حبات زيتون وحفنة تراب/صلاح المومني

حبات زيتون وحفنة تراب

صلاح المومني

s_4_momani@yahoo.com
من وحي ابنتي مها :
طرقتْ باب مكتبي المشرع بخفة كعادتها ، لم أشأ أن أنظر إلى الطارق ، فقد وصلتُ للتو من مدينة تبعد ما يقرب من ساعة ونصف الساعة ، بعد ما تركت ابنتي مخدرة على سري
ر في مشفاها الذي صار يقلها أكثر من البيت. كنت مشغول الفكر ، فهذا أول يوم لبدئ الدراسة وفيه الكثير من المتاعب ، سوى تلك المتاعب البيتية التي نحاول أن نتناساها في زحمة العمل … تقدمت “مها” وعلى استحياء كانت خطواتها، وباستحياء تلعثمت شفتاها ولهج لسانها وهي تقدم لي صرة بلاستيكية بالقول: أرجو أن تروق لك هذه الهدية … الهدية !!!؟ لقد كانت صرة بلاستيكية وفيها حفنة تراب اختلطت بها حبات زيتون …!!! إنها قد عادت من فلسطين لأيام خلت ، عادت وفي يدها تلك الصرة … بل تلك الحكاية …

فلسطين … الغائبة الحاضرة ، اذكرها منذ أول أنشودة شدونا بها حينما أقلتنا الحافلة إلى جوارها ، إلى الحدود التي رسمها المحتل وسورها بسور لا منفذ منه إلا من خلال حقول الألغام المتناثرة … كنا نغني طوال الطريق ، ومع ترانيمنا كانت العبرات تنبعث منا كما تنبعث من عشاق تيمهم العشق … أذكر جيداً وما زلت طفلاً أنني أردت أن ألامس تراب فلسطين ، أغريت زملائي في مجموعتي أن نتناول غداءنا قرب السور الشائك ، على مقربة من بركة ماء … كنا نطل على فلسطين … وكانت تطل علينا عساكر الحدود… هيا يا أصدقاء … أيها الصحب … سنجلس على تلك الصخرة قرب “الشيك” ، سرنا بخطانا الثابتة … افترشنا الصخرة الملساء ، ووضعنا مائدتنا … سار الحديث بيننا هادئاً تارة وصاخباً أخرى …كنا حينما نمل الحوار بهدوئه وصخبه نلجأ إلى ما حفظنا من أناشيد ، وكانت معظم أناشيد طفولتنا للقدس وأكناف القدس.

ليست عبثاً هذه الخواطر التي تجول بداخلنا … فنحن نعيش الحدث منذ الولادة ، فقد ولدت قبل احتلال القدس بعام واحد ، وبعد احتلال حيفا وعكا ويافا بثمانية عشر عاماً ، فلا تظل الذكرى مجرد ذكرى، بل يتبع الحدث حدث آخر ، لقد صارت حياتنا تتغذى بالأحداث قبل وبعد الولادة ، وما ذاك إلا ليزيد حبنا للأرض وعشقنا للثرى … ومن هنا كانت حفنة التراب نبضات عشق قديم للأض وساكنيها …

كنت وصحبي ننشد صاخبين:
” أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة أرض الأبوة والسؤددا

في تلك اللحظة قررت أن أختلس حفنة تراب من خلف “الشيك” أعود بها إلى مدينتي التي تغبرت بحاراتها لزمن، لن أزيد كمية التراب المتبعثر في الطرقات ، لكنها حفنة تراب من وطننا الغائب المحتل … أريدها ذكرى وقربى … سرت بخطاي الثابتة نحو “الشيك” ، ليس بعيداً عنا هذا الحد الفاصل، فالمسافة بضعة أمتار ودقائق معدودة ، تقدمت وكلي أمل أن أعود بحفنة التراب تلك ، لكن؛ سرعان ما توقفت على صراخ العسكر … توقف … توقف … تسمرت وتساءلت قبل وصولهم إلي ، ما زلت طفلاً ، ويداي مجردتان من أي سلاح ، ولست أنوي اجتياز الحدود ، إنما هي حفنة التراب ، أختطفها ، أريدها شيئاً من ثرى الوطن السليب ، أدخره لصبوة العشق التي تغمرني وتتغلغل في أعماقي … لن أخالف القوانين ، فالقانون سيد مطاع ، ولن أتحدى حقل الألغام، لأن الجبن وخوف الموت حالة موروثة في حياتنا منذ قرون، إنما هي حفنة تراب فقط … فلماذا يريدونني أن أتوقف ؟ قبح الله العساكر كم أكره غلظتهم …

حفنة تراب تحمل صورة الوطن … فلا تنسى، وحفنة تراب جبلت بعرق الفلاحين، بدماء الضحايا والشهداء، حفنة تراب لا أكثر… أجد فيها ريح القدس ونسمات الخليل وحيفا ويافا… لن اتوقف … بل اتابع المسير .

صرخ العسكر ثانية ، توقف … توقف !! عجيب أمركم !! ألا تدرون أني عاشق لتلك الأرض، فلم تحولون دوني وحفنة التراب ؟ تابعت المسير، وحثثت الخطى، كأنني لا أسمعهم ، صرت أردد ، توقفوا أنتم ، لا تصرخوا بي فهذا وطني الغائب … هذه الأرض التي تقاعستم عن حراستها لتحرسوا اليوم حدودها للغاصب ، إنها الأرض التي خذلتموها يوم نادت جموعكم ، يوم رحلتم عنها بثياب النساء ، حينما ارتدت بنادقكم على أعقابها … أتحولون اليوم بيني وبن حفنة من ترابها … ويحكم أي شرف تحملون وأنتم ترون الغاصب يعيث فيها فساداً ، بل تحروسونه وتدعونه ينام قرير العين … دعوني وحفنة التراب، أريدها ولن أعود دونها. ستظل ناقوساً يدق أجراس الذكرى فلا أنسى ولا ينسى من بعدي ، سأورثها لكل جيل ، لكل طفل يولد ، ستكون قلادة ابني وأحفادي …

لم أشأ أن أتم خلجات صدري حتى داهمني الجند ، اقتادوني بعيداً ، ولم يصغوا لاستجدائي أن يخلوا بيني وبين حفنة التراب ، قالوها: احمد الله أنك لم تقتل ، سواء بأيدينا أو بحقل الألغام ، إنها حدود آمنة ، فلا يفلت منا أحد حتى تتلقفه الألغام ، اقتادوني بعيداً دون حفنة التراب … دون أن أجد “ريح يوسف”…” ريح القدس وأكنافها”

حفنة التراب التي أهديتني يا “مها” تتمة لحلم الأمس ، أتيتني بما منعني منه جند الحراسة ، أتيتني “بشيء من علق يوسف” كي أشتمّه فيعود بصري ، أتيتني بشيء من طفولتي التي لم تكتمل يوماً ، بل لم تكن طفولة منذ البدء ، فهل يعيش طفولة من ولد تحت سياط الجلاد … ؟!

أجل لقد حققت لي حلم الطفولة البائسة ، وأتيتني بشيء من ماض كاد أن يندثر . لم أشأ من قبل أن أطلب من صديق عابر للحدود أن يأتيني بحفنة التراب تلك ، فما زلت أعيش رعشة التفاف العسكر حولي ، لكنك عدت بها لي دون أن أسألك ، فهل بانت لك مشاعري،أم قرأتها بحدس لم يعهد في أحد من قبل؟!!!

أشكرك كما يشكر الأوفياء، وهذه حفنة التراب وحبات الزيتون أدخرها في خاصة أشيائي لتكون وصيتي إن دانتني المنية بعيداً عن تلك الأرض، ليضعها المشيعون تحت رأسي، فتشهد أنني لم أتنازل عنها أبداً وأني على ذاك العهد … وسأظل أنشد كما كنت في عهد الطفولة …

الأرض لنا والقدس لنا والله بقوته معنا ….. لكنني اليوم أنشدها وحفنة التراب في يدي وحبات الزيتون أمام ناظري….

أشكرك يا “مها” كما لم أشكر إنسانا من قبل ومن بعد …

 

 

“لا تنازل عن حق العودة”

فكرة واحدة على ”حبات زيتون وحفنة تراب/صلاح المومني

  1. نفسى أساهم فى برنامج الرئيس الانتخابى الداعى لبناء الف مدرسة جديدةعـاشـق تـراب مـصـر . نفسىـ أساهم فى برنامج الرئيس الانتخابى الداعى لبناء ألف مدرسة جديدة . نـداء من عاشـق تراب مصر احمـد عبد السميع الجارحى انا مواطن مصرى بيحب مصر بجد وبأعشق كل ذرة تراب من ترابها بحب خدمة الوطن والمواطنين وهذا الحب سبب لى مشاكل كثيرة كلها تهون فى حب مصر والمصريين وعشق تراب مصر انادى جميع عشاق مصر وترابها مساعدتى فى خدمة معشوقتى مصر . الموضوع باختصار شديد لأنى لو هأفتح فى الكتابة هياخد من وقتكم الثمين الكثير لأنه موضوع عمره أكثر من سبع سنوات عجاف الموضوع هو المساهمة فى بناء مدرسة من الألف مدرسة الجديدة المزمع بناؤها حسب برنامج فخامة الرئيس حسنى مبارك الانتخابى . باختصار ( بناء مدرسة احمد عبد السميع الجارحى الثانوية بقرية الخواجات مركز يوسف الصديق محافظة الفيوم ) لقد طلب منى أهالى قرية الخواجات التبرع بقطعة ارض مساحتها لاتقل عن 2000 متر مربع وهذا التبرع مخصص لبناء مدرسة لأهالى القرية والقرى والعز ب المحيطة بالقرية وذلك لعدم وجود مدرسة قريبة واقرب مدرسة تبعد 12 كيلو . وفعلا لبيت ونفذت أمرهم لى وأنا البى نداء كل مصرى ولاأخذل أحد بعون الله وتوفيقه وأى مصرى عايش على ترابها أنا خادمه . لأننى عاشق تراب مصر والمصريين . وأذوب فى معشوقتى مصر. خلاصة القول .

    فى يوم الخميس الموافق التاسع من أغسطس عام الفان وواحد قمت بالتبرع بقطعة أرض مساحتها 2100 الفان ومائة متر مربع وهذا التبرع لصالح هيئة الأبنية التعليمية بمحافظة الفيوم مخصص لبناء مدرسة احمد عبد السميع الجارحى الثانوية بالخواجات ومنذ عام الفان وواحد وحتى الأن ورغم مرور أكثر من سبع سنوات عجاف على تاريخ التبرع لم يتم فعل اى شىء من قبل الوحدة المحلية بالشواشنة التابعة لها القرية أو من قبل هيئة الأبنية التعليمية بمحافظة الفيوم حتى مجرد قبول أو رفض التبرع لم يبلغونى به وكأننى ارتكبت معصية أو خيانة عظمى أو يمكن أعتبرونى فى عداد الأموات حتى لوكانت وافتنى المنية كانوا بلغوا الورثة انما ولاردوا ولاصدوا ياعاشقين ترابها مثلى حتى مجرد استلام الأرض من قبل الهيئة لم يتم ولست أقول بناء المدرسة وفى خلال هذه السنوات السبع العجاف تقدمت وتقدم أهالى القرية بالعديد من الشكاوى للسادة المسؤلين والسادة الصحفيين فى غالبية الصحف المصرية ولا شىء يتم أى شىء مجرد قبول أو رفض التبرع لم يتم . وكأن الأرض نجسة لايجوز شرعا بناء مدرسة عليها.أو تتخذها شياطين الجان سكنا لها . لا قبول ولا رفض ولا أعلم لماذا . والله العظيم هى أرض طيبة قطعة من مصر التى أعشقها مهما فعلت بى فلم ولن تثنينى عن عشقها وعشق ترابها حتى مماتى . ولكن هذا الكم من الشكاوى لم يحرك ساكنا . وكأننا نؤذن فى مالطة ومن ضمن ألاف الشكاوى استغاثة بفخامة الرئيس حسنى مبارك شخصيا .وكتبت عن هذا الموضوع العديد من الصحف المصرية ولا مجيب . أريد ويريد معى أهالى القرية سرعة استلام الأرض و سرعة بناء المدرسة ومعاقبة المخطئين . اذا كان يوجد مخطئين يعرقلون تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابى . أرجو سرعة الحسم فى هذا الموضوع . وذلك لرفع المعاناة عن طلاب العلم من أهالى القرية وأهالى أكثر من ثلاثون قرية وعزبة محيطة بقرية الخواجات محرومين من أى نوع من أنواع التعليم الثانوى . سواء ثانوى عام أو تجارى أو زراعى أو صناعى أو أزهرى أقرب مدرسة ثانوية تبعد 12 كيلو . أرجو من السادة المسئولين فى الوحدة المحلية بالشواشنة مركز يوسف الصديق التابعة لها قرية الخواجات والسادة المسئولين فى هيئة الأبنية التعليمية بمحافظة الفيوم . افادتى بخطاب رسمى بقبول التبرع أو رفض التبرع واذا كان الجواب رفض التبرع يذكر فيه أسباب الرفض . أرجو من عشاق تراب مصر مساعدتى فى تقديم هذه الأرض الطاهرة وهى شىء بسيط هدية منى لمصر ولأبناء مصر المخلصين . ومساهمة بسيطة جدا فى برنامج فخامة الرئيس حسنى مبارك الانتخابى . للتواصل ت 0112218560 وشكرا جزيلا نناشد فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك معاقبة من يعرقلون برنامجه الانتخابى وسرعةبناء المدرسة وشكرا جزيلا لفخامتكم عاشق تراب مصر احمد عبد السميع الجارحى http://www.elgarhy.ahlablog.com

    16.12:05 . 02 يناير 2009
    Admin · شوهد 337438 مرة · 66 تعليق
    مُشاطرة هذه المقالة على: · · · · · ·

أضف تعليق