سياسة تهشيم المفاصل ..وحماس والأفق السياسي الى اين//بقلم / م. سميح خلف

 

سمي� خلف

سياسة تهشيم المفاصل ..وحماس والأفق السياسي الى اين

برغم المساعي المكثفة التي بذلتها أطراف مختلفة لوئد الصدام المحتوم بين قوى الرئاسة وحماس إلا أن تلك الجهود تبعثرت وتلاشت مع الرياح ولأن المشكلة معقدة أكثر مما تناولها الوسطاء .

وهاهي المعارك تدور في قطاع غزة بين الأجهزة والرئاسة من ناحية وناحية أخرى حماس والتنفيذية ، معارك تنقل صورها الإذاعات بصور مختلفة ولكن هذه المعارك أين وجهتها وأين تتجه ، معارك في وجهها المصور تغطي على كل العادات والتقاليد الفلسطينية وعلى السلام الاجتماعي لهذا الشعب العظيم .

لا أريد هنا أن أدخل في مفاهيم من الذي بدأ ولكن أريد أن أسجل النقمة على الأسلوب الذي يتناوله المتصارعين كخطاب للجماهير فمن هنا أي غنائم تتحدث عنها وسائل إعلام حمساوية هل هي غنائم عندما اقتحموا الكنست الإسرائيلي أم غنائم من مزرعة شارون على الأرض الفلسطينية ، عن أي غنائم يتحدثوا هؤلاء المتشرذمين المتعصبين وهل المؤسسات الفلسطينية والأموال الفلسطينية أصبحت غنائم في وجهة نظر هؤلاء الذين هم يسيؤوا لحماس قبل أن يسيؤوا لغيرها .

وفيما لو انتصرت حماس كما يتحدث بعض الحمساويين إلى أين هذا النصر إلى أين سيتجه ، هل تكسير مفاصل السلطة التي هي جزء منها يعتبر نصرا ً هل تحطيم السلطة التي ارتضت حماس أن تكون جزء منها هل هو تمرد على ذاتها .

لا ننكر أن هناك تيار منحرف في الساحة الفلسطينية بل تيار متعفن لم يقدم أي جديد على المستوى النضالي الفلسطيني ولكن غير مغفور لتلك المعارك التي تدار الآن بتكسير عظم وبدون أفق سياسي نضالي وببساطة لو انتصرت حماس أليست مطالبة من قبل إسرائيل وأمريكا لتقديم تنازل واعتراف كما طلب من التيار الذي تمثله الرئاسة إذا ما هو الجديد على المستوى السياسي والنضالي الذي يمكن أن تحققه حماس مع افتراض أنها ستسجل نصرا ً على قوى الرئاسة 

البنادق المشهورة الآن بنادق عمياء ليس لها أفق سياسي إلا في طريق واحد فقط ليس في اتجاه تعزيز البنية والممانعة الفلسطينية بل احداث انهيارات أكبر فيها ، فتصليب المواقف للشعب الفلسطيني لا يأتي عبر شلالات الدماء التي يذبح فيها الإنسان الفلسطيني في غزة وتصليب المواقف المقاومة لا يقوم بالحملات الإعلامية على تجزئة الشعب الفلسطيني ديموغرافيا ً بل كنتونيا ً وأكثر من ذلك حينما يجرد الإنسان الفلسطيني أخاه من عقيدته ويعتبر ما أخذه منه ” غنيمة” .

 

 

هل تحول الشعب الفلسطيني الذي لا ينتمي لهذا الطرف أو ذاك مجرما ً في نظر هؤلاء ومتى كانت الغنيمة في الإسلام أليست كانت الغنائم ضد الكفار وهل الشعب الفلسطيني في وجهة نظرهم أصبح كافرا ً .

 

 

كلام خطير سياسيا ً ودينيا ً وثقافيا ً يتناوله البعض في وسائل الإعلام الحمساوية لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عليه .

 

وكيف حماس كما وصفت بعض مواقعها الإعلامية أنها تحقق نصرا ً هل تستطيع حركة حماس بدون القوى المختلفة أن تصنع واقع مقاوم ضد الاحتلال ، هذا كلام فارغ إنني أرى أن الإخوة في حماس انزلقوا في منزلق خطير منزلق الفتنة الذي يتجاوب مع البرامج الأخرى والذي هو مصيره تدمير الذات وتدمير الشعب .

 

 

أما إذا كان هناك برامج إقليمية تدخل في عمق الصراع الفلسطيني الفلسطيني فإن الذي يقدم الأوراق لحماس هو الذي يقدم الأوراق لغيرها في هذا الصراع والهدف هو إحداث انهيار أخر لكل من فتح وحماس لتمرير أوراق طرف ثالث يعبث في الكينونة الفلسطينية وفي وجودها الوطني على الأرض الفلسطينية .

 

معارك عبثية لن تحسم موقف وطني ومعارك عبثية لن ينتصر فيها الشعب الفلسطيني إلا أذا كانت هذه المعارك على قاعدة مواقع ومراكز السلطة فقط .

وعلى الاخوة في حماس ان تعيد حساباتها وتعيد فيه سياستها الاعلامية والسياسية والنضالية

بقلم / م.سميح خلف

 

أضف تعليق