المحكمة الدولية واللعبة الصهيونية/ بفكر: حسين راشد

المحكمة الدولية وما وراءاللعبة الصهيونية

بفكر : حسين راشد

info@misralhura.tk

البحث عن الترياق من داخل السم ذاته ..

أهمية معرفة ثقافة الآخر لها علاقة وطيدة بالقاعدة الفكرية السياسية والعسكرية التي تقول ( أعرف عدوك) فحين تعرف عدوك جيداً ستعرف كيف يفكر و كذلك نوعية خططه التي يمكن أن يغير عليك بها .. و ربما أساليب الدفاع والهجوم كاملة .

ولا شك أن الأدب عامة في المجتمعات هو النافذة التي يمكنك من خلالها رؤية الآخر دونما عناء السفر .. وخوض التجارب الفاشلة و تخطي عقبات كثيرة قد تعيق الباحث عن الحقيقة لو انكشف أمره .

وعلى هذا المنوال يجب أن نعرف عدونا .. فكراً .. كي نستطيع أن نحدد ركائز تعاملنا مع هذا الفكر بما يتلائم معه .. فالفكر سلاح .. يموت صاحبه ويبقى هو .

واذا كنا ننظر لما سمي بمحاكمة قتلة الحريري .. فيجب أولاً أن نعرف لماذا قتل ؟

وما هي الأسباب التي جعلت من قاتليه يصممون على قتله علناً ؟

.. وبلا شك أنه حين يقدم أي إنسان على قتل أخيه الإنسان – رغم انها جريمة – إلا أن قتله يجب أن يكون له هدف .. وحين يصبح القتل بدون اصابع يعني ان القتل في الخفاء .. أي مؤامرة .. وحين يتآمر الفاعل لا بد ان تكون الفعلة تنتج له نتاج مباشراً لأن القتل أصبح علنياً .. وبالمتفجرات وفي وضح النهار . كمين نصب ونفذ على مرآى ومسمع العالم أجمع .. يعني ذلك أن القاتل الحقيقي لا يهاب العقاب . أو بالمعنى الأدق يعرف أنه لن يحاكم في مثل تلك القضية .. ولن تشير أصابع الأتهلام إليه من قريب أو من بعيد .. فلو كان يعرف انه سيحاكم وهو بهذا الذكاء والامكانيات الضخمة فما كان عليه أن يجعل عملية الأغتيال علنية .. كي لا يفتح على نفسه باب الأقاويل .. وهناك الكثير من أنواع التصفية التي استخدمت وتستخدم على مدى طويل كالسم الذي دس للمناضل الفلسطيني خالد مشعل والذي من المرجح أنه نفس السم الذي أستخدمته الصهيونية في تصفية الرئيس ياسر عرفات .. وهناك من يظن أن الرئيس عبدالناصر ذاته لقى نفس المصير بنفس الأسلوب .. وجميع الإشارات والأصابع تشير للعدو الصهيوني المتمركز على أرض فلسطين المحتلة بل وأن الترياق الذي شفي على أثره خالد مشعل لم يأتي سوى من ( اسرائيل) بصفقة تبادل .. وهذا يعني لنا الكثير لو دققنا في هذه المهمة القذرة .

إذا لا شك أن عملية تدويل القضية ليس الهدف منها كشف حقيقة فعلية .. أو معاقبة الجناة الفعليين .. بل هي مؤامرة سياسية خسيسة الهدف منها إيقاع من لم يقدروا على الأيقاع بهم في شرك المناورة الحربية .. وعدم وجود أي سند ضدهم كي تستباح أرضهم .. فيجب أن يلطخونها بوصمة عار مزيفة .. كالتي حدثت.

عجباً يبحثون عن مقاضاة قاتل الرئيس الحريري .. ويأتون لنا بمحققين دولين .. واحد يلو الأخر .. ولا تطرف أعينهم حين اجتاح الجيش الصهيوني أرض لبنان كاملة في أي عام من الأعوام وآخرها أواخر العام الماضي .

لم تشغلهم قضية خطف اعضاء البرلمان الفلسطيني المنتخب ديمقراطياً من الشعب الفلسطيني ولا القتل المستمر في أراضي فلسطين .. والغارات الغير منقطعة على قطاع غزة والتصفيات الجسدية اليومية وعلى مدار الساعة .. لم يتم التحقيق في قضية معلومة للجميع وهي أغتيال الشيخ القعيد أحمد ياسين .. علناً ويعرف القاص والدان أن الكيان الصهيوني هو من فعلها وباعترافاته .. لم يتم فتح ملفات اسرى 67 والتي تم تصفية الجنود المصريين بدم بارد . ولا الاعتداء على حرمات الدول العربية والتوغل في أراضيها بدون وجه حق .. وما احتلال فلسطين و جنوب لبنان و هضبة الجولان ببعيد عن القضية . ولااحتلا لاعراق إلى اليوم بمنئ بما تم اقترافه من اهدار لحقوق الانسان والحيوان والجماد ..

لم تشفع لهم دستورية وشرعية الحاكم العربي الشهيد الراحل صدام حسين وقاموا بانتهاك السيادة بأكاذيب باطلة سرعان ما اعلنوا زيفهها بعد أن تخلصوا من القائد العربي .. وارسائهم قانون لإجتثاث العروبة في العراق . تحت مسمى ( أجتثاث البعث) وتمت محاكمات صوريه لبعض الأشخاص لانهم ضللوا القيادة السياسية في الحرب على العراق .. ولكن من ينظر للنتيجة على أرض الواقع يعرف مدى صوريتها وسينمائيتها .. فالاحتلال لا زال قائم رغم اعترافاتهم أن أسباب الحرب على العراق كلها عبارة عن معلومات استخباراتيه مضللة .. انتفت الأسباب .. ولكن النتيجة لا زالت واحدة .. فالاحتلال لا زال احتلال لم يتغير ولم تتراجع الإدارة الصهيونية العالمية عن الإحتلال لانه كان غايتها وقد نالته ..

وقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ماهي إلا تكملة لعناصر الاحتلال لباقي الأمة العربية فمن الخليج للبحر الأبيض يجب أن يخلو من العروبة أو بالمعنى الأدق من الحكم العربي ويجب أن يكون تحت السيادة الصهيونية للبدء بالزحف لأسفل .. فكانت العقبة في المنتصف هي سوريا . حاول جيش الاحتلال الصهيوني التوغل في لبنان بإشارات ضوء خضراء وبدعم علني من القوات الأمريكية لاستدراج الجيش السوري بالعودة لأرض لبنان للزود عنها فيقع في الشرك المنصوب له .. فلم يفعل ولم تثمر لهم خطتهم الخبيثة .. لكنهما فشلا في حربهم أمام حزب الله الذي زاد عن البلاد بعد غياب الجيش اللبناني عن الزود عن بلاده .. و كشفت سوءة لبنان وجيشها الذي لم يكن له أي تواجد في هذه الحرب .. ليظهر لنا الآن وهو في كامل معداته لضرب أخوانه الفلسطينين تحت ذريعة ما يسمى ( بفتح الإسلام) والذي من المعلوم للجميع أنها الخطة البديلة لاتهام سوريا ..

كانت خطورة وجود الرئيس الحريري تشكل خطراً على أمن اسرائيل لأن الرجل لم يسر عدائه لهم .. ولم يقبل أن يكون شوكة في الحلق العربي بل كان عربياً مخلصاً لقضيته .. .. ولم يشأ أن يشكل خطراً على أي دولة عربية سواء كانت سوريا أو غيرها .. فالرجل هو باني لبنان و مؤسس اقتصادها الحديث .. والاقتصاد يعني للعدو الصهيوني التقدم .. واذا تقدمت الدول العربية اقتصاديا فستتسلح واذا تسلحت جرأت على مهاجمتها .. وليس ببعيد أن يكون الرئيس الحريري قد رفض انشاء قواعد أمريكية على أرضه فتم التخلص منه بمعاونة وكلائهم في تل ابيب .. لأن المصالح مشتركة بل تكاد تكون واحدة .. فالصهيونية العالمية تبحث عن امتلاك الأرض ولا تمتلك مستندات من التاريخ أو الجغرافيا .. ولكن الدولة الصهيونية على أرض فلسطين والتي تحتل الأراضي العربية تتكئ على بعض المزاعم الدينيه وأن ملكهم وأرض اباءهم في هذه البقاع .. وأن الله قد أعطاهم هذه الأرض .. فأتحد هذا وذاك للتوغل في اعماقنا ..

المعطيات السياسية على الساحة تفوح بالكثير من القضايا التي تؤكد المؤامرة الصهيونية في قتل الرئيس رفيق الحريري .. لاتهام سوريا خصيصاً ومن المرجح أن يتم اتهام بعض الشخصيات خارج سوريا حتى لا يصبح الشكل عدائي مباشر .. كما سمعنا عن تحليل جيلوجي للتراب السعودي ..

ولا مانع لدى المحكمة الدولية أن تعلن عن أطراف غربية .. وبالطبع ستكون أطراف معروف عنها مناهضة المشروع الأمريكي في المنطقة لتكون بذلك قد تخلصت من خصومها جملة وتفصيلاً بضربة واحدة .. كما يقول المثل العربي ( عصفورين بحجر) ولكن في قضية اغتيال الرئيس الحريري قد تكون العصافير أكثر من ذلك بكثير .. وهو ما يجب أن يحذر منه العرب جيداً .

لا توجد للصهيونية صداقات حقيقية .. ولا حتى التصنيفات التي تصنف بها المنطقة من دول اعتدال ودول جوار ودول وتصنيفنا الجديد ( دول على كف الرحمن ).

ومن المثير للجدل ايضاً في هذه القضية ( الاعتدال) أن الإدارة الصهيونية بكامل قوامها وادارتها العليا المعلن عن ذكاءها المفرط .. لم تدرج أسم دولة خليجية واحدة ممكن ارست قواعدها العسكرية بها لضرب المنطقة بهذا المسمى ( المعتدلين) ربما هذا يدل على أشياء كثيرة ليس لنا المجال الآن لذكرها ..

فقضية اليوم ليست ببعيدة عن قضية الأمس .. ياسر عرفات .. صدام حسين .. رفيق الحريري .. وما خفي كان أعظم ..

هي كما هي واضحة عملية تصفية شاملة لكل الحكام العرب .. وكل له دوره .. ومنهم وبيديهم وبرضائهم ..

وهذه التصفية لها أسباب وثيقة بالثقافة العربية .. فالشعوب العربية خصيصاً لم تتعود على اختيار حكامها بل قد تختار بين هذا وذلك .. إن سمح لها ذلك .. وفي حالة تصفية الحكام .. ستصبح المنطقة في صراعات طويلة لعدم وجود إلتفاف شعبي على شخص بعينه .. لأن الشعوب العربية لم تهتم يوماً بهذا ..مما سيجعل المنطقة في الشكل الديمقراطي الأمريكي في العراق ما بعد الاحتلال .. فتنتج للصهيونية المسمى التى ارسته السوداء ( كوندليزا رايس) الفوضى الخلاقة .

المؤامرة إن لم يتداركها القادة والشعوب العربية خصيصاً حتماً ستصل إليهم .. والضحية في أخر المطاف هم الشعوب التي ليس لها ناقة ولا جمل في هذه الصراعات والتي لا تعلم عنها سوى القشور وربما تكون قشور القشور

واذا كنا نبحث عن حل حقيقي .. فلا بد من تدارك الموقف ورفض عملية تدويل القضية نهائياً لأن لبنان بلد من المفترض أنه مستقل .. وله عضوية في الجامعة العربية .. ومن ثم فهو يعتبر غرفة من غرف البيت العربي .. اذا حدثت به حادثة يجب أن تحل في اطار الأسرة العربية .. وأعتقد أن هذا هو أحد مقومات الشخصية العربية ..منذ قديم الأزل . إلا إذا كان حكام لبنان الآن ينظرون لأنفسهم أنهم ليسوا عرباً .. أو انهم يفضلون الاحتلال الأجنبي عن السيادة العربية .. واعتقد أن من يتلاعب بالقضية يبحث عن هذا بكل ما أوتي من قوة ..

فلم يشر أحدهم ولو مجرد اشارة للكيان الصهيوني برغم كل الاجتياحات التي مرت بلبنان .. وعمليات الاغتيال المستمرة على اراضيه بأيادي الموساد الصهيوني ..

ولا عجب .. فبالامس وجدنا رئيس الجيش اللبناني يحارب من أجل اسرائيل .. وهو الآن في تل ابيب . يعيش بأمان ..فهل هذا تكرار لما حدث بالأمس .. نتمنى ألا يكون .. كما اتمنى أن يفيق المغيبون .. ويهتدي الضالون .. ويعرفون أن هناك مثل عربي يقول ( أهلك لتهلك) وليس العكس .

وللحديث دائما بقية

حسين راشد

نائب رئيس حزب مصر الفتاة

وأمين لجنة الإعلام

رئيس تحرير جريدة مصر الحرة

www.misralhura.tk

أضف تعليق