الخروج من السلطة سبيلاًََ للنجاة من الفخ//بقلم محمد رياض

الخروج من السلطة سبيلاًََ للنجاة من الفخ

بقلم محمد رياض

عزل حماس في غزة و تصفية وجودها في الضفة بات ما يسعى إليه عباس و حاشيته. و هذا ليس سراًَ إكتشفته و لا هي نبوئة إنكشفت لي في المنام بل هو إستقراء لما يجري على الأرض من أحداث و ما يصرح به مسؤولي الأمن الخارجي في أمريكا و أوروبا لوسائل الإعلام و هو ما تعكسه مواقف الأنظمة العربية الرسمية.

فما أن سيطرت حماس على قطاع غزة عسكرياًَ حتى قام أبو مازن بإقالة هنية و تعيين حكومة طوارئ و إعلان أجهزة حماس العسكرية في الضفة قوى خارجة عن القانون, ثم جاء رفع الحصار و إستئناف ضخ الأموال و الإعتراف الدولي بحكومة الطوارئ, ثم قام عباس تعبيراًَ عن شكره و إمتنانه بالدعوة إلى إستئناف المفاوضات مع الصهاينة فوراًَ, محذراًَ بإن الوقت ليس في صالح السلام و بأن أي تأخير سيؤدي إلى فلتان الأمر من أيدي (الشركاء الحقيقين) وقد قام أولمرت برد التحية بأحسن منها واصفاًَ حكومة الطوارئ هذه بأنها أفضل من يمكن التوصل لحل دائم معه. أما بالنسبة لغزة فقد أعلن أولمرت أن كيانه المحتل سيستمر بتزويد غزة بالمياه و الوقود فقط و لا شيئ اّخر, و مصر أغلقت الحدود مع غزة و أعلنت انه لا تعامل إلا مع العباسيين.

و هكذا فالواقع على الأرض كفيل بشرح نفسه, خنق غزة و الإنفتاح على الضفة. طبعاًَ الغرب و أتباعه من أنظمة الشرق لن يعيدوا إرتكاب نفس الحماقة مرتيين فيدعموا عباس و قواته و يقوموا بتسمينها لتأخذها حماس بعد ذلك مجاناًَ وعلى طبق من فضة كما حصل في فجيعة غزة و لذلك فالحذر مطلوب هذه المرة فلابد من تزامن بين بناء أجهزة عباس في الضفة و بين تصفية وجود حماس هناك و هذا ما يفسر الحملة العنيفة التي تشنها أجهزة السلطة على مراكز حماس و مؤسساتها و إعتقال رموزها و كوادرها عاداك عن محاولة عزلها شعبيا و ذلك بحل مجالس البلديات المنتخبة و التي سيطرت عليها حماس و إستبدالها بأخرى معينة كما حدث في نابلس و قلقيلية و طوباس و غيرها.

هذا عن الضفة أما بشأن غزة فعباس ليس قلقاًَ جداًَ فهو يعتقد أن الجوع كفيل بتركيع الغزاويين أو على الأقل بأستنفاذ طاقاتهم و عندها يمكن مقايضتهم بعودة الفساد مع الخبز أو بالموت جوعاًَ في ظل حكومة نظيفة.

و بإختصار فأن عباس يريد الأمساك بأيدي حماس الأضعف, و الأيدي الضعيفة هنا هي الشعب في غزة و الشعبية في الضفة. اما إن أرادت حماس النجاة من الفخ فينبغي عليها اولاًَ التخلص من اليد الاولى و إستنقاذ اليد الأخرى. و ذلك يمكن أن يتم فقط بالإنسحاب من السلطة فما دامت حماس هي من يسيطر فعلياًَ على الأرض في غزة فلن يضيرها بل و سيفيدها ان تلقي بعبئ الأدارات المحلية و تمويلها و الموظفين و مرتباتهم على عباس (أليس هو رأس القيادة الشرعية) فليتحمل مسؤلياته إذاًَ, لكنه سيكون غير قادر أبدًَا على إعادة بناء أجهزته في غزة لأن من يمسك بزمام الأمور على الأرض هو من يقرر ما يكون عليه الحال على الأرض و هكذا تكسب حماس سيطرة فعلية مجانية على القطاع و يخرج عباس بسلطة إسمية مكلفة. أما في الضفة فأن الضمانة الوحيدة لإستمرارية حماس هو عودتها لخانة المقاومة و إبتعادها عن كل ما يمت للسلطة بصلة, حيث أن من حول عباس اليوم هم نفسهم من جلبوا على حركة فتح الويلات و كره الناس و مقتهم و ذلك لفسادهم و إفسادهم المعروفين و حماس حينما كانت في الصورة معهم نالها و بلا شك شيئ من لعنتهم و لا يخفى طبعاًَ أن الكثيرين من أهل الضفة يعتبرون أن حملة فتح الأخيرة على حماس هناك ما هي إلا جزء من صراع النفوذ بين الحركتين و لذلك يعتبرون أن لا ناقة لهم فيه ولا بعير و هذا قطعاًَ يسمح بتمرير مخطط البطش بحماس في الضفة لكن إن نأت حماس بنفسها عن كل ذلك و أعلنت إنفصامها التام عن جسد السلطة الموبوء و عادت الى المقاومة بفاعلية فسيفهم الجاهل و العالم ان ما يحدث هو بطش سلطة اوسلو بالمقاومة إستجابة لرغبة العدو. و هكذا يتضح الفرز الشعبي, العباسيون في خانة العملاء و تصطف حماس في خانة المقاومة.

و إن حصل هذا فستذهب جهود السلطة لإستئصال حماس أدراج الرياح حيث ستكسب الحركة زحماًَ جماهيرياًَ يعوضها عن ما قد تفقده نتيجة بطش السلطة. و هكذا تكسب حماس أرض غزة و شعب الضفة و لا يبقى لعباس إلا عبء دفع المعاشات.

فكرة واحدة على ”الخروج من السلطة سبيلاًََ للنجاة من الفخ//بقلم محمد رياض

  1. اخى الفاضل
    لم يعد العقل يستوعب ما يدور فى كواليس السياسة
    واخشى ما اخشاة ان نرى فلسطين الشرقية وفلسطين الغربية
    زى زمان كان هناك باكستان الشرقية وباكستان الغربيو قبل ان تتحول الاولى الى بنجلاديش
    شكرا لك وربنا يوفقنا الى ما فيه خير الامه
    —————————————————
    ادعوك للتكرم بزيارة مدونتى للاطلاع على موضوعى الجديد
    من المسؤل عن تدريبنا على المعارضة وارجو ان نالت المدونة رضاك ان تصوت لصالحها من بين افضل 100 مدونة ولك كل الشكر فى انتظارك

أضف تعليق