كلام لن يروق لفضائيات الحرة والعربية والمستقبل//العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

كلام لن يروق لفضائيات الحرة والعربية والمستقبل

الإلقاء باللوم على الزعماء الوطنيين وتحمليهم كامل المسئولية عما لحق بالعرب والمسلمين.

 

هو نهج وسلوك كل من قصر في واجبه الوطني أو القومي إبان نكبة العرب في فلسطين عام 1948م, وأسلوب كل من قضى سنين عمره وهو يتآمر على وطنه والأمتين العربية والإسلامية. وهؤلاء يجدن الفرج والمخرج في إشباع غرورهم وطمس أدوارهم المشبوهة بهدف خداع الشعوب والجماهير. وذلك من خلال إلقائهم باللوم على جمال عبد الناصر والثورات الوطنية, وتحميلهم المسؤولية عما أصاب العرب والمسلمين ,بما فيها نكسة حزيران عام 1967م.

 

ونفس الطريقة والأسلوب يتبعهم كل من تآمر على العراق , وقدم كل دعم لقوات الاحتلال الأمريكي. وكل من وضع العصي في عجلة اختيار الشعب الفلسطيني لحركة حماس, وخاصة حين قاطع حكومة إسماعيل هنية, وشارك بحصار الشعب الفلسطيني .ويطل علينا وهو يتباكى اليوم على الاقتتال الدائر فيما بينهم. ويذرف الدمع السخين على حال العراق والعراقيين, وعلى حال فلسطين والضفة والقطاع والمخيمات وحال الشعب الفلسطيني المسكين.

 

والمضحك أن قناة العربية بدأت تدعو وتبتهل إلى الله أن يحفظ وينقذ الشعب في لبنان والعراق وغزة والضفة وأقليم دار فور. وهي مع هؤلاء ومع باقي أسرة إعلام السوء والخيانة والعمالة والتآمر,لم يضيعوا فرصة إلا واغمدوا كل خنجر وسكين ورمح مسموم في ظهر وخاصرة وبطن وعنق كل من لبنان والعراق والسودان والصومال وسوريا وفلسطين. لكي تبقى عليهم الإدارات الأمريكية راضية مرضية ,ولسلوكهم الخسيس مطمئنة.ولأن هؤلاء هم المدانين والمتهمين عن كل ما أصاب العرب والمسلمين من نكبات وهزائم ونكسات طيلة ستون عاما,لذلك تحركوا الآن بمكر ونفاق وكذب وخداع وأباطيل ليستروا دورهم الخياني أو المشبوه أو الخاطئ. ويلقوا باللائمة على الوطنيين والشرفاء والمخلصين. وعلى فصائل المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين,وحركتي فتح وحماس وسوريا. وموقف خالد مشعل والرئيسان لحود والبشير. ومن يصغي لما يردده الليبراليين الجدد ومعهم سعد الدين إبراهيم رئيس مركز أبن خلدون لوجدهم يعتبرون أن الطغاة والديكتاتوريين هم جمال عبد الناصر وحافظ الأسد وبشار الأسد وصدام حسين والقذافي والبشير. وماعداهم فهم رموز ورسل الديمقراطية والحرية والمجتمع المدني.

 

فتصور أيها العربي الوطني والشريف كم هؤلاء ثلة حاقدين أو جاهلين أو مقصرين ومتقاعسين ومذنبين, وخطاة وآثمين, أو مجرمين أو عملاء وخونة ومتآمرين, وخبراء تزوير وتزييف.

 

هل نسي أحد بعد كيف طبلت وزمرت فضائية العربية وباقي أسرتها الإعلامية وفضائيات بعض الدول المجهرية للاحتلال الأمريكي للعراق, وكم هللوا لهذا العدوان والاحتلال, ورحبوا فيه أيما ترحيب؟ وكم فبركوا من أكاذيب بحق النظام العراقي؟ والتي ثبت للقاصي والداني أنهم كانوا كذابين,أو خونة وعملاء من آخر طراز.اضطرت جورج بوش ليقر بأنها كانت مجرد أكاذيب.

 

هؤلاء خسروا أنفسهم , وخسر نفسه أيضا كل من يقف معهم آو يدعمهم بالمال. أو يساندهم ويشد على أيديهم من طرف خفي.لأنهم شوهوا سمعتهم وشوهوا سمعة أسيادهم الآخرين. وخاصة حين طردوا من عرس الاحتلال الأمريكي للعراق,وحرموا من طعام عقيقة مشروع الشرق الوسط الكبير أو الجديد. وخرجوا بخفي حنين , وبدون أن يظفروا بشيء من فتات يبلون به الريق. وبهذا العمل المدان دفعوا بكل مؤمن بالله أو وطني وحر لأن ينظر إليهم بشك وريب,وعلى أنهم زمر ضلال وسؤ.ارتضوا أن يكونوا مع الخوالف يكرروا اسطوانتهم المشروخة بأن بيوتهم عورة, والوضع العربي والدولي لا يناسب ولا يلائم مواجهة الأعداء,وان السيل الأمريكي والصهيوني عارم سيجرف كل شيء أمامه. ولذلك بات ينظر العرب والمسلمون إلى هؤلاء على أنهم:

 

  • هم المسئولين عما أصاب العرب والمسلمين من نكسات وهزائم,وما لحق بهم من ويلات ومصائب. ويتحملون القسط الأوفر عن كل الجرائم والدمار والخسائر والجهل والتخلف .
  • هم من هدر قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. نتيجة معاهداتهم وأحلافهم المشبوهة مع البريطانيين. ومن بعدهم الأمريكيين.لكي يحفظوا عروشهم وتوارثهم للحكم مضحين بكل شيء.فالمعاهدات مع المستعمر إنما صممها المستعمر لتخدم مصالحه فقط.
  • وأن لهم الدور الأكبر في تفجير الصراعات والحروب الأهلية, وتسميم وتلغيم الأجواء.
  • وهم من دفع بالعراق وفلسطين ولبنان إلى هذه الحالة التي لا تسر عدوا أو صديق.
  • وهم من ينفخون بالكير ليحرقوا لبنان كما أحرقوا العراق وفلسطين. وهم من يتحملون مع إدارة بوش وإسرائيل كامل المسئولية عن كل معاناة الفلسطينيين والعراقيين والعرب والمسلمين.وعن هدر الدماء, وتبديد الثروة والمال,وأموال دافع الضرائب الأمريكي.
  • وهم سبب تنامي الفقر والجهل والمرض والتخلف, لتواطئهم مع الصهيونية والإمبريالية.
  • وهم سبب تنامي ظاهرة العداء بين العرب والمسلمين وبين الغرب والأمريكيين. وهم من أسهموا ويسهمون بتصرفاتهم وسياساتهم الطائشة إلى انتعاش الإرهاب والإرهابيين.
  • وهم من لم يحضروا مؤتمر أو يوجهوا دعوة لحضوره إلا من باب رفع العتب.ولم يقدموا مساعدة لدولة أو شعب إلا من باب إسكات الألسن,أو بعد موافقة الإدارات الأمريكية.
  • وهم الدجاجات التي تبيض ذهبا للصهيونية وإسرائيل والإدارات الأمريكية والأوروبية والاستعمار والإمبريالية. فالدفاع عنهم ضروري وواجب لا يعلوه واجب.
  • وهم بأفعالهم إنما يريدان تشويه الفكر والعروبة والتراث والأديان السماوية بما يناسب الصهاينة المجرمين.وخاصة حين تعتبر فضائية العربية أعمال المقاومة تجارة موت.

هل نسي هؤلاء أن أحد أجداد بعض الحكام الحاليين كان قد قتل كل اخوته كي يحصر الإمارة ببنيه من بعده؟ وهل نسي هؤلاء أن جد أحد الملوك أرسله الباب العالي ليحارب المحتل. فإذا به يفاوضه ويذعن له بكل ما يريد ليجعل منه الحاكم الجديد. بما يضمن مصالح المستعمر ويضمن له ولذريته حكم مصر لمئات السنين؟ وهل نسي البعض الآخر أن الشريف حسين جاء ليحرر العرب من ربقة الاستعمار. فخدعه الحلفاء حين نكثوا بوعودهم وخانوا عهودهم.ووضعوا الوطن العربي تحت سطوة استعمارهم الجديد متعدد الجنسيات.ومزقوا الوطن العربي إلى دول, نصبوا على بعضها حكاما لتبقى لهم ولذرياتهم من بعدهم ملكا عضود؟ واستمر أحفادهم منفردين بالحكم والسلطة.ويدعون أن حكمهم كان بمنتهى الحرية والديمقراطية,ويشهد لهم بذلك الاستعمار فقط من القرن السادس عشر أو التاسع عشر أو العشرون إلى القرن الحادي والعشرون.

 

لو قبل جمال عبد الناصر وحافظ الأسد أو صدام حسين بنذر يسير مما قبله أو ارتضاه بعض هؤلاء, لبايعهم الاستعمار والإمبريالية أمراء وملوكا وقياصرة وأباطرة وسلاطين مدى الحياة. ولكن شتان بين هؤلاء القادة الوطنيين الشرفاء المخلصين الذين لم يفرطوا بحق وشرف وأرض وعرض , وبين البعض الذين فرطوا بالمال والثروات والأرض والعروبة والإسلام والعرب والمسلمين وجميع المواطنين وبتاريخ الأجداد والآباء. وقربوا إليهم ثلة من الحاقدين والجهلة والجائعين الشهرة والجاه, أو الخونة وعديمي الوجدان والشرف والضمير والكذابين والدجالين والمنافقين وشياطين الأنس وأعداء الله والدين الشرهين للمال والذهب.

 

متى يعي هؤلاء أن ما يفعلونه إنما هو دعم وإمداد وعون ومساعدة لكل من يعتدي على الله وعباده والعرب والمسلمين. ولاينا لهم منه سوى الإثم والذنوب والسخط من رب العالمين؟

 

ولو أن حاكم الإسكندرية الشهيد محمد كريم قبل بعروض نابليون لبقي في منصبه. ولا آل إليه ولبنيه وأحفاده من بعده حكم مصر. ولكنه آثر أن يكون صادقا مع الله, ومع شعبه المصري. فأعلن الثورة على نابليون رغم منصبه وثرائه.فكان إعدامه بمثابة الشعلة المضيئة لمن بعده لكي يحرروا مصر. بينما ظفر هو بالشهادة , وتشتت بنيه في أرجاء العالم والوطن العربي. وخسر أحفاده حتى الجنسية المصرية. وعانى ويعاني كثير منهم الجور والتشتت والفقر. والمؤسف أن لا تجد من مثقفي وحكام مصر ومركز ابن خلدون بمن يطالب فرنسا بالاعتذار لأسرة محمد كريم. ولو قبل الأبطال عبد القادر الجزائري وعمر المختار وسلطان باشا الأطرش بجزء من مطالب المستعمرين لتوجو سلاطين على الجزائر و ليبيا وسوريا ولبنان وبقي الحكم لذرياتهم من بعدهم.

 

ولأن الملك محمد الخامس رفض الإذعان للفرنسيين نفي من المغرب مما دفع بالشعب المغربي إلى إعلان الثورة وراح يقدم التضحيات ليجبر المستعمر على الرحيل وإعادة ملكهم المحبوب.

 

ولأن الزعيم جمال عبد الناصر كان وطنيا وشريفا وأراد الخير لشعوب العالم وللامتين العربية والإسلامية ورفض الإذعان للصهيونية وإسرائيل وقوى الاستعمار. شنوا العدوان الثلاثي عام 1956م على مصر, وطربوا فرحا لهزيمة جيشه عام 1967م, ومزقوا قلبه بجريمة الانفصال, وحوادث أيلول الأسود عام 1970م. وغيبوا بنيه عن المسرح السياسي. ويذمه البعض من خمسون عاما إلى الآن, ولم يشفع له موته منذ 37عام, فما زال هؤلاء على غيهم سائرون.

 

ولأن الرئيس صدام حسين رفض الرضوخ لبوش والاستسلام والإذعان لوضع العراق تحت مظلة الاستعمار.جعلوه يدفع ثمن ذلك دمه ودماء بنيه ودماء معاونيه ودماء الكثير من العراقيين.

 

ولأن الرئيس حافظ الأسد رفض الاستسلام والتفريط بشبر من الأرض العربية وحقوق العرب والفلسطينيين, وأنقذ لبنان من طاحونة حرب أهلية كان يقودها بعض زعماء الأكثرية المتحالفين مع تيار المستقبل. وهزم إسرائيل أعوام 1973 م و 1978م و 1982م .حركوا ضده كل ما هب ودب ليحرقوا سوريا ويمزقونها بحرب أهلية. وحين فشلوا راحوا يتطاولون مع باقي الخونة والعملاء عليه بألسنتهم القذرة للنيل منه ومن بنيه وبعض أقاربه ومعاونيه.

 

ولأن الرئيس بشار الأسد أصر على أن يرضي الله, ويلتزم بنهج أبيه وحزبه. راحوا يتهمونه بتهم كاذبة ويحرضون الجماهير عليه, ويسخرون كل عميل وخائن وفاسد ليتطاول عليه. وينظمون الفاسدين واللصوص والمجرمين والفارين من وجه العدالة كفصائل معارضة متصهيينة تقتات على موائد دول الاستعمار والصهيونية وإسرائيل. ويحركون عملائهم في العراق ولبنان ودول الغرب للنيل منه. وهم يعلمون علم اليقين أن أبناء السيد الرئيس ذرية صالحة,لم يقترف أي منهم ذنبا أو إثما بحق الله أو بحق الشعب أو أي مواطن من المواطنين. حتى أن البريطانيين يذكرون الرئيس بشار حافظ الأسد بكل خير حين عالج الكثير من المرضى البريطانيين أثناء تخصصه العلمي. وكثير من السوريين يذكرون مساعدته الطبية لمرضاهم في مستشفى تشرين.

 

لهؤلاء نقول إن كان حليفكم بوش يجهد لإيقاع الضرر بكم بهدف الانتقام كعقوبة لكم على ورطته في العراق,فكيف تريدون أن يحترمكم الأحرار من عجم وعرب وغير عرب ومسلمين ومسيحيين؟ وكيف يمكن لفضائيات الحرة وسوى والعربية والمستقبل وصحف المستقبل والنهار والحياة والسياسة والشرق الأوسط بإداراتها وطواقمها المنافقة, والمخادعة والكاذبة, أن تخدع شعوب العالم والأحرار والشرفاء والعرب والمسلمين,بعد آن سقطت عن وجوههم كل الأقنعة؟

 

الجمعة 15/6/2007م

العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

البريد الإلكتروني: bkburhan@yahoo.com

أضف تعليق