أخطأت حماس … تراجعت فتح .. (ودور الاعلام الفلسطيني القاتل)بقلم / م .سميح خلف

أخطأت حماس … تراجعت فتح .. (ودور الاعلام الفلسطيني القاتل)

 

 

مازال الإعلام الفلسطيني يقود بل مكلف في نطاق التصور الأمني لكل من الرئاسة وحماس حملة قاسية مميتة لا تقل خطورة عن الخطأ التكتيكي الذي استخدمه كلا الطرفين منذ وصول حماس للسلطة التشريعية وكانت نتيجة هذه المصادمات والتناقضات والعبث ما حدث في غزة الأسبوع الماضي ، لم يركز الإعلام الفلسطيني الممنهج في حملته الإعلامية على قضايا كانت أكثر خطورة كالممارسات الإسرائيلية في الضفة وغزة فأصبح الآن العدو الرئيسي حماس وأصبح العدو الرئيسي لحماس نهج الرئاسة وتاه الشعب الفلسطيني بل يقتل الشعب الفلسطيني عن سابق إصرار وترصد من وسائل إعلامه بغية زرع اليأس والإحباط والنقمة المتشرذمة في نفوس هذا الشعب ، في وجهة نظرهم ما فعله الحصار وما فعله الاحتلال وما فعلته به الأيام منذ أن سلبت أرضه بل يقوم الإعلام الفلسطيني وبخطوات متقدمة لخدمة الثقافة والإعلام الصهيوني الذي يتمنى دائما ً أن تكون مؤثراته على الشعب الفلسطيني كما هو الحال في الإعلام الفلسطيني .

 

إعلام مبني على الحقد وعلى زرع الضغينة ، إعلام يمهد لمزيد من التآمر على مصالح هذا الشعب المغلوب على أمره .

 

 

وقفات يجب أن يقفها الشعب الفلسطيني أمام هذا الإعلام وأدواته واستخدامه لأسلحة فتاكة تذيب أي شعب وله أثار مدمرة أكثر من قنبلة هيروشيما ، إعلام يفوق في الحقد والدهاء ما يفوق ما يخطط له الموساد وما تخطط له المخابرات المركزية الأمريكية إلا إذا كان هذا الإعلام ضمن خطة ممنهجة ومتوازية مع التطورات السياسية على المستوى الإقليمي والدولي .

 

 

إعلام بدل من أن يساعد على خمد الفتنة يقوم على عناصر التأجيج لمزيد من الفتن والانقسامات وفي ظل هذا الجو المحموم الحاقد التي تدريه عجلة الإعلام الفلسطيني هاهي تفوق في الأفق ملامح مخطط مرعب لغزة ومخطط مرعب أكثر للقضية الفلسطينية برمتها ، هاهي وبقدرة قادر المعونات الأمريكية تتدفق وبشكل مفاجئ إذا ما قسنا هذا التدفق وسرعته بما كانت المواقف عليه قبل أسبوعين للرباعية وأمريكا وإسرائيل وكأن الشعب الفلسطيني ولد فقط منذ يومين وليس له قضية لعشرات من العقود ، وكأن الشعب الفلسطيني فوجئ العالم عليه وهو خاوي البطون متشقق الرمق ، ما هذه الإنسانية المفاجئة التي هبطت من هؤلاء على الشعب الفلسطيني هل هي من العناية الألهية أم من أفعال شياطين يتزينون بكل ألوان الطيف لتجمل صورتهم أمام التاريخ ولكن هيهات التاريخ أن يجملهم بعد أن يفقد اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم للأبد جراء خطوات عبثية وجراء تمثيل دجلي عن الشعب الفلسطيني .

 

إعلام قاسي ومميت يتناغم مع ما هو مبيت ومعد ومبرمج للكينونة الفلسطينية وأعتقد أن الإعلام الفلسطيني متهم في نفس نوع وذات الجرم الذي يرتكبه السياسيون بحق فلسطين والفلسطينيون ، لقد سمح الإعلام الفلسطيني وبدون أدنى مسئولية وطنية وفتح مساحات واسعة للدجل وللدجالين وكأن أصحاب المؤسسات الإعلامية دخلوا في علمية تدويل وعولمة للشخصية الفلسطينية كما هو مطلوب بالضبط سياسيا وأمنيا ً ولا يخفى على أحد أن الإعلام الفلسطيني وقع في عملية أمننة لأهداف يقودها مجموعات وفئات سيكتب عنها التاريخ بكل حيادية وسيكتب عنها التاريخ الفلسطيني كما كتب عن السابقين .

 

 

قد أخطأت حماس وليس بالخطأ البسيط الذي يمكن أن يعالج في أيام أو شهور للبعد النفسي الذي أصيب به الشعب الفلسطيني جراء الحملة الإعلامية الشرسة والقاتلة التي تقودها الأجهزة الإعلامية وأخطأت حماس عندما دخلت من خندق إلى خندق أخر وفي كمائن نصبت للتفجير ألم تسأل نفسها حماس كيف انتصرت بنصر مزعوم على المكونات المادية لأجهزة دولية وإقليمية ، ألم تسأل نفسها حماس ولو كانت تواجه رسوم متحركة أو شخصيات كرتونية لما حققت نصر في خلال يومين في السياسة ليس ثمن للشعوب ولا للأفراد هكذا علمنا تاريخ الصراعات في العالم والغريب أن وسائل الإعلام تصور وتتباكى على هذا الشعب الذي توضع حقوقه الآن ومنذ يومين في المزاد العلني للرباعية ولأمريكا ولإسرائيل .

 

 

وفجأة وغزة تحكمها حماس والضفة تحكمها الرئاسة وكما يقولون ” فتح” ينقشع الضباب وتتهافت التصريحات نحو أفق السلام المزعوم والأوضاع سانحة الآن للبدء في عملية سلام جدية ما من عاقل يخدع وكأن العصا السحرية قد غيرت الحال بأخر إلا إذا كان هذا لتغيير وفق الشروط التي حددتها الرباعية وأذكر فيها الآن :

 

 

1- لا لعودة اللاجئين .

 

2- لا للقدس .

 

3- لا لدولة فلسطينية تمتلك السيادة على أراضيها .

 

4- لا للانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967 .

 

 

مساعدات بملايين الدولارات تنهال ليس كرما ً ولا موقفا ً إنسانيا ً مما يسمى ” المجتمع الدولي ” بل أموال ثمنها الوطن وسمعت صديقا ً يقول ما أحوجنا الآن أن أقول ” يا تجار الوطن حلو عن ها الوطن ” ، أما الشعب الفلسطيني والمحن فلا أعتقد أن الشعب الفلسطيني الأموال الأمريكية والرباعية ستنهي محنه فالمحنة هي الوطن والمحنة هي التراث والتاريخ والحقوق .

 

 

حماس أخطأت ولا أدري على ماذا تراهن حزب الله استدرج لمعارك داخلية ولم يقع في الخنادق والكمائن كما فعلت حماس ولذلك حافظ على جذوة انتصاره وحافظ على قواه الداخلية أمام البرنامج الأمريكي والصهيوني ، كيف وقعتم يا حكماء حماس في هذا الخندق ومن المسئول الآن عن الانهيار الوطني الحادث فاللعب أصبح على المكشوف في أوراق وطنية هامة كان لا يمكن تناولها في السنوات السابقة إلا من تحت الطاولة أم الآن أصبحت الأوراق مكشوفة والتحركات مكشوفة والتوجهات أيضا ً والإعلام الفلسطيني مازال يسوق بذور الشرذمة والحقد لكي تمرر أوراق سياسية هامة والشعب الفلسطيني في سكرته وعاطفته يدق قلبه على أوتار ما يتحدث به الإعلام والإعلاميين .

 

 

أما فتح تلك الحركة الصابرة الصبورة على الظلم الذي وقع في حقها سواء من حماس أو من بعض الشخصيات المتحكمة في قرارها نقول فتح تراجعت ولبس ثوبها واستبدل فتح لم تكن يوما جزء من معركة داخلية ولكننا وبشكل موضوعي لا يمكن أن نحاسب أفراد وإذا كان هناك لابد من الحساب بالمنظور الوطني فلابد أن يحاسب نظام وإطار سياسي سواء في فتح أو في حماس فعندما يراد تهميش المسؤوليات وإذابتها فإننا نقول أن فلان أخطأ وكأن الخطأ بسيط ولكن الحساب يجب أن يكون على أساس نظام سياسي وأطر سياسية ومدى وفاء وصدق تلك الأطر للإحساس الوطني العادي للإنسان الفلسطيني هذا هو مجال المحاسبة لفتح التي تراجعت وحماس التي أخطأت .

 

 

الإعلام الفلسطيني متهم والمديرين لهذا الإعلام متهمين لأنهم يعملوا ضمن برامج متكاملة لإحداث إنهيارات للشعب الفلسطيني ووسيلة من الوسائل الهامة من أجل تمرير صفقات قادمة ستدمر المشروع الوطني المظلوم من أيادي العابثين في هذا المشروع الذي أصبح معروض وبشكل مفضوح ومباشر للبيع في المزاد العلني .

 

 

بقلم / م .سميح خلف

فكرة واحدة على ”أخطأت حماس … تراجعت فتح .. (ودور الاعلام الفلسطيني القاتل)بقلم / م .سميح خلف

  1. م / سميح خلف
    وما الجديد فى ذلك فكل الاعلام فى المنطقة العربية موجهة
    اين الاعلام الحر حتى الحرة موجهة ولا ايه شكرا لك
    ——————————————
    ادعوك للتكرم بزيارة مدونتى للاطلاع على موضوعى الجديد
    من المسؤل عن تدريبنا على المعارضة وارجو ان نالت المدونة رضاك ان تصوت لصالحها من بين افضل 100 مدونة ولك كل الشكر فى انتظارك

أضف تعليق