مصطفى البرغوثي …والتيار الذي يلعب بالدم الفلسطيني(حقائق ومؤشرات) بقلم / م . سميح خلف

 

سمي� خلفمصطفى البرغوثي …والتيار الذي يلعب بالدم الفلسطيني(حقائق ومؤشرات)

 

لم تكن مفاجئة تصريحات مصطفى البرغوثي ، هذا الرجل الذي يقال عنه رجل السلام ورجل المساعي الجادة في الوصول إلى سلام عادل ومشرف للشعب الفلسطيني .

 

مصطفى البرغوثي الذي خرج عن دائرة الفئوية والعصبية الذي يريد الأخرون أن يكبلوا فيها كوادر هذا الشعب المتقدمة في خنادق المواجهة المختلفة مع قوى الاحتلال .

 

 

لم يكن مفاجئ عندما ناشد مصطفى البرغوثي دول العالم بالكف عن دعم الأجهزة الفلسطينية ، ولأنه في الميدان ولأنه المعتدل ،فلقد أنصف عندما تحدث ووضع يديه على الجرح ووضع سبابته على مسببي الأحداث المؤلمة والدامية في قطاع غزة .

 

ولعل هذه التصريحات قد أكملت ما تبقى من حلقات مفقودة في تحليل ما يحدث في قطاع غزة التي أضيف لها تصريحات مصطفى البرغوثي .

 

 

لقد حذرت كتائب شهداء الأقصى ، تلك الكتائب التي تعمل تحت الأرض ولا تنزلق ولا تنزلف تحت محتويات الأجندات الخارجية التي تحيكها بعض الرؤوس الفلسطينية في داخل مواقع فتح المغتصبة من هؤلاء ،هؤلاء الذين أججوا نار القتل والقتل المتبادل مع حماس لبداية مشوار طويل على بداية القائمة حركة حماس ومن ثم كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس وأبو علي مصطفى ، سيناريو متوافق مع ما يحدث على الساحة اللبنانية تحت غطاء الإرهاب وفي الحقيقة أن الذي يحدث مبرمج لتصفية الممانعة الفلسطينية أينما وجدت مع إثارة التفرقة بين فلسطينيي الداخل والخارج من بعض الأبواق المأجورة وكأن فلسطينيي الخارج لا يعنيهم الأمر بما يحدث في قطاع غزة ونسي هؤلاء أن فلسطينيي الخارج ستكون بيدهم ورقة التغيير كما انطلقت الثورة من الخارج في عام 1965 عندما يعجز الموقف الفلسطيني عن هزيمة دائرة الحصار والتأمر في الداخل .

 

 

تصلني بيانات كتائب شهداء الأقصى التنظيم السري تباعا ً من داخل الوطن ، أما من يتشدقون بأنهم كتائب شهداء الأقصى الهاوين الاستعراضات على شاشات الفضائيات فهؤلاء كما أغتصب قرار حركة فتح فهاهم يحاولون أيضا غزو مفاهيم كتائب شهداء الأقصى ومنطلقاتها ليكونوا ذراعا ً لأصحاب الأجندات الأجنبية الدولية منها والإقليمية .

 

 

لقد رفضت كتائب شهداء الأقصى أن توجه بنادقها وأسلحتها نحو صدور أبنائها في الشعب الفلسطيني بل اتجهت مع رفاق الدرب في سرايا القدس والقسام وأبو علي مصطفى لتنفيذ عمليات مشتركة ضد الاحتلال الصهيوني في حين أن من يدعون أنهم حملة السلاح أصحاب السلاح المأجور الممول أجنبيا ً يفتحون معارك ثانوية في الخطوط الخلفية والاحتلال أمامهم ، كل ذلك من أجل تحديد الخيارات وتشويه سمعة البندقية الفلسطينية الشريفة ومن ثم إسقاطها جماهيريا ً من خلال وسائل الإعلام التي غالبا ً ما تسيطر عليها رأس المال المدعوم من الصهيونية والإمبريالية الأمريكية لتظهر صورة من جانب واحد فقط أمام الشعب الفلسطيني والشعوب العربية .

 

 

مصطفى البرغوثي الذي يتعرض الآن لحملة اتهامات وهجوم عليه لأنه تحدث عن الحقيقة وأشار إلى المتهم في قضية الاقتتال الدموي في غزة ، وهاهو من جديد يتحدث الناطق الرسمي باسم القيادة المغتصبة لحركة فتح على أن مصطفى البرغوثي أسير لجميل قدمته حماس له، كلام يستخف بعقول البشر ويمس جوهر الحقيقة فكما هم نصبوا لغتهم ونصبوا حججهم على وهم وعلى تشويه ليس لمصطفى البرغوثي فقط بل لكثير من الكوادر الفلسطينية وخاصة إذا قام هؤلاء الكوادر بالإشارة إلى اتهامهم ، ولكن هل يصدق ما قاله نزال بخصوص مصطفى البرغوثي ، مصطفى البرغوثي لا يحتاج إلى رد الجميل لأحد وإذا كان مصطفى البرغوثي عليه جميل يجب أن يؤديه فإنه قد قام بتأدية هذا الواجب لفلسطين ولكشف الحقيقة عن الأيادي العبثية التي تعبث بالشأن الفلسطيني ، تلك الأيادي التي يبتعد عنها الإعلام ويكشفها ويكتفي هذا الإعلام المأجور بتصوير المناضلين كأنهم قتلة وهذا لا يعفي أن الإخوة في حماس قد انزلقوا إلى دهاليز السلطة وانزلقوا في بعض الممارسات المأخوذة عليهم وهذه هي الأوراق القوية التي يستخدمها أصحاب الأجندات الخارجية فهم توريطيين ليس من اليوم فهم توريطيون منذ عقود فهل يكون هناك توريط أكثر من القضية برمتها في بنيات مؤسساتية أرقابها وأعناقها تحت يد الاحتلال .

 

 

لقد حاول التيار العبثي أن يجر أبناء حركة فتح لمعركة خاسرة مع الرفاق والإخوة لكلا الطرفين والرابح منها الاحتلال والتيار العبثي إلا أن كبرياء مصطفى البرغوثي والمواقف العملاقة لأبناء فتح العاصفة أبناء كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية وغزة قد حددوا مواقفهم من هذا السرطان والفايروس الذي يحاول أن يخترق كل الجسد الفلسطيني منبهين أنهم لن ينجروا إلى تلك المعركة التي تديرها أجندات أجنبية محافظين على لحمتهم في الضفة الغربية التي أرادوا لها أن تكون مثل غزة أما غزة فلها خصوصية أن التيار العبثي مازال يعبث ويتحالف مع قوى الاحتلال في ملاحقة المناضلين وتصفيتهم .

 

 

سلطة الوهم ووهم السلطة.

 

ربما يقف الإنسان الفلسطيني عاجز عن تفسير بعض الظواهر ولكن لن يعجز الإنسان الفلسطيني أن يفسر ظاهرة السلطة ومدى جدواها سابقا ً وحاضرا ً ولاحقا.

 

سلطة بنيت على وهم وتخيلوا أنهم قادة في ظل الاحتلال ووهم السلطة وبالتالي تنامى هذا الوهم لديهم رغم الصدمات ورغم أزيز الطائرات الصهيونية ومدافعها صباحا ً ومساء في سماء غزة والضفة وفي البحر وفي البر والغريب أنهم مازالوا في أحلام اليقظة ولا تريد أن تفيقهم الأزمات الدموية التي يدفع ثمنها وثمن أحلامهم الدم الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها فهم مصرين على أن يستمروا في أحلام اليقظة حتى تدمير البنية النضالية للشعب الفلسطيني .

 

غزة تدفع ضريبة الصمود وغزة في أجندة شارون الميت الحي تتعرض لبرمجياته الذي وضعها بانسحابه وغزة تعاقب لأن فرسانها ومقاوميها ومجاهديها أبو أن يكونوا ركنا من أركان بيع الحقوق والاعتراف بالحق وعذابات اليهود ، تلك العذابات المزيفة في حين أن الفلسطينيين لم يجدوا أحدا أن يعترف بعذاباتهم ومعاناتهم وحصارهم .

 

وللحديث بقية .

 

 

بقلم / م . سميح خلف

 

أضف تعليق