أخبارنا العربية اليوم!//أسامه طلفاح

الوطن العربي“ما هذا ؟
أمة بكاملها تحل الكلمات المتقاطعة وتتابع المباريات الرياضية، أو تمثيلية السهرة ، والبنادق الاسرائيلية مصوبة إلى جبينها وارضها وكرامتها وبترولها.”
محمد الماغوط

كتبها قديماً ؛ في وقتٍ عصيب و صعب و مؤلم للغاية ، وقتٌ طُبعَ على جبين الامة العربية بلا منازع ، كان حينها الألم صاحب حلاوة و لذّة برغم كل الجراح و كلّ ما كان ينزف في الأرض العربية ، غادرنا الماغوط و بقيت كلماته التي صمدت أكثر من بغداد في وجه الإسقاطات التي تعيشها أمتنا.

أمةٌ بأكملها تشاهد المباريات الرياضية و تجلس خلف شاشات التلفزة و تحمل بين يديها التسالي و المكسرات المتنوعة و تتحدث الإنجليزية بعدما نسيت العر بية! ، أمةٌ بأكملها تتنازع فيما بينها و تقتل بعضها البعض من أجل كراسي مزكرشة بالدم الأحمر و الإسقاطات .

ما الذي يحدث؟ و ما هي آخر أخبار الأمة العربية؟

أخبارنا من الأراضي المحلتة ؛ فلسطين

نتيجةً لما قام به الإخوة و أبناء الدم و الجنس الواحد و القضية المختلفة من فتح و حماس من أعمال عنف و قتل و انتهاك لأي معنى من معاني الإنسانية قُسمّت فلسطين اليوم إلى دولتين فوق كلّ التقسيم الذي حدث و فوق الاغتصاب الذي جرى من قبل إسرائيل ، فاليوم التقسيم الجديد جاء على أيدي الفلسطينيين أنفسهم ، “حماسستان” و حدودها غزّة و” فتحستان” و حدودها الضفة . حيث أصبحت غزة دولة قائمة بذاتها و الضفة كذلك دولة قائمة بذاتها ، و لكلٍ منهما رئيس حكومة ووزراء و مؤسسات مختلفة في المضمون و القواعد والأسس.

دمارٌ لا يوصف و دماء لا حصر لها نزفت من أبناء الشعب الفلسطيني جراء اقتتال حماس و فتح حول السلطة ، إنقسام ٌ داخلي أدى إلى قتل كل منهما الآخر بسلاحٍ لا يملكه أي طرفٍ منهم، فقد وصل عدد القتلى بين فتح و حماس من أبناء الشعب الفلسطيني أكثر بكثير مما قتلت إسرائيل من الفلسطينيين منذ أن دخلت حماس غمار العملية السياسية.

لن نلوم إسرائيل بعد اليوم! دعوها تحتل ما تبقى من أراضي فلسطين و دعونا نعود إلى تلك الحجارة من جديد بدون أي أسلحة إلكترونية تذكر ، فلا زلنا في عصر بعيد لا نجيد استخدام أي شيء فيه ، حتى الفكر و العقل و المنطق!.

أخبارنا من لبنان و أنهر الدم المتواصلة!

لم يعش أهل لبنان يوماً واحداً يجسد أي معنى من معاني الراحة و السعادة ـ و الصورة هناك لا تختلف عن سابقتها في فلسطين من حيثية الإقتتال على السلطة من جميع الأطراف السياسية التي أصاب عقلها الحِمض و الصدأ ، بل خرج الأمر عن المعهود في لبنان من خلال فصائل و ميليشيات تدعي الإسلام و لا علاقة لها بمضمون الإسلام و لا الإنسانية ، فالدمار و الدماء أصبحت صفة سائدة و صورة دائمة على المجتمع اللبناني الذي أصبح يخشى الخروج من منزله للشارع بل أصبح يخاف على نفسه و أهله من بيته الذي يعيش فيه ، و الصورة غير واضحة نهائياً لما يجري في لبنان ، فكلّ الأطياف تدعي الحتمية في مسيرتها نحو بناء لبنان أكثر أمناً و أماناً لأهله ووطنه و أمته .

أخبارنا من العراق و ما قبل وجود البشرية!

ال صورة تحدث نفسها بنفسها و تتحدث عن واقع ما يعيشه العراق اليوم ، و ما يعيشه أهل العراقِ اليومَ أيضاً ، لا نستطيع حصر صور الدمار الذي أخذ العراق إلى ماضِ بعيد ، أبعد من تاريخ وجود البشرية على الأرض! ، و لن نستطيع قياس طول أنابيب الدماء المتدفقة من أجساد العراقيين في كلّ يوم.

أخبارنا من كلّ أرضٍ عربية

جرح عربي نازف يأن و يقول أنا عربي مسلم ، أنا الصومال و آخر هو السودان ، و آخر هو جزر القمر ،وملاينُ الأصوات و الحناجر تأن و تصرخ و لا زلنا نشاهد مباريات كرة القدم الأوروبية بشغف ومهانة و ندمّر بعد كلّ مباراة أوطاننا بأيدينا و ننادي بالنصر ..

هي ذي مجمل أخبارنا العربية اليوم ..

و النتيجة ستون لصفر !!!

_________
أسامه طلفاح

otelfah@hotmail.com

أضف تعليق