لاهثون بحثا عن مكاسب مادية سلطوية لانقلابهم على الدم الفلسطيني، عندما شاهد العالم أجمع وجماهير شعبنا صوتا وصورة جزءا يسيرا من أكاذيب وأباطيل حركة حماس حينما خرج ” المجاهد ” بحسب تعريف السادة هنية وابو زهري وبرهوم ، المدعو ” مؤيد بني عودة ” يعترف في تسجيل مصور بجرائمه بعد ارتباطه مع جهاز المخابرات الاسرائيلي الذي أوقعه جنسيا للتعاون معه في القضاء على المجاهدين والذي اورد تفاصيل إعدامهم وطريقة التنفيذ ودوره في تصفيتهم مشيرا إلى أسمائهم فردا فردا ، وتلقيه تعليمات من قبل أجهزة مخابرات العدو قبل اعتقاله باسبوع واحد باثارة الفتنة في الضفة الغربية عبر إطلاق النار على كل من عناصر حركتي فتح وحماس تلك الاخيرة التي طلبت منه بالتزامن بالبدء في تشكيل نواة للقوة التنفيذية في الضفة الغربية.
    وبالرغم من المحاولات اليائسة للتشكيك في رواية ” بني عودة ” وبعد توعد المتحدث باسم حماس المدعو ” فوزي برهوم ” اللواء توفيق الطيراوي بالعقاب جراء نشره هذه الاعترافات، لن أدخل في سجالات عقيمة مع بعض من ينعتونا ب “الكتبة ” أو اولئك الذين يتهمون ب ” قلب جواربنا “، ولكني أدعوهم وغيرهم ممن تباروا في الدفاع عن تلك الزمرة من سفاكي الدماء، لمراجعة تلك الصور التي بثتها الفضائيات العربية بما فيها الجزيرة نقلا عن وكالة رامتان لحظة اقتحام مليشيا التنفيذية الانقلابية للأعراس الفلسطينية والاعتداء على الحضور جراء رفعهم لرايات حركة فتح والاستماع للاغاني الوطنية ، كما وأدعوهم بعد استنشاقهم رائحة الدم والبارود في اروقة المشافي للإطلاع على جرائم تلك الفئة الضالة ضد هذه المشافي الفلسطينية في القطاع وأخرها مشفى الشفاء بعد الاعتداء على بعض الطواقم الطبية واعتقال بعضهم الاخر، دون تذكيرهم بسياسة تكميم الافواه التي تتبعها حماس ضد أي صوت حر في غزة واخر إفرزاتها قبل اختطاف مصور وكالة رامتان لالتقاطه مشاهد اعتداءات التنفيذية على جماهير شعبنا، كان منع الزميل الصحفي ” حسن الكاشف ” من تقديم برنامجه التلفزيوني ” خط أحمر ” الذي كان يبث من محافظات غزة ويتناول الشأن الاجتماعي ، بل وأرجو منهم تكليف أنفسهم مصاريف مكالمة تلفونية ولو على رقم عشوائي حتى يطلعوا على مأساة فرض حظر التجوال لغير الحمساوي في ظل النظام البوليسي القمعي ، والسؤال عن أخر جرائم هذا النظام في معتقل المشتل؟؟.
    إن دلالات لعبة التذاكي عبر اللعب بالكلمات المتقاطعة التي يتبعها قادة ورموز الحركة الانقلابية لاستغلال مفردة المقاومة ” الشعاراتية ” بالاتكاء على اريكة الشعارات الايديلوجية قد تكشفت وسقط القناع ، إذ إن القيمة الفعلية للمقاومة تكمن في تحولها إلى أدادة فاعلة وبالتالي إلى قدرة معلنة عن نفسها بقوة الحضور أمام المحتل وليس برفع السلاح صوب صدور الشعب في ترسيخ واضح لثقاقة الثأر وسايكولوجيا القهر، فهؤلاء هم أبناء الشعب الفلسطيني وتلك هي أعراسهم كما يقول شاعرنا الكبير محمود درويش في قصيدته ” طوبى لشيء لم يصل ” … هذا هو العرس الذي لا ينتهي ، في ساحة لا تنتهي ، في ليلة لا تنتهي.. هذا هو العرس الفلسطيني لا يصل الحبيب إلى الحبيب ، إلا شهيدا أو شريدا.
    بقلم: أحمد زكارنه
    Ahmad1_za@hotmail.com

  11. إلى إمرأة عابرة
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم ‘ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ‘ صدق رسول الله ‘ص’، ويقول الفلاسفة إن العيب ليس في ارتكاب الخطأ وإنما في تكراره.. فبرغم الاعتقاد السائد أن ‘ من شب علي شيء شاب عليه ‘، إلا أن الحياة الإنسانية أثبتت أن هذا الاعتقاد يعد معادلة ليست منصفة لا علميا ولا عمليا، إذ إن طبيعة الإنسان والبيئة المحيطة والمناخ السائد كلها وغيرها عوامل مساعدة على تخلص الإنسان من شوائب الماضي للولوج إلى عوالم جديدة لم تطأها أقدام من قبل ولم يشب عليها أحد إلا وقد نجا.

    منذ مدة قصيرة زمنيا، موغلة في البعد والعمق معرفيا، تعرفت على إمرأة أشعرتني منذ اللحظة الأولى أنني طوق النجاة الأخير الذي تبقى أمامها كي تنقذ نفسها من نفسها.. فتحدثنا طويلا، وذهبنا بعيدا خارج حدود الزمان والمكان.. غفونا معا.. صحونا معا..عشنا تلك الفترة لا نفارق بعضنا بعضا إلا قليلا رغم طول المسافات – إن قررنا قياس العلاقة بالكيلومترات – فأنا هنا وهي على بعد آلاف الأميال.

    شعور خفي لم أدركه بعد جعلني أرى فيها وفي أخطائها صورا مصغرة من تاريخ مضى عشته وعايشته بحلوه ومره.. رأيت فيها الإنسان الذي ابتلي بواقع مرير فرض عليه مسالك خاطئة، رغم أن في أعماقه يسكن قلب حنون معطاء متأصل في الحب والوفاء..أيقنت للمرة الألف أن الحر قد يكون في القيد أسيرا أو كما تقول صديقتي ‘ بنت اللهب ‘ إن أكثر القلوب غربة.. قلب يعرف إنه غريب؟!!. تملكني الخوف على ذاتي أو عليها الأمر بات بالنسبة لي سيان، فاعتمل صدري الحزن والألم، ولكني ركبت صهوة التحدي فانتفضت رفضا للهزيمة والانكسار وانتصارا لابن آدم الإنسان، وتفجرت طاقاتي ربما في محاولة مني لاستدراك النصر الذي لم أنله إلا بدفع الثمن روحاً ودماً.

    لم يمر الوقت طويلا حتى شعرت أنني قد تقدمت خطوات إلى الأمام باتجاه دفعها لتحطيم العديد من قيودها وأغلالها البالية، رغم أن الأمر لم يكن سهلاً أو نزهة، وإنما كان صراعاً قائماً بحد ذاته بينها وبين ذاتها، وكلاهما مدعوم من قبل طرف ما، كانت وكأنها لعبة تحد بين القط والفأر، أو أنها سباحة ضد التيار.. صراع مميت حتى النخاع وجريء إلى حد الخشوع.. لم نستسلم ولم تستسلم الأطراف الأخرى.. وكأني أسمعها تنادي كالأرض التي لم تحرث بعد..

    تعال نعيد للروح الحياة.. نعيد ابتسامة الشفاة.. نعيد الحنين في العيون.. فوق الجباه في ليل نقي طويل.. تعال نختصر المسافات وننهي الرحيل.. نهدي القلوب من رحيق بسمها.. نغفر الذنوب بلا أسئلة..تعال نتطهر سويا ونغسل القلوب.. لتمحى الخطايا ونمضي نلملم بقايا الجراح وسط الدروب.. نرفض سويا قرأة رسالة الله بالمقلوب.

    كان الليل قد أسدل ستائره حينما صحوت من غفوتي على واقع مرير متخف وراء أقنعة كاذبة لوجوه مشوهة خلف نوافذ متكسرة تستعيض بالزيف عن الحقيقة، وبالخيانة عن الوفاء.. تتغنى بالحب ولم تعرف له لحنا!! تدعي الطهارة والماء لم يمسها يوما!! تتوجس غدا مشرقا طيبا وهي وخطايا الأمس القريب يعيشون كالعاشقين.

    أيا من شاطرته الألم والحزن على أنغام أغنية الوجود أتظن أننا كنا ولم نكن.. أنت مخطئ فالحضور حضور والغياب حضور حينما يدب فينا الأمل.. وأنا لا ولن أبقى معلقا في النسيان ولكني سأقولها اليوم صراحة إنني لم يتبق لدي أي وعود أقطعها لك غير دعاء للمولى العلي القدير أن تفيق من غفلة طال زمانها لتعلم أن الخوف من الاعتراف أشبه ما يكون بالانتحار.

    بقلم: أحمد زكارنه

    Ahmad1_za@hotmail.com

  12. ( بينما أجلس على المقهى
    أتطلع إلى باب الفتوح
    تداعب أنفي رائحة البخور التي تملأ المكان
    و إذا بطيور الذكرى تحملني على جناحيها
    تحلق بي عاليا ، تعود بي عبر الماضي
    تحطني برفق بنفس المكان
    بريق الجدران و الشوارع يأخذ الألباب قبل العيون
    الرايات و البيارق المعلقة ترفرف بسعادة غامرة
    عبق العود و العنبر و المسك تتحرش بالأنوف التي تتمنع و هي راغبة
    لا موطأ لقدم
    ضفتي الطريق تعجان بالنساء و الأطفال و الشيوخ
    تهليل و هتاف يعلو و يعلو
    أمطار من أوراق الفل و الياسمين تهطل علينا هنا و هناك
    بينما يمر الفرسان تتبختر بهم خيولهم
    و إذا بوجه الظاهر بيبرس يشرق علينا مرفوع الرأس مبتسما ندي الجبين
    عندها
    تعالت الصيحات بالتكبير و التهليل و الهتاف
    اشتدت أمطار الورود هطولا
    بينما أخذ يلوح لنا بكلتا يديه
    يحاول جاهدا أن يرد على كل منا تهنئته
    و كأنه يتحرى الوجوه وجها وجها
    حتى لا يغضب أحدا منا
    نظر لي نعم وقعت عيناه في عيني
    قال :
    السلام عليكم و رحمة الله
    رددت :
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    حمدا لله على سلامتكم ، كلل الله جهودكم بالنصر
    قال :
    إن تنصروا الله ينصركم
    ( قالها بينما حول نظره لبقية أبناء شعبه
    بعدها توالت أمواج الجنود من الرماة و المشاة
    بينما دخل على إثرهم مجموعة من جنوده يسوقون آلاف من الأسرى التتار
    مطأطئي الرؤوس
    أخذتني الغيرة على إخواني المسلمين الذين نكلوا بهم في الطريق إلينا
    كانوا إذا دخلوا قرية أبادوها عن بكرة أبيها
    لم يتركوا شيخا و لا امرأة و لا حتى طفلا
    التهموا الأخضر و اليابس
    و هاهم يجرجرون سلاسل الخزي و العار و الذل
    فجأة
    ضربت طاولتي كرة طائشة
    دفعتني عنوة من بين حنايا الماضي
    أعادتني رغما عني إلى ما صرنا إليه
    و إذا بالنادل يصيح بأولاد الحارة )
    : ماشي ، ماااشي ، مااااااااشي
    ( و إذا بالأولاد يردون عليه )
    : يا عم نفض
    ( جاءني النادل معتذرا )
    : لا مؤاخذة يا بيه دول عيال ( بانجو )
    : إيه بانجو و نفض ؟ إنتم جبتوا الكلام ده منين ؟
    : كبر ، كبر
    ( قالها النادل بينما ذهب مسرعا باتجاه التلفاز يدير أزراره
    فإذا بأحد المطربين
    تخيلت للوهلة الأولى أنه بائع
    يعلن عن بضاعته )
    ( فكاهاني ) و بحب الفاكهة
    و باموت في الموز و المانجا
    ما هذا ؟
    يا للفجيعة
    يا للكارثة
    ألهذه الدرجة وصل بنا الحال ؟؟؟؟؟؟
    منذ زمن لم أسمع أين وصل بنا الذوق العام ؟؟؟
    نعم فقلما أنزل من غرفتي العتيقة لأتفقد أحوال الرعية
    يا للفجيعة
    فكاهاني و تحب الفاكهة
    و ( الفكهاني ) نعرفه منذ زمن بأنه أبو لسان معسول
    و أحيانا نطلق عليه ( فكاهاني بق )
    و هو الذئب الذي يتصيد الضالات من النساء
    فيغرر بهن بمعسول كلامه حتى يفترسهن
    ( و بحب الفاكهة )
    إذن فهذا الرجل يعلن عن نفسه نهارا جهارا
    فحبه و ولعه بالضالات من النساء يشغل كل تفكيره
    دون أن يخشى
    نسيت
    اللي اختشوا ماتوا صحيح
    على الأقل يستحي
    نسيت
    إن لم تستح فافعل ما شئت
    ( وباموت في الموز و المانجا )
    فأعتقد أن كل لبيب بالإشارة يفهم المقصد من ورائها
    الغريب أنه أكمل ردحه ب :
    صغير يا ناس و كبير
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
    بصراحة على الفاكهة بغير
    بشتري و ببيع بضمير
    من يغير على شيء لا يبيعه بضمير أو بدون ضمير ،
    و لكن قصدك من البيع و الشراء فاسد ،
    أعوذ بالله ،
    بعد ذلك بدأ يعدد أنواعهن بتشبيه آخر :
    البلح ، البلح ، البلح
    عندها تذكرت ما كانت النسوة يتغنون به من زمن
    ( يا حلوة يا بلحة يا مقمعة )
    و عددهن بتشبيه آخر :
    العنب ، العنب ، العنب
    أحمر
    أصفر
    أخضر
    الأحمر لون النار و الحرارة و الحيوية و الانطلاق ،
    أما الأصفر فلون الكبر و التقدم في العمر و من وجهة نظرهم ( الخبرة ) ،
    أما الأخضر فهي المرأة الشابة الأرض الخصبة ،
    انتاب المكان بعدها حالة من الطبل و الزمر ،
    أخذت أضرب كفا بكف على ما صرنا إليه ،
    الغريب أنه بعدما أنهى هذا المهرج ردحه بالصوت الحياني ،
    إذا بإعلان عن فيلم كوميدي ،
    و إذا ببطل الفيلم يغني إسقاطا على ما حدث منذ قليل ،
    و لكنه قال ما معناه ،
    إذا كانوا بيستهبلوا و بيغنوا للنساء بأنواعهن بإسقاط على الفاكهة ،
    فسوف أغني أنا للرجل بأنواعه بإسقاط على الخضار
    ( الخضار الخضار الخضار )
    عندها انتاب المكان حالة هستيرية من الرقص و التهليل و اختلط الحابل بالنابل ،
    عندها ضاق صدري حرجا ،
    لم أستطع أن أتحمل أكثر من هذا ،
    رعايا إيه اللي أنا نازل أتفقدهم ؟
    أين كنت طوال هذه الفترة ؟
    هل كنت في سبات كأهل الكهف ؟
    تركت ثمن كوب الشاي على الطاولة ، هربت مسرعا أصعد درجات سلم المقهى ،
    انزويت إلى حارتي التي تتسربل في حزنها الأبدي
    تهادى إلى سمعي صوت ( الست ) يأتي من مذياع خشبي عتيق
    ( و عايزنا نرجع زي زمان ؟؟؟؟؟ )
    فرت على خدي عبرة أسى ،
    تنهدت صاعدا إلى كهفي المظلم ،
    غلقت ترابيس بابي الخشبي البالي ،
    لفلفت نفسي بملاءتي البيضاء ،
    مددت جسدي الواهن على أرض الغرفة الخشبي ،
    رحت أنتظر حسن الخاتمة …..

  13. إذا لم تستحوا فاصنعوا ما شئتم يا حكام رام الله
    من أوقح ما صدر عن رئاسة وحكومة رام الله هو الآتي / ( بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية “إن قرار الحكومة الإسرائيلية اعتبار قطاع غزة كيانا معاديا يلقي على الشعب الفلسطيني عبء دفع ثمن أعمال لا علاقة له بها، ولا يتحمل بأي حال من الأحوال مسؤولية القيام بها )”0
    أولا هذا القرار هو من صنع سلطة محمود عباس وفياض وعريقات وزمرتهم الفاسدة , من يصدّق انتقاد السلطة له , وما معنى كلمة انتقاد وأين تصرف ؟ ثم لو افترضنا صدق انتقادها , فهل كانت سلطة رام الله تعامل شعب غزة كأنه كيان صديق ؟ فقد فعلت سلطة رام الله أكثر من ذلك بكثير , ألا يستحون على أنفسهم ؟ إن من يقطع رواتب الموظفين لمجرد خدمة شعبهم هل هذا صديق ؟ ومن يطلب من الكيان الإسرائيلي قطع الكهرباء هل هذا صديق ؟ ومن يطلب من الأطباء ترك المشافي ليموت المرضى هل هذا صديق ؟ ومن يأمر بحرق وتدمير مؤسسات وطنه هل هذا صديق ؟ ومن يطلب إغلاق المعابر هل هذا صديق ؟ ومن يتلذذ بمعاناة سبعة آلاف شيخ ومريض لمدة شهرين على المعبر وسجن مليون ونصف مواطن داخل غزة هل هذا صديق ؟ ومن يريد إذلال حجاج بيت الله الحرام هل هذا صديق ؟ ومن يلعب بأعصاب طلاب الثانوية العامة الذين سهروا الليالي للدراسة وكانت امتحاناتهم نزيهة أكثر من الضفة هل هذا صديق ؟ ومن يريد إعادة الوضع على ما كان عليه لإعادة الفساد والخيانة والدعارة والمخدرات والخوف والقتل وفرق الموت هل هذا صديق ؟ من يقبّل النجسة كونداليزارايس ويرفض مصافحة يد إسماعيل هنية الطاهرة المتوضئة هل هذا صديق ؟ 0
    إن كل يوم يمر يلحقنا أشد الأذى من سلطة رام الله التي انتقدت قرار الكيان الإسرائيلي إعتبار قطاع غزة كيانا معاديا , و في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ), أما آن الأوان لسلطة رام الله أن يستحوا من الله قبل استحياءهم من الشعب والأمة , أما آن لهم أن يعلموا أن الشعب الفلسطيني لم يعد ساذجا بحيث تمر عليه هذه الأكاذيب و الإفتراءات , وهم أعداء حتى لشعب الضفة الغربية والعنصرية التي نشاهدها والفلتان الممنهج والذي ترعاه أجهزة السلطة أكبر دليل عل ذلك , بل من يتنازل ويفرط في الثوابت الفلسطينية ويتآمر على المقاومة ويشتري سلاحها ويأمر بقتل كل من يحمل صاروخ هؤلاء أعداء للقضية الفلسطينية بكاملها وهم ليسو من هذا الشعب المجاهد الصابر , من يوقف حقد رئاسة وحكومة رام الله العميلة ؟ نسأل الله الكريم رب العرش العظيم في هذا الشهر الفضيل أن ينتقم منهم ويجعل تدميرهم في تدبيرهم واجعل كيدهم في نحورهم وأبطل مكرهم فأنت خير الماكرين 000آمين آمين آمين0 إنك نعم المولى ونعم النصير 0

  14. بسم الله الرحمن الرحيم
    بحمد الله وتوفيقه تم افتتاح موقع جامعة الملك سعود الجددي على شبكة الانترنت:
    على الرابط التتالي:
    http://www.ksu.edu.sa

  15. إلى متى أسلوب الإستحمار ياعباس
    قرأت خبرا هذا الصباح يقول (استنكر الرئيس عباس في تصريحات نقلتها صحيفة” الجورولزلم بوست” تصعيد الهجمات في قطاع غزة، مطالباً أعضاء مجلس الأمن إلى التدخل في المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنين العزل من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ) والخبر الثاني قبل أيام قليلة يقول ( بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية “إن قرار الحكومة الإسرائيلية اعتبار قطاع غزة كيانا معاديا يلقي على الشعب الفلسطيني عبء دفع ثمن أعمال لا علاقة له بها، ولا يتحمل بأي حال من الأحوال مسؤولية القيام بها )”0
    وهنا نتساءل من الذي وضع يده في يد مندوب إسرائيل في مجلس الأمن لإفشال مشروع قدمته قطر وأندونيسيا بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والإقتصادية في قطاع غزة و يطالب بتخفيف معاناة قطاع غزة وتقديم مساعدات وإغاثة عاجلة لسكان القطاع ( مع أنه تخفيف وليس إنهاء ) كان هذا يوم الخميس 26/7/2007 , وهو ما قوبل بمعارضة مفاجئة من جانب البعثة الفلسطينية , فإلى متى سيبقى عباس وزبانيته وجنوده يستخفون بعقول هذا الشعب , إلى متى أسلوب الإستحمار من عباس , عباس ذلك الرجل (إن صحت التسمية ) الذي يتآمر مع أعداء الشعب على الشعب جهارا نهارا لا يستحي من أحد , رفض نتيجة الإنتخابات التي أوصلت حماس للسلطة وقاطع حكومتها ورفض الإجتماع بها أو مصاحبة وزرائها وحاصر الشعب وطلب من اسرائيل إغلاق المعابر وتلذذ بمعاناة حوالي عشرة آلاف مواطن على الحدود المصرية ثم قام بتحويل المعبر ممّا أدّى إلى إعتقال بعضهم إضافة إلى حصار مليون ونصف مواطن ثم تلاعب بمصير طلبة التوجيهي ومصير حجاج بيت الله الحرام ويمنع الدواء والعلاج ويمنع الأطباء من العمل ويقطع رواتب الموظفين ومنع المساعدات لأسر الشهداء والأسرى والمحتاجين عبر الجمعيات الخيرية ووصل الأمر به أن يضع شرط التراجع عن ذلك هو إعادة الوضع في غزة إلى ما كان عليه , وهو أن نعود لوضع أصعب مما نحن فيه لأن الجوع أهون من فقدان الأمن وراحة البال أهون من فلتان ميليشيات عباس , وحماية القوة التنفيذية تحفظ أرواحنا وممتلكاتنا بينما فرق الموت تقتل أطفالنا وتنهب أموالنا وتسلب ممتلكاتنا 0
    أيها الشعب الفلسطيني المسلم البطل أتدرون لماذا فرعون علا في الأرض لأنه كما جاء في القرآن الكريم استخف قومه فأطاعوه فإلى متى سيبقى عباس وزبانيته وجنوده يستخفون بعقول هذا الشعب , وما هذا السكوت على عباس وزمرته من شعب مجاهد بطل جبار دوّخ اليهود وأذاقه أصناف وألوان العذاب , كل يوم نكتشف الجديد من إجرام تلك الزمرة المجرمة من خيانة وقتل وتحريم للمقاومة ووثائق تكشف خيانتهم وتجسسهم على المجاهدين بل خارج الوطن لصالح إسرائيل , كل يوم تنازلات وتفريط في قضيتنا الإسلامية الفلسطينية والشعب لا يحرك ساكنا 0
    والله إنّ من أفضل أعمال حركة حماس هي طردهم وسحقهم من قطاع غزة وتطهير الأرض منهم ومن أفعالهم , لقد نشروا الرزيلة في كل مكان , ولم يحققوا انجازا واحدا على مدار سنوات طويلة , لا سيادة على معبر ولا فرصة عمل لعامل ولا أيّ من مقومات الصمود , كل حياتنا معتمدة على الكيان الصهيوني ولذلك تحكموا فينا , وأصبحنا شعب متسوّل , وبدل من أن ينتفض الشرفاء في الضفة الغربية على عباس المجرم لتنظيف البلد منه ومن زبانيته بدل ذلك يقوم هو بتحريك المأجورين في غزة لعودة الفساد والقتل والفلتان والعربدة 0
    قال جلّ في علاه إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار و قال رسولنا عليه الصلاة والسلام إذا لم تستح فاصنع ما شئت وقالوا في الأمثال شر البلية ما يضحك , ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا 0

  16. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عيدكم مبارك من الذين لا عيد لهم

    آه وألف آه من ها العالم العجيب والله عجيب … لانعرف نضحك أو أن نبكي بسخرية حملة دبي العطاء الإنسانية والمشارك بهذه الحملة التي تبحث الدولة عن الشهرة والمدح والنفخ على حساب الفقراء وكيف لهذه الدولة نظرة بعيدة وتفكير بالمحرومين بالعالم الثالث ويا لها من نظرة بعيدة حيث أنهم لا يرون المحرومين الذين تحت أقدامهم وجارهم الذين لا يبعدون عنهم إلا بخطوات معدودة حارمينهم من التعليم والعلاج والعمل وحتى من أبسط حقوق البشرية .. أقاموا بهذه الحملة المضحكة والمبكية في آن واحد وقاموا بقطع الدول والبحار لتصوير هؤلاء البشر ونسوا يصوروا نفس النمازج الموجود بالدولة كمنطقة القوز بدبي ومنطقة أم خنور والغافية بالشارقة ومنطقة البستان واسم على غير مسمى بعجمان ومنطقة الرملة بأم القيوين ومناطق أخرى بالدولة الغنية على قولهم نفس البيوت العالم الثالث ويمكن الرابع .. ويا سلام على أكثر المدارس الحكومية التى على طراز أيام الغوص وغير صالحة لتكون مدرسة أو حتى خرابة بهذه الامارات .. وآه من الشوارع بهذه الامارات كالشارقة وعجمان وأم القيوين وراس الخيمة والفجيرة ومن جمال الشوارع تحس وانت راكب سيارة كأنك بالمركب في البحر من كثر الطق والهز والموج على طراز شوارع العالمية وآخر موديل .. ويا أزمة والإزدحام الفظيع بين دبي والشارقة وعجمان .. ويا كثر سلبيات بالدولة ويعجز القلم بكتابته .. ( شر البلية ما يضحك )

    حملة دبي العطاء هي شحاته إلكترونية والإعلامية متطورة لجمع ثروة لمحو الأمية وتوفير العيش بالعالم الثالث على حساب أكثر أهل البلد المحرومين من أبسط العيش الكريم ( الأقربون أولى بالمعرف ) وهم يطبقون الأبعدون … اللهم لا حسد والله مثل ما ها العالم الثالث محتاجة للمساعدة ترى أهل البلد أيضا محتاجة حيث أبناء البدون بالسكيك بدون تعليم ولا علاج ولا عمل ولا أبسط حق العيش وكثير المواطنين البلد مسجونين بسبب الديون وبلا بيوت وبلا زواج ولديهم ملفات بالجمعيات الخيرية بسبب العوزة والحاجة .. وكان الأولى بكم أن تمحو الأمية المنتشرة بين الأبناء البدون الذين من طينتكم الذين في أعمار الزهور المتسكعين بالسكيك بلا تعليم ظلما وجورا .. أو مساعدة المواطنين المحتاجين وذو دخل محدود .

    ويطل نائب رئيس دولة الامارات بهيبة الزايفة بلا حياة ولا مستحى على الشاشة ويعلن بأنه جمع ها المبلغ لتقديم خدمة التعليم والعلاج والعيش الكريم لأبناء العالم الثالث بالخارج وما فكرت بأبناء البدون وبعض المواطنين ذو دخل محدود بأنهم بشر أيضا تعرف ليش ما شفتهم لأن هؤلاء الأطفال ما يجيبون لك ولهم الشهرة بالمحافل الدولية ولا يقدموا لكم شهادة النفخ والمدح .. لأنكم نسيتوا رب العباد وهمكم كسب رضى أعمامكم الغربيين … بالله عليك لو ما كان يوجد بالبلد محتاج لماذا قمت بتقديم مبلغ ثلاثين مليون لوزارة التربية والتعليم لتوزيعه على أبناء المواطنين والوافدين … يا عالم أخرس كيف طاف عليكم هذه المهزلة لو ما كنتم مشاركين هذه السلطة بهذا النهب .. وعميتوا عن المواطنين البلد الي عايشين بالامارت الأخرى كإمارة الشارقة وعجمان وأم القيوين وراس الخيمة والفجيرة الي ما محصلين مياة الصالحة للشرب وتشوفهم حاملين قناني المياة ويراكضون الى محلات تحلية مياة لشراء الماء الصالحة ويا جمال الشوارع بهذه الامارات غير بوظبي ودبي كأنه أمواج وإنت ما عارف إنك راكب سيارة ولا مركب بالبحر من كثر الطق والهز والتكسير والنط كأنك بالشوارع العالم الثلاثين والبيوت بعض المواطنين ببعض الإمارات كأنه بيت من سعف النخيل من كثر التشققات وصاحب البيت يسلم على جارة وهو بغرفته والكهرباء الى ما يقطع بالصيف بين كل حينه والناس ماينشوا من كثر الحر وووووو الخ

    اقرأوا كذبهم بخصوص تجنيس البدون على ها الروابط لتعلموا كيف هذه الدولة تلعب بمشاعر هؤلاء المظلومين قالوا شهر مارس يا ترى أي مارس وأي فارس
    http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1165936907315&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail

    http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1167052380317&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail
    هذه نعتبرها ايضا كذبة من رمضان الى رمضان أى كل سنة يطلع علينا كذبة أكتوبر وها اكتوبر يديد إغلاق الملف نهاية العام ويا ترى أي عام قاصدين عام فيل ولا حوت
    http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1191671990682&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail

    ما نقول غير حسبي الله ونعمة الوكيل الذي يمهل ولا يهمل … اللهم أنصرنا على القوم الظالمين

    حسن ابراهيم
    أخوكم البدون بالامارات

  17. صباح الخيرـ أحمد زكارنة
    المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
    لعل من أبلغ صور الحث على طلب العلم وبيان مكانته وأهميته في حياة الناس ما جاء بحديث معاذ بن جبل رضى الله عنه الذي قال: تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام. ومنار سبيل أهل الجنة وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة يقتص آثارهم، ويحتذي بأفعالهم، وينتهي إلى رأيهم، ترغب الملائكة في ظلهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام، ومداومته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء.
    من هنا نتلمس مكانة العلم الذي بوأ العلماء مكان الصدارة بين الناس لما حباهم الله به من فضل، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء، وكما يقال إن الجهل داء والعلم شفاء.. ولكن الحكيم حينما سئل عن جدوى تلك الأمثال والحكم قال إن كل الأمثال الجيدة موجودة في العالم ولا ينقص سوى تطبيقها.
    ذلك هو الفارق الشاسع بين التمسك بشرف الكلمة والشعار وبين العمل الجاد والتطبيق على أرض الواقع أو إن شئتم فلنقل أرض النكبات إن صحت التسمية.. فبعض الموتورين الذين يتشدقون ليل نهار بالشعارات الدينية ويأخذون من لسان حالهم حصانا لم يصونوه يوما ليصونهم وإنما هانوه فهان عليهم الوطن وأبناؤه حينما أرسلوا ميليشياتهم السوداء لتمنع العلم في بيوت العلم بل وتمنع إقامة تلك البيوت من الأساس، فما أقدمت عليه تلك العصابات بمنعها وضع حجر الأساس لمبنى حرم جامعة الأزهر الجديد في غزة إنما يدل بما لا يدع مجالا للشك على مدى الجهل والحقد اللذين يملاأن قلوب هؤلاء الطغاة المنافقين تجاه أبناء وطنهم أيا كان انتماؤهم الحزبي طالما لم يقدموا فروض الطاعة والولاء.
    والمفارقة أن المسيرة التعليمية في الجزء المتاح لنا بعيد الانقسام والتشرذم ” الضفة الغربية ” يشوبها العديد من الإشكاليات ليس أقلها عدم توفر معلم أو معلمة لغة إنجليزية منذ بداية العام الدراسي الحالي وإلى أسبوع مضى في إحدى مدارس محافظة رام الله، ولا يحسب أخطرها استمرار شاغر كرسي مديري تربية بعض المديريات ومنها مديريتا ” رام الله والبيرة قباطيه ” أو حالة الإرباك التي تسود سياسة وزارة التربية والتعليم حينما تختلف من مدرسة إلى أخرى.. وكأن مسئولي وزارتنا الشماء يتابعون شؤون المسيرة التعليمية في بلاد الواق واق.
    إن التعليم حينما يصبح أداة طيعة في يد التجاذبات الحزبية فإنها تصبح أرجوحة وليست مسيرة، إذ ينبغي إخراج المدارس والمعاهد والجامعات وكل دور العلم من تلك الترهات التي يقودها الساسة لأغراض حزبية ليست فقط مقيتة ولكنها غبية عندما تقامر بحاضر ومستقبل جيل كامل من أبنائنا.
    ألا يكفيكم اختطاف القانون وإلغاء التشريع في بلادنا؟؟ ألا تكفيكم المأساة التي طالت أكثر من مئة وستين الف موظف ؟؟ ألا تكفيكم بحور الدم المراق على جانبي الوطن؟؟ ألا يكفيكم ضياع حاضر ومستقبل قضايانا المركزية؟؟ ألا يكفيكم استمرار احتجاز أكثر من عشرة الاف أسير في سجون الاحتلال؟؟ ألا يكفيكم قضم المتحل لأراضينا؟؟ ألا يكفيكم رهن قضيتنا الوطنية بأيادي سماسرة الحرب والسلام؟؟.
    فاللغة المشتركة بين بني البشر في هذا العصر أيها السادة، هي الثقافة والعلم، هاتان الوسيلتان اللتان ينتج عنهما التفاهم والتكامل وبناء جسور الحوار بين أبناء الحضارات المختلفة في هذا العالم وليس في ذات الوطن فقط، وأنتم مزقتم هذه اللغة.. فما عاد المجال يتسع لمزيد من التنظير الكاذب والخطاب الخاوي من أي مضمون، فنحن شعب لم تكسره النكبة ولم تهزمه النكسة، ولم ترهبه المجازر، وإنما أنتم من كسرتم وحدته وهزمتم روحه وأرهبتم حاضره ومستقبله، والتاريخ لن ينسى لكم ذلك.. فغدا سيقال إن قادة سياسين مروا في تاريخ هذا الشعب لم يكونوا يوما جديرين بالقيادة.. وذلكم هو الفرق الجوهري بينكم وبين القادة الحكماء إذ يقال :إن الفرق بين الحكيم والجاهل أن الأول يناقش في الرأي والثاني يجادل في الحقائق”.
    فهل سنصحوا من سباتنا العميق وننقذ سفينة المسيرة التعليمية التي أصبحت في مهب الريح ؟؟ سؤال سيجيب عليه قادم الأيام.
    بقلم : أحمد زكارنه

  18. هنية والتورية في اللغة السياسية

    التورية في اللغة هي أسلوب الإيهام والتوجيه والمغالطة والإشارة والتخيير، وهي بحسب الإختصاصيين أن يذكر المتكلم لفظا يحتمل معنيين احدهما قريب ظاهر غير مراد والآخر بعيد غير ظاهر، وهو أسلوب محمود في اللغة والأدب والمصلحة الشرعية..أما إذا ما دخلت التورية في السياسة فإنها تصبح الكذب بعينه، إذ أنها تخلط الحابل بالنابل، وتقلب الحق باطلا، والباطل حقاً كأداة تعمية للقلوب والأبصار، ومصدر لغط وهروب من التعاطي مع الاستحقاقات، فتبات جبناً يسميه البعض ” هندسة لفظية “.
    وبالتدقيق في خطاب السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقال يوم الأحد الماضي، نرى انه استخدم أسلوب التورية، إذ حمل الخطاب بين طياته العديد من القضايا التي تؤكد عزم حركة حماس على الاستمرار في انقلابها على الشرعية الفلسطينية، ما بدد التفاؤل الذي تسرب إلى نفوس العديد من أبناء الشعب الفلسطيني عشية الخطوة المتقدمة التي أقدم عليها عدد من قادة ورموز حركة حماس في الضفة الغربية بأدئهم صلاة الجمعة الماضية إلى جانب رأس الشرعية الفلسطينية الرئيس محمود عباس.
    إن حركة حماس وإدراكا منها للمكاسب التي ستجنيها عشية انتهاء مؤتمر الخريف تنتظر إحدى نتيجتين إما نجاحه أو فشله والحالتان بالسواء تصبان في مجرى مصلحتها، حيث إن نجاحه يتطلب معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي ما يعني ضرورة التوجه بأي ثمن نحو الحوار لقطف ثمار النجاح على المستوى الفلسطيني، بينما يعني فشل المؤتمر صوابية قراءة الحركة للمشهد الفلسطيني وعلاقته بالمحتل والأسرة الدولية، وهو أيضا ما يدفع الرئاسة باتجاه حل الأزمة الداخلية عبر الحوار.. وانطلاقا من هذا الإدراك أقدمت الحركة ممثلة في شخص السيد هنية على اتخاذ عدة خطوات استباقية في محاولة بائسة لتوفير مظلة شرعية لما قامت به الحركة من انقلاب على الشرعية عبر ترسيخ نظام سياسي فاعل على البقعة الجغرافية المسيطر عليها عسكريا، علما بأن النظام السياسي بمفهومه العملي ليس متوفرا أصلا في الحالة الفلسطينية الراهنة، ومن المتعارف عليه أن هنالك لأي نظام سياسي ركائز أساسية ومبادئ جوهرية من الضروري توفرها لإعلان الدولة وفقا لتعريف ماهية الدولة والنظام السياسي وشكل الحكومة التي تباشر السلطة على المجتمع “الشعب” وهي أسس تتلخص في ركائز ثلاث ” التشريع والاقتصاد والأمن” أما على صعيد التشريع فالسيد هنية وتحت ما يسمي الحفاظ على مصالح العامة حسب قوله أعلن عن عقد اجتماعات المجلس التشريعي عبر الأخذ بتوقيع توكيلات للإنابة من الإخوة أعضاء المجلس التشريعي الحالي المعتقلين في سجون الاحتلال، وولج باتجاه القضاء معلنا عن تعيين نائب عام مساعد ووكلاء نيابة، وتشكيل مجلس العدل الأعلى، وإعادة عمل المحاكم عبر تعيين قضاة في محكمة الصلح.. وثانيا على الصعيد الاقتصادي فقد أعلن هنية عن تغطية رواتب سبعة عشر ألف موظف وإعفاء الطلبة من الرسوم المدرسية كخطوة على طريق مجانية التعليم وتوفير مستلزمات الوزارات.. ثالثا وعلى صعيد الأمن فقد أعلن عن دمج القوة التنفيذية في جهاز الشرطة ليصبح جهازا شرطيا واحدا، وتشكيل دائرة الأمن الداخلي والأمن والحماية والقضاء العسكري وإعادة تفعيل الدفاع المدني.
    وعبر هذه الخطوات تكون حركة حماس قد وضعت كافة فصائل العمل الوطني وعلى رأسها حركة فتح والرئاسة الفلسطينية والمشروع الوطني برمته أمام خيارين أحلاهما مر، إما القبول بالحوار على خلفية الانقلاب، وإما الإعلان عن قيام كيان منفصل كدولة داخل الدولة.. فما جاء به السيد هنية لا يعدو إلا كونه أسلوب تورية في اللغة السياسية، والسؤال هنا هل ستنجح حركة حماس في فرض رؤيتها على المشهد الفلسطيني الراهن أم سيكون للرئاسة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني مجتمعة رأي أخر؟؟..
    بقلم: أحمد زكارنه
    Ahmad1_za@hotmail.com

  19. في الصباح
    صم أذني صوت طلقات الرصاص
    هرج و مرج ساد المكان
    تبادل محموم لإطلاق النار
    لم يتوقف برهة
    نزعت من بين الجماهير نزعا
    عنوة وجدتني محمولا
    أدخلوني طائرة مروحية
    إمتزاج صوت المحركات مع دقات قلوبنا غطت على كل ما حولنا
    حلقـــنا عاليا
    أنظر خلال النافذة
    سحب الدخان حجبت عن عيني حقيقة المأساة
    الرياح الناتجة عن المروحية منحتني ومضات هول الكارثة
    ترفع غشاوة دخان الزيف قليلا
    ألمح خلفها أشلاء جثث الأبرياء تتناثر هنا و هناك
    آلاف الهلعين يفرون من الجحيم
    الآليات العسكرية الجاهلة تكتسح الأرض حاصدة الأرواح
    لا فرق بين كبير و صغير امرأة أو شيخ
    تصعد المروحية رويدا رويدا فيضيق صدري حرجا أكثر فأكثر
    فاجأني انعكاس وجهي المذعور خلال زجاج النافذة
    تسدل الستائر عنوة أمام ناظري
    دفعني أحدهم بعيدا عن النافذة
    صوته الأجش اغتصب سمعي )
    : يجب أن تبتعد عن النافذة ياسيدي
    : ماذا حدث ؟
    : محاولة فاشلة لاغتيالك ياسيدي ، حمدا لله على سلامتك
    ( دارت الدنيا من حولي
    وجدتني محمولا على الأعناق
    جموع الجماهير الغفيرة تحملني فوق الأعناق
    هتافاتهم مازالت تتردد بأذني
    : بالروح بالدم نفديك يا زعيم بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    نعم ، نعم ، منذ قليل كنت بين الجماهير )
    : لقد نصحنا لك سيدي الحاكم
    الرحيل بالعربة المصفحة كان السبيل الوحيد أمامنا بعدما ألقيت كلمتك
    لكنك كنت مصرا على الترجل بين الجماهير
    ( لاحت أمامي الحشود التي تجمعت لسماع الخطاب الذي ألقيته صباح اليوم بمناسبة تنصيبي حاكما )
    : أيها الشعب
    أشكركم على ثقتكم الغالية ، و لكنكم تعلمون جميعا
    و يشهد الله أنني لم أسع يوما للحكم
    و لكنها مشيئة الله فلقد قال تعالى في كتابه الكريم
    ( يؤت الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء )
    و يعلم الله أنها أمانة في عنقي ، و يعلم الله أنه حمل ثقيل
    و أعلم جيدا أنني مسئول أمام رب العزة
    و بأنني سأقف أمامه يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
    و بأنه سيسألني سبحانه و تعالى عن كل فرد منكم كبير كان أو صغير
    غني كان أو فقير
    فأعينوني جزاكم الله خيرا ، فإنما أنا بكم
    :بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    : أيها الشعب
    أيها الشعب الطيب
    إنما أنا منكم
    لم يأتوا بي من شرق أو غرب ليجعلوني عليكم حاكما ؟
    إنما أنا فرد منكم
    كذلك كل ذي سلطة في هذا البلد من وزير أو والي
    كذلك هؤلاء العسكر
    إنما نحن أخوة
    لم يأتوا بنا من شمال أو جنوب
    لغتنا لغتكم
    ديننا دينكم
    تربيتنا تربيتكم ، مبادئنا مبادئكم
    ف و الله إن كنتم صالحون
    فنحن من الصالحين
    و إن كنتم غير ذلك لا قدر الله فإنما نحن منكم
    و اعلموا أن لي عليكم الطاعة ما أطعت الله
    : بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    : بابي سيظل مفتوحا على مصراعيه ليلا نهارا
    فمن جاء منكم مظلوما فلا أسدل الله لي جفنا حتى أقتص له ممن ظلمه
    واليا كان أو وزيرا
    صغيرا كان أو كبيرا
    فليس منكم أحدا فوق الحق
    و أما من جاء طالبا
    ما رددناه بإذن الله إلا مجبورا
    و عهدي لكم أمام الله
    أن أكون فيكم أخا عادلا متواضعا حازما رحيما
    و الله على ما أقول شهيد
    ( أيقظتني أصواتهم الخبيثة )
    : آخر الأنباء ياسيدي
    تم القضاء على خمسة آلاف و ستمائة و أربع و ثلاثين من المتمردين
    : كما تم القبض على سبعين ألفا وثمانية عشر من الموالين لهم
    : هذا تنظيم سري يا سيدي لقلب نظام الحكم
    : نعم ياسيدي تنظيم تموله جهات أجنبية
    : أي تنظيم و أي حكم هذا الذي يقلبونه ؟
    الله يخرب بيوتكم ،
    الله يخرب بيوتكم ، هو أنا لسه حكمت و إلا اتنيلت على عين أهلي ؟
    ده أنا لسه بأقول أول كلمة يا أولاد الموكوسة
    : سيدي الحاكم هذا الشعب نعرفه جيدا سيدي
    خمسون عاما سيدي و نحن نتعامل مع هؤلاء الحثالة
    نصف قرن
    : عجناهم و خبزناهم سيدي الحاكم
    : لا عليك سيدي فلقد سيطرنا على الوضع ، لا عليك
    : أي وضع ؟ الله يخرب بيوتكم
    أي وضع هذا
    و هذه الأشلاء و الجثث التي رأيتها بعيني تدوسها الأقدام ؟
    ( انهمرت دموعي تغرق الكون من حولي )
    : ماذا سأقول لرب العزة ؟
    هيه ؟ بالله عليكم أخبروني ماذا سأقول ؟
    كل هؤلاء سيأتون معلقين في رقبتي يوم القيامة
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
    لا حـــــــــــــــــول و لا قــــــــــــــوة إلا بالله
    : لقد كنا نحاول حمايتك يا سيدي
    : ليتكم تركتمـــوهم يقتلونني
    ليتكم تركتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوهم
    حسبي الله و نعم الوكيل فيــــــــــــــــكم ،
    حسبي الله و نعم الوكيل
    ظهرا
    ( هبطت الطائرة ، وجدتني محمولا إلى غرفة مكتبي ، وجدت العديد من الوجوه الصفراء تتوارى خلف أقنعة من القلق تلتف حولي )
    : حمدا لله على سلامتك سيدي الحاكم
    : حمدا لله على سلامتك
    : فداك أمي و أبي سيدي
    : أرجو منكم جميعا تقديم استقالتكم فورا
    ( احمرت الوجوه
    انتزعت أقنعة اللهفة تجلت من ورائها قسمات الضجر و الحنق و الغضب
    الأصوات التي حمدت الله منذ برهة على السلامة
    تحولت إلى همهمات متداخلة من السب و اللعن و القذف و الذم
    تهادى إلى سمعي محاولات لقلب النظام فورا بالقوة
    عندها انتزعت مسدسي
    أطلقت لرصاصاته العنان في الهواء
    بالكاد لمحتهم يهربون
    اختفى الجميع
    : هيا يا أولاد الأفاعي ، هيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
    لقد حدث ما حدث نتيجة أخطائكم الشنيعة
    نعم ، ممارساتكم الخاطئة هي التي جلبت علينا كل هذا
    لا أريد رؤية أي منكم ، أتفهمـــــــــــــــــــــون ؟؟
    ( رفعت سماعة الهاتف )
    : ألو
    نعم يا ( وديع )
    الله يسلمك ، الحمد لله
    تعال انت و الشباب
    نعم ، كلكم
    الآن ،
    نعم الآن ، أنا في انتظاركم
    ( لم أشعر بنفسي بعدها )
    عصرا
    (استيقظت على صوت جرس الهاتف وجدت وجوه الأصدقاء حولي
    في انتظار استيقاظي )
    : حمدا لله على السلامة
    : الله يسلمكم من كان على الهاتف ؟
    : انهم سفراء الدول يطمئنون على حالتك
    :الحمد لله أنا بخير ، المهم الآن
    لقد طلبتكم لأعرض عليكم العمل معي
    فكما ترون
    إنفض المنتفعون و أصحاب الأهواء من حولي
    فليس أمامي الآن إلا أن أستعين بمن أثق في وفائهم
    و من يكون غيركم أنتم
    أنتم أصدقائي المقربين
    و واجب عليكم تجاهي أن تعينوني
    من يرى منكم في نفسه أنه غير كفء لهذا الأمر فلا غبار عليه
    و لكن أرجو منه إعلامي بهذا الآن
    : و ما هو المطلوب منا ؟
    : نحن الآن في محنة
    و إما أن تعينوني و إما خذلتموني
    لا تقلقوا
    إنما هو وضع مؤقت لحين العثور على من هم أهل له
    : أنت تعلم جيدا أننا لن نخذلك
    : نعم نحن معك ، هيا على بركة الله
    : إذن على بركة الله ، و ماذا سنفعل الآن ؟
    : أولا يجب أن تلقي كلمة تأسف فيها على ما حدث
    : و لا بد أيضا أن تعد بتقديم المسئولين عما حدث للمحاكمة
    : و عندي الحل للفترة القادمة
    : هات ما عندك يا ( وديع )
    : ستعلن في خطابك عن إجراء انتخابات تصاعدية و ليكن الحكم للشعب
    : و كيف سيتم هذا الأمر ؟
    : سيكون الشعب هو قاعدة الهرم و أنت رأس هذا الهرم
    : كيف ؟
    : سيقوم الشعب في كل حي بانتخاب فردا يتحدث نيابة عنهم
    و سيكون هؤلاء المنتخبون هم الدور الثاني الأقل عددا
    و التي ستنقل بدورها للأعلى كل ما يجول بخاطر الشعب
    : جميل ، وبعد ؟
    : سيقوم هؤلاء المنتخبون بانتخاب واليا عن كل بلدة
    و يكون هؤلاء الولاة الدور الثالث الأقل عددا و الذين سيقومون بانتخاب أحدهم واليا على الولاية و هكذا
    : و ليكن المسئولون أيضا و الوزراء بالانتخاب
    : إذن فلتقم فورا بهذا الأمر يا ( وديع ) و ستنوب أيضا عني في اختيار العمل المناسب لكل منكم
    : سر على بركة الله يا سيدي
    عند الغروب
    ( وجدتني أمام كاميرات التلفاز )
    : يؤسفني أن يحدث ما حدث اليوم
    خاصة و أنه يأتي في أول يوم لي بينكم
    و لكن ماذا نفعل ؟ ماذا أفعل بالله عليكم ؟ إنه قدرنا
    نعم ، قدرنا أن يكون بيننا من لا دين لهم و لا ضمير
    و لكنني أعاهدكم بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما حدث
    و ليعلم الجميع بأن للعدالة سيف بتار لكل يد تحاول العبث بسلامة و أمن هذا البلد
    و ليعلم الجميع بأن الدماء التي سفكت اليوم ستظل معلقة بأعناقنا حتى نقتص لأصحابها
    طالبت جميع المسئولين بتقديم استقالتهم فورا و سنقوم أنا و من أثق في نزاهتهم منكم في تسيير أمور البلاد حتى تستقر الأمور
    و سنجري فورا انتخابات نزيهة لتنتخبوا بأنفسكم من ترونهم و تثقون فيهم كي يتحدثوا بلسانكم
    و ليكن الحكم للشعب
    و سيقوم المنوطين بهذا الأمر بشرح هذه المنظومة لكم الآن
    أرجو أن أجد منكم المعونة على إتمام هذا الأمر
    وفقكم الله لخير هذا البلد
    و السلام عليكم و رحمة الله
    بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    بالروح بالدم نفديك يا زعيم
    في المساء
    نظرت خلال المرآة
    : من هذا ؟
    أهذا الذي بالمرآة أنا ؟
    ليس هذا وجهي بالأمس
    و لكن هل من الممكن أن تتغير الملامح و لهذه الدرجة ؟
    : دكتــــــــــــــــــــاتــــــــــــــــور
    : من ؟ من يجروء على مناداتي بالدكتاتور؟
    : لا تنزعج أيها الطاووس ، أنا نفسك التي كانت بالأمس لوامة ،
    أتذكرني ؟؟؟؟؟؟؟
    تحاول أن تلعب دور الناسي ؟
    لكنك لا تجيد لعب هذا الدور
    هل يزعجك لقب الدكتاتور ؟؟؟
    لا تنزعج يا صديقي فأنت الآن جدير بهذا اللقب الذي خلعه عليك شعبك الفقير ، انظر إلى وجهك جيدا في المرآة
    هل تنتمي هذه الملامح لمن كان صباح اليوم يقول
    ( بابي سيظل مفتوحا ) ؟؟؟
    أي باب هذا الذي كنت تقصد ؟
    أبوابك المصفحة
    و ( من جـــاء إلينا مظلومــــا فلا أســدل الله لي جفنـــا حتى أقتــص له )
    ها ها ها ها ، هيا اقتص للآلاف بل الملايين من الذين وقع عليهم ظلم بطانتك بحجة تثبيت قواعد حكمك الزائف
    هيا فلقد سقطت الأقنعة و ظهرت وجوهكم الحقيقة
    : لكنني لم أظلم أحدا
    : بطانتك ظلمت اعتقلت شردت قتلت اغتصبت
    ألست مسئولا عنهم ؟
    : نعم مسئول ، و لكنهم اختيار الشعب
    أليس الشعب هو الذي اختارهم ليمثلوه و يتحدثوا بلسانه ؟
    ثم أنني لا أعلم عن ظلمهم شيئا ، لم تصلني شكوى واحدة
    : إن كنت تدري فتلك مصيبة و إن …………………………….. ؟؟
    فلقد حجبوا عنك صوت الشعب المقهور
    : و لكنهم لم يكونو كذلك
    و الله لم يكونو كذلك
    لا أدري مالذي حدث لهم
    لقد تغيرت الوجوه
    نعم تحولت إلى نفس الوجوه التي تخلصت منها بالأمس بعد محاولة الاغتيال
    انظر لهم جيدا لقد نزعوا عنهم أقنعة البراءة
    أهؤلاء من اختارهم الشعب ليتحدثوا بلسانه ؟؟؟؟؟؟
    لا و الله
    لقد تغير كل منهم بمجرد أن جلس على كرسيه
    و كأن الكرسي قالبا يتشكل على شاكلته كل من يجلس فوقه
    : حتى أنت ، تشكلت مثلهم ، هيا ، هيا اشنق نفسك ملايين المرات جزاء لما فعلت بهؤلاء الرعايا المساكين
    ألا تعلم بأنك ستسأل عنهم ؟
    : لن أسأل وحدي
    لن أسأل وحدي
    لن أسأل وحدي
    قبيل الفجر
    ( وجدتني مقيدا بالسلاسل واقفا خلف القضبان
    تراءى لي وجه صديقي ( وديع ) جالسا فوق المنصة مرتديا زي القضاة
    موجها لي الاتهام بالفساد و الخيانة العظمى
    صرخت في وجه الجموع الغفيرة )
    إلى متى ؟
    إلى متى أيها التعساء ؟
    إلى متى ترون الباطل أمامكم و لا تنكرونه ؟
    إلى متى ستقفون مكتوفي الأيدي ؟
    لا فائدة
    نعم لا فائدة
    أنا لا أعتب عليكم الآن
    لا ، فما أنا إلا واحدا منكم
    تربيتي تربيتكم ، مبادئي مبادئكم
    نعم رباني أبي أن إذا ما رأيت الحق ينتهك أمام عيني أن ألتزم الصمت
    ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)
    (مالك أنت ؟)
    (كل لقمة عيش و اسكت)
    (أمصلح الكون أنت ؟ )
    نعم ، هذا إرثكم الذي ورثتموه
    إرثكم صمت و سكون و انحناء
    دعوني أقولها لكم الآن و بكل وضوح
    شخص واحد لن يقدر على تغيير أمة بأكملها ، حتى ولو كان الحاكم
    خدعوكم فقالوا أن التغيير يأتي من قمة الهرم
    و لكن لا
    لا أيها المخدوعون ،
    التغيير الحق لن يتأتى إلا من قاعدة الهرم
    و أعلم علم اليقين أن لا فائدة منكم الآن
    ضحكوا علينا فقالوا لنا منذ القدم (التعليم في الكبر كالنقش على الماء)
    لا أطالبكم بالنقش على الماء
    و لكن بالله عليكم
    انقشوا على الحجر
    و لتعلموا أولادكم أن يرفعوا رؤوسهم عاليا
    لا تورثوهم صمتكم ، بالله عليكم لا تورثوهم الانحناء
    و ليصرخوا في وجه الباطل
    لاااااااااااااااااااا
    علموهم إذا ما وجدوا الحق يتوارى فليقفوا متكاتفين في وجه المنكر
    و ليقولوا بأعلى الصوت
    لا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا
    انقشوها اليوم في قلوبهم ، لعلهم يكتبوها بدمائهم غدا
    لا تعلموهم الانحناء و ليرفــــعوا رؤوسهم عاليا إلى عنان السماء
    ينطقـــــــــــــونها بأعلى الصوت
    لااااااااااااااااااااااااااااااااا
    ترج الكون من حولهم،تزلزل الأرض تحت أعدائهم
    لااااااااااااااااااااااااااااااااا
    حتى لو ماتوا و هم ينطقون بها
    ف و الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
    لو ماتوا و هم يصرخون بها فهم الشهداء
    و الله الذي لا إله إلا هو إنهم لشهداء
    شهداء كلمة الحق
    شهداء لأنهم ماتوا على كلمة الحق و هم يصرخون
    لااااااااااااااااااااااااااااا
    بالله عليكم ، علموها أولادكم
    لا تجعلوهم أمثالنا و أمثالكم
    نرى الباطل باطلا و المنكر واضحا جليا من حولنا
    فنغض الطرف و نطأطأ الرأس ذليلة
    نمض في طريقنا لا نحرك ساكنا
    بالله عليكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــم
    يا أبناء الصمت
    علموها أولادكم
    فلعلهم يكونوا الجيل الذي ينصر الله على يديه الإسلام و المسلمون
    علموها أولادكم
    لعل الله أن يجزكم عن الإسلام خيرااااااااااااااا

  20. وطن المسيح الدجال

    لنا في كل وطن مسيح دجال

    يؤذن في الناس أناء الليل وأطراف الفصول

    أن حجوا لإمرأة جميلة كخنجر مغروس

    في الوطن الكئيب من الأزل إلى الأزل

    لنا في كل وطن مكلوم بالآلام مسيح دجال

    ينذر من خلف حجابه بالأهوال

    يعشق إمرأة إمطى جمالها الرذيلة

    قبح الله الجمال حين يأسر الأوطان

    والصحاري والفيافي والجبال

    من افترى على الله أنه يعشق الجمال ؟

    والوطن العربي قد سبي لأجل عيون إمرأة قبحها

    الجمال والدلال

    لنا في كل وطن مسيح دجال

    يذكرهم بالعزة والات وهبل

    وبالحنين لعرب الوهاد لا الأمجاد والرحيل

    رحل لايعلمون مالذي يخفيه الليل الطويل

    حفاة يرتلون جهلم العليل

    يحتفون بأنهم كانوا خير زناة أخروا للناس

    في كتب التاريخ والتوراة والإنجيل

    يا بني عرب يا تاريخ الهاوية

    أن لكم أن ترشفوا من خضب الحياة الدامية
    يابني العرب والأعراب هل فيكم من يشعرون

    بأن الأوطان لا تحمل على ظهر ناقة

    وهل وطنكم إلا ظهوركم تزف الرحيل في كل ناحية

    تاركة الديار للأطلال

    هجرتم الديار والمئذنة المقدسة

    هجرتم العروبة المغدورة روحها

    وسكبتم الشرف العربي

    فمتى تنتفض الجراح على الجراح

    ويدوي في الكون الكلوم الدموع الجارية

    فمن الدموع ما يمزق ظلمة الديجور الآنية

    سلمى بالحاج مبروك

    من تونس

  21. نحن اذا اردنا ان نحارب بالشعر فالباب مفتوح على مصرعيه .
    ولكن هى ليست حرب هى مشاعر مكبوته.
    نريدها ونحبها شعرا فهذا اضعف الايمان.
    اصبحت الاحلام فى الماضى مفخرة هذه الايام .
    ولذلك ادعو كل ولى امر ان يجعل له حاضر مشرف ليكون له فى المستقبل حلم جميل.
    وياحسرتنا على شباب هذا الجيل الذى يعيش على احلام اجداده.ولكن شعرك جمبل
    دكتور /سعد محمد السيد

  22. العرب منذ حرب 73 التى استرد المصريين اراضيهم المحتله ومنذ ذلك الحين ولم تسكت الاقلام بين مؤبد وكاره ولنتسائل عن الكارهين لماذا الم يكن هناك معاهدات سلام من قبل اترك الرد لهم وهل موقف مصر والعرب كان يسمح بأستمرار الحرب ايضا انتظر الاجابة المقنعة .
    نعم نجاح أى شعب فى أسترداد اراضية لم يكن دليل على التنمية السريعة وهى التى تكمم الافواه ولدينا امثلة كثيرة ولا أرغب فى فتح الملفات من فينا لايرغب فى الكسب السريع الحلال ولكن ما نراه ان من فى السلطه يبيع بالغالى ويشترى بأبخس الأسعار وعندما يبنى مقاول برج يبحث عن فنان اوفنانة او وزير ليبيع او يهديه شقة فهو بذلك ضمن بيع البرج بأعلى الاسعار فكل من يشترى فى هذا البرج يزغب فى مجاورة فلان لمصالحه فيما بعد وهذه تصرفات شخصية ينتج عنها سلبيات تؤثر على التنمية والؤثرات كثيرة منها سيلسية ومنها قرارات خاطئه وتصرفات شعبية خاطئة والكل لايريد الاعتراف والاصلاح لماذا…..لأن هذا الاصلاح قد يكلفه ان يفقد منصبه…..ولنيحث عن الحل معا ان يكون دور المحافظ رقابى فقط ويكون خطط التنمية للمجلس المحلى فقط والتنفيذ على الاجهزة التنفيذية ومحاسبة كل مسئول على دوره ويكافىء من ينفذ دوره بأتقان ويعاقب المقصر عقاب شديد دون رأفه وذلك لان كفانا تقصير ونهب
    هذا المقال عام وليس لمصر فقط فالمشكلة عربية مزمنة وعلينا التخلص منها
    دكتور/ سعد محمد السيد……

  23. sweet_vivian01@yahoo.com

    This is a voice from a lonely heart,im vivian by name i pass through
    ur profile today on (www.academicdating.net) and was move with passion of love
    please i
    will like us to hold our dream together,here are my mail
    box(sweet_vivian01@yahoo.com)
    remember age or colour even distance has nothing to do with love, so
    pls we can move from here, contact me to have my personal picture,the
    greatest is love,
    thanks miss vivian.
    my dear please send mail to me directly with my email adress so that i will send you my nice pictures and also tell you my purpose of contacting you
    thanks.

  24. (كيف باع الأراجوز مقتدى الصدر جيشه عصابات المهدي)
    فما أن إحتُلت بغداد عاصمة أمتنا لما يقارب من ستة قرون من قبل جيوش الصليبية العالمية الحاقدة مُتجحفلة معها(قطعان الصفويين أحفاد بن العلقمي) القادمة من الشرق,وحثالة من المُرتدين من اهل السُنة نكصواعلى أعقابهم فأصبحوا خاسرين) في ربيع 2003, حتى قام المندوب السامي للصليبية العالمية الغازية المجرم(بريمر)بحل الجيش العراقي,الذي كان يُعتبر الجيش الوحيد المُحترف في العالم العربي,والذي يُحسب له حساب من قبل( الكيان اليهودي,فهو الذي حطم نظرية الأمن الجغرافي لهذا الكيان في عام 1991) ومن قبل(الجمهورية الصفوية السبئية الايرانية والتي حطم أطماعها في بلاد العروبة والاسلام ارض الرافدين )والذي قام بإمتلاك الكوادرالعلمية التي مكنته من بناء قوة كانت تهدف للاكتفاء الذاتي,فكان لابد من تدميرها قبل فوات الأوان,فهذا عمل مُحرم على جيوش الأمة حتى تبقى (إسرائيل) في أمن وأمان,فحل هذا الجيش كان بمثابة عملية إنتقامية,وهي إحدى أهم أهداف إحتلال العراق,فهو قد خرج عن الخطوط الحمراء المرسومة للجيوش العربية.
    وما أن حدثت جريمة الاحتلال وما تمخض عنها من حل للجيش العراقي حتى بدأنا ومعنا المسلمون في الارض والدنيا كلها نشهد ظاهرة غريبة في ظل هذا الفراغ الهائل الذي أحدثه هذا القرار,وهي إنفلات أناس أشرار في أرض الرافدين وفي وسط الظلام على شكل عصابات وميليشيات يعيثون في الأرض الفساد,منهم من جلبهم الاحتلال معه كعصابات بدر والدعوة وجماعة الجلبي,وأرخى لهم العنان كأنهم جراد منتشر تأتي على الأخضرواليابس,ولتهلك الحرث والنسل,وتنشرالخراب والدمار والموت والرعب في كل جنبات العراق وخصوصاً بغداد(عاصمةالعباسيين).
    فالصفويون السبئيون يحقدون على تاريخ الأمة وابطالها,وأخذت بعض هذه العصابات تختص بمطاردة وقتل و ذبح كل قيادات الجيش العراقي وكوادره العلمية وضباطه المشهود لهم بالكفاءة وجميع العلماء العراقيين من جميع التخصصات وكل من يُسمي نفسه ب
    (عمر أو بكر أو أبا بكرأو سعد أو خالد أو معاوية)
    وبجميع أسماء أبطال المسلمين الفاتحين,وأخذت تنهب وتسلب كل ممتلكات الدولة العراقية ووثائقها وخصوصا فيما يتعلق بالجيش العراقي,وأخذت تستولي على مساجد اهل السُنة وتهدم وتحرق بعضها,وتحرق المصاحف,وتقتل أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في العراق بغير شفقة ولا رحمة مما جعل معظمهم يفرمن العراق نجاة بنفسه من إجرام هذه العصابات الاجرامية إلى الصحراء ليسكن في مخيمات يُسيطرعليها البؤس والعذاب والقهروالشقاء والخوف على الحدود العربية,ومنهم من سُمح له بأن يُهاجر الى البلاد البعيدة مثل(البرازيل والارجنتين) وليُذكرهم ذلك بنكبتهم عام 1948 على يد اليهود,فما حصل لهم على يد هؤلاء هوإمتداد لما حصل لهم عام1948 على يد اليهود,فالصفويين السبئيين واليهود منبعهُم العقائدي واحد .
    وبدأنا نسمع بمرجعيات قابعة في زوايا مظلمة في (النجف وكربلاء,ومدينة الثورة التي سميت في ظل الإحتلال بمدينةالصدر)توفرالغطاء اللازم لكل ما جرى ويجري في العراق على يد الاحتلال الصليبي وعلى يد هذه العصابات التي جاء بها,وتصدر الفتاوي اللازمة لذلك وبعضها متواطيء بالصمت حيث لم ينبث ببنت شفة لإستنكار الذي حصل,ومن أشهر هذه المرجعيات المبهمة والغامضة والمُريبة(السيستاني) الذي أصبح المرجع الأعلى للاحتلال والذي للأن لا يُعرف له نبرة صوت حتى ولا أتباعه يعرفون نبرة صوته, فهو حقاً من أغرب الشخصيات التي ظهرت في التاريخ, فخراب العراق ودماره وإحتلاله كان بغطاء من هذا الشخص الغريب العجيب الذي لا يُعرف أصله ولا فصله,وكأنه شيخ الجن المزعوم عند الدجالين الذي يقبع في قعرالبئر.
    والذي يُدقق بملامح هذه العصابات ومراجعُها يجد أنهاغيرعراقية ولاعربية إسلامية ,وذات ملامح تلمودية شريرة,وجوهها مُنطفيء,نورها ظلامها دامس كأنه قطع الليل المظلم,رؤوسها كأنها طلع الشياطين,نظراتها شريرةلا يستطيع الانسان سليم الفطرة النظرإليها,فغضب الله عليها بين وواضح تكاد أن تلمس الغبرة التي عليها والقترة التي ترهقها, فظلام الشرك تارك أثره بوضوح عليها,فهي وجوه مُفحمة والعياذ بالله
    ,وكان من أشهرقادة هذه الميليشيات الاجرامية صبي غر مُراهق مُضطرب العقل والتفكير,نظراته زائغة كأنه الشيطان الرجيم,جاهل أرعن أزعر تخيل نفسه بإنه سيصبح الزعيم الأوحد في العراق,فخلّع الجينزولبس العمامة مع دخول الجيوش الصليبية بلاد الرافدين,ارض الاسلام,فوجد في الاحتلال الصليبي فرصة تاريخية لمُمارسة جميع أنواع الفساد والإجرام في الارض,فشكل عصابات مُسلحة من الدهماء والحُثالات,ومن أوباشها ومن المجرمين واللصوص وقطاع الطرق,ومن أبناء المُتعة اي الطبقات السفلية للمجتمع اطلق عليها (جيش المهدي).
    وأخذ الاعلام يُسلط الأضواء على هذا المجرم مُطلقاً عليه صفة(رجل الدين الشاب)إنه(منتهى الغدر لا مقتدى الصدر),ونتيجة لتناقضه الشديد في مواقفه إنخدع في البداية البعض من السُذج التافهين من الكتاب والمُحللين السياسيين بهذا المجرم معتبرينه عروبي,وهل هناك مجرم عربي وغير عربي, وخائن عربي وغيرعربي, وكافرعربي وغيرعربي,فالمُجرم مُجرم,والخائن خائن,وملة الكفرواحدة,ففي كل يوم نسمع لهذا الشاب المُجرم موقف يتناقض مع موقفه السابق ,فهو كل يوم في موقف, فمرة يقول أنه ضد الاحتلال,ومرة ثانية يقول أنه ضد مقاومة الاحتلال بالقوة,ومرة ثالثة يقول أنه لن يشترك في العملية السياسية في ظل الاحتلال,وفي نفس الوقت نجد أنه يشارك في العملية السياسية و يشترك في الانتخابات في ظل الاحتلال,ومرة رابعة يقول أنه جمد مشاركته في العملية السياسية,ثم نجده يتراجع عن ذلك,ومرة خامسة يقول بأنه ضد المالكي ثم نجده يمتدحه,وهكذا هو تجده غيرمُستقرعلى حال,وأخيراً ونتيجة لإضطرابه العقلي ورعونته قام ببيع عصاباته المُسماة بجيش المهدي,والتخلي عنها وتقديمها على طبق من ذهب ل(الأمريكيين وعصابات بدر والدعوةالتابعتين للمجرمين المالكي والحكيم التابعين لإيران)ومغادرة العراق بموجب صفقة تمت بين إيران والأمريكان حيث أن عصابات المهدي تكونت في العراق ولم تأتي من إيران مع الاحتلال مثل عصابات بدر والدعوة,لذلك فإن الصدر يعتبر نفسه أحق في السيطرة على العراق والإستيلاء على خيراته ومقدراته وزعامة الشيعة في العراق,لذلك قام بقتل وسحل(عبد المجيد الخوئي بن أبو القاسم الخوئي) أعلى مرجع شيعي عندما جاء مع الإحتلال ليكون مرجعا بدلا من والده الذي توفي عام 1992,وقام في بداية الإحتلال أيضا بتطويق(بيت السيستاني) وتوجيه إنذارله لمغادرة العراق خلال اربع وعشرين ساعة وإلا قتله لولا تدخل الأمريكان,وقام بالسيطرة على(المراقد في النجف وكربلاء والاستيلاء على ما فيها من أموال ولكن تم إسترجاعها منه بعد معارك طاحنة)ونتيجة لطموحاته هذه وهوسه بأن يُصبح المرجع والزعيم بلا مُنازع,ولأنه لم يخرج من رحم إيران,لذلك فإن بقاءه سيبقى يُهدد أطماع إيران في العراق وخصوصا الجنوب,لذلك فإن إيران إشترطت على أمريكا في المفاوضات التي جرت بين الطرفين لبحث الأوضاع ألامنية في العراق من أجل مساعدتها على الخروج من ورطتها في العراق أن يتم القضاء على جيش المهدي حتى يستتب الأمر للمحسوبين عليها وعلى أمريكا من رجال العصابات(المالكي والحكيم) في حالة إنسحابها من العراق وإزالة الخطر الذي يشكله عليهم هذا المنفلت من عقله وعقاله (منتهى الغدر- مقتدى الصدر),وهذه المفاوضات جرت بناءً على تنسيب من لجنة(بيكر هاملتون) التي شكلتها الإدارة الأمريكية لوضع حلول ومقترحات للخروج من الورطة الأمريكية في العراق,وعلينا أن نعلم أن هناك تقاطعات ونقاط إلتقاء مشتركة بين امريكا وإيران في العرق منها أن هناك عملاء مزدوجين لهمامن أمثال الحكيم والجعفري والمالكي عدا عن العداء المشترك لأهل السنة,فتم عرض صفقة على الصدر يتم بموجبها التخلي عن جيشه مقابل ملايين الدولارات وان يُغادرالعراق ليعيش في طهران وإلا سيتم تصفيته هو وجيشه ,وبالفعل إستجاب فوراً لهذه الصفقة نجاة بنفسه,فقام ببيع جيشه لأول عرض مقدم للشراء وعند أول سومة,وما أن تمت الصفقة حتى أعلن(منتهى الغدر_ مقتدى الصدر)قبل عام تقريباً أنه قررمغادرة العراق الى أجل هويُحدده وقررتجميد جيش المهدي لمدة ستة أشهر,وأن كل من لا يلتزم بهذا التجميد فإنه سيفصله ويومئذ قد غادرالى إيران,وما أن إنتهت فترة الستة أشهر حتى أصدربيان فاجأ أتباعه والعالم به بأنه قررإعتزال السياسة والتخلي عن جيش المهدي,حيث أضاف أنه كان يريد من وراء تشكيل جيش المهدي تحريرالعراق ولكنه لم يستطع,وأن كثيراً من قيادات جيش المهدي قد خانته,وإستغلت جيش المهدي لتحقيق مكاسب خاصة والحصول على الأموال والخاوات,وإنه فقد الثقة بهذه القيادات,وبناءً على ذلك فإنه قد قررالتفرغ للعلم ليُصبح مرجع ديني برتبة مجتهد وأية من الأيات التي تستغفل البسطاء والدهماء من الشيعة,وهذا البيان المفاجيء كان بمثابة الضوء الاخضرلعصابات المالكي والحكيم,والتي يتشكل منها ما يُسمى بالجيش الوطني مدعومة بالقوات الامريكية للهجوم على معاقل جيش المهدي في(البصرة والناصرية ومدينة الثورةالتي سُميت في ظل الإحتلال بمدينة الصدر)والقيام بتصفيته,وفي أثناء هذا الهجوم أصدرمقتدى المجرم بياناً يطلب فيه من عناصرعصابات جيش المهدي بعدم المقاومة وإلقاء السلاح,وأن كل من لا يلتزم بذلك فهو بريء منه بدلا من ان يكون بين جيشه يقوده ويرفع من معنوياته لوكان زعيما حقيقيا وليس من افرازات الاحتلال,
    فهل هناك خيانة أعظم من هذه الخيانة؟؟
    فهو يخون أتباعه علناً جهاراً نهاراً ويتاجر بهم ,وبعد أن إستكملت(ميليشيات بدروالدعوة)مدعومة بالقوات الامريكية الإجهاز على عصابات جيش المهدي بموجب صفقة البيع,أصدر هذا الصبي الغرالمجرم بياناً يقول فيه(إذا لم تتوقف حكومة المالكي عن الهجوم على جيش المهدي فإنه سيُعلن حرباً مفتوحة ضد حكومة المالكي)وعندما غضب المجرم المالكي لهذا التصريح وتوعد الصدر بالعقاب لأنه خالف نص الصفقة المبرمة معه أصدرالمجرم الصدر بياناً في اليوم التالي يُوضح فيه الأمر قائلاً(بأنه لم يقصد حرباً مفتوحة ضد الحكومة العراقية وإنما ضد الاحتلال,وأن تحريرالعراق لا يمكن أن يتم إلا بالتوافق والتحالف بين الحكومة العراقية والشعب العراقي,وإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال رفع السلاح في وجه حكومة المالكي الشرعية التي تمثل الشعب العراقي) فما أسخفه من قول, فكأنما حكومة المالكي العميلة التي جاء بها الامريكان لتدميرالعراق ستعمل على تحريرالعراق من أسيادها أصحاب الفضل عليها وتعيش بحمايته في المطقة الخضراء,فهولا يدري إن تخلي الامريكان عن المالكي يجعل حكومته الكرتونية الكراكوزية تسقط فورا,وكيف لحكومة وضعها الإحتلال تكون شرعية وتمثل الشعب العراقي,ومن ثم بعد هذا التوضيح اكد على تجميد جيش المهدي قائلا لهم بارك الله فيكم يوم جمدتم ويوم اطعتم قرار التجميد ويوم حافظتم على تجميدكم.
    وهاهي(عصابات بدر والدعوة)مدعومة بالقوات الامريكية الى هذه اللحظة لم تتوقف عن الهجوم على عصابات المهدي في (مدينة الثورةالتي سُميت في ظل الإحتلال بمدينة الصدر),وبعد أن أجهزت عليها في البصرة فهاهو يلتزم الصمت,فهذا المجرم (منتهى الغدر- مقتدى الصدر)الذي قتل أباه الإيرانيون وهويعرف الحقيقة مع ذلك فإنه يبيعهم جيشه ويرتمي بأحضانهم بمُنتهى الخسة والنذالة ظانا بأنه سينجو بنفسه,أما علم هذا المجرم أن لن تكون نهايته بأمرالله إلا كما كانت نهاية جيشه المجرم الذي باعه بثمن بخس ليتفرغ لزواج المتعة في قم في ايران وأول من سيغدر به الآيرانيون فديدنهم الغدر , فما فعله هذا المجرم في العراق وأهله شيء فوق الوصف,فلن تهنأ طويلاً أيها المجرم بالثمن الذي قبضته ثمناً من الامريكيين والإيرانيين لعصاباتك المهدية التي كانت تستعجل خروج المهدي المزعوم بإغراق العراق في الدماء,فزعماء العصابات دائماً ينتهون على أيدي أفراد عصاباتهم, فكم اليوم من أفراد عصاباتك التي تخليت عنها مقابل ثمن بخس يتربصون بك كما تربصوا بصهرك(رياض النوري)ومدير مكتبك والذي يعتبر القائد الفعلي لعصابات المهدي الإجرامية فأردوه قتيلا وهو خارج من حسينية في الكوفة فقتل صهرك هي رسالة لك.
    واما الذين الذين باعهم الصدرجيشه زعماء عصابات بدر والدعوة الحكيم والمالكي والجعفري,من أجل أن يستفردوا بنهب وسلب مقدرات العراق فلن يستتب الأمرلهم في العراق(ارض العروبة والاسلام)كما يتوهمون,فزوالكم سيكون مع زوال من جاء بكم أيها الخونة والعملاء فإيران إن ظنت أنها ستحكم العراق من خلالكم فهي واهمة ولا تعي التاريخ جيدا,فالعراق لن يحكمه إلا من سيحرره منكم ومن الصليبيةالعا لمية أبناء العروبة والاسلام .
    فهاهي امريكا على وشك الاندحارمن العراق على يد المجاهدين المؤيدين بنصرالله الذين عجزت امريكا بكل ماأوتيت من قوة ان تصمد امامهم,فكيف بكم انتم يامن تختبؤون في المنطقة الخضراء , فلا إيران ولاغيرها سيحميكم من قدرالله الذي يجري في العراق على يد أبنائه الشرعيين الصادقين الذين سيُخلصون العراق من شركم ومن شرعصاباتكم الاجرامية,فمصيركم بإمر الله محتوم وقدركم مرسوم وحسابكم في الدنيا قبل الأخرة قادم على ما إقترفت أيديكم بحق الأمة,فمن يستطيع ان يغير قدر الله فسنة الله في الظالمين لاتتغير
    (إنما جزاءُ الذين يُحاربون الله ورسُولهُ ويسعون فس الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجُلُهُم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهُم خزي في الدُنيا ولهُم في الأخرة عذابُ عظيمُ)} المائدة: 33{.
    والسلام على المجاهدين في العراق الذين تصدوا بكل شراسة لاطماع الصلبيين والصفويين والسلام على المجاهدين في أفغانستان وفلسطين والصومال والشيشان,وفوق كل أرض وتحت كل سماء الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى,والسلام على بلاد الرافدين,والسلام على بغداد منارة العلم والعلماء والفقه والفقهاء, فإنا نبشرك بأن عذابك لن يطول,فالمجاهدون يوشكون على الآنتهاء من كسر قيدك فخلاصك على أيديهم بات قريب بأمر الله ولن يفلت بإذن الله من القصاص كل من عاث فيك فسادا وأصابك بشروسوء وحتى ولو بخدش بسيط ,وستطهر أرضك من كل الغزاة وأتباعهم من الخونة والعملاء والصفويين وستعودين منارة للهدى ودارا للاسلام .
    (فأما الزبد فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ الناس فيمكُث في الأرض كذلك يضربُ اللهُ الأمثال) }الرعد:17 {
    الكاتب والباحث الإسلامي
    محمد اسعد بيوض التميمي
    bauodtamimi@hotmail.com
    bauodtamimi@gmail.com
    الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
    اسعد بيوض التميمي رحمه الله
    http://www.assadtamimi.com
    للإطلاع على مقالات الكاتب
    http://www.grenc.com/a/mtamimi/

  25. من ينقذ رجال مصر من التمييز العنصري
    حكاية رزيلة حكاية خلع

    يوم زفافي من الفتاة التي أحببتها وأحببتني والموسيقى والزغاريد تملئ المكان كشأن أفراح الطبقة المتوسطة التي تنتمي لها عائلتي وعائلة العروس ، أفراد العائلة والأصدقاء يتبادلون التهاني ويتمنون للعروسين حياة هانئة سعيدة
    تبدأ الزفة ثم ينتقل العروسين لمسكنهما
    تمر سنتان والحياة تبدو طبيعية أو هكذا كنت أعتقد ولكن ذات يوم وفجأة وبدون مقدمات وجدت زوجتي تطلب الطلاق فجن جنوني وحاولت أن أعرف السبب هل أخطأت في شيئ هل قصرت في شيئ فأجابت بالنفي وقالت أن السبب لا يتعلق بي من الأساس فزادت ثورتي وأخبرتها أنني لن أطلقها وأخذت أذكرها بالحب الذي يربط بيننا
    تمر عدة أيام يدق الباب لأجد أمامي مندوباً حكومياً يحمل إعلاناً لي ظننتة في البداية يخص العمل ولكن إتضح أنة إعلان من المحكمة بخصوص قضية قامت زوجتي برفعها ضدي قضية خلع
    ساعتها أغرورقت عيني بالدموع وأنا أتذكر قصة حبنا التي إستمرت طوال سنوات الجامعة والعهود التي قطعناها لبعضنا البعض بأننا لن نفترق أبداً
    تمر أيام أخرى ليأتي يوم المحكمة وفي المحكمة تقول زوجتي أنها لا تعيب علي في شيئ ولكنها مع ذلك تريد الخلع فتحكم لها المحكمة بما أرادت والحكم بالخلع غير قابل للإستئناف
    تمر أيام أخرى أستيقظ على صوت زغاريد وضوضاء أسأل ما هذا يقولون لي هذا زفاف زوجتك أو التي كانت زوجتك أسأل على من يقولون لي على رجل أغنى منك إشترى لها سيارة حديثة وشقة فاخرة
    تمر عدة شهور وأثناء جلوسي في المقهى أحتسي الشاي يدخل رجل يبدو علية الهم الشديد يجلس بجوار أحد أصدقائة ويبدأ في الكلام كأنة يهذي ويخبر صديقة أن زوجتة التي أوهمتة أنها تحبة قامت بخلعة مؤخراً وتزوجت بأخر لة ثروة كبيرة
    يهمس الرجل أثناء كلامة بإسم هذة التي قامت بخلعة ولا أصدق أذني نعم نعم إنها هي هي من كانت في يوم من الأيام زوجتي
    هذة قصتي وقصة الكثيرين تحدث بعد تطبيق قانون الخلع في مصر

  26. SALIM NICOLAS MOHSEN..
    *SOUFANIEH
    إشكالية التكوين السياسي
    ** العُروبَة.. دَعْوَة شَعْبِ المَنطِقة إلى تكوين الدَولة السياسية؛ لِمواجَهة العَدَمِية والإلغاء؟؟
    سليم نقولا محسن
    من مُجمل التحديات التي تعترض مسار تقدم شعب الوطن العربي، ليست تلك التي يواجهها فقط من العالم الخارجي الطامع والأكثر تطورا، وإنما أيضا استجابة جلّ مجتمعاته أمام الإبهار إلى الانخراط في لعبة التقليد والانقياد لها، التي ليست من صالح شعبه على الإطلاق، إذ لم تفقد الشعب الارتكازات المجتمعية لتكوين الدولة وأنظمة الحكم وحسب، وإنما باتت الفوضى الدولتية من سماته في عصر المجتمعات المنظمة الحديثة، وربما كان هذا ما تسعى إليه وتتطلبه مصالح الاتجاهات الرأسمالية العالمية، عبر ما يلحظ من إصرارها على تفتيت المنطقة بالوسائل المتبعة من احتلالات إلى حروب دائمة واقتتال وفتن، لإلحاقها وإبقائها كأسواق مستهلكة، إنما هذا يتنافى مع مصالح شعبها العربي التي تنحدر مجتمعاته رغم ثراء مواردها إلى مزيد من الفقر، الذي سيؤدي بدوره إلى العدمية المجتمعية والسياسية ومن ثم الإلغاء، ولما كان البعض ممن يجهلون بواطن الأمور، قد خرجوا بنتائج محبطة اعتمادا على الظواهر، وألقوا بتبعات ما هو صائر إلى عقم الشعب وعجزه، وارتاحوا من عبء واجباتهم وأحمالهم، ولم يزالوا بعقل تخريفي يزاولون لعبة المعميات التثاقفية واستنساخ تجارب الآخرين وبهرجاتهم، قد أصبح من الأفضل لهم أن يعلموا بأن الموضوع خطير وجديته لم تعد تحتمل المماحكات والمناورات والحرتقات الصبيانية، التي يضع البعض برامجها مع الغير لإدراجها كموضوعات إلهاء لتطبيع أصحاب الثقافات المهزوزة وتوابعهم وجرهم إلى محاكاتها، فإن ما هو مطروح دعوة منفتحة لكل المتنورين والمثقفين الثوريين وأصحاب الرأي من الطبقات المنتجة إلى البحث للخروج من هذا المهوار إلى سبل تكوين الدولة السياسية القادرة.
    فرغم وطأ الحملات، الفكرية والعملانية، ضد مفاهيم العروبة المتشكلة طبيعيا لدى إنسان المنطقة عبر الأزمنة التاريخية، فمن المؤكد بأن العروبة لم تزل مطروحة بقوة على الساحة العربية في مواجهة التصاعد المضاد المفتعل، الذي يستهدف المنطقة خدمة لتصاعد حاجات استثمارات الرأس المال الغربي عقب المتغيرات النوعية، التي طرأت على بنيته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولم تستطع كل الهلوَسات الطامحة بأشكالها الصدامية المتعددة القادمة مع تقليعات الغرب الأوروبي المبهرة، أن تشكل أساسا لتقويضها، ويبدو أنها لن تتمكن منها.
    لذا استدعى ذلك إعلان حرب عالمية غير مسبوقة في العصر الحديث ضد العروبة، استخدمت فيها أنواع الأسلحة، وقد شاهدنا ممارساتها وشعوب العالم ضمن فترة لم تتجاوز العقد والنصف من السنين عندما استهدفت منطقة استضعفت ابتداء من عام ال 91 والمقصود الحرب ضد دولة العراق وما تلاها من حرب تجويع وحصار إلى الحرب الغازية باحتلال كل أرض العراق عام 2003 وإلى إشاعة الفوضى فيه والخراب، إلى جانب افتعال حروب جانبية متعددة على مساحة امتدت من الصين إلى المغرب العربي نزولا إلى السودان وأرض الصومال، ولم تزل تداعيات مفاعيلها تتوسع مع الجديد من الأيام.
    فالمتحولات الطارئة على البنى المجتمعية العربية كنتيجة لمغلوطات في تركيب الدول القطرية بالإضافة إلى سوء استخدام الإدارات في هذه الدول المركبة اتجاه مجتمعاتها، منها بعض ممارسات الحواشي السلطوية، والاتجاهات المحلية التابعة والخادمة عبر الأطر الإقليمية للسياسات العالمية وما تفرضه من أحكام قامعة جائرة مغايرة لتوجهات الشعب العربي وأنماطه الطبيعية المعاشة وطموحاته في النهوض، قد أنتجت طابعا مجتمعيا مشوها جرى استخدام حيثياته السلبية بدراية خبيثة لوصم الشعب العربي وتاريخه بها.
    فالعروبة ليست هي نتائج هذه الممارسات وإن تقصد تعميم هذه النتائج السلبية وكل ما أحدثته من متغيرات على ظاهرة العروبة، إذ أن العروبة في جوهرها تختلف، فالعروبة ليست هذا الكم من التخلف والضياع، العروبة كانت دائما هي الإنسان العامل والوعي المتحرك لهذا الإنسان لمآل جهده وتراكمه على الأرض العربية، العروبة هي مفهوم لنتاج الشعب المنتج المستقر: الذي كان يدفع دائما عبر مسيرته الحياتية الطبيعية باتجاه إقامة المجتمع المنظم العادل الموحد لمزيد من الأمان والتقدم.
    وعلى ما يلاحظ فلقد ارتبطت فكرة العروبة في العصر الحديث ابتداء من أواخر القرن الثامن عشر للعهد العثماني إلى زمن الاستقلال عنه، المتوافق مع انتهاء الحرب الأولى ووعود الدول الأوروبية للشريف حسين بإقامة الدولة العربية الواحدة، بفكرة الدولة العصرية على غرار الدول الأوروبية شكلا ومضمونا، بغية إقامة المجتمع الأفضل، مجتمع الحريات والسلم والتقدم، ومع القبول بالأمر الواقع – الناتج عن معاهدة – سايكس بيكو- وبزوغ الدول القطرية العربية بقرارات دولية وفقا لمصالح الدول الأوروبية في تقاسم النفوذ فيما بينها، فإن الشعوب العربية في تلك الأقطار قد اعتبرت دائما أن هذه الدول الناشئة، إنما تشكل خطوة مرحلية لاستعادة وحدة المنطقة.
    وبالرغم من ارتباط مصالح بعض الشرائح المحلية المتكونة آنذاك بالعجلة الاقتصادية الأوروبية (ككمبرادور) بصفة جامعي أموال الشعوب لصالح الغرب، أي مع بقاء الأطر القطرية، فإن التوجهات الغالبة لشعوب تلك الأقطار كمكونة ومنشئة طبيعية لنظام الدولة، فكانت تدفع باتجاه تجاوز الحدود القطرية إلى وحدة المنطقة كضامن دون وقوع الدولة القطرية كليا بقبضة الشرائح المرتبطة، ومن ثم إلى إقامة دولة عربية قادرة، لذا كانت غالبا ما ترتبط شرعية وجود الحكومات وشعبيتها بمدى ارتباطها بفكرة العروبة الطموحة إلى إقامة الدولة العربية الواحدة، بغض النظر عن التسويات السياسية التكتيكية وأصوات الاقتراع، وقد تجلى ذلك بمدى شعبية تلك الأحزاب والحركات الآخذة بالطابع الوحدوي العروبي، وأيضا بقيادة ثورات المنطقة التحريرية، ومنها شعبية قيادة عبد الناصر التاريخية، تلك القيادة التي ربطت فكرة الثورة والتحرر والتقدم والطمأنينة على المستقبل، بتحرر الشعوب العربية من الاستعمار والرجعية المحلية وبتجاوز الحدود الإقليمية وإقامة الوحدة العربية.
    كما تجدر الملاحظة بأن حتى منذ ما قبل دول الاستقلال، قد عمد دائما على خلخلة أسس المجتمع المنتج المستقر في الأرياف والمدن عبر التدخلات الأجنبية من دول الجوار الكبرى في شئون الدولة العثمانية، وأن ما كان يوصف زمنها بالإصلاحات الدستورية باستنساخ النموذج الأوروبي، مشكوك، في غاياته، وليس في حقيقته سوى تطويع وتطبيع لإدارات الدولة آنذاك لإجراءات التحاقية بالدول الأوروبية، إذ أن هذا المجتمع المنتج على بدائيته، كان بطبيعته يدفع باتجاه تعزيز الأعراف والتقاليد والشرائع وإلى إنتاج وحدة مجتمعية منتجة للمؤسسات الدولتية المكوّنة للدولة، وهذا يتناقض مع الغايات الهادفة المرسومة إلى إنتاج مجتمع مركب مخلخل بديل ومفهوم إداري للدولة يسهل فيه التعامل مع المتسلطين عليه، ويرتبط بشكل متساير مع عواصم الدول الكبرى ومراميها، وذلك عبر إجراءات سياسية إدارية لها مفاعيل اقتصادية من خلال سيطرة السلطة الأجنبية أو عملائها على المجتمع، فتعمد هذه إلى تشكيل عشوائي لقوى اقتصادية جديدة على أنقاض القديمة الأصيلة عبر توزيع ثروة الدولة بين هذه القوى، التي يغلب على أجوائها طابع المحاباة والسمسرة والعمالة، والتي تتناقض في تكوينها ومفهومها للقيم مع تلك القيم المجتمعية المرتبطة بالعمل تلك التي درج عليها المجتمع في كنف القوى المجتمعية التقليدية المنتجة وسيادتها،
    ولم تشذ عن ذلك سلط دول الاستقلال الوريثة، بعد أن أصبح ثراة العهد السابق ورجالاته الحكام الجدد ضمن المظاهر الاحتفائية المعلنة باستقلال الوطن، إضافة إلى اختراق عوامل جديدة المجتمع الجديد، إذ أصبحت أموال البترو دولار السياسي وأموال لصوص الآثار والتهريب والقوادين وأولاد العاهرات وخريجي البعثات الخيرية وعصابات الإجرام والمال العائد من نهب الدولة، السادة الجدد، وأضحت مظاهر خرق قوانين وأعراف المجتمع المعلنة أو المستترة والانفلات العام المُقونن عنوان المرحلة، تلك المرحلة؛ التي تتطلب سيادة قيَمها الجديدة وسادتها الجدد، والتي كان يؤدلج مبررات مشروعيتها بعض الأحيان مع الأسف عدد من السياسيين ودعاة الفكر من رجال دين وعلمانيين، والتي كانت تصب مجمل نتائج ممارساتها إلى نهب المجتمع، لذا كان من الطبيعي، أن تلتحق قاعدة البنية الإنتاجية كغالبية متضررة في المجتمع الواقعة تحت سطوة التراكم الاستغلالي المفرط، ووسط صدمة الاندهاش إلى ما آلت إليه الأمور في دول الوطن الجديدة إلى مناصرة الأحزاب والتجمعات الوطنية العربية كباب لإنتاج دولة حقيقية جديدة، استطاعت فيما بعد أن تتسلم السلطات فيها قادة هذه التيارات وأحزابها.
    فمن البديهيات المعروفة في السياسيات أن الدولة لا وجود لها بالتكون الطبيعي دون وجود مجتمع منتج ينتج مفهوم المواطنة، حيث يشارك مجموع الشعب العامل بإقامة الدولة ومنظومتها والسلطة فيها، ومع أن القاعدة الشعبية العاملة في المجتمع العربي قد ناصرت قيام الدولة الوطنية كأمر واقع وصبرت على بنائها وتعزيز وجودها، فإن هذه الدولة المحدثة على اختلاف نظمها، حيث رأسمال الدولة على تعدد مصادر جباياته واختلافها، أكانت ثروات وطنية أو عائدات ضريبية أو ما شابه، كان يلعب دورا أساسيا في بناء المرافق الضرورية لتنظيم التكوينات الإنتاجية وانطلاقها في أوضاع ضعف أو غياب الرأسمال الفردي أو المؤسساتي– طرق، قطارات، كهرباء، مشاريع مياه، معامل عملاقة ضرورية الخ، فقد لعب دورا أيضا في إعادة توزيع الثروة، إذ أن هذه الدولة ورأسمالها الموظف قد أحدث تضخما في أجهزة المؤسسات الدولتية الوظيفية ومداها السلطوي كممثلة للجهاز الحاكم القوي وليس لطبقة المنتجين الهشة، مما أدى ذلك إلى إحداث متغيرات في البنية المجتمعية، أنتجت مجتمعا فقد ارتباطه بالإنتاج وتبعا بضرورة الدولة الوطنية ومجتمع المواطنة، تعزز مع تخلخل بنية الدولة وعجزها أمام الضغوط الدولية عن تلبية الحاجات الضرورية لسكانها أو الدفاع عن أمنهم، هذا المجتمع الذي كان من المفترض طبيعيا أن يساهم في بنائه وتطوره الفرد المنتج عبر مشاركته السياسية لإدارة دولة الوطن والدفاع عنها، مما أدى إلى تحول هذا الفرد فيه باتجاه اختراق تخريبي لمنظومة المؤسسات الدولتية وركائزها وقوانينها بما فيها وحدة دولة الوطن باتجاه الفوضى.
    وهكذا بينما أنتج المجتمع العربي في حالته التقليدية المعتبرة بدائية مجتمع الدولة الوطنية ومجتمع المواطنة، أنتجت الدولة القطرية آليا بالمقابل، عندما انتهجت شكل الدولة العصرية بالمداخلات الغربية، المجتمع المضاد، مما أدى هذا إلى خلخلخلة مفهوم المواطنة، ذاك بعد أن فقد الفرد في الدولة الجديدة قيمته كمنتج ينتمي إلى عمله و أهمية دور هذا العمل في بناء دولة المواطنة حيث الكل فيها سواسية حسب الأعراف والقوانين، فانتماء الفرد في هذه الحالة لم يتحول إلى ذاتيته، تلك السائدة في الحياة ما قبل المجتمعية، بل إلى الشرائح المجتمعية المثيلة المبتلية، أكانت عصبوية مافيات وتجمعات لصوص أو تجمعات عشائر وطوائف لمواجهة الشرائح المضادة حيث تسود عقلية الغزو البدائية (التكفيرية) في تحليل ما يمتلكه الآخر ونهبه، التي طبعت المجتمع بطابعها.
    وبينما نجد أن شرعية الدولة الطبيعية ومصداقيتها تتحدد بتحمل مسئوليتها ومدى حرصها على تنفيذ واجباتها في الحفاظ على حقوق الفرد وأمنه وضمان تقدمه بصفته مواطن في وطن اختاره، ويتطلع المواطن بدوره إلى الدولة بصفتها مؤسسات المنظومة الدولتية الوطنية التي وافق عليها واختار القائمين عليها كراعية لشئونه وحامية للعدل، حيث الكل سواسية فيها أمام العرف والقانون دون تمييز على أساس العرق واللغة والإنتماء، وتبعا لا وجود فيها لمنطق الأقليات والأكثريات، نرى بالمقابل في هذه الدول القطرية انكماشا لهذا المفهوم وبروزا متصاعدا لحساسية الأقليات وحقوفها وما شابه، بات يشكل حالة مطلبية في مواجهة الدولة، مما يؤكد هذا وجود خلل في بنية المجتمع كان لا بد أن ينعكس سلبا على الدولة وسلطتها، وإلى تحولها تبعا من دولة المواطنين إلى دولة السلطة ترى جوهر وجودها في إقامة التوازن بين عصبيات نافذة لا علاقة لها بنشوء الدولة، وسيطرة عقلية الرضوخ لاسترضاء بعض الجماعات على حساب الأخرى دون العودة إلى المبدئية والشرعية المبررة لوجود الدولة: كأساس للعدل المجتمعي.
    وعبر استخدام المجزوء المجتمعي المتحول بمضمونه السلبي المرتبط بظرف الزمان والمكان بما يخص مآل ممارسات الدولة القطرية بغض النظر عن شكل نظامها الجديد، عمد إلى تعميم نتائج المتحول السلبية على الكل العروبي وإلى تخصيصها بالأنظمة ذات التوجه القومي، ومن ثم إلى اعتبار مظاهر المتحول السلبية هذه صفة المجتمع العربي الأساسية، اتخذتها الدعوات المناهضة قاعدة ترتكز عليها للتعرض للفكرة القومية العروبية، هذه الدعوات التي تدرجت في عدائها إلى هجوم شرس حتى التوحش، الذي عبر عنه وأعلنه الغازي الأمريكي ومن التحق به من محليين بتفاخر في نيسان 2003 عند احتلال بغداد وتدمير العراق.
    وكانت هذه الهجمة المضادة تستهدف منذ البداية وعبر برامجها المرحلية بما احتوت من حيثيات، تفريغ العروبة من مقوماتها باستخدام السلبيات الظاهرة وتضخيمها لتعميمها وإلى تشويه سمعة الأحزاب والجمعيات والمنظمات والشخصيات السياسية والفكرية الداعية إلى العروبة، ابتداء من الرئيس عبد الناصر وتجربته وانتهاء بالرئيس الشهيد صدام حسين المجيد، وذلك لإحلال تصورات وأفكار بديلة: منها إستيلاد الاستقلال الذاتي للمتنوعات السكانية المنضوية في منظومة العروبة انتهاء بالعصبيات العرقية و المذهبية والطائفية والثقاقية، وغالبا ما كان يتم اللجوء لتعزيز هذه التوجهات الفتنوية بتحويل المسمى العروبي إلى مسميات أخرى أو إلصاقه بما ليس فيه، ليأخذ شكل الطائفية والعشائرية والعرقية، كما في إلباس العروبة للسنة أو الشيعة أو لنقاء عرقي يستقدم من التاريخ البعيد أو إلى الأقليات المذهبية حسب ما يقتضي الحال، علما أن العروبة في واقع الحال هي التعبير عن الاحتواء التاريخي لعملية التعارف الإيجابي بين تنوع المكونات السكانية وما نتج عنها بالضرورة من عرف معمول به كاتفاق غير مكتوب ولكنه معلن للعيش المشترك على الأرض الواحدة، ضمن منظومة العلاقات الإنسانية المتجددة والمبقية بالآن على خصائص هذا التنوع، من أجل الأمن واستمرار العمل المنتج والرفاه والتقدم، بما كان يصاحب هذا على مر العصور من توفير مناخات الإبداع التي تميزت بها هذه المنطقة بإنتاجها للحضارات المتعاقبة.
    فمن ضمن المعطيات الجيوسياسية للمنطقة إضافة إلى عوامل متميزة طبيعية حاضنة، كانت تفترض عبر المراحل التاريخية المتعاقبة وصولا إلى نهاية الدور العثماني، وجود دولة واحدة تحتضن شعبا يتصف بخصائص واحدة أو متقاربة، على ما في هذه المقولة من شوائب أملتها انقطاعات أوجدتها مداخلات ومصالح القوى الدولية المحيطة وظروف تبدل موازين القوى في المنطقة، وفي المنعطف التاريخي الذي صاحب انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، كانت الحركة العربية وما سمي بالثورة العربية الكبرى كفعل عسكري لها مُضاض لعُصابية التتريك، ليست في حقيقتها سوى امتداد لتطلعات شعب المنطقة على إبقاء وحدة المنطقة العربية.
    إلا أن الظروف الدولية الضاغطة وتقاسم النفوذ بين الدول العظمى على أراضي الدولة المنهارة، كما هو معروف، قد اقتضى تشكيل ورسم دول قطرية وإدارات وفق مصالح كل دولة بحدود المناطق المتقاسمة المستقرة في نفوذها بعيدا عن إرادة شعب المنطقة وتطلعاته، وافقت وصادقت على قراراتها آنذاك منظمة عصبة الأمم الدولية،
    مما كان يتوجب على الوطنيين العروبيين وفق تطلعاتهم مهام إعادة الدولة الواحدة على الأرض الواحدة، أقلها على ما بات يسمى الوطن العربي، وإزاحة الحدود المرسومة للدول المصطنعة، تلك الطموحات التي تزعم حركتها التحريريون القوميون العرب، لذا كانت مهام القوميين العرب في تلك المرحلة تنصب في الاتجاهات التالية: 1- تحرير الأرض والشعب، 2- إقامة الدولة التحريرية النموذج والأساس، 3- الوحدة العربية، وقد اعتبر استلام سلطة الدولة القطرية من قبل القوميين أن الدولة محررة، وأن من مهامهم فيها إنشاء دولة قوية (نموذج) على غرار دور الدولة البروسية في توحيد ألمانيا، تعمل على دعم حركات التحرر العربية في الأقطار العربية من أجل انضمامات محتملة للمحرر من الأقطار، لإقامة دولة الوحدة العربية الكبرى، إذن كانت المهام الأساسية بالنسبة للعروبيين هو التحرير بما يتضمن هذا التحرير من حيثيات لتجاوز التخلف وبناء الدولة القوية اقتصاديا وسياسيا بغض النظر عن السلبيات والإيجابيات، مما أغفل عنهم أصول نشوء الدول الطبيعية وأنظمة الحكم، وأن الدول بسلطاتها لا تنشأ من فوق.
    لذا وجد هؤلاء أنفسهم في خضم معايشتهم لشئون السلطة الدولتية في الدولة المحررة لتطبيق برامجهم التغييرية في مواجهة الواقع المتخلف، مثال: الجمهورية العربية المتحدة، الجزائر، العراق، سوريا، أن كل ممارساتهم السلطوية خاضعة لشرطين، 1- شرط نشوء الدولة القطرية بقرار دولي صادر عن المنظمة الدولية وخاضعة بالتالي بما يصدر عنها من أعمال للدول صاحبة النفوذ، 2- انتفاء وجود الدولة الطبيعية المؤسسة على أراضيها، كشرط لإقامة الدولة العصرية، وان ما سبق لها لم يكن دولة، وإنما هي منطقة تابعة للدولة المِليَة العثمانية أو ما يشابهها ومشروطة الممارسات السلطوية والرعوية فيها بطبيعة نظام الحكم السلطاني وأحكامه، بما يترتب على ذلك وما يقتضيه الحال بالضرورة إبقاء هذه الممارسات السلطانية في الدولة المحدثة (الدولة القطر) لرعاية مصالح أبناء العائلات والعشائر والأعراق والمذاهب والطوائف، مما قاد هذا إلى مفارقة جذرية بين ما تقتضيه أحكام التغيير للدولة الناشئة في الدول العربية المحررة وغيرها من الدول، كسلطات تسعى إلى تطبيق النموذج الأوروبي الذي صنعته الرأسمالية على أنواعها في دولها عبر قرون وقوضت بموجبه دولها القديمة عبر دورات دموية، وما يقتضيه واقع الحال كمناطق متخلفة مختلفة، لم تزل تعيش فيها الحالة السلطانية.
    لذا فإن البحث في المسائل الدولتية وأنظمة الحكم، يحتاج إلى الكثير من الدراية، ولا يكفي الأخذ بالشعارات والنماذج ونقل قطعها الأدبية أو الحكمية عن سياقها لتطبيقها هنا وهناك، كما لا يكفي تجميل الكلام والتمترس خلف شعار الفضيلة لاتهام الشرفاء بالرذيلة أو أي كان، فأين هو الحامل الديمقراطي لكي يتم الإدعاء، ما هو سند الإدعاء ومن هو المدعي على هذا النظام العربي أو ذاك وعلى الحاكمين بموجبه بأنهم ديمقراطيون أو ديكتاتوريون، إن هؤلاء السلطويين بأفضل أحوالهم وبحكم الظروف الموضوعية التي أنبتتهم، هم حكام سلاطين بمعنى الموروث السلطاني للمنطقة والمفهوم السياسي له، فإما أن يكونوا عادلين أو سلاطين جائرين، ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن الاستبداد بمعنى التفرد إنما يخضع لمنظومة فكرية تتبع السلطانية لا تجيز للرعايا أو من هم خارج المسئولية إبداء الرأي بالأمور العامة منعا للفوضى، إلا أن هذا لا يرتبط بالجور كما يشاع، أما الديكتاتوريات والفاشيات التي راجت مفرداتها، فيعود مفهومها في العصر الحديث إلى منظومات فكرية نشأت في أوروبا ما بعد الحرب الأولى، دفعت إليها بورجوازياتها الوطنية لحماية الرأسمال الوطني من الفوضى ومن حصار الغير ومن أجل البقاء على وحدة الوطن.
    وعلى ما تقدم فليس من الصواب إذن النقل من منظومات فكرية كونتها مجتمعات الغير وفق ظروفها وشروطها لتطبيقها في مجتمعات مغايرة، إذ أنه ضرب من العبثية والمماحكة السياسية لا يمكن أن ينتج سوى مجتمعات العدمية السياسية والتخريب والفوضى، كما لا يمكن تبنّي مقولاتها بحرفيتها لاستخدامها في اتهام الآخرين، إذ لا يمكن الحكم من موقع مخالف على الآخر أو من فراغ،
    ولقد اشتطت بعض الإدعاءات الثورجية التي انقلب أصحابها لاحقا إلى الليبرجية في هذا المنحى وإلى غرف ما يحلو لهم من عبارات وادعاءات خارجة عن سياقها لوضعها بتلفيقية مفضوحة أو غباء في مواجهة تجارب حية لإثبات بطلانها، إذ جرى أحيانا على الهوى رفض تجارب عربية رائدة كانت ظاهرة(عبد الناصر)مثلا: دون بذل أي مجهود عملاني لتحليل تكوينها وبنيتها وأسباب الخلل فيها، وعوضا عن ذلك تمت استعارة مقولات رائجة وتركيب صياغات نظرية كمقترحات عملية لممارسات سياسية مستقبلية بديلة لا علاقة لها بأرض الواقع كالديمقراطية والحياة الحزبية المنظمة، والحركات الشعبية إلخ.. فإن تم تبنّي مثلا مقولة؛ لم تختبَر حقيقة صحتها، بأن الدولة (القاعدة) ليست الأساس في موضوع الحركة القومية العربية، ولكن ما مصير انتصار حركة التحرر العربية في قطر أو إقليم ما، هل يتم رفضها ومنع التحريريين من تسلم السلطة فيه استنادا إلى فشل بعض التجارب والتمسك بالمقولات، هل نرفض ظهور قائد أو زعيم ثبتت حكمته وثبت إخلاصه لدى شعبه ونجاح مشروعه، بدعوى التمسك بالقيادة الجماعية وبحكم كل الجماهير، كيف؟؟ ،
    لم تجر دراسات معمقة مغايرة، إذ أن كل ما حدث وخاصة من قبل المعارضات المهلوسة بالديمقراطية، لم يتعدَ الصياح بالديمقراطية، وتحويل المقبول إلى مضاد وقذف الشتائم ضد الديكتاتوريات والإستبداد والإرهاب، ربما كان ذلك تغطية لعجزهم وتبريرا لمنزلقاتهم المتراكمة أو دفاعا عن مواقفهم المغلوطة الحاصلة كنتيجة لوضعهم الهامشي بين شعوبهم أو خوفا من ردود أفعال شعوبهم على دعاويهم الخيانية بتدمير أوطانهم بما يترتب عنه من إبادة وتشريد للأهالي عبر الإستقواء بالأجنبي بحجة إسقاط السلطات، لم تجر أبحاث معمقة خارج مؤثرات العقل الغربي وإيحاءاته، حول طبيعة شعوب المنطقة: طبيعة علاقاتها الاقتصادية والاجتماعية ومآلاتها السياسية، لكن الغريب في الأمر، إن من يدّعون العلم والفكر والنخبوية والتغيير، لم يزالوا على السطحية السلطانية، ليس فقط في قطع رأس سلطان قديم من أجل جديد، فهم لم يزالوا يحاسبون أخطاء الموتى من القادة، دون التجرؤ على دراسة القاعدة (الشعب) التي تنتج القادة والسلطات والدول، السؤال إذن هو كيف سيمثلون الشعوب؟
    وعليه فإن الشعب العربي اليوم صار إما في حالة الدفاع والحفاظ على ما تبقى من أرض الوطن، وإما في حالة الاحتلال، أما النخبة والمثقفون الثوريون فيجهدون بالمقاومة من أجل التحرير، وأمام هذا الاستهداف العالمي ووضع الفوضى المحلي: أضحت بلادنا على وساعة أرجائها إما مخيمات للإقامة المؤقتة لشعبها من أجل تهجير آخر، أو أماكن لجوء جديدة لهم، وفي هذا الوضع لا يمكن أن تبنى دول حقيقية أو أن تستمر.
    ماذا يفعل الشعب والطليعيون منهم المؤمنون بحركة القومية العربية؟ يمكن للمحايد أن يستشف؛ بأن لهم تصوراتهم الجنينية، لكنها مبدئية وصحيحة، لإقامة الدولة المحررة ودولة الوحدة، تبدأ من بديهيات تحرير الوطن والشعب عبر الرفض وإشعال المقاومة المسلحة في كل مكان ضد الظلم والاحتلال لإنشاء مجتمع منتج مستقر، لكن حتى ذلك الوقت لا بد أن تنصب كل الجهود من أجل الارتقاء بأنواع المقاومات وابتكار الأساليب الجديدة التي تتناسب وشراسة العدو في هذه المرحلة، دون نسيان تكريم شهداء الشعب والوطن واستلهام روحهم الكفاحية المناهضة للظلم والاستعباد وثباتهم في مواقفهم الحكيمة؛ من عبد الناصر، وصدام حسين المجيد، إلى عمر المختار.
    سليم نقولا محسن
    إيلول- 2008

  27. الكونغرس الأمريكي ..وقعوا الاتفاقية … والي شبكنا يخلصنا
    لابد ان نكون منصفين وان لا ننظر للقدح النصف مملؤ على انه نصف فارغ .. وعلى هذا الأساس يجب ان يكون الطرح منطقي عقلاني وان ننظر للايجابيات ونحددها بنفس القدر الذي نرصد فيه السلبيات ونتخذها أساسا نبني عليه وجهة نظرنا او حتى تحليلنا السياسي . فان اكون معارظا ابين السلبيات التي تقع فيها الحكومه واعطي الحلول كي اقومها . لكن ان رايت مسئله ايجابيه فلماذا لا اشجع الحكومه عليها وأحاول ان اجعلها تفخر بانجازها أي كان لعلها تجعله اساسا تنطلق من خلاله..لذلك يجب ان نفرق بين الساسي والصحفي والمحلل السياسي وذلك بسبب ان لكل منهم خصائصه المميزه فالصحفي مثلا تهمه الاثاره بينما السياسي يهمه حل المشكله الكسب السياسي اما المحلل السياسي فالذي يهمه الحقيقه فقط .. ويجب كذلك ان لاا ننسى بأننا بلد محتل بغض النضر عن المسميات التي يحلو للبعض استخدامها لتزويق الواقع المؤسف ..
    الاتفاقيه العراقيه الامريكيه :
    لو تمحصنا بنظره موضوعيه للاحداث خلال الثمان سنوات التي ستطفئ شمعتها الثامنه قريبا . لوجدنا انها سنين عجاف على العالم بعامته وعلى الولايات المتحده بخاصه وذلك بسبب التخبط والارتجال الذي انتهجه بوش دبليو بوش خلال سنين ولايته الثمانيه. وقد ذكرت ذلك في مقال سابق منشور بعنوان (مرحلة بوش واسقاطاتها على اليمين الجمهوري) لذلك المفاوض الامريكي ولأول مره في التاريخ يكون في وضع ضعيف وذلك بسبب المشاكل السياسيه التي سببتها سياسة بوش للولايات المتحدة والتي افقدتها احترامها وهيبتها اضافه الى النفقات الخرافيه التي انفقت على مايسمى بحرب الارهاب وحرب كل من افغانستان والعراق وكلنا يعرف ان عضمة الولايات المتحدة وجبروتها متأتي من اقتصادها المتين كذلك ان العالم يشهد ظاهرت تنامي الصغار بل ان بعضها يميل الى ان يشكل قطب منافس مثل التنين الصيني والاتحاد الأوربي الذي يعيد صياغة وضعه الدولي وخلق ستراتيجيه جديده تجعله قطبا منافسا للولايات المتحده بعد ان انفردت في الصداره بعد نهاية الحرب البارده وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق .
    كل هذه المعطيات اعطت افظليه للمفاوض العراقي على الرغم من ان المفاوضين لم يكونوا من ذوي الاختصاص البحت والمراس الا ان الامريكان كانو مستعدين للتوقيع على بياض بسبب قناعت الساسه الامركان بعدم جدوى البقاء في العراق وان المفاوض العراقي لو طلب من الامريكان الخروج من العراق لكان هذا الطلب هوا اكبر خدمه يقدمها الساسه العراقيين لهم بل انها كانت لتوازي الخدمه التي قدمها الامريكان لهم بأسقاط نظا البعث 2003م.
    ربما يستغر البعض من هذا الكلام لكن اذا اطلاعنا على بعض التفاصيل يمكن ان تاخذ وجة نظرنا بعض القبول . لقد دخلت حرب العراق مثلا عامها الخامس والتي انفق البيت الابيض عليها ما مقداره 500مليار دولار امريكي وبحساب عوامل التضخم فأنها تجاوزت ما انفق في حرب كوريا 1950م بل انها تكاد تقارب تكاليف حرب فيتنام التي استمرت 1956-1975م التي دامت اثنا عشرة سنه.وان الكثير من المحللين الاقتصاديين يتوقعون ان تتجاوز حرب العراق فقط ترليون دولار،وان هذه النفقات أي حرب افغانستان والعراق تمت تغطيتها من ما يسمى بالمخصصات المضافه الخاصه المعزوله عن الميزانيه السنويه.حيث كانت هذه المخصصات تستخدم لمواجهة الكوارث الطبيعيه وحالات الطوارئ. ففي حرب كوريا وفيتنام لم تستخدم هذه المخصصات . بل ان ام الكوارث ان الكونكرس الأمريكي طالب بشكل رسمي نهاية العام الماضي ادخال نفقات حرب العراق مع الميزانية الاعتياديه الطبيعيه وهذه كارثه حقيقيه .المشكله في كل ذلك ان نفقات حرب العراق تأتي من الديون بل ان مصاريف حرب وصلت لما مقداره 4%من الناتج القومي الامريكي في عام 2008م . حيث وصل الانفاق على الحرب بمقدار21,6% من مجمل الميزانيه العامه اذارتفع المخصص من الانفاق من 361مليار عام 2000م الى 515 ملير دولار عام 2008م وايضا طلب زيادة نفقات عام 2009م الى 537 مليار دولار. أي بزياده مقدارها 7% من نفقات عام 2008م هذا وتوجد زيادة مقدارها 70 مليار دولار كميزانيه اضافيه لتمويل حرب العراق وافغانستان.وتذمر اعضاء الكونكرس متأتي من قولهم ان هذه المبالغ تصرف في امور لانفع فيها ولا جدوى مثل بناء مسابح بالحجم الأولمبي في معسكرات وسط الصراء. بل انهم قدروا نفقات الضمان الاجتماعي الذي سوف يقدم للجرحى واصحاب العاهات المستديمه والمحاربين القدامى ستصل الى اكثر من 350ملياردولار خلال العشر سنوات المقبله.بل ان الازمه الاقتصاديه التي تواجه الولايات المتحده حاليا والتي سببها حروب بوش الجمهوري ستقود البلاد الى ركود قد يمتد من 2-3سنه مقبله . وبالتالي سوف تؤدي الى تقييد الانفاق على المساعدات الخارجيه التي تعتبرشكل من اشكال القوه المرنه التي تستخدمها الولايات المتحده وكذلك سيخفض الانفاق على الدفاع الذي يعتبرالقوه الصلبه لها.
    وهذا الارقام التي ذكرناها تؤكد صحة نبؤه جرينسيان رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي اغضب بوش دبليوبوش عندما تناول معه وجبة الغداء وتناقش حول امكانية احتلال العراق حيث قال له جرينسمان انك أي بوش اذا ما خضت حرب العراق ستكون فد ارتكبت خطا جسيما سوف يكلف الولايات المتحده عجزا في ميزانيتها يصل الى 300مليار دولارفي العام الاول من الحرب غير متضمنه نفقات الحرب..! وهناك توقعات بان يصل عجز الميزانيه الى ترليون وثمان مائة مليار دولار للعشرسنوات المقبله .
    اما مايخص الخسائر البشريه تقدر في العراق بأصابة جندي بالقتل او الجروح من كل 16 جندي ..! فكيف يقال ان لاتوجد مقاومه…!!
    مما تقدم نلاحظ عمق ألهوه التي وضع بوش دبليو بوش الولايات المتحده فيها فهم يريدون التخلص من ملف العراق بأي ثمن لكن لايعني ذلك بدون ضوابط في رأي شخصي اذا كانت بنود الاتفاقية هي ما اعلن عنها بدون تزويق او دس فإنها من ايجابيه للعراق على الأقل انها انجاز خصوصا فيما يخص جدولة الانسحاب في هذه ألمرحله جيد ما حصلنا عليه أفضل من ان نكون مثل القضية الفلسطينية والتي رفض الوطنيون العرب بحماستهم ولهم الحق طبعا من عدم الموافقة على قرار التقسيم الاول واقامة دوله فلسطين وهم اليوم يناضلون في مباحثات متاهة الطريق وليس خارطة الطريق يريدون ان يحصلوا على ربع ما كان يمكن ان يحصلوا عليه في مشروع تقسيم 1947م لكن بدون جدوى خصوصا وان الطرف الإسرائيلي الان اقوى بكثير عما كان علي في السابق .
    لذلك يجب ان نقر بحقيقه مره الا وهي اننا بلد محتل وان الحل والعقد بيد الولايات المتحده الامريكيه وما مجلس الحكم والحكومه المؤقته والانتقاليه والانتخابات وحتى هذه الحكومه الحاليه لم تعترف بها دول العالم ولا حتى الدول العربيه الا بضغط مباشر من بوش .فما حصل عليه المفاوض العراقي إلى حد الآن انجاز باعتقادي ولنمنح انفسنا فرصه .
    لعل القادم افضل والاتفاقيه الحقيقيه التي يجب ان نطمح الى توقيعها وتنفيذ بنودها هي مع انفسنا بان نكون صادقين باقوالنا وافعالنا وان نحافض على وحدتنا وان نحترم عراقيتنا وان ننظر للأمور الايجابيه ونثني عليها وان نشخص الخلل ونفضحه ونعطي الحل البديل كي نكون بناة حقيقيون لاان نكون قناصين لااهداف فاشله لاتشبع ولاتغني من جوع .

  28. الفساد الإداري في العراق أسباب وحلول

    بعد سقوط نظام البعث على يد الولايات المتحده وبريطانيا عام 2003م . انفتح الباب امام الكثير من شرائح المجتمع العراقي لتكوين كيانات سياسيه متنوعه ومختلفة التوجهات وبسبب السرعه التي انشأة بها تلك الكيانات لم تكن لها ايدلوجيه واضحة المعالم بل ان الكثير منها كان ذو طابع انتهازي وصولي لم يرقى للوصول الى ابسط مميزات الحزب او التيار السياسي بل انها تشبه الى حدٍ بعيد (البسطيات) والدكاكين الصغيره بسبب الفكر النفعي الذي ظهرت عليه وان رفعت الشعارات البراقه علما ان اغلب تلك الشعارات طائفيه وهذا دليل على عدم وجود مراس سياسي سابق للمؤسسين والذي يمنحهم الأفق الواسع والذي اقصده (فكر الامه والشعب) وليس فكر (ألطائفه ولمصلحه).. لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف استطاعت كيانات بهذه المواصفات الرديئه تثبيت انفسها وان تدق مسمار جحا في الحائط السياسي المترنح..؟
    السبب بكل تأكيد هي رغبة المحتل الامريكي بتصوير احتلاله للعالم وخصوصا الخندق المعارض للاحتلال بأنه (احتلال مودرن) اي كما قال الجنرال البريطاني ستانلي مود عند احتلاله بغداد عام 1916-1917م ( أنا أتينا محررين لا محتلين) بوش رفع شعر الحرب ضد الارهاب واسقاط الانظمه الدكتاتوريه ومنح الشعوب المضدهده نعمة التمتع بالديمقراطيه ..وعلى الرغم من رفعه شعار الصدمه والترويع.الاانه كان يريد إسقاط نظام مشاكس للولايات المتحده ومصالحها وتاسيس نظام جديد من الاصدقاء الذين تتلمذوا على يد مختصين امريكان كيف تكون (الديمفراطيه التابعه) لذلك كثرت الطلبات المقدمه لقوات الاحتلال لغرض تكوين كيانات سياسيه ومؤسسات مجتمع مدني غير حكوميه مستفيدين من المنح التي يعطيها الأمريكان لهذه الكيانات ،والمضحك المبكي ان اغلب رؤساء تلك الكيانات هم من الأميين ومن اصحاب السوابق (النصابه) الذين اخرجهم المحتل من السجون العراقيه فلم يجدوا صعوبه في تزوير تاريخ سياسي ملئ بالمغامرات الوهميه التي كانوا يقارعون بها النظام ألبعثي . حيث كان الجنرال الامريكي فيسكوني في قاعدة الامام علي الجويه في محافظة ذي قار يطلق عليهم اسم (trash) وبسبب الشريحه الواسعه من هذا النوع من السياسيين سواء الوافد منهم او المحلي لم يجدوا أي حرج من تصديقهم لبعضهم وان يهزوا رؤوسهم تاكيدا لقصص ألجده التي يرونها على بعضهم..!
    وكلنا يتذكر الاجتماع الاول الذي عقد في بغداد للمعارضه العراقيه والذي على اثره تشكل مجلس الحكم كان في 12/تموز/2003م . بعض هؤلاء من تلك ألطينه لكنهم على مستوى دولي . حيث كنا نشاهد الابتسامات البلهاء مرسومه على وجوه لم تتوقع في يوم من الايام ان تصل الى ذلك المكان بل ان مصافحتهم للحاكم المدني بول برايمر كانت بالنسبه لهم شرف عظيم واطراء من قبل المحتل بل انها لحضه تاريخيه..! ،وان المطلع على مذكرات بريمروذكره بعض التفاصيل الخاصه التي كان يلاحضها عن القاده العراقيين يسردها بالتفصيل المخزي..!
    دوله بلا قانون ولاضابط او رادع تفشى في جسدها اشخاص يعرفون كل شي عن الخيانه والرذيله واذا بهم يستلمون خزائن العراق الثري ولم يسئلو في يوم عن ما يسمى بعلم الاقتصاد بالميزانيه الختاميه اموال بلا حصر توزع لغرض السرقه كي تتحول الاحزاب الحاكمه الى مراكز اقتصاديه بل اني لا استغرب انه في يوم من الايام سوف تستدين الدوله من هذه الاحزاب لتمشية امورها بعد ان ينضب النفط المستنزف . لذلك تجد الصراع على الوزاراة السياديه بعد تشكيل الحكومه الدائمه التي اعقبت انتخابات اكبر ملحمه طائفيه عرفها التاريخ .. العجيب في الامر انه في كل دول العالم يكون نزاع الاحزاب يدور حول أيهم يستلم الوزاراة الخدميه كي يخدم المجتمع بينما احزابنا يترفعون عن تلك الوزارات وكأنها عوره بل ان الايه الكريمه التي تقول (واذا بشر احدهم بالانثى ولا وجهه وهوا كظيم ) تنطبق على الوزارات الخدميه في العراق والتي استلمها التيار الصدري وعددها ستة وزاراة الى درجة ان عندما امر رجل الدين مقتدى الصدر بالانسحاب من الحكومه قال البرلمانيون واعضاء مجلس الوزراء لايمكن ان تسحب الثقه عن الحكومه بسبب انسحاب التيار الصدري وذلك بسبب ان الوزارات التي يشغلها التيار الصدري خدميه لاتؤثر في القرارات .. عجبا في الاردن زيادة سعركيلو الخبزبما مقداره فلس واحد كان سببا لتذمر الشعب وكادت الحكومه الاردنيه ان تسقط وتحل لولا ان الملك عبدالله بن الحسين خرج بنفسه واعلن ا لغاء الزياده .الفرق بين الحكومتين هناك حكومه تحترم الشعب اما هنا فالحكومه اخر ما تحترمه هوا الشعب .
    لذلك ترى الصراع محتدم على وزارة النفط وعلى محافضة البصره . بل ان بعض الاحزاب كي تضمن لها موردا مستقرا اخذت تعمل على ترويج جعل البصره اقليم مستقل بذاته .. كما يروج القاضي وائل عبد الطيف مؤخرا مستندا على دستورهم الممسوخ، وهم مقدما اسقطوا التيار الصدري عسكريا كونه المنافس الوحيد والأقوى والذي يعول عليه الكثير من العراقين ان يكون بيضة الميزان في المشهد السياسي في الجنوب لولا اختراقه من قبل جهات مختلف عملت على اسقاطه في الشارع العراقي ونفتاحه على طبقات متدنيه ثقافيا اكثر من اللزوم مما ادى الى اسقاطه سياسيا فلو ان التيار الصدري بنفس قوته في البصره لما تجرئ وائل عبد الطيف بطلب انشاء اقليم البصره المستقل . وايضا قامو وعلى مدى السنين الخمس الماضيه بتصفية الشخصيات العلميه والاجتماعيه التي يمكن ان تكون منافسا في المستقبل فليس هناك أسهل من الفتوى بالقتل للمنافس او الوجيه فهوا اما ان يكون بعثيا او كافرا او فاسقا او زنديقا ومن السهل ان تضع أي منافس في اطار أي مما ذكرنا فيكون التخلص منه واجب شرعي .
    احزاب وشخصيات بهذه المواصفات كيف يمكن معها تطبيق خطه للقضاء على الفساد الاداري .لايمكن لنا ان نتخلص من هذا المرض الخبيث الا بستأصاله من الجذور وذلك عن طريق :
    1. اعادة كل من خرج من السجن اثناء الاحتلال والتأكد من صحة محكوميته . وان لا اتعامل مع المجرمين والقتله كأبطال قوميين.
    2. استخدام التكنوقراط كلا بحسب اختصاصه . واستفيد من خريجي الاداره والاقتصاد في المراكز الاداريه وكما يعمل العالم المتحضر.
    3. عند تولية أي شخص منصب اداري من درجة مدير فما فوق يجب ان تحصى أمواله وممتلكات عائلته .
    4. استصدار قانون المسائله من اين لك هذا .
    5. لايحق لأي شخص كان ان يحول اموال الى خارج البلد ألا ضمن ضوابط .تضمن الحفاظ على اموال البلد.
    6. انشاء اذاعه تلفازيه خاصه للمحاكمات العلنيه المباشره .
    7. اعطاء الميزانيه السنويه للاقاليم والمحافظات على شكل دفعات لاتسلم الدفعه للاحقه حتى يسلم الحساب الختامي للدفعه السابقه.
    8. جعل القضاء مستقلا فعليا وليس اعلاميا فقط.
    9. التوجه للمشاريع الانتاجيه والتحول للصناعه وتنمية الزراعه.
    10. يجب ان احدد راتب قطعي الى عمال المصانع وموضفيها وان اعاملهم بنظام الحوافز . وليس اعطائهم ارباح سنويه وهم لايذهبون للدوام اصلا..! يعانون البطاله المقنعه .
    11. يجب ان تحدد مدة الاداره في مركز معين وان لاتكون حكرا ابديا لشخص واحد.
    12. يجب ان يوضع في خانة الاخلال في امن الدوله كل من يرفع طلبا الى البرلمان او الحكومه يتضمن العفو او مسامحة او تخفيف العقاب لكل من اتهم او ثبت عليه الجرم. سواء كان من رفع الاقتراح عضوبرلمان او حكومه او مواطن عادي .
    13. يجب الغاء لجنة النزاهه لأنها تلعب دور طائفي انتفائي في كثير من الموارد . وتترك السلطه في هذا المجال للقانون العراقي هوا الذي يتخذ مايراه واجبا .
    هذه بعض المسائل التي يمكن أذا أخذت بنظر الاعتبار أن تقلل الهدر في المال العام وان تخفض الفساد الإداري الى حدود أدنى . لقد اثبتت السنين الخمس الما ضيه منذ عام 2003م ،والى حد الآن ان الوجوه التي تعاقبت على السلطه في العراق هي نفسها وان استبدلت المواقع بأنها لم تقدم الى العراق أي شي يذكر وبدون تجني بل ادخلو الحقد الطائفي والتفرقه الاجتماعيه وخلقو في كثير من المواقع خللاً ديمغرافيا وهجروا وصنعوا دستورا مسخا لايمت للعراق او شعبه بصله وقد ذكرنا بعض ذلك في مقال سابق تحت عنوان (العراق بين الاحتلال المركب والنفوذ المتقاطع ) اننا بحاجه الى خلق الانسان الوطني الذي يعرف معنى كلمة وطن وان يحترم ويضحي ويحب كل ابناء شعبه بلا طوائف بفيضه وان يعتقد جازما بان الكل أهله .

  29. متى يجب ان يمنع الضرب والتوبيخ في المدارس العراقيه..؟
    ان الكثير من دول العالم منعت بشكل قانوني قاطع الضرب او التوبيخ في مدارسها على اعتبار ان الاهانات الموجهه للتلاميذ وبمختلف اشكالها هي شكل من اشكال الحط من القيمه للإنسان الناشئ وبالتالي فمن الممكن ان يكون لتلك الافعال الخشنه الموجهه للتلميذ او الطالب اثر سلبي في نمو شخصيته الحربائيه المتلونه والغير مستقره فربما ينشئ المراهق وهوا يعاني من خلل سلوكي ناجم من العنف المسلط عليه من العائله او المجتمع او المدرسه ، لذلك اصدرت منظمة اليونسكووالمظمات الاخرى المختصه بالمراه والاسره والطفل والمجتمع العديد من التوجيهات والحملات التوعويه والتوصيات التي تدعو الى نبذ العنف الموجه تجاه الشريحه الاضعف في المجتمع والتي غالبا مايقع عليها الفعل السلبي الخشن من الافراد الاكثر قوه وسيطره لغرض فرض اراده اورغبه سواء كان ذلك بشك سباب اوتحقير او اذلال او الحرمان اوبالعنف المباشر الضرب وكل تلك الافعال تهدف الى السيطره وفرض الراي والنتيجه اننا سوف نخلق انسان لايمتلك الثقه الكامله بالنفس والقدرات وبالتالي سنحرمه من ان يكون فعالا في المجتمع وذلك من خلال عدم اعطائه الفرصه عن التعبير وتنمية القدرات والمواهب .. المحصله الضرب عاده سيئه وسلوك سلبي غير حضاري واركز على كلمة(حضاري ) لأننا سنعود لها .
    ان الدول التي منعت الضرب في المدارس واحيانا تصل عقوبته الى التجريم وصلت الى مستوى (حضاري) رفيع او دون ذلك بقليل فبنت المدارس الحديثه العصريه المجهزه بكافة نتاجات (الحضاره) الحديثه من مختبرات سواء في العلوم البحته مثل الفيزياء والكيمياء والاحياء والرياضيات والجغرافيه ومختبر اللغات والحاسبات وشبكات النت بل ان بعض المدارس هناك حاسوب مرتبط بشبكة الامنرنت على كل رحله ولكل طالب مثل المدارس اليابانيه وبعض المدارس الالمانيه والاماراتيه وغيرها . ناهيك عن البيئه الاجتماعيه المستقره والمتوازنه التي ينبثق منها التلاميذ . اضافه الى ذلك سياسة الوله العامه التي تضمن الحيات الكريمه لمواطنيها وتجعل المستقبل مشرقا امام تلاميذها لذلك فمثل هذه الدول التي وصلت الى هكذا مستوى (حضاري) من السهل ان تمنع الضرب والتوبيخ في مدارسها لأن الطالب اصبح يعيش واقع مميز يمكنه ان يرى من خلاله مستقبله فتراه يعرف قيمة الاستاذ والمدرسه .ومع ذلك فان في كل مدرسه من مدارس البلاد المتطوره (حضاريا) يوجد ارشاد تربوي متخصص ومشرف اجتماعي متخصص ولجنة انضباط تصلاحياتها للضرب والفصل .
    ماذكرناه اعلاه يطبق في بلدان مستقره سياسيا اقتصاديا اجتماعيا القانون فيها يكفل كل شئ حق الشجره والحيوان والتراب والانسان في الحياة الكريمه.لذلك ..(عندما طبقت تجربة عدم الضرب في مدارس من هذا النوعلابد ان تنجح التجربه) .
    لكن لونأتي للواقع في المدارس العراقيه ونطبق فيها مبداء عدم الضرب والتوبيخ في العراق.. السؤال الذي يطرح نفسه هل ستنجح هذه التجربه ام لا ولماذ سوف لن اجيب على هذا السؤال لكن سأترك الاجابه للقارئ الكريم ولذوي الاختصاص من المعلمين والمدرسيين العراقيين خصوصا والعرب عموما .
    بعد الحرب العراقيه الايرانيه 1980-1988م وما تبعها من حرب حتلال الكويت ثم ماترتب على العراق من عقوبات اقتصاديه (الحصار الاقتصادي ) بعد ذلك الاحتلال الامريكي من عام 2003م والذي لانعلم متى سينتهي بشكل فعلي . اصيب المجتمع العراقي بهزات عنيفه لاابالغ واسفا اقول ان الكثير من المفاهيم الاخلاقيه والاجتماعيه النبيله التي كانت سائده تبدلت بسبب الضروف القاسيه التي عاناها المجتمع والتي ادت الى تغييرسلبي واضح على قدرة الفرد العراقي في الألتزام بالضوابط والنظم دون ردع مباشر وحازم . مثال بسيط جدا وهوا : اشارة المرورممنوع الوقوف الكل يعرف شكلها لو وظعتها على الرصيف من المفترض ان السائق المعني لايقف بقربها لأنها تحذيريه لكن الحقيقه ان السائق العراقي يقف تحتها على الرغم من وجودها ومعرفته ىبمعناها..!يأتي شرطي المرور و يقف في القرب من تلك الاشاره اذاكان لوحده فهوا لايسمن ولايغني عن جوع اما اذا كان ضمن مفرزه ستجد السائق في العراق لايقف قرب اشارة ممنوع الوقوف ليس التزام في الاشاره وانما خوفا من رجال الشرطه والغرامه وبمجرد انسحاب المفرزه يأتي السائق ويقف تحتها تتكرر هذه العمليه الكر والفر حتى يضطر رجل الشرطه من وضع كتل خرسانيه كونكريته ضخمه لكي يمنع السائق بهذه الطريقه من ان يقف في المكان الممنوع ..! مع اسفي الشديد ..حول هذا المثل المؤسف حقيقتا . لكن هذه هي افرازات الحروب والتربيه الخاطئه التي تربى عليها المجتمع العراقي للفتره ما بين 1980- مابعد 2003م والتي هي اسؤ مرحله مر بها الشعب العراقي مستثنيا الحكومه والبرلمان كونها افضل فتره زمنيه مرت بهم من كل النواحي اجتماعيا واقتصاديا و(……..) حبث ان الحكومه في امان من هذه التغيرات كون الفوظه بعيده عن المنطقه الخضراء التي لايخرجون منها اما عوائلهم فلاتوجد في العراق ولا حتى البلدان العربيه الفقيره. ماذكرناه هوا حال المجتمع العراقي الذي ينبع منه التلميذ..
    سنتكلم الان عن وضع اغلب وليس كل المدارس العراقيه كأمكانيات ماديه وما يمكن ان تعكسه على سلوك التلميذ العراقي من المؤكد لااقصد كل التلاميذ طبعا وسنتكلم عن المشاكل التي تعاني منها اغلب المدالرس وليس كل المدارس:
    1. من حيث هيكل البنايه : اغلب المدارس قديمه بعضها ايل للصقوط وان رممت فلايتعدى الترميم المسائل الجماليه الظاهريه مثل اصباغ تنتهي بعد اقل من سنه . النوافذلاتحتوي على زجاج الصفوف بلا ابواب .لاتوجد مراوح ولانقول مكيفات هواء خصوصا في مناطق النواحي والاطراف . كما لاتوجد دورات مياه ومرافق صحيه وتشترك بهذه المشكله حوالي 80% من مدارس القطر وهذه النسبه تقديريه قابله للزياده .
    2. عدم وجود ساحات العاب او حدائق وان كانت موجوده تم التوسع على حسابها للبنايات المختلفه .
    3. حوالي 95%من المدارس لاتحتوي مختبرات بمعنى الكلمه وانما ما موجود هو مكرسكوب عادي وهوا عهده تتعاقب عليها اجيال المعلمين . كما لايوجدمرسم او مسرح بل ان درس التربيه الفنيه والريلضه درسان ثانويان جدا لعدم وجود المكملات المطلوبه.
    4. مصاطب الجلوس رحلات طولها مابين 70-100سم يجلس عليها ثلاث الى اربع طلاب .
    5. الفتره الدراسيه غير محدده ففي اغلب دول العالم يوجد يوم تبداء به الدراسه ويوم تنتهي به ثابت ثبات العيد الوطني . العطل مثبته ومعروفه والمناهج الدراسيه وضعها خبراء بحيث يتوافق انهاء المنهج مع عدد ايام الدراسه اما نحن فابسط شئ يمكن ان تقوم به وزارة التربيه والوزارات الاخرى اعطاء عطله او تمديد عطله حسب مناسبات دينيه واجتماعيه وسياسيه تصل في بعطها الى 8-15 ايام . بغض النظر عن قدسية تلك المناسبات فقدسية الدراسه يجب ان تكون اعظم احتراما لقسم الله عزوجل (ن .والقلم ..) .

    هذه الظروف التي ذكرناها هل هي ظروف (حضاريه) صحيه . كيف تتوقع ان يكون سلوك اطفال ابصرت النور في فوضا وعدم احترام هل يمكن ان مثل بيئتنا الاجتماعيه ان تنجح بها تجربه عدم الضرب والتوبيخ ان التلاميذ لايحترمون القانون بسبب ان الدوله لم تقدم مايوجب احترامها بل على العكس سلبت كل امتيازات المعلم التي من خلالها ان يضبط الصف .
    كيف ذلك وان تستخدم اشد انواع القسوه والتنكيل بالشعب مدعيا فرض القانون والنظام في حين تجرد الاخرين من كل الصلاحيات لضبط الصف الوسيله الوحيده التي تركت للمعلم هي النصح والارشاد والذي لاينفع في اغلب الاحيان او ان تتعامل معه في سجل الدرجات مبداء الثواب والعقاب واساسا المستقبل في العراق في ظل هذه المعطيات مظلم والحمد لله. اللطيف في المسأله حيث ان شر البلية مايضحل ان وزير التربيه المله الدكتور خضير الخزاعي خرج في جوله تفقديه للمراكز امتحانات الاعداديه البكلوريا للعام2007-2008م وعندما راى الطلاب الوزير احتجوا على سوء الخدمات فقام الحراس باطلاق النار على الطلاب لمحتجين واصابو عددا منهم .وزي يستخدم السلاح لتهدئة الطلاب ويجرد المعلم من النظره الجارحه للطالب ..!
    السؤال هوا هل نحن اقصد التعليم العراقي مؤهل حاليا لمنع الضرب..؟
    انا شخصيا اجيب بان الضرب حاله غير (حضاريه)اذا كانت في ضروف (حضاريه) .

  30. العراق وتجربة الاقطاع السياسي
    بعد أنهيار النظام البعثي في العراق على يد الاحتلال الانكلوامريكي عام 2003م ، والذي لم يكن حتى بعثيا بقدر ما كان نظاما صداميا ذلك بسبب ان البعث كحزب اجتث على يد صدام منذ الايام الاولى التي استلم بها الحكم بعد ان اجبر الرئيس الاسبق احمد حسن البكر رئيس العراق من 1968-1979م على التنازل له عن الحكم وفرض عليه اقامه جبريه حتى وفاته في عام1982م . ا بعد ذلك اجهز على كل القيادات في صفوف الحزب والتي كان من الممكن ان تكون منافسا له ومقوضا لطموحاته . بعد ذلك جائت مرحلة اجتثاث الحزب كفكرخلال حرب ايران حيث كانت الفرصه سانحه للخطب الطويله والاحاديث الممله التي كان يشغل بها التلفاز لساعات يوميا ولم يكن ذلك التصرف عبثا بل كان اشبه مايكون بغسيل للفكر البعثي وتحويله الى الفكر الصدامي وفعلا نجح بذلك فتحول الحزب الى اداة قمعيه حالها حال باقي الاجهزه الخاضعه تماما لسلطته . فحول العراق الى ملكيه بلباس جمهوري وكل ما في العراق تحت السيطره بل انه كان تحت الرحمه والتي هي غير موجوده اساسا. فربط كل العراق بشخصه وبذاته فاسمى العراق مجيدا وحرب الثمان بالقادسيه المجيده والعراقيه التي اهينت حد النخاع اسميت بالماجده ناهيك ان كل ا لاقارب اصبحوا على دكة الحكم مثل ابنائه عدي وقصي واعمامهم علي حسن المجيد ووطبان ابراهيم الحسن وعدنان خيرالله وحسين كامل اما الغرباء فكي يضمن الولاء منهم فستخدم المصاهره اما زوجته ساجده فقد اطلق عليها سيدة المجد كما كان يهيء عدي ولده البكر كي يحل محله على راس السلطه لولا حادث الاغتيال الذي حول انظار صدام حسين الى الابن الاصغر قصي . لكن تقدرون وتضحك الاقدار فخلال سبع وعشرين يوم انتهى كل ذلك بسقوط ونهيار مهين على يد الاحتلال الانكلوامريكي .. انتهت بها حقبة الخمس والثلاثين سنه السوداء والتي تحول العراق خلالها الى دولة استخباراتيه لايأمن الاب ابنه او الاخ اخاه او جاره اصبح الاحساس العام بين الشعب ان الكل مسلط على الكل .
    وبعد ان انتهت تلك المرحله التي استبيح بها كل شئ نهاية لم نكن نتمناها على ايد الغرباء لكن ربما القدر هو من حدد تلك النهايه . بداءت مرحل جديده في العراق هي تجربه ليست غريبه كثيرا عما عنيناه في النظام السابق . الا ان اختلافها يكمن في تفتت النظام الشمولي الى اقطاعيات سياسيه فقسم الوطن والنظام . بداعي الفيدراليه والديمقراطيه والتي هي في جوهرها محاصصه حزبيه بغيضه . فترى الاكراد اقتطعوا جزءا من الوطن وحولوه الى ملكيه خاصه حيث ان العربي العراقي لايستطيع الدخول الى مايسمى باقليم كردستان الا بكفيل .. ! بل ان اسلوب التفتيش عند السيطوات هوا اسلوب مهين القصد منه اخضاع العرب العراقيين الى تجربه لايفكروا بعدها بكردستان . وعندما رأت بعض الاحزاب المستشيعه وليست الشيعيه مما حققته الاحزاب الكرديه من مكاسب في الاقليم اصبحت تطالب بقتطاع جزء اخرمن الوطن كي تستولي عليه الا وهوا اقليم الجنوب .بل ان القاضي وائل عبد اللطيف اختصر المسا فه وأراد ان يحصر النفقات المحتمله فطالب بأقليم البصره المستقل . .
    هذا على مستوى الارض اما الحكومه فمزق بها القرار فكل رئيس كتله او ابن رئيس كتله هوا حاكم . فترى الوزارات قسمت الى سياديه و اخرى خدميه وماشابه من هذه الاسماء الغريبه فترى كل حزب استلم حقيبه وزاريه اغلقها على حزبه فأصبحت ملكا خاصا الوزير واقاربه والحزب ولامكان للغرباء فيها كما حول باقرجبر الزبيدي الداخليه الى حصن البستيل التابع له او الاكراد الذين اغلقوا الخارجيه لهم فأصبح العربي العراقي غير قادر للتفاهم مع الكادر الموجود في السفارات وذلك انهم من الاكراد بشكل مطلق . بل وصل الحال من ان رؤساء الكتل والاحزاب اذا ما سافروا او اصيبوا بمرض لايوكلون خلفا لهم الا ابنائهم . تهيأتا من جانبهم لوصاية عروشهم وحرصا منهم من طمع الطامعين . نعم هكذا هوا حال الحكم في العراق اقطاع سياسي يتكون من الملك بصفة الوزير والنبلاء الأقارب والحاشيه الحزب اما العامه و(…….) فهم الشعب . .
    ربما البعض يقول ان هؤلاء جائوا عن طريق الانتخابات ان الشعب لم ينتخب سوى اشباح في صناديق مغلقه . لم يكن للشعب خيار بل ان الشعب كان مجبرا اجبرته الضروف السيئه على التصويت والانتخاب لكن أي انتخاب اختار ارقام مجرد أرقام لامعنى لها سوى انها ربما تكون طلاسم لحل الوضع المعقد الذي كان يمر به العراق . شعب مهجر ورؤس تتناثر وشوارع تملأها الجثث وأعراض تنتهك ومزيدا مزيدا من اليتامى والأرامل . الشعب كان مستعدا لانتخاب الشيطان لو كان بيده الحل . وهكذا فان لعنة الاقطاع السياسي سوف لن تنتهي من العراق وذلك بسبب تثبيتها في الدستور الذي صنع بإمعان كي يمزق الوطن .

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  31. المرأة العراقية ما ليس لها وما عليها .. !
    ان الحديث عن المراه العراقيه حديث ذو شجون .. حتى اذا أردت الكتابة عنها تصيبك الحيرة من اين تبدأ. ففي حرب ألثمان تجدها أما ثكلى وعروسا مفجوعه وأرملة تلوذ بأيتامها ونفسها من الذئاب والجوع . أو تترك ألثمان فإذا بالحصار يطبق قبضته عليها فتجدها هزيلةً تحت قدر الماء او حزمة الحطب تحملها للأفواه الجائعة والأجساد التي اعياها البرد.. دع كل ذلك فهوا مؤلم ولنبحث عنها في خرائب العراق الجديد لعلها وجدت متكئ تأوي اليه لكن ايُ متكئ والقادمون سرقوا مع الأمل كل الوسائد..قدرها ان تعيش وحيده وان يقتل شريكها في الحرب والسلم وحتى عند التغيير وكأن اللعنة قد لازمتها .. عجبا ان نترك حلول الدوله ونذهب للعرافين لعلنا نجدوا حلاً لهذه المسكينة ..وما الضير في ذلك فأغلب ساستنا من المشايخ والعرافين . لكن بعد ان هذبوا اللحى.
    ترى المسئولين العراقيين يصفون المراه بالقوية الصبورة العنيده وكأنهم وضعوا لها رهانا متى ستسقط ..! بعد ان هددت بالموت جوعا او ربما بالقتل او حفاضا على عائلتها هربت من جحيم ٍ الى جحيم فبعد ان كانت اميرة في وطنها رغم الألم أصبحت متشردة تباع وتشترى لحمها تنهشه الكلاب مقابل كسرت خبز.
    ان اعداد المهجرين المتزايده والتي تصل الى اكثر من 4,8 مليون منهم قرابة المليونين فقط داخل العراق افراد وعوائل تحولوا الى متشردين بين ليلة وضحاها نساء اطفال شباب وشيوخ الكل ترك الديار والاحبه .الفضل يعود للانجاز الطائفي الذي حققته الديمقراطيه التابعه .
    ان كل ما تفعله الحكومه لحل مشاكل المهجرين وخصوصا شريحة النساء والاطفال هوا التباكي بالمزيد من دموع التماسيح لتحقيق كسب سياسي رخيص لاتوجد حلول جذريه . وكيف يجدها من كان متشردا فوقع على خزائن قارون فأ لهاهم التكاثر.. حتى عن الطعام والشراب .. فمسخوا مصاصين دماء لأجساد تكاد ان تجف من الدماء ..
    لقد انصف المشرع العراقي في الدستور المراه في مواضع عديده وهذا لاينكر لكن ما الذي تحقق على ارض الواقع مالذي لمسته المراه العراقيه عمليا من تلك التشريعات حيث نقل عن رويترز:عن الأمم المتحدة،(( إن حقوق المرأة والفتيات العراقيات مهددة بدرجة كبيرة في المنزل والمدرسة ومكان العمل وأيضا في المحافل السياسية. وجاء في بيان أصدره صندوق رعاية الطفولة (يونيسيف) ان المرأة تعول أسرة من بين كل عشر أسر في العراق، حيث يهدد العنف حريات النساء ويحد الفقر من إمكانية حصولهن على الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية. وتترمل كل يوم عشرات العراقيات. وبدأت الأسر التي تحاول التكيف دون عائل لها تشكل عبئا على الخدمات الاجتماعية؛ وذلك وفقا لليونيسيف الذي يقول ان الحقوق المتساوية للمرأة هي مفتاح المجتمعات القوية. وأظهرت احصاءات الأمم المتحدة أن 14 في المائة فقط من النساء العراقيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و60 عاما يعملن حاليا مقابل 68 في المائة من الرجال. وذكر اليونيسيف أن المرأة التي تغادر منزلها بحثا عن عمل تعرض نفسها وأطفالها للخطر.)) ورغم الهدوء النسبي الملموس الذي تشهده البلاد والذي نتمنا ان يتطور ليصبح امانا فعليا قطعيا الا ان المرأة لازالت تعاني المشكلات ذاتها .
    وبعد محاولات الناشطين في حقوق المراه لأستحصال امتيازات للمراه العراقيه في الدستور حصل صراع كبير خلف الكواليس بسبب هيمنة الأحزاب الاسلاميه التي تريد تقويض تلك الحقوق بداعي الشريعه . مما يحرم المرأة من حقوق في مقدمتها الحق في اللجوء للمحاكم المدنية في قضايا الطلاق وحضانة الاطفال . وأكدت سلمى جبو مستشارة رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة ضرورة عدم التمييز بين الحقوق المدنية للمرأة والرجل إلا بالكفاءة والخبرة في العمل .
    وربما ان من الواجب على الحكومه تطبيق نسبة الكوده في البرلمان العراقي ومجالس المحافظات لتوظيف النساء أي يجب ان يوضف عن الربع من كل وجبه تضيف في كل القطاعات من النساء كأجراء عملي لرفع الحيف عن المرأه العراقيه وما عانته طيلة الفترة ألماضيه ..كما ويجب فرض عقوبات جنائيه ضد اولياء الامور الذين يمنعون بناتهم من مواصلة الدراسه في سن مبكر .. وكذلك نشر ثقافه جديده وهي يجب ان اجعل الفتياة العراقيات ت قادرات على اعالة انفسهن وان اغير اساليب ومفاهيم التربيه التي تدفع الفتاة العراقيه الى المهارات المنزليه مما يهيئها نفسيا في ان تكون خادمه في بيت زوجها وتحت رحمته فيصار الى مصادرت حريتها وكيانها الانساني بداعي الزوجه الصالحه او بتعبير اكثر دقه (الزوجه الخاضعه) .
    وخلاصة القول ان المرأة العراقيه تستحق ان تملأ الفراغ وهي قادره على ذلك فلماذا نتعامل معها وفق سياسه ذكوريه مقيته نصادر بها كل ما منحها اياها الله من حريه .. او كما قال سيدنا عمر بن الخطاب (رض) متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا..
    لذلك يجب علي كأب ان اعمل جاهدا في ان ابني كيان ابنتي بصوره صحيحه اجعلها قادره على انتزاع حقوقها .. وان توجه ألدفه لاختيار وجهتها .. في هذه الحياة لا ان تكون مسكينة مستكينة تابعه وذليلة ..
    كذلك الدوله يجب ان توجه كل امكانياتها الاعلاميه وصروحها العلميه ومنابرها الثقافيه لأحداث ثوره جذريه في مفاهيم المجتمع القامعه لحقوق المرأه . فأما ان نكون ابناء الحضارات العراقيه التي الهمت البشريه الكتابه والقانون والحقوق وابنا سميرا ميس وشبعاد وغيرهن الكثير او ان نكون ابناء القطع الحضاري الذي يعيشه العراق ونبحث عن اجداد لاتاريخ لهم .

  32. انه يدرك من سيضرب بحذائه..
    هل جفت الأقلام ورفعت الصحف .. ؟
    أم عجزت الألسن من أن تطرق رأس بوش بأسئلة ربما يكون لها وقع واثر أكثر من الحذاء .. فكما رئينا انه أي بوش استطاع تفادي الحذاء لكن لو ان الصحفي والذي على ما بدو انه لم يتجاوز الى حد الآن المراهقة الصحفية وجد أن الحذاء ابلغ من لسانه وربما أرجح من عقله ..!
    أننا نعرف ان هناك أدوات يستعين بها الصحفيون في تحقيقاتهم مثل القلم والورقه الكاميرا المسجل والتت وأمور أخرى كثيرة ألا ان تصل الحال لاستخدام الحذء كوسيلة أضنها طريقه غير حضاريه ..
    لكن لو ان بوش يمشي في أي مكان اخر غير هذا وان الذي ضربه انسان من العامه ليس له عنوان وضيفي مهم مثل الصحافه العراقيه لكنا اكثر رضا حول استخدام ذلك الحذاء ..
    انا لا أسوق للاحتلال لكن من اسقط صدام هل هي الأحزاب التي في السلطة أم الأقلام الموجودة سابقا او حتى حاليا الجواب بكل تأكيد (لا) ان الذي له الفضل الاول والاخير في إسقاط النظام هي الولايات المتحده . جيوش جراره واموال طائله من غير الممكن او المعقول انها جازفت بكل ذلك من اجل عيون العراقيين . او ان احمد الجلبي مثلا استطاع خداع الولايات المتحده وأستدرجهم لأحتلال العراق .. لكن هناك حكمه تقول (عدو عدوي صديقي ) فألتقت مصالح العراقيين الذين وصلوا حد القنوط من ان صدام حسين سوف يسقط في يوم من الايام بل ان هناك لغط في الشارع العراقي فحواه ان بنات حلى صدام سوف يحكمن العراق وليس أبنائها .. !
    وليس معنى قولي ذلك اني راض عن الاحتلال ومصادرته حرياتنا وثرواتنا لكن الحياة مراحل والعراق رغم ماعاناه من المشاكل والكوارث الا ان مرحلة توقيع الاتفاقية وجدولة الاحتلال هي مرحله مهمه بوش اتى للعراق كي يوقع المعاهده ويجعلها موضع التنفيذ فلماذا نضربه بالحذاء ..؟ أنا لا أرى في ذلك أي موقف وطني بل ارفيه اندفاع وعدم ادراك وسيناريو مفبرك .. واهانه للعلم العراقي قبل ان تكون الاهانه موجهه للعلم الامريكي .. وان بوش كان يقف الى جانب رجل اختاره العراقيين بالانتخابات بغض النظر وجهة نظرنا بتلك الانتخابات ومن هذا الباب ففي رمي الحذاء اهانه الى كل العراقيين .
    ولو نظرنا الى الحادثه من وجهة نظر اخرى لو ان الذي كان واقفا ايرانيا اوعربيا لما تجرئ عن رفع صوته وليس حذائه لذلك فهوا عرف مسبقا ردت فعل بوش ولذلك فعل ما فعل ..
    من المؤكد ان هذه الحادثه سوف توثر سلبا على سمعة الصحفي العراقي المهذب الذي طالما كان مثالا يحتذى به بالحس المرهف والرزانة والعقل الراجح.
    اما ان تأخذنا الموجه التي صنعها الإعلام السلبي والذي طالما نظر للمقاومه العراقيه النزيهة على انها إرهاب هوا نفسه الذي حول الإرهاب الى مقاومه وان انجرف معه هذا ليس صحيحا وخطأ فادح يقع فيه العامه ومن المفترض ان يعرفه الخاصه ..
    لذلك يجب ان نحترم اختصاصاتنا فالمثقف يقاتل في الكلمه .. والفلاح في الحقل .. والعامل في المصنع .. والمعلم في المدرسه .. والسياسي في موقعه وكلا من موقعه يقاتل ويبني .. لا ان استبدل الكلمه الحره المقدسه بحذاء .

  33. ضرب اليهود لغزه جريمة استنزاف.. وحماس أعطيهم الفرصه..!
    من المؤكد انه ليس الهجوم الأول لكن نتمنى ان يكون الأخير في السيناريو الإسرائيلي الذي تقوم به لأستنزف قدرات الشعب الفلسطيني المبتلى بفصائله الثورية الاصوليه والتي لا تريد ان تقتنع بأن إسرائيل دوله عضو في الأمم المتحدة معترف بها دوليا بل ان لها وجاهه دوليه اكثر من أي بلد عربي مستقل . ويشهد الله أني لا اقول ذلك دفاعا عن اسرائيل ولكن هي الحقيقة المرة التي يعرفها الفلسطينيين أكثر من أي شخص أخر ..
    ان الولايات المتحدة الامريكيه كانت تخطط للسيطرة على منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط وكان ألاستراتيجيه ألمعده لهذا الغرض أمدها أكثر من مائة عام يجب ان يتحقق الحلم الأمريكي في السيطرة على منابع النفط ولذلك كانوا ينفقون الأموال الطائل لأشخاص ودول يعملون لتحقيق ذلك الهدف لكن المعارض الوحيد ربما لتلك السياسة كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي اعدم أبان الاحتلال الأمريكي للعراق بعد عام 2003م . لكن المفارقة ان صدام حسين قدم خدمة العمر للولايات المتحدة في تحقيق أحلامها في وقت قياسي وقدره (12) سنه أي من عام 1990-2003م أي منذُ احتلاله الكويت وحتى سقوط بغداد . حيث تمت سيطرت الولايات المتحدة المباشرة على منطقة الخليج الغنية بالنفط بسرعة لم تكن بالحسبان وكانت هذه من الخدمات التي قدمها صدام حسين العدو رقم واحد لعدوته الولايات المتحد الامريكيه .وكان من اهم أسباب تقديم تلك الخدمه هي قصر النظر السياسي وعدم وجود تحليل منطقي للوقائع وعدم الاستفادة من الدروس المستقاة من الإحداث المختلفة سواء حرب إيران او فضيحة ووتر كيت وغيرها .
    ان الأحداث المؤسفه التي تتعرض لها غزه منذ يوم السبت الماضي ولا نعلم متى تنتهي هي نتيجة الخدمة المجانية التي تقدمها حماس للإسرائيليين بأن تعطيهم الضوء الأخضر بضرب المدنيين العزل ولبنى التحتية المحدودة في غزه والتي هي أساسا كانت ولازالت تعاني من حصار مطبق .. ان ما يحصل بين حماس وإسرائيل أشبه بما حدث في معركة امبابه بين المماليك والفرنسيين بقادة نابليون بونابرت وهي ان يصطف الخيالة المماليك أمام الجيش الفرنسي ويخرجون الواحد تلو الأخر رافعين سيوفهم وهم يقولون هل من مبارز والقناص الفرنسي يقتلهم قبل النطق بالشهادة ..!
    يجب ان تأخذ الفرق الشاسع المنطقي بالتسلح بنظر الاعتبار وهوا بالتأكيد لصالح اسرائيل النوويه. ما قيمة الصواريخ التي يلقونها على المستوطنات الاسرائيليه وما مدى الضرر الذي تحدثه في الجانب الإسرائيلي بل على العكس الرأي العام العالمي متعاطف مع إسرائيل الذي استطاع ان يصنف حماس كمنظمه إرهابيه وبدلا من أن يكون الإسرائيلي جلادا أصبح في نظر العالم ضحية لقسوة الإرهاب الذي تمارسه منظمة حماس ضد الإسرائيليين ..! . والنتيجة ما كانت حصار منذُ زمن طويل معاناة إنسانيه كبيره ختمت بضربات الإله العسكرية الصهيونية التي لا ترحم والتي استباحت الدم العربي الفلسطيني .
    والنتيجة مجرد مواقف سياسيه لا تشبع ولا تغني من جوع اكثر من345شهيد لا ذنب لهم الا انهم يسكنون غزه وفيها حماس واكثر من 1450 جريح . هل حسبت حماس العواقب عندا ضربت المستوطنات بصواريخ يدوية الصنع عشوائية التوجيه اغلبها يسقط في فضائات غير مأهولة .. هل توقعت حماس ردت فعل اكثر من (60) طائره مقاتله تقصف كل مقرات الشرطة والأمن خلال مده تتراوح بين (3-4) دقائق . وكل الذي قاموا به هوا توجيه الاتهام الى مصر بالتواطئ والتأمر أنهم أي المصريين قالوا لحماس ان الإسرائيليين سوف لم يضربوا يوم السبت ، وان ضربوا الأحد ما الفرق بدلاً من ان يستشهد ( محمد وعلي وحسين ..) يوم السبت سيستشهد يوم الأحد (عمر وحسام وياسر ..) ؟ ! ما الذي فعلته حماس كي تواجه العدوان كل ما تريد فعله هوا جر مصر الى ساحة المعركة ووصفها بأسوء النعوت ..! بل أنها تطالب مصر بفتح معبر رفح الحدودي على مصراعيه كي تحقق كل الحلم اليهودي بتطهير غزه من سكانها وطردهم الى خرج فلسطين .. السؤال الذي يطرح نفسه هل المعادلة متوازنه مقابل كل هؤلاء الضحايا الفلسطينيين قتيلين من اليهود ..! بل ان هذين القتيلين قد حصلا دعاية إسرائيليه إعلاميه اكبر عشرات المرات من 345شهيد فلسطيني وأكثر من 1450 جريح ..
    السبب بذلك هوا أننا لا نتعلم أبدا ان نحسب حساب كل شئ وإنما دائما ننجر وراء عواطف وأحلام عقيمة غالبا ما تسحبنا تجاه الهاوية .
    اما العرب مختلفون حول عقد قمة طارئة ام لا وان عقدوها ماذا سيقررون هل يدخلون الحرب ام يجبروا اسرائيل على إيقافها . العرب لا يستطيعون التأثير على اسرائيل وذلك بسبب عدم وجود مصالح سياسيه او تجاريه مشتركه ربما لو كانت هناك هكذا مصالح لهدد العرب بقطعها كشكل من أشكال الضغط بل ان إسرائيل تريد ان تجبر العرب من التعامل معها من هذا الباب .
    لكن من جانب أخر ترى اسرائيل تعرف كيف تلعب أنها تضرب وتقتل وتبكي انها بنظر العالم تريد التخلص من حماس التي أرعبت بصواريخها الشعب الإسرائيلي الآمن .. وهي تقوم الآن بضرب الإنفاق التي تربط قطاع غزه بمصر والتي عن طريقا تهرب الصواريخ والاسلحه الفتاكة التي يقتل بها الشعب الإسرائيلي بل انها دمرت الى حد ألان أكثر من (40) نفق وجل الاسلحه الفتاكة هي عبارة عن يدوية الصنع محدودة الفعاليه .. بل أنها تتباكى على الفلسطينيين أنفسهم بدموع التماسيح .. أثبتت التجربه ان العرب لايعول عليهم في نصرة القضية الفلسطينية العرب الجدد ولا اقصد (المعتصم ) هؤلاء اصحاب شعارات ينددون فقط (إسرائيل تضرب والعرب ينددون اسرائيل تحتل مزيدا من الأراضي والعرب يشجبون ) ان القاده العرب اشبه ما يكونوا بنائحات الثكالى لا تمتلك الا العويل .
    بل انهم يشيدون بصمود الشعب الفلسطيني ويفخرون بذلك شعب اعزل تتساقط عليه احدث اسلحة الدمار وهوا لا يملك أي شئ سوى ان يلوذ بالصبر مستعينا بالله اما العرب فهم كلما اشتد الوطيس اخذُ يتبادلون الاتهامات . ويتفاخرون بدم الأبرياء والذي سرعان كما ينسى بعد انتهاء المعركة .
    الى حماس والفصائل المسلحة الفلسطينية الأخرى الا يوجد سبيل اخر غير السلاح محدود الفعالية الذي تستخدمونه ضد هذا العدو الشرس والذي غالبا ما تتخذ اسرائيل استخدامه ضد المستوطنات دعاية إعلاميه مضادة و ذريعة للانتقام من الشعب الأعزل . تحققون فيه مكاسب سياسيه متى يكون للدم العربي حرمه لدى العرب .متى نترفع عن الشعارات وننظر للحياة بواقعيه .
    الى متى العرب ومنهم الفصائل الفلسطينية يرفضون الواقعية ويتعاملون بالتناقض فمن ناحيه يريدون تحرير كامل التراب الفلسطيني ومن ناحية أخرى يحاورون اليهود كدوله مستقله على التراب الفلسطيني واسماها اسرائيل . ام يعتقدون ان إسرائيل ستخرج بتلك الأنابيب المعدنية الطائرة التي يدعونها صواريخ الإسرائيليون يعرفون الحقيقة ان صواريخ حماس لا تؤثر نهائيا كفعل عسكري تدميري ولأكنها من الممكن ان تتحول كسلاح مضاد يعطي ألفرصه لليهود بالقيام بعمليات تهجير وتطهير عرقي منظم تجاه الفلسطينيين مقابل سلبيه واضحة من قبل العرب المحنطين على عروشهم وأيضا سلبيه مقيتة مقصوده من قبل كل العالم المتحضر . نعم ان سلبية العالم تجاه الدم العربي ليست وليدة ألصدفه وإنما هي نتيجة مشاهدات حيه لعدم احترام الانظمه العربية لدماء أبنائها مقابل خنوع الشعب العربي الذي يتحمل من الانظمه الدكتاتورية المقيتة كل ما يفعله الحكام المسوخ بهم .فكيف يحترم العالم الإنسان العربي ..؟ ان لم يحترم نفسه ودمه أولا.
    بعكس الكيان الصهيوني والذي اذا ما أصيب يهودي او يقتل ولو بحادث سيارة ترى ان الدنيا تقوم ولا تقعد بل ان أعلى المستويات يتحدثون على شاشات التلفاز ودموع سواكبٌ .. اما نحن فكل ما نقوم به هوا استدراج لعدوا كي يقصف المدنيين أطفالا ونساء وشيوخ وشباب ويلحق الدمار بكل البنى التحتية لماذا .. ؟كي نخرج على التلفاز ونقول ان العدو الإسرائيلي كيان مجرم كي نحصل على مكاسب سياسيه رخيصه وبدلا من ان أكون ثوري صاحب مبدأ أتحول الى تاجر حرب يقتات على دماء الأبرياء ..
    يجب ان تتعامل الفصائل الفلسطينية مع الكيان الصهيوني بطريقه أخرى غير الطريقه المسلحه التي تجر بالويلات على الشعب الفلسطيني المنكوب . كما ويجب ان يتعاملو مع الكيان الصهيوني بدون عقد الامال على الانظمه العربية ذلك انها قد أثبتت عجزها من اتخاذ موقف كما وانها انظمه مسيره أساسا من قبل المنظومة الاسرائيليه الامريكيه سواء بصوره مباشره او غير مباشره ..
    اعان الله الشعب الفلسطيني البطل الصابر المحتسب ..وهدى الله الفصائل لما فيه صلاح وحفظ دماء شعبها .. وأعاد الله قطرة الحياء الى جباه القادة العرب الذين مسخوا أشباح قاده وعبيدا لعروشهم وطغاةً على شعوبهم …

  34. نتمنى من حكام الرب ان يفتحوا باب الجهاد لانه يبدو ان ملايين الشهداء قادمون بعد غزة فاليختصروا علينا الوقت وليفتحوا باب الجهاد واظن ان مبارك انكشف ، واعتقد ان القواعد اليهودية الصهيونية بالخليج باحد الايام ستكون فلسطين الثانية لان اوروبا واضح انها تنفذ بالضبط ماخططته ببداية نكبة فلسطين واتمنى جدا ان لايعطي الاعلام العربي اهمية لاخبار امريكا التافهة واوربا التي اغرقت العرب بالجهل والارهاب ، ومن ناحية اخرى انكشفت فضائح الاوروبين وتواظطئهم الوقح مع اسرائيل وهاهم مازالوا يكذبون على العالم لينسى العالم حرب بوش المجرم وحكومته التي يجب ان تحاكم على ارهابها بالعراق وضحايا اليوم نصفهم من الايرانين وهذا اكبر دليل ان اليهود والاوروبين هم من يقوم بعمليات تفجير بالعراق واستغرب من توظيف شركات الخليج بهذا العدد الضخم من اليهود(الاوروبيين ) مع وجود قواعد خطيرة لان هذا خطر كبير على سيادة الخليج والعرب ثم اخيرا اتمنى من وسائل الاعلام ان لاتعطي اهتمام كبير لاخبار امريكا التافهة واوروبا وماتسمى حضارة !! لايجوز اطلاق كلمة حضارة على اغبى واتفه قوم بالعالم

  35. المرأة وإمكانية التحول الايجابي :
    اهدي هذه المقالة المتواضعة الى كل امرأة حرة قوية فاعلة مميزة تريد ان تنهض من ركام الاستعباد والاستبعاد المجتمعي الى فسحة الحرية التي خلقها الله فيها وحرمها منها جهل المجتمع و عاداته البغيضة..
    لا نريد إن خوض في مسائل معقدة في هذا المجال إلا إن جل ما نريده هوا تسليط ضوء واقعي على موضوع معين إلا وهوا” أن الفرد الذي لا يكترث بأخيه الإنسان هوا من يواجه مصاعب جمة في الحياة ويتسبب بأعمق جرح للآخرين ومن بين هؤلاء ينبع الفشل الإنساني “كيف يمكن أن تتحول المرأة الى عنصر فعال في المجتمع بعد إن حولها المجتمع الى جزئ غير فعال فاقد القيمة و الأهلية في كثير من المواطن والفترات الزمنية و أكيد أن المهتمين في موضوع المرأة يعرفون أكثر من غيرهم إن من الأسباب التي دعت المرأة إلى الانحشار في هذا الركن الضيق سببه اضطهاد طبقي جنسي تحول مع مرور الزمن إلى عرف اجتماعي ثابت وأصبحت الممارسات السلبية في حق المرأة أمر اعتيادي وغير خارق للبنية الاجتماعية . يهدف هذا المقال باختصار إلى تفجير كوامن المرأة الايجابية وتطويعها للتفاعل مع المجتمع وبتالي فرض حالة من الوجود الذاتي الايجابي في المحيط الاجتماعي و تكون البدية من المنزل باعتباره الغشاء الذي يفصل النساء عن المجتمع الأوسع .
    كيف يمكن أن أتغير :
    حتى أتغير في أعين الناس وأبدل نظرتهم القاصرة لي يجب ان أتغير أولا أمام نفسي أي ان اقنع نفسي بالتغيير أولا ثم ان التجربة سوف تنتقل بشكل تلقائي الى المحيط وذلك من خلال إتباع بعض الخطوات السهلة :
    • يجب على المرأة ان تكون هي نفسها .. !
    أي إن تبحث في داخلها عن حقيقتها .. أي أنها يجب ان تعرف ذاتها هي وان تعمل على دفع الذات للخروج الى المحيط .. و نبذ المسخ الذي زرعه المجتمع في داخلها ذلك المسخ الخائف المرتجف المتردد الخانع السلبي .. ويجب ان لا تحاول تقليد أي شخصية أخرى ربما تراها ايجابية او ناجحة وذلك بسبب ان الإمكانيات التي تظهر متباينة على الأشخاص هي نتاج مهارات مكتسبة ومتراكمة مع مرور الزمن وهي غالبا ما تكون متباينة ، وان محاولة التقليد غالبا ما تعطي انطباعا ظاهرا بتفاهة الشخص الذي يقلد فيسقط في الفشل وتكون النتيجة عكسية وسلبية بعكس عندما ابحث عن ذاتي واستخدم مهاراتي حينها سأكون محترفا صادقا و مميزا .
    • كيف أسوق نفسي للمجتمع .. ؟
    لقد اعتاد المجتمع نسق معين من الممارسات الحياتية و قد أصبحت متلازمة مع الشكل العام للشخصية والمظهر لذلك ليس من السهل ان يعتاد او يتقبل شكل الظهور الجديد و هذه حقيقة مهمة جدا .. شخص سلبي بين ليلة وضحاها إذا به مميز جدا لابد ان هناك خلل بغض النظر عن ايجابية الخلل او سلبيته الفرق الواضح بالتصرفات ربما يثير التساؤل وأحيانا النفور.
    لذلك يجب ان لا افرض نفسي او رأيي لكن من الممكن ان أشارك بشكل شفاف و سريع ومتوازن وعقلاني ومرن ومن الممكن ان يساعد في ذلك هز الرأس مع الابتسامة المشرقة و الابتعاد عن العدائية والتقاطع مع أراء الآخرين ..
    • كيف أتكلم ..؟
    ان الكلام من أهم وسائل التواصل بين إفراد المجتمع بل ان علية وفي كيفيته يتوقف أقناع الآخرين بالوافد الجديد بعد التغيير فكيف أتكلم .؟ عندما نتحدث في موضوع معين خصوصا اذا كنت امتلك في ذلك الموضوع معلومات لا بأس بها تمكنني في خوض غمار الحديث كيف استطيع ان استغل الفرصة و أتكلم بشكل لافت “مميز” غالبا في الحديث المسهب الطويل “” لا تحاول ان تبحث عن الكلمات التي تريد ان تقولها لتعبر عن فكرتك ستضيع منك الكلمات وتتلعثم حينها لن تكون محاورا جيدا .. بل دائما فكر وضع عينك على الفكرة التي تريد إن توصلها للآخرين فسترى حينها الكلمات وهي تتدفق إليك مثل السيل العارم .. حينها فقط ستنفتح عقدة لسانك فتكون مميزا لافتا ومسهبا ..””.
    • كيف أكون محبوبا ..؟
    من المهم حتى يتقبل الناس التغيير الذي انشده ويساعدونني على إحداثه يجب ان أكون محببا إليهم .. نعم ربما هم يحبونني فانا جزئ من العائلة ليس هذا الحب الروتيني الذي نريده نريد دفعة جديدة تعطي الحيوية لذلك الحب الاعتيادي الحب الذي يجعل الآخرين يتسابقون لتقديم الخدمات .. من أهم أسباب الحب الأسري هوا تقديم المساعدة في وقتها ودون طلب الآخرين سواء كانت هذه المساعدة تافهة جدا مثلا في جو اسري و أحسست ان احد الجالسين ضمئان اذهب اتي بصلاحية الماء وقدح جميل واقف أمامه و أقدم له قدح الماء بكل لياقة من دون ان يطلب ذلك مني و اذا قال مثلا لم اطلب منك أقول أحسست بك عطشان .. ربما المحاولة بسيطة جدا الا أنها تأسر القلوب . وكذلك النصح في محله رائع و تقديم المساعدة المادية في وقتها أروع .. عموما يفضل تقديم المساعدة بتلقائية ودون طلب الآخرين هذا يعطي انطباعا كونك متفاعل مهتم اذ لا بد ان تفاعلك يرفع من رصيدك في نظر الآخرين .
    • كيف احصل على التعاون ..؟
    نحتاج أحيانا ان يعيننا الآخرين في بعض الأمور لكن بصورة عامة الناس ينزعجون من ان تفرض رأيك عليهم وان تطلب منهم مباشرة ان يفعلوا ما تريد بصيغة الأمر خصوصا اذا كنت من النوع الذي يؤمن كثيرا بأفكاره نصيحة إن لا تؤمن بالأفكار التي تكتشفها بنفسك أكثر من تلك الأفكار التي تقدم إليك على طبقا من فضة . لذلك فان هناك طريقة واحدة تحت السماء العالية تمكنك من استدراج أي انسان للقيام بأي شئ فهل توقفت مرة وتساءلت ما هي ؟ الطرقة الوحيدة ” هي استدراج الشخص للقيام بذلك “..فان أردت أحدا ان يساعدك في موضوع معين فمن الأكثر حكمة ان تقدم مقترحاتك وتترك الآخرين يفكرون بالنتائج بأنفسهم سيساعدونك بتلقائية وفرح أكثر مما لو قدمت لهم صيغة الأمر بان يساعدوك ..
    • يجب ان لا تكون عدائيا ؟
    إذا أثار غضبك احدهم و تفوهت بكلمة او كلمتين ستجد الطريق سالك لتفريغ غيضك. لكن ماذا عن الشخص الأخر هل سيشاركك الراحة ام يكون ساخطا عليك ..؟ أي “انك يجب إن لا تحرك القفير إن أردت جمع العسل ” .
    يقول “وودور ولسون ” (إذا جئتني و قبضتك منكمشة أعدك ان قبضتي ستكون اشد انكماشا من قبضتك . وإذا جئتني تقول : دعنا نجلس و نتحادث وان اختلفت أرائنا لنتفهم أسباب الخلاف عند ئذ نكتشف أننا لا نختلف كثيرا وان النقاط
    التي نتفق عليها كثير وان كان لدينا الصبر والأناة والنية على الاتفاق سنتفق ) .

    إن ما قدمناه من نصائح حول إمكانية تغيير الواقع الذاتي للمرأة والإنسان بصورة عامة ممكن ان امن الشخص بذاته وبقدراته وانه مميز ويختلف عن الآخرين فكل شخص خلقة الله سبحانه وتعالى مختلفا عما حوله هي عظمة الله في خلقه فابحث عن ذاتك في ذاتك ولا تقلد غيرك فتخسر ذاتك او تواري ذاتك خلف مهارات غيرك فلا تكون حينها مميز بل سوف تكون حبيسا في أطار غير إطارك حينها سيكون شكلك أشبة ما يكون بلوحة جميلة أضاع بهائها أطار غير لائق .

  36. الجامعة العربية تكتك كشف الوهن العربي
    كلنا يعرف ان الدول العربية برمتها كانت ترزح تحت الاحتلال الأوربي ومن قبله العثماني وما سبقهما بل بلداننا العربية لم تنل استقلالها الا ما قبيل او بعيد منتصف القرن العشرين وان اغلب ذلك الاستقلال لم يكن الا شكليا فكانت تلك الدول مرتبطة بشكل مباشر بالدول التي كانت تستعمرها اقتصاديا وسياسيا بل ان ذلك الارتباط وصل الى حد الارتباط الاجتماعي واللغوي كما في أقطار المغرب العربي . لذلك تجد ان دولنا العربية بقيت هزيلة اقتصاديا وسياسيا بسبب التبعية التي أصبحت شبحا يطارد الشعب العربي وملاذا للحكام العرب المتمسكين بصولجان الحكم .
    وعلى الرغم من تأسيس “جامعة الدول العربية” في 22/مارس/1945م . ومن المهم إن نشير الى انه حتى فكرت إنشاء الجامعة العربة لم تكن فكرة عربية خالصة بل انها مستوحاة من الخطاب الذي ألقاه “انتوني ايدن” وزير الخارجية البريطاني عام 1941م .حيث قال في خطاب ألقاه ما نصه(إن العالم العربي قد خطا خطوات عظيمة منذ التسوية التي تمت عقب الحرب العالمية الماضية، ويرجو كثير من مفكري العرب للشعوب العربية درجة من درجات الوحدة أكبر مما تتمتع به الآن. وإن العرب يتطلعون لنيل تأييدنا في مساعيهم نحو هذا الهدف ولا ينبغي أن نغفل الرد على هذا الطلب من جانب أصدقائنا ويبدو أنه من الطبيعي ومن الحق وجود تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلاد العربية وكذلك الروابط السياسية أيضاً… وحكومة جلالته سوف تبذل تأييدها التام لأيّ خطة تلقى موافقة عامة) . وفي عام 1942م تقريبا دعا رئيس الوزراء المصري “مصطفى النحاس” كلا من رئيس الوزراء السوري” جميل مردم بك “ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية” بشارة ألخوري” لتباحث معهما في القاهرة حول فكرة “إقامة جامعة عربية للتوثيق العربي بين البلدان العربية المنضمّة لها”. وكانت هذه أول مرة تثار فيها فكرة الجامعة العربية بمثل هذا الوضوح . وكان ما يعرف ب”برتوكول الإسكندرية ” هوا الأساس الذي حدد على أساسه ميثاق الجامعة العربية فيما بعد .. وكانت “قمة انشاص الإسكندرية ” عام 1947م هي أول قمة عربية عقدت في تاريخ الجامعة العربية .
    وعلى الرغم من الأهداف الطموحة التي أسست لأجلها الجامعة العربية الا أنها لم ولن تحقق ما أنشأة من أجلة وذلك بسبب التبعية التي تعاني منها اغلب ان لم تكن كل الدول العربية . لذلك تجد ان منتديات انعقادها أشبه ما تكون بسوق عكاظ الذي كان يتبارى فيه الشعراء والخطباء العرب لذلك تجد ان الزعماء العرب المجتمعين يستخدمون في خطبهم الكلمات الرنانة والعبارات الفخمة والتي لا طائل منها ولا نفع سوى ان تسمعهم شعوبهم فيفخروا بلباقة مجردة من فعل او خلافا يجروا الى فشل .. ودليل ذلك القضية الفلسطينية التي أضاعها الخنوع العربي والذي تمثل بمقررات الجامعة العربية في هذا الخصوص والذي لم يستطيع ان يرقى إلى أكثر مستوى الشجب والاستنكار تجاه السياسات الإجرامية للكيان الصهيوني الغاصب .
    ان الكيان السياسي الذي تمثله الجامعة العربية والذي ضم في ثناياه 22دولة عربية وعلى مدى أكثر 34اجتماع قمة عربية ما بين 1946-2008م قمة دمشق . لم تتخذ تلك الجامعة المزعومة الرغبات الحقيقية للشعب العربي وإنما عملت بكل دأب واحتراف على تجسيد رغبات الحكومات العربية التابعة إلى قرارات رسخت الدكتاتورية العربية وجعلت من تلك الأنظمة مقدسات لا يمكن المساس بها .
    اما السلبية التي تعاملت بها مع القضية الفلسطينية فكانت احد الأسباب الجوهرية في التمرد الصهيوني على الإرادة الدولية والتعامل مع الشعب الفلسطيني بكل وحشية و عدم احترام بسبب ان الكيان العربي الذي تمثله الجامعة العربية لا يحترم نفسه او قراراته . وبالتالي أنعكس سلبا على عرب وارض فلسطين التي من المفترض ان تكون محور الحياة السياسية العربية والمنطلق الوحدوي والتضامني العربي . أصبحت شبحا يهدد الوجود السلطوي العربي وكشفت عمق الهوة بين الشعب والأنظمة التي تحكمه ولهذا السبب فان ما قدمته الجامعة العربية إلى كل القضايا العربية لم يكن مواقف مشرفة او قرارات حاسمة بل ان ما قدمته هوا تعرية الأنظمة ذات الأنظمة التي انضوت تحت مظلتها أمام الجماهير التي تحكمها فأصبحت عبئا بدلا من ان تكون حلا للمشاكل العربية اللانهائية .
    و بسب اختلاف البناء الديموغرافي و الاقتصادي للمجتمع العربي تجد ان الدسائس و الوساوس أصبحت هي السمة المميزة للعلاقات العربية حيث ان دول البترول التي وهباها الله ثروة طائلة وشعب قليل العدد ينظر بعين الاحتقار الى الشعوب العربية الكبيرة بعدد سكانها والفقيرة بمواردها الاقتصادية لذلك تجد ان مثل تلك الدول تنظر الى دول البترول بعين حاسد وحاقد وهذه النظرة الساذجة هي التي وضعت أطار ورسمت خطوط العلاقات العربية العريضة فكانت تلك العلاقات مبنية على أساس إسقاط الأخر او جعله يتراوح او متخلف او في حاجة دائمة للأخر أي بعبارة أخرى ان الدول ذات العمق السوقي الكبيرة بأعدادها السكانية ” تريد ان تتمتع بامتياز حاجة الدول النفطية لقوتها السكانية وعمقها السوقي الذي تفتقده ..اما الدول النفطية فهي تريد دائما ان تسيطر على الآخرين من خلال ما تمتلكه من ثروة فامتهنت الرشوة و أفسدت الذمم وهنا تكمن المشكلة الا ان سياسة سوء النية المطلق هوا الذي يحدد العلاقات العربية العربية وليس حسن النية المبني على إمكانية التكامل بين الدول العربية . نعم ان “سوء الضن من حسن الفطن” وان السياسة لا تأخذ بحسن النوايا”..” الا ان القاعدة لا يمكن ان تعصم نفسها من الشذوذ أحيانا “؟.لذلك تجد العلاقات العربية الأجنبية أفضل بكثير من العلاقات العربية العربية .
    وذلك لسبب بسيط ان العلاقات العربية الأجنبية مبنية على علاقات سياسية او اقتصادية متكافئة وعلى أساس المنفعة المتبادلة في حين ان العلاقات العربية مبنية على سياسة “اذكروا لي عند الأمير..” اي علاقات استعراضية أكثر منها واقعية وهنا منبع الفشل العربي ومكمن الخلاف ” .

  37. التكامل الإقليمي كحل للبقاء والهيمنة
    على الرغم من تربع الولايات المتحدة على قمة القوة والسمعة الدوليتين عند نهاية أخر صراع هيمنة في عام 1945م اذ كانت قوتها الاقتصادية والعسكرية في أوج عضمتها . تلك القوة التي فرضت الأساس لنظام سياسي واقتصادي عالمي هيمنت على شؤونه الولايات المتحدة الأمريكية .وعلى الرغم من الولايات المتحدة ما تزال هي الدولة المهيمنة والدولة الأكثر شهرة في النظام العالمي الا انها لم تعد تمتلك القوة الكافية للتحكم بالنظام كما فعلت في الماضي . فأعادت توزيع القوة الاقتصادية والعسكرية في النظام لغير صالحها يعني زيادة تكاليف التحكم بالنظام بالنسبة لها مقارنة بقدراتها الاقتصادية الواقعية الحالية اللازمة لدعم الوضع الدولي الراهن . فالإعراض المزمنة للقوة المتدهورة ظهرت بواكيرها في بداية الثمانينات في ذروة التكاليف للحرب الباردة مثل التضخم الهائل وصعوبات مزمنة في ميزان المدفوعات وضرائب عالية . واستمر الحال بالتردي الى ان أميط اللثام عن الأزمة المالية التي عصفت بالمصارف الأمريكية نهاية عام 2008ومستهل عام 2009م ويمكن الرجوع الى مقال كتبناه بعنوان (الأزمة الاقتصادية العالمية من داخل المنظومة الأمريكية) والذي يبين بشئ من التفصيل إبعاد و مسببات تلك الأزمة التي أضحت عالمية أكثر من كونها أمريكية وسياسية اكثر من كونها اقتصادية ..! والسبب في ذلك هوا التبعية الاقتصادية والسياسية للدول للولايات المتحدة .
    واذا ما استندنا لقول “ثوسيديديس”عندما حاول وصف السياسة الدولية فقال (بانها تفاعل القوى غير الشخصية والقادة العظام ) ولذلك ففان العوامل التقنية والاقتصادية والسكانية تدفع الدول باتجاهي الحرب والتعايش السلمي معا . لذلك فان القائد المخضرم المتبصر يستطيع قيادة الدولة باتجاه واحد او عدة اتجاهات فالخيارات متعددة رغم انها مقيدة أحيانا الا ان التجارب التاريخية قادرة ع7لى ان تبين لنا ماهية هذه الخيارات وماهية نتائجها المحتملة . لذلك فيمكننا ان نقول بان العلاقات الدولية من الممكن ان تكون أفضل اذا ما استلهمنا التجارب السالفة . ومن المؤكد بان ” الواقعية السياسية” وهي التجسيد الفعلي لما تقدم لهذا الإيمان بالمنطق والعلم وتؤكد الواقعية من خلال حسابات( القوة والمصلحة ) ان باستطاعة رجال الدول خلق نظام من حالة الفوضى وبذلك يحددون حدة الصراعات الحتمية والمحتملة للدول المستقلة ذاتيا و المتمتعة بالاكتفاء الذاتي والمتنافسة من خلال البحث والاتفاق على حل وسط للتغيير الايجابي باتجاه الاستقرار .
    لذلك فان التطورات التقنية والاقتصادية وغيرها في العقود الأخيرة للقرن الماضي للعديد من الباحثين والمهتمين في مجال العلاقات الدولية ان ” الدولة القومية” لم تعد الخيار التنظيمي والاقتصادي والسياسي الأكثر كفاءة على الرغم من ان الدولة القومية كانت في بداية نشأتها هي الحل الأمثل والذي جددت واعتمدت على أساسه الخارطة الدولية الحديثة الاان الايجابية التي نتحدث عنها لم تكن الا ايجابية مرحلية أنهت توتر وعدم استقرار يعاني منه المجتمع الإنساني وكانت أساسا حيويا للتطور الذي أصاب العالم الا ان المعطيات التاريخية للعلاقات الدولية ونتيجة لما طرئ من تطور في موازين القوى وانتشار أسلحة الدمار الشامل فرضت واقعا جديدا يتعدى مرحلة الدولة المستقلة الى نظام عالمي اكثر استقرارا وانضباطا وسلاما . ونتيجة للتسارع في الإحداث والتطورات ضرورة قيام نوع جديد من الكيانات السياسية والاقتصادية تكون اكثر كفاءة من الدولة القومية او المستقرة لذلك كان قيام تنظيمات إقليمية او حتى دولية كبيرة تعالج فيها الشؤون السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية تكون اكثر كفاءة من الدول المنفردة . لذلك ترى انه التكتلات الدولية ظهرت في مناطق مختلفة وغالبا ما تكون مبنية على أساس إقليمي . وربما يكون ” الاتحاد الأوربي ” أبرزها وأكثر تلك التكتلات تميزا الا ان الوضع العام للاتحاد الأوربي على الرغم من الانسجام الظاهر والمثير للإعجاب الا ان الدول المكونة له تعاني من مشاكل التقدم في ما يمكن ان نسميه ” مراحل الدورة الدولية” أي ان الدول ذاتها المكونة للاتحاد في مرحلي الشيخوخة والهرم ومن الممكن الاطلاع على تفاصيل اكثر حول هذا الموضوع الاطلاع على مقال (الرُهاب الدولي من الانهيار والترميم) الا ان مثل هذا التكتل من الممكن ان يطيل العمر الافتراضي لدول الاتحاد وكذلك إيجاد بديل مبكر لانهيار الولايات المتحدة الأمريكية .
    فلا يمكن ان نخلص للقول ان البشرية قد تغلبت على الطبيعة الأساسية للعلاقات الدولية . فالسياسة العالمية لا تزال تتميز بصراع الكيانات السياسية على القوة والسمعة والثروة ولا زال المجتمع الولي يعيش في حالة من الفوضى الدولية . و لم تجعل الأسلحة الدولية اللجوء الى القوة امر غير وارد وان كانت تلك الأسلحة قد أثبتت بان لها قوة إخضاع ضئيلة فهي تجعل من الدخول النووية متكافئة من حيث القوة لذلك تجعلها أكثر استقرار الا ان الدول الغير نووية فإنها ستبقى في دوامة من الرعب والتبعية المباشرة او الغير مباشرة خصوصا ان كانت الأسلحة النووية في ايد غير منضبطة كما لدى إسرائيل والدوال العربية او الهند والباكستان او ما يثار حول إيران و إمكانية امتلاكها للقمبلة وإطماعها في العراق والخليج . لذلك فلا يمكن القول كما عبر عنه “روبرت جيلين” بقولة(لم يضمن الاعتماد الاقتصادي المتبادل انتصار التعاون على النزاع . و لم يتم لحد الان استبدال الفوضى الدولية بمجتمع دولي ذي قيم ونظرة مشتركة ) .
    العرب حاولوا ان يدخلوا مضمار التكتلات الدولية كحل منطقي لمواجهة المكانة الدولية المتردية للعرب في المجتمع الدولي او لمواجهة السل الاسرائلي الذي اخذ يستشري في الجسد العربي من خلال إنشاء تكتل عربي الا وهوا ” جامعة الدول العربية” الا ان المشكلة في هذا التكتل انه كشف وهن العرب وضعفهم بدلا من ان يقدمهم الى المجتمع الدولي كتكتل متوازن يتمتع بالسيادة والقوة والحكمة والتوحد . والسبب في ذلك يعود الى الطبقية التي يعاني منها المجتمع الدولي العربي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا والمشكلة الأعظم ان مثل هذا التفاوت بدلا من ان يكون سببا منطقيا للتكامل العربي أصبح سببا أزليا لعدم الوفاق العربي .

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  38. القمم العربية .. وسياسة حلب الثيران ..!؟
    يتميز النظام الدولي بإشكال مختلفة بين عناصره وتتفاوت هذه التفاعلات وتناسقها وشدتها بشكل كبير باختلاف الأنظمة الدولية وربما تتراوح التفاعلات بين الأعضاء في النظام من النزاع المسلح المتقطع إلى اعلي مستويات التعاون الاقتصادي والثقافي المتبادل السائد في العالم الحديث وتكون مجموعة العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها بين الدول وظيفة النظام الدولي . والدول العربية كونها جزئ من المنظومة الدولية لابد ان تكون محكومة بذات المعايير التي تربط المجتمع الدولي باعتبارها جزئ منه .
    الا ان المطلع على بدايات نشأة الأنظمة السياسية العربية في منتصف القرن الماضي يلاحظ مسألة مهمة الا وهي انها لم تقم على أساس قومي كما حدث للأنظمة الأوربية مثلا ولو كان الأساس في نشأتها قوميا لكانت البلاد العربية دولة واحدة بل نشأة على أساس من التبعية السياسية والتبعية المقصودة في هذا المقام هي ليست تبعية نظام حتى بقدر ما هي تبعية أشخاص او عائل او قبائل سيطروا على مقاليد الحكم بمساعدة الدول المستعمرة مثل ما حدث في السعودية والعراق والكويت والأردن ومن قبلها سوريا ومصر وهكذا باقي البلدان العربية .
    وقد ولدت تلك التبعية السياسية منذ النشأة الأولى لتلك الأنظمة المزعومة وعلى مدى السنين الماضية ما يشبه حالة من الارتباط المصيري بين النظام الحاكم والقوى الأجنبية التابعة لها في أي الدول العربية لم تستطيع او تتمكن من فك ذلك الارتباط الذي أصبح ازليا بل عقدة تطارد الشعوب العربية . ولذلك تجد انه حتى الدول المستعمرة التي أصبحت خارج اللعبة الدولية والتي أرادت الابتعاد عن العرب حاول العرب جذبها كي تؤمن لها شريعية ودوام الحكم على شعوبها . وربما ان هذا القول ينطبق الى حد بعيد على فرنسا في حقبة الخمسينات كما يذكر ذلك “محمد حسنين هيكل” في كتابة( حرب الخليج ) اذ قام الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” بمناقشة الرئيس اليوكسلافي “جوزيف بروزتيتو” فاستقر رأيهما على ان فرنسا باستقلالية ” ديغول” تستطيع ان تكون همزة وصل مع الغرب بما فيهم الولايات المتحدة بأكثر مما تستطيع ذلك أي قوة أوربية أخرى . وانا على يقين انه في حالة لو ان العراق مثلا أراد البحث عن وسيط لم يخرج عن دائرة بريطانيا في حين ستختار ايطاليا لو أرادت ليبيا ذلك .
    واستمرت الوصاية الأجنبية على القرار العربي منذ ذلك الحين وحتى اجل غير مسمى ما دامت تلك الوصاية تضمن بقاء الأنظمة الحاكمة للبلاد العربية جاثمة على صدور الشعوب التي تحكمها . وحتى الدول العربية التي تدعي انها لا تمتلك علاقات مع إسرائيل او انها ترفض فكرة إقامة مثل تلك العلاقات وعلى سبيل المثال لا الحصر العربية السعودية حيث ينقل “هيكل” في كتابة حرب الخليج ص473-475خلال فترة احتلال العراق للكويت بقولة (و في ذلك الوقت تقرر ان يقوم الأمير “بندر بن سلطان”سفير السعودية باتصال مباشر مع أصدقاء إسرائيل في واشنطن وهكذا دعا عددا من قيادات الموتمر اليهودي الأمريكي وعلى رأسهم “هنري سيجمان”لمقابلته وتم اللقاء بالفعل وحضره ” أوفى بارنز” احد المقربين من رئيس وزراء اسرائيل” اسحاق شامير”وقد روي سيجمان نفسة في جريدة”الجيروساليم بوست”في عددها الصادر يوم 8/يوليو/1991م باني اريد ان اسئلك يا سيادة السفير هل ان بلادك بعد ان تنتهي الازمه سوف تعلن بلا قيد او شرط اعترافها بحق اسرائيل في الوجود؟ وهل انت مستعد لان توكد لنا ان بلادك سوف تقوم بتطبيع علاقاتها بالكامل مع اسرائيل بعد التوصل الى حل سلمي ؟ ورد “بندر” طبقا لرواية سيجمان قائلا : نعم هذا هوا بالضبط ما اقوله وا ضيف عليه ان سوريا أيضا سوف تكون على استعداد لاتخاذ نفس الموقف …. وقال ايضا ان منظمة التحرير الفلسطينية فقدت مصداقيتها بتأيدها “صدام حسين” … وانه ذكر لوزير الخارجية الأمريكي”جيمس بيكر”ان السعودية سوف تشترك في المحادثات مع إسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية…. لكن الرياض لن تعقد محادثات سلام مباشره مع إسرائيل ولن تصدر تصريحات رسمية بالاعتراف بإسرائيل …) اما ملك المغرب ” الحسن” فيقول متفاخرا( بانه السياسي العربي الوحيد الذي له حزب سياسي في اسرائيل وكان يقصد اليهود “السفرديم “او الشرقيين المغاربة ناهيك عن استقباله العلني ل”شيمون بيريز” الذي اثار علية حملة انتقادات واسعة .
    والأمثلة كثيرة على التأثير المباشر او الغير مباشر سواء لإسرائيل او للدول الكبرى على القرار العربي بل لن من يطلع على كثير من الأمور والعلاقات المشبوهة ان الخطاب الختامي لا يلقى على الروساء العرب المجتمعين قبل مباركة الأصدقاء ..! ولذلك فان من السخف والاستخفاف انتظار موقف صارم وحازم عربي تجاه إسرائيل لسبب بسيط جدا ان فعلت الأنظمة العربية ذلك فأنها كمن يقوم بدق مسامير نعشه بيده .
    والمضحك المبكي في قمة الدوحة 2009م ان الأمين العام للجامعة العربية متفائلا يقول بملئ الفم والجوارح بان العرب تجاوزوا الخلاف ووضعوا إقدامهم على طريق المصالحة العربية الجامعة التي أسست عام 1945م عاجزة عن حل الخلافات العربية ونحن اليوم في عام 2009م يالها من جامعة منتجة و يالها من مناصب مرموقة بل ان الأمين العام يلقي باللائمة على الأعلام العربي متهما ايهاة بالسلبية تجاه قضايا الأمة سيدي الأمين ان الإعلام ليس سلبيا بقدر ما هوا صادق بنقل حقائق ومأساة الواقع العربي المخزي بوجود قادة أفذاذ غير قادرين ان يتجاوزوا خلافاتهم طمعا وحسدا وخوفا وامتثالا لمن عينهم ..!
    نعم انها “قمم عربية وسياسة حلب الثيران” لا طائل منها سوى الاشئ.. والنترقب عن ماذا ستفضي قمة العشرين في لندن والتي عقدت بعيد ايام من انتهاء قمة الدوحة..في مستهل الشهر الرابع من عام 2009م… وهل ان قمتهم مثل قمتنا ..؟

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  39. النظام الاقتصادي المقيد بالحرية ” الشيو- رأسمالي”
    هي فكرة نطرحها :
    على الرغم من ان الانهيار الاقتصادي بان أول الأمر في الولايات المتحدة وان عضم الكارثة الاقتصادية لم تعد قابلة للحجب او التسويف فكشف المستور لكل العالم وأصبح الحديث عن مشكلة اقتصادية مسألة عادية ولا يختلف عليها اثنان اذ لم تعد مجرد تنبؤات او تكهنات لكنها أمر واقع ومشكلة امتدت جذورها لتصيب العالم بأسره بغض النظر كون البلدان غنية او فقيرة نشطة اقتصاديا او خاملة نعم لقد فعلها الكبار ووقع بها الصغار . ان البسطاء من البشر والدول هم أكثر من تأثر بهذه الأزمة على الرغم من ان ليس لهم ذنب فيها او كما قال الرئيس الفرنسي “ساركوزي” ( يجب ان يتحلى النظام الرأسمالي ببعض الأخلاق وان يبتعد عن الملذات الضريبية ) عندما يتحول نظام اقتصادي الى مذهب تعتنقه الدول ثم يتحول ذلك المذهب الى مشرع للخطيئة فلابد من ان ينهار المجتمع الذي يرزح تحت ضلاله قبل ان ينهار المذهب ذاته . نعم هذا ما حل بالمجتمع الأمريكي فعلا انحلال اجتماعي سببه الضغوط الاقتصادية التي التي غلفت النفس البشرية الأمريكية بطابع مادي أفقدت حتى النساء من التمتع بإحساس الامومه . وأصبحت قيم” الاستهلاك” هدفا أساسيا للحياة دون تساؤل كاف عما اذا كان الإنسان مخلوقا ليستهلك او ان هناك أهدافا أخرى لحياة الإفراد والأمم غير مجرد السلع ؟.
    ان في هذا المقال تتراى لنا فكرة الا وهي وجوب ولادة فكر سياسي اقتصادي اجتماعي جديد على غرار الأفكار الشيوعية والرأسمالية السابقة اذ أثبتت تلك الأنظمة فشلها الجزئي في بعض المواطن الا أنها كانت سببا فيما وصل الية العالم المعاصر من حداثة في الجانب الأخر . الا ان المشكلة الحقيقية ان التنافس المبكر بين الفكرين والذي كان ت ذروته الحرب الباردة لم يعطي الفرصة كاملة لكليهما كي يطبق في بيئة مثالية كي يكون الفرز اكثر دقة وموضوعية حول أيهما أكثر كفاءة من الأخر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
    ولغرض عرض فكرتنا بشكل أكثر وضوح للقارئ والمتابع يجب ان نتكلم عن بعض المبادئ الأساسية التي قام عليها كل من الفكر الشيوعي والرأسمالي :
    لقد ذكر “كارل ماركس” في كتاب “رأس المال ” المجلد الأول ( ان الهدف النهائي لهذا العمل هو كشف القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث) وقد اتقد “ماركس” بانه وجد في تطور وسائل الإنتاج مفتاح التغير الاجتماعي و السياسي . حيث كان يوكد على ان التغيير السياسي والاجتماعي الساكن ووسائل الإنتاج المتطورة تجعل من كل نظام اقتصادي متعاقب لة ما يميزه من البناء الاجتماعي والإطار القانوني والمنطق الاقتصادي . وان النظام الماركسي يقوم على ما يسمى “قانون المعدل المنخفض للربح “والذي أصبح النقطة المركزية في النظرية الماركسية .اما “لينين “فهوا الذي صاغ “نظرية ماركسية للتغير السياسي الدولي في العصر الرأسمالي “وقد ذكر ذلك في كتابة “الامبريالية – اعلى مراحل الرأسمالية” 1917م. وعلى هذا الأساس فانه ليس من الخافي ان الشيوعية كانت تبحث للرقي الاجتماعي العام أي تبحث عن مجتمع تتلاشى فيه الطبقات الاجتماعية الى ابعد حد وكي يتحقق ذلك كان لابد بحسب الفكر الماركسي ان تكون وسائل الإنتاج الرئيسية والموارد الطبيعية (الثروات ) بيد الحكومة تسيطر علها وتوجهها في تنمية المجتمع المتوازن اللا طبقي .
    في حين النظام الرأسمالي يقوم على ما يسمى ب”قانون التراكم” وعلى هذا الأساس فان دافع الربح والملكية الخاصة لوسائل الإنتاج يفرضان على الرأسماليين زيادة وتجميع راس المال الى أقصى حد ممكن. و هذا التراكم يكون على شكل قوى انتاجية .لذلك فان النظام اراسمالي لا يمكن ان يكون مستقرا على الإطلاق بسبب الاقتصاديات الرأسمالية التي تنمو و تقوم بتراكم رأس المال بمعدلات متباينة . وهذا يعود الى ما يسمى ” قانون التطور المتفاوت” ولذلك لا يمكن للنظام الرأسمالي ان يكون مستقرا الا لفترات زمنية قصيرة جدا . واعتمادا على نظرية” تنافس القلة المحتكرة” فهي تعطينا فهما للكيفية التي يقيد بها التركيب ويوثر في السلوك السياسي الخارجي للدولة .في حين الفكر الماركسي ينظر لظهور الدول بشكل اخر حيث يقول “ماركس”(تضطر الدول ضمن الظروف الفوضوية والتنافسية للعلاقات الدولية لتوسيع قوتها كما تحاول مد سيطرتها على النظام الدولي . ونتيجة لما سبق سيودى التراكم الى نضوج الاقتصاد الرأسمالي حيث يتجه معدل الربح للهبوط معيقا بذلك أي تراكم إضافي لرأس المال والنمو الاقتصادي وعندئذ تودي هذه التطورات الى تعرض الطبقة العاملة الى الفقر المستمر والى ظهور معدلات عالية من البطالة .
    بعد نهاية الحرب العالمية الثانية برز الى السطح دولتين عظميين هما الاتحاد السوفيتي الشيوعي و الولايات المتحدة الأمريكية الرأسمالية كل منهما يمتلك قوة نووية وأيدلوجية مختلفة لم يكن السوفيت عدائيين الى حد بعيد الا ما تقتضيه المصلحة القومية لكن الولايات المتحدة وجدت في نشوة النصر الذي تحقق زهوا كان يدفعا الى الانفراد بعرش العالم فأخذت تحيك الدسائس وحاوله الإيقاع بالسوفيت في منا سبات كثير لمنها فشلت بذلك .
    كان السوفيت يطبقون الفكر الماركسي بحذافيره جاهدين ان تطبق تلك النظرية كاملة على ارض الواقع للوصول الى المثالية التي ينشدونها الا ان الأمريكان لم يروقهم ذلك وكانت الفرصة سانحة عند ما بلغ “جون كنيدي” 1961م الرئاسة الأمريكية . الذي وعد بدوره الشعب الأمريكي بقدرته على صد الانتشار الشيوعي ونجح بذلك بعد ان استطاع ان يغير أولويات السوفيت أي انه أجبرهم على تقديم الأمن على أولوية التنمية وهكذا دخل القادة السوفيت في فخ “كنيدي” ودخلوا في سجال طويل عرف بالحرب الباردة وسباق التسلح شغلهم فيها عن التنمية نعم انهار الاتحاد السوفيتي عام 1989م ولم يكن وقد ذكر “محمد حسنين هيكل ” في كتابه حرب الحليج ص9(ان الرئيس الأمريكي جورج بوش ووراءه العب الأمريكي لا يكادون يصدقون أعينهم فيما يرونه جاريا إمامهم ل “إمبراطورية الشر”التي أسسها لينين وبناها ستالين وشرخها خروشوف وربطها برجينيف وفكها جورباتشوف وهدها يالسين) كان سباق التسلح هي الإستراتيجية التي اعتمدتها الولايات المتحدة لاستنزاف السوفييت على مدى ثلاثين عام من بداية كنيدي وحتى رئاسة بوش الاب عام 1989م وهكذا سقط الاتحاد السوفيتي او ما يسمى انهيار المعسكر الشيوعي الدولة العظمى التي تمتلك أكثر من ثلاثين إلف رأس نووي ولكن الحقيقة ان الولايات المتحدة لم تخرج سالمه من هذه الحرب التي استنزفت الموارد الأمريكية حتى بلغ ما استدانته من العالم الخارجي قرابة الأربعة الى خمسة تريليون دولار وهوا ما يوازي مجمل الإنتاج الأمريكي لسنة كاملة .
    ان ما ذكر يفسر سبب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق انه ليس فشل للنظرية الشيوعية بقدر ما كان السبب هو سوء ادارة القادة السوفيت للأزمة والحرب الباردة وكانت استجابتهم لسباق التسلح مفرطا ومبالغا فيه .
    كذلك ما نجد علية النظام الرأس مالي اليوم وخصوصا في عام 2009م بعد ان أميط اللثام عن الأزمة فتبين ان النظام الرأسمالي أشبه ما يكون “بسكير يترنح ويتوكأ على سكير “.وللمزيد من المعلومات حول ألازمه الاقتصادية العالمية يمكن قراءة مقال كتبناه على الرابط التالي (http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=79637 ) في الحقيقة ان النظامين لم تتاح لهما بيئة مثالية كي تنطبق كل ما يمكن تطبيقه وبالتالي من الممكن ان يفرز بموضوعية كل الايجابيات والسلبيات التي يمكن تأشيرها .
    لكن على الرغم من الأمور السلبية التي ترتبت على الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية الا أنها باعتقادي أفضت عن شئ مهم جدا الا وهوا ان العالم والمجتمع الدولي أصبح بما لا يقبل الشك او اللبس انه متأثر يبعضه البعض الى حد كبير وانه لا مكان او زمان للدول الانطوائية المنعزلة في ظل الترابط الدولي الذي فرضته العلاقات الدولية وحكمت به العولمة فأصبح دستورا مقرا بلا تواقيع وحقيقة اصدق من اليقين .
    لذلك لابد من وجود نظام اقتصادي اجتماعي سياسي جديد بدلا من النظامين السابقين يشتمل هذا النظام على الفضائل التي افرزها تطبيق النظامين مبتعدين عن السلبيات واجشع الذي رافق التطبيق والذي كان ضحيته البسطاء من الناس والدول نظام صارم وحازم نظاما “مقيدا بالحرية ” يهدف هذا النظام الى تجاوز العقبات والأزمات التي رافقت تطبيق النظام الرأسمالي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال استبدال الموسسات والصيغ والمعايير التي تحكم العالم وتحدد العلاقات الدولية بأخرى تكون أكثر توازنا وحزما ويجب استبدال المنظمات الدولية الاقتصادية على سبيا المثال لا الحصر “صندوق النقد الدولي ” لما يمارسه من ضغوط سياسية بعيده كل البعد من الهدف الذي انشئ من اجله الا وهوا مساعدة الدول على التنمية والنهوض بواقعها الاقتصادي وكذلك استبدال “هيئة الأمم المتحدة” او إصلاحها واستحداث منظمات دولية اقتصادية وسياسية تنسق وتنظم العمل السياسي والاقتصادي بما يخدم المصلحة الدولية العامة ويجب ان يصدر” دستور دولي عام ” يمثل الخطوط العريضة التي يجب ان تبنى عليها دساتير الدول بما يتلاءم مع واقعها الاجتماعي والديني على ان لا يتعارض مع الدستور الدولي العام وهدف ذلك هوا إيجاد شئ من التقارب والتناسق في الأطر العامة للأنظمة في مختلف دول العالم مما يسهل عملية التواصل الايجابي بين مكونات المجتمع الدولي .
    ويجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار احتياجات الدول الفقيرة والنامية والتوجه الجاد للنهوض بواقعها التنموي لتمكينها من استثمار مواردها الطبيعية والبشرية بما يتلائم والتوجهات الدولية الجديدة .
    ويجب دراسة التجربة” الصينية” بكل جدية وواقعية ومعرفة الأسباب الحقيقية التي جعلتها ومع كل الصعوبات التي تعانيها من ان تتفوق على ذاتها بان تخطو خطوات واثقة نحو الأمام وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تتأثر بالأزمة مع نمو اقتصادي قدره 6,9% لعام 2008م ويتوقع ان يزداد في عام 2009م .
    نعم ان العالم بحاجة الى ترميم في كل الجوانب وان الولايات المتحدة هي صرح عملاق الا انه “أيل للسقوط”

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  40. المرأة وحق الدفاع الشرعي عن الوجود
    قبل الايغال في موضوعة المقال يجب ان نعرف ما المقصود ب”الدفاع الشرعي ” يعرفه البعض بأنه (حق عام يعطى صاحبه حق استعمال القوة الضرورية لدفع كل عدوان على النفس او المال) اما من وجهة نظر القانون فيعرف بأنه ( لجوء المرء إلى القوة لكي يدفع بها اعتداءا (أي جريمة) ، لم تقع فعلا في صورة تامة نافذة ، ولكنها وشيكة الوقوع في هذه الصورة ، لأن هناك خطرا حالاّ يهدد بوقوعها وشيكا ، أو انها في مجرى نفاذها فعلا دون ان يتم هذا النفاذ ، وفي كلا الحالين لا يتسع الوقت لمن يتهدده الاعتداء للاحتماء بالسلطة العامة ، فلا يجد مناصا او مهربا من أن يدرأ الخطر بالقوة. والدفاع الشرعي بهذا المعنى هو ما أباحه القانون المصري ، شأنه شأن كافة الشرائع قديمها وحديثها.) والتعريف الثاني مقتبس من القانون المصري. اما من وجهة النظر الفقه الإسلامي فيعرف بانه (واجب الإنسان في حماية نفسه أو نفس غيره ، وحقه في حماية ماله أو مال غيره من كل اعتداء حال غير مشروع و بالقـوة اللازمة لدفع هذا الاعتداء) .
    و لذلك فان “حق الدفاع الشرعي” يعني إمكانية اللجوء الى العنف بأشكاله المختلفة واستخدامها و التي لا يسمح بها القانون والعرف في الضر وف الاعتيادية في حالة الدفاع عن النفس او دفع ضرر محدق .
    نعم ان حق الدفاع الشرعي هو ا حق مكفول لكل إفراد المعمورة وسكانها بما فيهم الحشرات والحيوان . بل ان “النحل ” ربما هي من يضرب لنا اروع مثل حول موضوع الدفاع الشرعي . ولغرض إعطاء صوره واضحة حول هذا الموضوع . استعنا ببعض المعلومات العلمية حول التنشئة وأصولها ومدى أهمية المجتمع في البناء النفسي والسلوكي للأفراد وخصوصا الأطفال .
    فنحن لا نستطيع ان نحدد الشخصية او نعرفها تعريفا شاملا مانعا وذلك بسبب ان شخصية الإنسان هي ليست عضو كباقي أعضاء الجسم كالقلب والكبد واليد و انما هي دراسة في امور مبهمة غالبا ما تكون مجهولة الهوية ليس لها مكان محدد ولذلك فان الدكتور “على الوردي” مثلا حاول تعريفها قائلا (هي تلك المجموعة المنظمة من الأفكار والسجايا والميول والعادات التي يتميز بها شخص ما عن غيره) بينما عرفها “كلوكهولن” بانها (تكوين حركي ومحاولة مستمرة في سبيل التوفيق بين رغبات الإنسان الطبيعية و قواعد المجتمع المفروضة عليه ) . ولذل فهي صراع دائم بين قوتين متعاكستين الأولى بهيمية لا تفهم قيدا ولا تدرك معنى و الأخرى اجتماعية تحاول ان تسيطر على تلك القوة الغاشمة وتسكبها في قوالب حضارية مقبولة . هكذا وصفها الوردي في كتابه “شخصية الفرد العراقي” اما “فرويد” فيقول (انها نزاع بين الذات السفلى والذات العليا ).
    في حين ان اغلب العلماء ومنهم علماء الاجتماع يفصلون بين الروح وبين النفس وإنا اعتقد بان “الروح” هي التي تحدد بوجودها داخل الجسم صفة الحياة من عدمها لا اكثر ولا اقل . اما “النفس” هي نفسها ( الذات او الأنا ) وهي قابلة لأن تتقولب وتتطبع بالمهارات الي يكتسبها الإنسان حتى مماته ومركزها العقل و ما تصرفات وسلوك الكائن الا انعكاس لتلك المهارات التي اكتسبها منه أي ان الإنسان هوا حبس مهاراته التي اكتسبها على مدى حياته .أي ان سلوك الفرد الإنساني لا يتعدى الإطار العام للمهارات المكتسبة ولذلك فان النفس او الذات هي ليست موهبة طبيعية يرثها الإنسان في مجملها لكن الروح كذلك وهي غير قابلة للتطور او التغير .
    لذلك فان شخصية الإنسان المكتمل البلوغ تعتمد شخصيته على نواة النفس الطيعة للطفل منذُ ولادته وحتى وفاته . وقد ذكر الدكتور”علي الأمير” في مقدمة كتابه “فسلجة النفس” ( النفس في مرحلة الطفولة خامات نقية تتكون بحسب تصميم المسئولين عن تنشئتها و تخطيطهم ان ان الطفل لوحة بيضاء تتشكل بحسب كفاءة الفنان الذي يستخدمها ) ان ربط الاضطرابات النفسية بالعوامل الوراثية هي نظرية باطلة و ذلك بسبب ان النفس البشرية او ما يمكننا ان نسميه “الذات” هي نتاج للمجتمع وانعكاس للدور الذي منحه لتلك الذات فردت الفعل التي يقوم بها أي إنسان و لأي مؤثر او مثير أنما هي في الحقيقة تجسيد لما اكتسبه العقل من معلومات حددت بموجبها ردت الفعل مسبقا و بحسب ما اكتسبه الإنسان سواء من المجتمع الأولي أي الاسره او المجتمع الأوسع أي المجتمع البشري في المدرسة او العمل والقرية والمدينة وهكذا ..
    نعم ان المرأة هي نتاج المجتمع أي ان شخصية المرأة وسلوكها تعبير صارخ للحدود التي سمح المجتمع للمرأة ان تتحرك ضمنها ليس لها الحق في تجاوزها او الخروج عنها او الإضافة عليها . ان الواقع الهزيل الذي تعيشه المرأة العربية بصورة عامه والعراقية بصورة خاصة هي نتاج للتنشئة النفسية الخاطئة التي دئب علها المجتمع في التعامل مع الإناث نهم ان مسؤولية تنشئة الطفل نفسيا لا تقل أهمية عن سلامة التنشئة الجسمية بل أنها أكثر أهمية وخطورة بالنسبة للأسرة والمجتمع . نعم يقول الدكتور “علي الأمير ” من المهم ان يكون للإرشاد تأثير ايجابي على نفسية الطفل ومدى نجاح الإرشاد يعتمد على محورين أساسيين هما أسلوب الإرشاد ومحتوى الإرشاد مضامينه وهذين المحورين يعتمدان مباشرة على خلفية من المعرفة والخبرة النفسية وخصوصا المعلومات الأساسية عن نفسية الطفل وبعكس ذلك يكون الحديث عن التنشئة الصحيحة عبثا . كما ويجب فسح المجال اما الطفل وإعطاؤه الفرصة لتحويل معلوماته النظرية الى التطبيق الملي كحرية الاختيار واتخاذ القرار وعمليات الضبط الذاتي على ان يراقب خلال التطبيق ولو بصورة غير مباشر وتصحيح أخطائه ف6ي حينه .
    لذلك واعتمادا على ما ذكر ان الاضطهاد والتفرقة بين الأطفال بسبب الجنس او التعامل الخشن السلبي إمامهم في الحقيقة سوف يعطي الأطفال مهارات سلبية سوف تؤثر بصورة مباشرة على واقعهم السلوكي داخل المجتمع بل ان القمع المادي والمعنوي للأطفال بصورة عامة والإناث بصورة خاصة ممكن ان يسبب مشاكل نفسية في المستقبل وربما تؤدي الى عوق نفسي لا ياستهان به .وان العادات والتقاليد البالية والتي في مجملها تضطهد الإناث قد أنجبت و مع مرور الوقت و تقادم الزمن أجيال من المربين الغير كفوئين يحولون بناتهم باللاشعور الى جواري تحت الرحمة الذكورية المتغطرسة . فيجعلون من شخصية بناتهم في أطار الخنوع والخضوع والضعف والسلبية امام شخصية الرجل المهيمنة .
    السؤال الذي يطرح نفسه هل ان من سلبت حرية وصودرت إنسانية له الحق في الدفاع الشرعي عن ذاته المسلوبة الاراده . نعم ان الدكتور “على الوردي ” في كتابة “شخصية الفرد العراقي” تكلم بصراحة عن ازدواج شخصية الفرد العراقي وضرب الأمثال نعم نحن نحب بناتنا لكننا نسلبهن إنسانيتهن و ننزع عنهن حريتهن في الحياة عنوة نعم أننا مجرمون قتلنا بناتنا بداعي الحب و استعبدناهن بداعي العرف واستبحنا مقدراتهن بداعي الدين .. فهل ان أجرمن بحقنا بداعي الحرية أ يكون ذلك” دفاعا شرعيا” ..؟ الا لعنة الله على القوم الظالمين .

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  41. هل تحول السيد”نصرا لله” الى عراب إيراني
    الحلم الفارسي بالتوسع على حساب الأراضي العربية لم يفارق سكان وقادة فارس على مر العصور وان العداء الفارسي للعرب هو ليس وليد لحضه او حادثة عابرة منسية على صفحات التاريخ بل ان الحقد الفارسي على العرب متجذر في نفوسهم مع عمق التاريخ الذي يروي قصة الخلاف الأزلي وان من يتصور انه في يوم من الأيام ستصفو العلاقات العربية الفارسية يكون على خطأ خصوصا بعد ما حققه الإسلام بقيادة محمد (ص) ومن ثم الخلفاء الراشدين خصوصا ابا بكر الصديق وعمر بن الخطاب (رض) حيث أنهى الخليفة الثاني عمل الأول بطرد الفرس نهائيا عن بلاد الري العراق ثم بعد ان تسيد العرب العالم الإسلامي الذي أصبح مترامي الإطراف وسادته العرب وأصبح الفرس موالي تابعين خاضعين للعرب الذين طالما كانوا تحت أمرتهم الا انها العقدة الفارسية المجوسية تريد أن تعود للهيمنة لكن هذه المرة بلباس إسلامي بعد ان كان في السابق بلباس ” زرادشتي ” و ربما يستغرب البعض من هذا القول الا ان الجذر التاريخي المتأصل يؤكده قفز فتياتهم على النار في عيد النيروز وعدم مبيتهن في بيوتهن في تلك الليلة والحقيقة ان هذا اليوم من ألسنه في الديانة الزرادشتية المجوسية هي ليلة إباحية لكل المحرمات و ممارسة الرذائل حتى مع المحارم الا ان اليوم هذبت هذه العادة واقتصرت على القفز على النار للتطهير و مبيت الفتيات خارج المنزل خوفا من البقاء بدون زواج ..؟!
    مع ان الإيرانيين الجدد لن يحبوا العرب يوما ولم يقدموا العون الى أي عربي الا اذا كان أكثر حقدا منهم على العرب وقابلية على الخيانة بمستوى “ابو لؤلؤة” .. فمنذ سنة 539 ق.م تمكن الملك الفارسي” كورش” من إخضاع بابل ،منهيا الإمبراطورية البابلية ومعيدا اليهود الذين سباهم “نبوخذ نصر” الى فلسطين ولم تكن اعادته إياهم الى فلسطين عمل أنساني بل أعادهم جنودا احتل بهم القدس عام 538 ق.م . واستمر العداء حتى يومنا هذا و لا ننسى الحرب العراقية الإيرانية و التي اكدت كل وثائق مجلس الأمن و المم المتحدة على ان إيران هي من بادرت في بالتحرش المسلح و بعد نشوب الحرب عملت على إطالتها على الرغم من ان العراق هوا من اخذ زمام المبادأة لأ سباب لوجستية وإستراتيجية عسكرية لحرب أصبح حدوثها قطعيا ومنطقيا . وأنا شخصيا أتذكر عام 1979م عندما كنت ادرس في مدرسة “النشئ الجديد” في ناحية ام قصر محافظة البصرة حيث قصف ميناء ام قصر بصواريخ إيرانية ذهب ضحيتها العشرات من العمال وما تلا ذلك من تفجير الجامعة المستنصرية و هذا ليس دفاعا عن “صدام حسين ” بل هي حقيقة يعرفها التاريخ و يداريها من بقلوبهم امرض على الرغم من ان الحرب كانت على هوى صدام حسين وهي التي كانت سببا في أطلاق الدكتاتور الكامن في دواخل ذاته والتي راح ضحيتها الشعب العراقي والكويت والموارد ..
    بعد ان سقط حكم “الشاه” الإيراني بين براثن الثورة الإسلامية التي قادها “الأمام الخميني”1978م كان حينها الرئيس الأمريكي”جيمي كارتر ” يقارن بين ضياع إيران من النفوذ الأمريكي وبين سقوط الصين في يد الشيوعيين سنة 1948م بل ان الأمريكان يعتقدون ان خسارتهم للشاه هي اخطر وأفدح من هزيمتهم في فيتنام ذاتها . منذ ذلك الوقت بداءت بوادر ما يعرف بتصدير الثورة الإسلامية من إيران الى العالم الإسلامي و بتداءا في الحيط الإقليمي وكان مبداء تصدير الثورة يعتمد على ان “الأمام الخميني” لم يكن يؤمن بالدولة القومية بقدر إيمانه بالدولة الإسلامية الشاملة . خصوصا بعد ان أدرك الساسة في إيران المدخل للعرب من الناحية القومية شبة مستحيل كون العرب والفرس لا يلتقون قوميا ودينيا فشلت المحاولات الإيرانية بسبب التباعد المذهبي بين العرب السنة في اغلبهم وإيران ذات الفكر ألصفوي بصبغة شيعية . ولذلك فان إيران وجدت ضالتها في التغلغل في الجسم العربي من خلال عزفها على الوتر الفلسطيني خصوصا بغياب الدعم العربي الحقيقي للقضية الفلسطينية بسبب تبعية العرب أما لإسرائيل او لأصدقائها . و في الحقيقة ان الإيرانيين ليسو الدولة التي تقاطع إسرائيل في الواقع بل ان فضيحة” إيران كونترا” 1986م وهي فضيحة صفقات السلاح التي أبرمتها الجمهورية الإسلامية مع الشيطان الأكبر كما يود الإمام الخميني ان يطلق على الولايات المتحدة بقيادة “رونالد ريغان” .وكذلك الفضيحة الإيرانية بتعاونها مع إسرائيل بما عرف بفضيحة “إيران كيت” . يقول “هيكل ” في كتابه حرب الخليج ص133(ان لجنة “تاور” تشير في تقريرها الى ان إسرائيل أظهرت في الأفق بعلاقات ومصالح خاصة مع ايران ويستطرد ليقول في فقرة منة بالنص” ان إسرائيل لها مصالح وعلاقات طويلة المدى مع ايران كما ان هذه العلاقات تهم أيضا صناعة السلاح الإسرائيلي فبيع السلاح الى ايران يمكن ان يحقق الهدفين في نفس الوقت تقوية ايران في حربها ضد العراق وهو عدو قديم لإسرائيل كما انه يساعد صناعة السلاح في إسرائيل.) عموما لم تحصل إيران على أنظمة عربية تمد من خلالها أواصر نشر الثورة وتصديرها عدى سوريا خلال الحرب العراقية الإيرانية وليبيا بشكل اقل الا ان الذي الفت انتباه اية الله الخميني هوا إمكانية نشر الأفكار وتجميل الصورة الإيرانية من واقعها العنصري الفارسي الى واقع جديد هوا كقائد إسلامي اكثر غيرة على المقدسات الإسلامية من العرب أنفسهم من خلال الحركات والتنظيمات وكان للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م أهمية خاصة خصوصا لما برز في الساحة ألبنانية من حركة شيعية هي حركة أمل بقيادة “موسى الصدر” تلك الحركة التي بني على أنقاضها “حزب الله” والذي على ما يبدو يريد ان يتحول الى عراب إيراني .
    نعم انه ليس من المنصف ان ينكر الدور الذي قام به حزب الله في مقارعة الكيان الصهيوني لكن هل ان مجرد ان تحارب الكيان الصهيوني تكن بطلا يغظ النظر عن النتائج ..؟ الجواب كلا انة من المنصف ان تنظر الى حزب الله في جنوب لبنان بفخر كون الإمكانيات البسيطة التي يملكها هذا الكيان استطاعت مقارعة الكيان الصهيوني لكن الخسائر الفادحة التي تحملها الشعب اللبناني خلال حرب عام 2006م كانت كبيرة فهل كانت تتلائم ما حققه حزب الله من امتيازات وكان لذلك الصراع مع إسرائيل صدا إعلاميا واسع بحيث استطاع السيد نصر الله ان يحول الحرب الى نصر كي لا يسأل عن نتائجها . ربما ان وجهة النظر للحركات الشيعية تصدق ان نظرت الى كونها اقلية في المحيط العربي السني الا انها من الممكن ان تكون أكثرية اذا ما القت بنفسها بين أحضان إيران الشيعية خصوصا وان الدعم المادي الكبير و المتواصل الذي تحصل عليه من إيران يجعل من السهل التغاضي ععن التوجهات العزوبية التي لا طائل منها سوى الخلافات والمكاسب الشحيحة . ربما هذا ما يفسر الميل الأحزاب العراقية ذات الصبغة الشيعية تجاه إيران .
    نعم ان الحماس الذي اضفاة الإعلام العربي على الحرب والنصر الذي حققه حزب الله على إسرائيل جعل من السيد نصر الله يتوجة بخطاباته الحماسية تجاه فلسطين مصورا نفسه الأمل الوحيد للفلسطينيين في التحرر والخلاص على اعتبار انه الوحيد القادر على مقارعة إسرائيل وان العداء بينهما غير مرهون باي مصالح بل ان المصلحة الوحيدة التي من الممكن ان يتفق عليها حزب الله واليهود هوا ان يزول أحداهما عن طريق الأخر . وبما ان الواقع الاجتماعي العربي والنفس العربية محكومة بالعواطف تصور الكثير ومن ضمنهم حزب الله بان حزب الله هوا تجربة ناجحة حقيقية ممكن ان توسع و تعمم في الواقع العربي .
    لذلك ان صدق و اكرر ان صدق الادعاء المصري بوجود نوايا حقيقية لتشكيل خلايا لحزب الله في مصر يكون الحال مبني على أساس ما ذكرنا . اما اذا كانت الحقيقة على لسان السيد نصر الله بقوله ان الجماعة التي ضبطت لم تكن لتشكل خلايا في مصر بل انها كانت تقدم الدعم اللوجستي الى حماس فهاذا يكون مبني على أساس أننا ندعم القضية الفلسطينية بالقول والفعل .
    لكن يجب ان ينتبه السيد نصر الله وكل الحركات والتيارات التي تتلقى الدعم الإيراني بأنها يجب ان لا تتخلى عن عروبتها لصالح تحقيق المشروع الإيراني وان حصلت على دعم إيران المنقطع النظير وذلك لسبب بسيط جدا هوا ان إيران سوف لم ولن تدوم الى الأبد بالدعم المادي والمعنوي اما ما يدوم هوا العروبة وان كان التمسك بها اليوم اقل مكاسب من التمسك بالأجنبي . وان لا يحاول فعلا نشر أفكار حزب الله في الدول العربية وذلك لسبب بسيط جدا ايظا الا وهوا انه في حال إنشاء خلايا على غرار تنظيم حزب الله الثوري في دول عربية أخرى لا يعني الا شئ واحد الا وهوا زعزعة الأنظمة العربية التي ينشئ بها مثل حزب الله وذلك ان الأحزاب والتيارات ذات الفكر الثوري المندفع لا تستطيع ان تعيش في بيئة ساكنة ومستقرة ولذلك ولكي تدوم تقثوم مثل تلك التيارات بخلق أزمات لتغذية الفكر الحماسي الذي تبنى علية أيدلوجيتها ويمكن هذا ما يفسر أفول حركة أمل بعد انتهاء الحرب اللاهلية في لبنان و ولادة حزب الله على أنقاضها .

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  42. التناقض التربوي و أثره في التكوين النفسي
    التربية هي شكل من أشكال المهارة التي يملكها المجتمع والتي تؤثر بصورة مباشرة او غير مباشرة في النتاج السلوكي للأفراد بعد ان يكتسبها بطرق مختلفة . ولذلك فمن الخطأ الاعتقاد ان العملية التربوية تقتصر على الأم و الأب او قاطني المنزل ثم المدرسة وبعد ذلك المجتمع ربما يصدق هذا القول الترتيبي في مرحلة الرضاع فقط الى حد ما الا ان الحقيقة هي انه ومنذ الوهلة الأولى لفترة انسلاخ الرضيع من المحيط الحاضن (أحضان امة) وتحسس ذاته المنفصل تبداء كل مكونات بيئة المجتمع البشرية والمادية والمعنوية كلا بدوره التربوي سواء بالقول او بالفعل .. والطفل بدوره يبداء باستلام الإشارات والايعازات المختلفة والتي تكون هي البداية المحفزة لقشرة الدماغ الخارجية باستلام .. ألف .. باء.. التربية والحياة “الترويض النفسي” .
    وعلى هذا الأساس فان مسؤولية تنشئة الطفل نفسيا لا تقل أهمية عن سلامة التنشئة البدنية له . بل انها أكثر أهمية للعائلة والمجتمع على حد سواء وربما ان الشخص المعاق جسديا و سالم من الناحية النفسية والسلوكية أفضل بكثير من الشخص السالم بدنيا الا انه معاق نفسيا وشاذ سلوكيا .
    ان علماء الاجتماع والتجارب الاجتماعية وسلوكيات المجتمع كلها تسعى الى هدف واحد الا وهوا أمكانية أنتاج فرد فعال و منتج للمجتمع . و محاولة منا للمشاركة في هذ الهدف النبيل سوف نتطرق إلى بعض المسائل والمهارات التي يجب ان يطلع عليها التربوي او المربي و الذي هوا بالتأكيد جزئ لا يتجزأ من البناء العام للمجتمع وكذلك هوا شكل من إشكال نتاجه التربوي . و للوصول الى ما نصبوا إليه يجب الانتباه الى بعض الأمور المهمة في العملية التربوية .
    • التنشئة النفسية :
    ان الكثير من علماء الاجتماع يعتقدون جازمين كون الرضيع في ايامة الأولى لا يعتقد بانفصاله الجسدي عن أمه بل انه يتصور انه و أمه يمثلان كيانا واحدا . الا انه يكون ذو إحساس مرهف و هذا الإحساس لا يكون مكبوح بحدود العقل بل انه يكون محكوما بالا حدود الغرائزية التي فطر عليها . و لذلك فان رغباته لا تحتمل التفكير او الانتخاب او التأجيل . وهوا في هذه المرحلة يكون بأمس الحاجة الى العطف والحنان الذي يحصل عليهما من أمه مباشرة باللمس والنظر . الا انه في مرحلة أكثر تقدما يبدأ بالتعرف على ذاته المستقل الا انه يكون خلال المرحلة الانتقالية لهذا الاكتشاف الجديد حاد المزاج كثير البكاء وسبب ذلك أحساسة بالمجهول المرعب الذي يجعله أكثر أحساسا بالخوف والتوحد . و لذلك ففي هذه المرحلة الحرجة يجب العمل الجاد من اجل منح الرضيع الثقة في الوضع الجديد وانه حالة طبيعية.
    • التنشئة الاجتماعية :
    في مراحل متقدمة من حياة الطفل أي انه يصبح قادرا على السيطرة على توجيه نظرهُ في اتجاهات مختلفة مستدركا من خلاله محيط أوسع و أرحب من أحضان الأم الا ان هذا المحيط هوا بداية الاكتساب الواعي لكل الإشارات التي تحدث حوله وتستمر مرحلة الطفولة هذه حسب تقدير علماء النفس والاجتماع الى السنة السادسة . الا ان ما يجب الانتباه اليه هوا ان الأطفال يميلون لخزن واكتساب الحركات التي يشاهدونها أكثر من الكلام وهذا يعود لسببين الأول ان الطفل خلال هذه المرحلة يكون اقل قدرة على الكلام بينما يكون أكثر قدرة على تقليد الحركات والأفعال والاستمتاع بأدائها . لذلك فان الإرشاد يعتمد في هذه المرحلة كما يذكر الدكتور”علي الأمير ” في كتابه فسلجة النفس(ان مدى نجاح الإرشاد بهاذا الاتجاه يعتمد على محورين أساسيين هما أسلوب الإرشاد ومضامينه وهذان المحوران يعتمدان مباشرة على خلفية من المعرفة والخبرة النفسية وخصوصا المعلومات الأساسية عن الطفل و بغير هذه الخلفية يكون من العبث الحديث عن التنشئة النفسية ) . أي يجب ان تكون التربية التي أحاول إيصالها و إفهامها للطفل هي غير متقاطعة مع الواقع الاجتماعي الذي يعيشه .
    • سلوك المربي :
    يجب ان يكون سلوك المربي مطابقا لأفعاله وان لا يكون متناقضا فيما يقول وما يتصرف . في هذه الحالة سوف نغذي نفس الطفل بمجموعة من المتناقضات سوف تخلق لديه ما يعرف “بالتردد” أي انه يصبح في صراع دائم مع المتناقضات التي تعلمها أيهما اصح أيهما اعتمد وأيهما اترك و كلا المتناقضات قام بها و اكتسبها من ذات الشخص القيمة العليا النبراس الذي يعتبره الطفل لا يخطئ (الأب او الأم ) . ولذلك فان المربي الذي لا يكون ازدواجيا في التصرف أمام أبنائه أي انه يربي على وتيرة واحد مثل القطار لا يحيد غالبا ما يكون أطفاله لا يعانون من عقدة التردد او الازدواجية . وربما يعود موضوع كتاب الدكتور “علي الوردي” شخصية الفرد العراقي والتي يتحدث به بإسهاب حول الازدواجية التي يعيشها اغلب أفراد المجتمع العراقي تعود للمعاير التقليدية في التنشئة التي انتهجها اهلنا في العراق .
    • الطفولة المتأخرة :
    و يقصد بها ما بعد السنة السادسة وما قبل سن المراهقة في هذه المرحلة تكون النفس طيعة قابلة للتغيير أي من الممكن ان يلاحظ الآباء الميول العامة للأطفال من عدوانية او ألفة وحنان انطوائية او اجتماعية عموما من الممكن في هذه المرحلة تنقية نفس الطفل وتغيير سلوكه و تصحيح او تغيير بعض المفاهيم لديه .
    • مرحلة المراهقة :
    وهي المرحلة التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة وهنا ينشب الصراع النفسي لكل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والمهارات المختلفة وهي مرحلة صعبة وحرجة وغالبا ما تكون حاسمة في السلوك المستقبلي للمراهق والغرض من الصراع هو ا التحديد النهائي لملامح الشخصية والنفسية للفرد . وهي مرحلة لا يمكن تحديدها بعمر معين الا أنها من الممكن ان تمتد لما بعد العشرين والخمس وعشرين سنه . وفي هذه المرحلة يجب التعامل مع المراهق بحذر شديد وتجنب المواجهة والعقاب المباشر له . وإنما يجب ان تبداء مرحلة جديدة من العلاقات بين الآباء وأبنائهم وهي الاحترام المتبادل المبني على الصداقة أكثر منه قيمومة .
    • مرحلة النضج :
    وفي هذه المرحلة يكون المربي قد وصل مرحلة النتاج التربوي الأخير إما ان يكون صالحا او طالح وهي المرحلة التي وصل بها الطفل الى أخر مراحل نمو شخصيته وكل ما يأتي بعد ذلك هوا مجرد تثبيت وتقوية تلك الشخصية وغالبا ما تكون غير قابلة للتبدل و التغيير .
    لذلك ان كل تلك التبدلات وما نطلق عليها اصطلاحا هي النفس ويعرفها علماء النفس بأنها(مجموعة النشاط الانفعالي العاطفي و النشاط العقلي الفكري تحصل في الدماغ وتصدر عنه وتظهر لثناء تعامل الفرد مع بيئته وردود فعله لمثيراتها ) . و قال عنها الله عز وجل في كتابه الكريم ( والنفس ومن سواها فألهما فجورها وتقواها ) صدق الله العظيم .
    في نهاية المطاف يجب على المربي ان يكون مؤهلا لحمل الأمانة وألا فأنة سوف يعيث بالأرض فسادا بما سوف ينتج من ذرية لم يوضع لها الأساس الصحيح و لم تؤطر بالمعيار العلمي الذي يكون حصنا وحرزا من الزلل كما ويجب ان نقوم أنفسنا بالقراءة المتواصلة فأبنائنا زينة الحياة الدنيا ان صلحوا وان لم يصلحوا فلعنة جارية أصلحنا وإياكم الله .

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  43. التراخي الأمريكي ومستقبل إيران الأقليمي
    بعد العديد من الرؤساء الأمريكان الذين تعاقبوا على حكم البيت الأبيض بتوجهات لم تكن متشابهة إلى حد بعيد الا أنهم تشابهوا بأمر واحد الا وهوا السلطة المطلقة النابعة من مفهوم “الأمة التي لا تقهر” فكل الرؤساء الأمريكان تعاملوا مع السياسة الخارجية من زاوية “ان كل العالم هوا مجال الأمن القومي الأمريكي ” اذ ان سياسة الضغط المستمر هي التي كانت تعطي النتائج المرجوة خصوصا بعد ما أكدها انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وكان نتيجة ذلك الانهيار ان الولايات المتحدة انفردت بالتمتع بمقومات الهيمنة والصدارة والشهرة العالمية من خلال امتلاكها لمثلث الهيمنة (القوه – السلطة – الثروة ) ويمكن الاطلاع على مقال كتبناه تحت عنوان (الديناميكية الحاكمة ومستقبل العلاقات الدولية :) يبين تفصيل نشوء القوة الدولية الا ان الانتصار الذي حققته الولايات المتحدة على السوفيت فيما عرف بالحرب الباردة كان في الحقيقة أول مسمار جلب للنعش الأمريكي الا ان قدوم ” بوش دبليو بوش” على احتلال العراق 2003م كان النجار الذي قطع أخشاب النعش على مقاس الهيمنة والجبروت الذي طالما تمتعت به الولايات المتحدة الأمريكية وقد كتبنا مقالا في هذا الخصوص تحت عنوان (“الاتفاقية العراقية الامريكيه انجاز عراقي لا يخلو من السلبيات” .. مقال أخر” الكونكرس الأمريكي وقعوا الاتفاقية وليشبكنا يخلصنا” ) يبينان عمق الأزمة الأمريكية ومدى الانهيار الحاصل في مثلث الهيمنة( القوه – السلطة – الثروة) .
    في السابق وفي عهد الرئيس الأمريكي “ريتشارد نيكسون” والذ ي كان متخوفا من أي منافسة إقليمية او غير إقليمية على منابع الشرق الأوسط البترولية خصوصا منطقة الخليج العربي الغنية بالبترول والهشة من الناحية السكانية وصعوبة السيطرة والمرابطة الدائمة لذلك اوجد “نيكسون” حل لهذه المعضلة الدائمة والتي طالما أرقت الساسة الأمريكان من خلال تنصيب دولة إقليمية تمتاز بالولاء التام للولايات المتحدة وتكون في الوقت ذاته قوية ولها هيبة إقليمية ولذلك وقع الاختيار على شاه ايران “محمد رضا بهلوي” ونتيجة لذلك الاتفاق فتحت مخازن السلاح الأمريكية على مصراعيها أمام إيران واستمر الحال هكذا في عهد كل من “فورد” و”كارتر” وحتى سقوط العرش الإيراني تحت مطرقة الثورة الإسلامية التي قادها “الأمام الخميني” عام 1978م مما اضطر “جيمي كارتر ” عام 1979م للقدوم الى القاهر والذهاب الى القدس ومن ثم عودته الى القاهرة بداعي تفعيل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الا ان الحقيقة هي عمق المأزق الذي أصبحت فية الولايات المتحدة وإسرائيل بعد استيلاء الإسلاميين الإيرانيين على إيران بما فيها من مخازن الأسلحة التي لا تعد ولا تحصى إضافة الى ذلك ان الوضع الإقليمي أصبح أكثر توترا وهشاشة من السابق جعلت من “كارتر” اشبه ما يكون بالدجاجة التي تريد ان تبيض ..! . خصوصا وان المد الديني والحماسة التي ظهر بها الثوار الإيرانيون أخذت ترمي بضلالها على المحيط الإقليمي . ولذلك فان “جيمي كارتر”كان يعتبر سقوط ايران بيد الثورة الإسلامية وتحويلها إلى جمهورية أسلامية معادية للولايات المتحدة وإسرائيل بعد ان كانت تحت السيطرة والأمر الأمريكي أسوء بكثير من سقوط الصين عام 1948م تحت النفوذ الشيوعي .
    الا ان أنباء الحرب المستعجلة التي وقعت بين العراق وإيران عام 1980م أثلجت صدور الأمريكان والإسرائيليين على حد سواء وذلك لعدة أسباب كان أهمها استنزاف السلاح الأمريكي المكدس في المذاخر الإيرانية وأضعاف كل من العراق وإيران خلال حرب استنزاف طويلة كما وأظهرت الحرب على منذ بدايتها حقيقة الا وهي ان الإسلاميين الإيرانيين بالرغم مما يظهرونه من عداء سافر لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على حد سواء الا أنهم من الممكن ان يتعاملوا معهم بسهولة اذا ما اقتضت المصلحة ذلك وهذا ما اكدتة فضيحتي “إيران كونترا” و “إيران كيت” وهذا يعني ان الذمة السياسية الايرانية ليست ثابتة كما يحاول الساسة الايرانيون ان يصورونها . بل ان الكيان الصهيوني وخلال فترة الحرب العراقية الإيرانية لم يكن ينظر لأيران على انها العدو الحقيقي بقدر ما كان يرى في العراق ذلك .
    الا ان الانهيار الاقتصادي الذي أصاب” القوى المرنة” في الولايات المتحدة خصوصا بعد ما أرهقت الميزانية ألعامه وقضت على الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في حربي احتلال العراق وأفغانستان للاقتصاد الأمريكي المرهق أساسا من تكاليف الحرب الباردة وتراكم “الكلفة” للبقاء على قمة الصدارة العالمية غيرت بشكل كبير جدا من الثوابت في السياسة الأمريكية الخارجية فبعد ان كانت تعتمد على الثروة لبسط سيطرتها أصبح لزاما عليها ان تتخذ طريقا “تقشفيا وارضائيا ” للأطراف الأخرى وهذا ما يطلق علية حاليا مصطلح”تجميل السياسة الخارجية ” للولايات المتحدة بل ان الحقيقة هي ليست تجميل بقد ما هي تغيير ” سلوك سياسي متبع” يمارس به الضغط من طرف واحد ..
    ومن المعطيات التي ذكرناها أعلاه فمن الممكن ان تلتقي المصالح الإيرانية الأمريكية خصوصا بوجود الرئيس الأمريكي الحالي “باراك اوباما ” والذي منح استثناءات تاريخية في إمكانية تغيير سلوك السياسة الأمريكية وهذا الامتياز فرضته الظروف على واقع صناع القرار الأمريكي ولم يكن هناك بديل او خيار .. والتلاقي يكون من خلال ان الولايات المتحدة بقيادة “اوباما” تنهج سياسة معتدلة مبنية على أساس شراكة شبه حقيقية تأخذ بنظر الاعتبار المصالح المتبادلة وهذه السياسة ليست ابتكار “اوباما ” بقدر ماهية منبثقة من رحم الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية القومية التي حلت على الأمة الأمريكية على الرغم من الانتقادات الواسعة التي يتلقاها من معارضي سياسته وخصوصا من “ديك تشيني” الذي اعبر السلوك الذي يتبعه اوباما في العلاقات الخارجية يقلل من الهيبة الأمريكية في المجتمع الدولي . بينما” اوباما” يقول ( ليس على الولايات المتحدة وحدها ان تتغير بل على العالم كله ان يتغير ) ويمكن الرجوع الى مقال كتبناه تحت عنوان (اوباما على عتبة التاريخ ما لم يضيع الفرصة) اما إيران فهي تمتلك حلم حقيقي في التوسع الإقليمي ورغبة كبيرة في الحفاظ على مشروعها النووي او امتلاك دورة تخصيب يورانيوم كاملة والتخلص من العقوبات الدولية و الابتعاد عن مركزا لضغط الأمريكي وكذلك حاجة حقيقية في تجميل صورتها عالميا على اعتبارها رائدة لنظام حكم شيعي أسلامي وليس أسلامي فقط .
    ولذلك فمن الممكن ان تعود العلاقات الأمريكية الإيرانية الى سابق عهدها في زمن الشاه فيما لو تفهم الطرفان الضرورات الملحة وقابلية التكامل في تحقيق مصالح متبادلة فيما بينهما فالولايات المتحدة تريد البقاء مهيمنة على الشرق الأوسط و لا تريد مزيد من الأنفاق خصوصا في ظل الأزمة المالية الأمريكية والتي أصبحت عالمية فمن الممكن ان تمنح او بالأحرى تعيد ذات الواجب الإيراني في عهد الشاه “محمد رضا بهلوي” الا وهوا رجل البوليس او العين الأمريكية في جسد إيراني و بتالي فان الهيمنة الإقليمية لأيران سوف تتحقق من خلال ذلك وان نفقات الأمريكان ستنخفض بشكل كبير خصوصا وان النظام الإيراني أكد تاريخيا إمكانية تخليه عن الثوابت والتعامل مع الدول المحظورة اذا ما اقتضت المصلحة الإيرانية ذلك وهذا ما اكدتة فضيحتي “ايران كونترا ” و “إيران كيت” بل ان التصريح الأخير للرئيس الإيراني” احمد نجاد” كون إيران لا يمكنها ان تعارض مشروع حل أقامة الدولتين على أراضي فلسطينية معترفا ضمنا بالدولة الإسرائيلية دليل على قابلية إيران من التحول من أقصى اليسار الى أقصى اليمين وبالعكس اذا اقتضت الضرورة وربما هذا يبرهن على ما قاله “وينستون تشيرشل” (لا توجد صداقات دائمة بقدر ما توجد مصالح دائمة). ومن الممكن ان ترى الفرق بين الأيدلوجية الفكرية الشرقية والغربية من خلال استقراء الماضي و إسقاطه على الحاضر والمقصود بذلك اننا لو نضرنا الى “ألمانيا ” في عهد ” أدولف هتلر” وفكرة المجال الحيوي والتوسع الجنوني على الحساب الإقليمي و العالمي ا انه بمجرد اندحار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية أخذت ألمانيا تنظر للواقع بمنظار حكيم فبنت قدراتها الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية داخل حدودها السياسية بعيدا ومتناسية الطموح الفاشي في التوسع اما “الفكر الأيدلوجي الشرقي” فانه يضل حبيس التاريخ و لا يرضى بأقل ما وصلت إليه الإمبراطوريات الغابرة في الوقت الحالي و هذا ما يدخل الدول الشرقية في مشكل أزلي ديدنه الولوج في التاريخ من خلال المستقبل و هذا ما تعمل عليه ايران مع الأسف .
    أما الدول العربية فان عدم قدرتها على ان تكبر على خلافاتها سيجعلها دوما تابعة للمنتصر وذلك بسبب عدم استقلالية القرار العربي النابع من عدم القدرة العربية على استلهام ذاتها و الأيمان بقدراتها القيادية ولد ا يمكن ان نسميه” الانكسار والتبعية” .
    و في اعتقادنا المتواضع انه من المستحيل جمود العداء الإيراني الأمريكي الى الأبد خصوصا مع إمكانية التقاء مصالحهم في أكثر من موقع وان إيران ستكون الرابح الأكبر في حال تم الانفراج والتفاهم الا ان المستحيل هوا بقاء العلاقات متوترة الى الأبد في حين ان “طهران” على موعد مع الهيمنة الإقليمية بمباركة وتوقيع أمريكي . وبكلام مختصر ومفيد ان العلاقات الأمريكية الإيرانية فيما لو تم التوافق والاتفاق وسيتم التوافق والاتفاق حتما سيكون هناك شلال من المنافع الإيرانية المكتسبة مقابل ما سيحصل عليه الأمريكان من نزر بسيط من تلك المكاسب وربما سيكون المكسب الأمريكي الأكبر في هذا التوافق هو” إغلاق جبهة وخفض نفقاتها “.

    بقلم : سليم محسن نجم العبوده

  44. انشر كتابك الورقي بسهولة وبلا تكلفة :
    دار التلاقي للكتاب تطلق مشروع
    “الكتاب المدهش”
    ===============================
    حالد شعبان
    khaled_shaaban2003@yahoo.com
    ===============================
    ——————————————–

    “الكتاب المدهش” ، هو الوصف الذي أطلقه الأدباء على المشروع الجديد الذي قامت دار التلاقي للكتاب بطرحه في الأسواق مؤخرا ، حيث أصدرت مجموعة من الكتب صغيرة الحجم ، في حجم الكف ، ارتفاعه 13 سم وعرضه 9.5 سم ، وبذلك استطاعت دار التلاقي أن تتغلب على مشكلة التكلفة العالية التي تتحملها دور النشر والأدباء في سبيل نشر المؤلفات الإبداعية ، كما تساهم هذه الفكرة في جعل سعر الكتاب في متناول القاريء ، بعد أن ارتفعت أسعار الكتب بشكل مبالغ فيه ، حيث وصل سعر الكتاب متوسط الحجم إلى أكثر من 25 خمسة وعشرين جنيها ( حوالي 5 خمسة دولارات ) ، أما إصدارات دار التلاقي الجديدة فلا يزيد سعر الكتاب منها عن 3.5 ثلاثة جنيهات ونصف ( حوالي نصف الدولار ) ، مما يساعد على انتشار وذيوع المنتج الإبداعي الذي عانى في السنوات الأحيرة من ابتعاد القاريء عن متابعة هذه الإبداعات الجديدة .
    تفسح بذلك دار التلاقي الفرصة كاملة أمام المبدعين لنشر مؤلفاتهم ، حيث لن يتكلف المؤلف كي ينشر كتابه بهذه المواصفات أكثر من ألف وخمسمائة جنيه مصري ( ما يعادل 300 دولار ) لطباعة ألف نسخة ، يكون بمقدور القاريء حمله في جيب قميصه الصغير .

    للتواصل مع دار التلاقي للكتاب
    Altalaqi22@yahoo.com

  45. شعرية الأداء اليومي للغة في ديوان
    ” الواحدون ” للشاعر السمّاح عبد الله
    _____________________________
    فتحي عبد الله
    _____________________________

    ” السماح عبد الله ” أحد شعراء الثمانينات الذين أعادوا للشعر حيويته وارتباطه بالوقائع اليومية المعاشة دون أن يقعوا في المطابقة الساذجة بين الفن والحياة . فقد اعتمد المجاز البسيط والمفردات القريبة والتراكيب الحميمة التي لا نفور فيها ، خاصة في ديوانيه السابقين “خديجة بنت الضحى الوسيع” عام 1988م و”مكابدات سيد المتعبين” عام 1992م حيث سيطرت عليه فيهما العلاقة الأزلية والحديثة بين الرجل والمرأة، بكل تجلياتها المختلفة حتى أصبحت تمثل لديه رؤية للعالم . فقد استطاع من خلالها أن يكشف عن تناقضات هذا الواقع وتنافره دون أن يلمس بشكل واضح وصريح آليات هذا الصراع الاجتماعي . وقد جاءت شعريته متوافقة تماما مع هذه الرؤية فالبناء ليس حاداً ولا صارماً وإنما يخضع بدرجات كبيرة لإيقاعه الداخلي والرغبة في الإشباع اللغوي لتثبيت الدلالة أو لاستكمال الموسيقى الباطنية .
    وقد لعب الإيقاع دوراً مهماً في هذه التجربة إذ أنه لم يكن زخرفاً خارجياً أو أداة لتوليد الدلالة وإنما كيانا غامضاً يتوالد مع الدفقات اللغوية.
    وفي ديوانه “الواحدون” الصادر مؤخرا عن دار التلاقي للكتاب في طبعته الثانية ، يندفع إلى تجربة من نوع خاص ، لها هاجس معرفي حيث أصبح الشعر لديه ليس نقياً كما حدث ولا موهبة فقط وإنما نوع من الحث الشعري عن الفرادة الإنسانية بعيداً عن أخلاقيات القطيع أو الحشد. وقد كشف عن تجلياتها المختلفة داخل السباقات الإنسانية ، فقد اختار عدداً من الشخصيات في عدد من الثقافات ليفضح بها واقعنا المعاش وما به من تناقضات واضطهادات لكل هذه التماثلات الحادة والبارزة ، وإن كان أكثر التمثيلات حضورا هو الشاعر بحسه الرسولي لتخليص الواقع من الشرور أو ممارسة تدميره بحس وجودي خالص لا يخلو من إنسانية دفينة مثل بودلير :

    ” لهذه المدينة العجوز شيق للمومسات
    للشجر الليلي رجفة تجتاح أوصالي
    لصوتي المشروخ رنة
    ، ترضي غروري
    يا ألمي
    سأبتدي بك الكلام ”
    صـ48

    أوفى فضح لحظة تاريخية مأزومة تتجاور فيها الأنساق الحضارية المختلفة ، دون أن ينتصر الحديث ودون أن يُهزم القديم كما حدث مع شخصية “عمر الخيام”

    ” اقتليني
    ، واتركي دمي الجميل على حدود بيتي
    كي يتسلق الجدار وحده
    ، كزهرة برية
    ، تقود ضوء النجم
    ، أو
    ، تهدي خطا الرفاق
    اقتليني
    ، متعب أنا أيتها المدينة العبوس”
    صـ35-36

    أو في كشف الازدواجية الحادة والملموسة في السلوك الإنساني من خلال نموذج أبي نواس الذي أسس شعرية خاصة قائمة على التجربة الحسية . والقصيدة تفضح أيضا دور الشعراء في الحياة السياسية .

    “أنا البهلوان الجميل
    سأنزل خمارة
    ، وأنادم من لستُ أعرفهم
    ، وأناقشهم في السياسة
    ، والجنس
    ، والدين
    ، حتى إذا ما سرت هذه الخمرةُ العرَقيةُ في الجسم
    ، أرقص قدامهم وأغني :
    ، ( أنا البهلوان الجميل )
    أيهذا الغلام المسائي
    ، رتبْ لنا جلسة
    ، إن أمي زانية
    ، وأبي
    ، خاسر في التجارةِ
    ، والناس شخصان :
    ، مبتسم دائما
    ، ونبي قتيل”
    صـ 69

    أما انفصال الإنسان وتشيؤه في الحضارة الحديثة، انفصال العامل عن قوة عمله وانفصال الشعر عن الشاعر لأسباب اجتماعية وسياسية فلم يجد الشاعر نموذجاً أكثر من اغتراب المتنبي

    “رأيته يوم الثلاثاء
    وكنت جالساً على المقهى
    ، أرشف كوب الشاي
    حدقت فيه
    ، كان وحده يجلس في الركن
    ، المقابل
    ينظر بين الحين لي
    ، ثم يعيد الطرف للطريق
    ، كان في جلسته مشابها للشعراء
    ، والقُوَّال
    ويرتدي ملابس تدل أنه مغترب
    ، سيجته بنظرتي
    قام
    ، ودسَّ في يد النادل
    ، عملة قديمة”
    صـ 64

    أما إنسانية الوجود وأهلية الفعل البشري، دون نفعية ممقوته كأنها من أفعال الدراويش والمتصوفة الكبار فقد كرسَّها في قصيدة “فيرلين”

    ” وكلما ابتردت
    ، خفتُ أن يكون رامبو لا يزال عارياً
    ، في غابة ما
    لذا قررت أن أسوح في
    الوديان خلفه
    أكون متعباً جداً
    وحاملاً داري على يدي
    لأنني أعرف أنه
    بلا سكن”
    صـ57

    أما الشخصيات التي لعبت أدواراً اجتماعية و سياسية فقد جاءت في الديوان لتكشف عن خصوصية إنسانية ما في شخصيتها ففي قصيدة “تروتسكي” قائد الجيش الأحمر والمنظر الأممي الخارج على الدولة والمنبوذ في المكسيك يلتقط الشاعر فعل الخيانة

    “الرسائل لا تصل أبداً
    والمقاهي
    ثورة تهدأ على حواف المقاعد
    والميادين مقصلة القرويين
    وراكبو القطار
    يموتون قبل أن يصلوا
    فاحذر جميع الهواء
    وإن رأيتهم يلتفون في غير أوقات
    الثورة
    فشكْ في الأمر
    واعلم
    ، أن ثمة خيانة تلوح”
    صـ63

    أما مع “ماركس” فهناك مواجهة بين الذات وتموضعاتها الخارجية وكأن الشاعر يريد أن يفصل بين الأنا والذات في لحظات التحقق الكبرى.

    “ذلك الغامض المتعب
    الذي أنت أسكنته حجرتك
    ورتبت طقس الهواء الذي كان لك
    لكما
    ثم واجهته بالمرايا
    هو الآن يخطو على خشب الوقت
    كالشجر المتمترس
    مثل الجميلين
    هل حين ينظر في جُدر الغرفة الواسعة
    ويواجه سطح المرايا
    يراك ؟؟ ”
    صـ 24

    إن شعرية “السمّاح عبد الله” تأخذ أهم سماتها من الأداء اليومي للغة سواء في الإشارة أو التلميح أو في البناء العفوي لمنظومة الدلالات وأخطر ما يواجه هذه الشعرية هو تكرار الأفعال الشعرية أو تناسخها دون وعي الشاعر أو الوقوف عند إغرائها الخارجي بما يحمله من وهم شعبوي دون اكتشاف الجوهري فيها ودون تطويره بقانون خاص ينفصل قليلاً عن الموروث القريب ليكشف بنيته الأساسية وأهم عناصرها حتى تراكم لشكل مختلف وإن ظل مرتبطاً بشكل أو بآخر .

    _____________________________________________________________
    الواخدون ، شعر السمّاح عبد الله
    الطبعة الثانية ، دار التلاقي للكتاب ، 2009
    _____________________________________________________________

    فتحي عبد الله

أضف تعليق