كتائب شهداء الأقصى أم كتائب أمناء الهيكل//عبد العزيز ياسين

كتائب شهداء الأقصى أم كتائب أمناء الهيكل

 

عبد العزيز ياسين

 

رحمك الله يا حسين عبيات و يا رائد الكرمي ورحم الله كل من قضى وكل من ينتظر من أبناء كتائب شهداء الأقصى الأحرار الذين مازالوا يتصدون حتى الآن للهجمة الصهيونية بقلوب مؤمنة وثبات راسخ وإدراك واعي في توجيه بوصلة البندقية، ورحم الله كثيرين غيركم ممن لا نعرف أسماءهم ممن قضوا ربما في مقابر الوقائي الجماعية ضمن عملية التصفية “الفتحاوية” لكتائبها المجاهدة، نعم فقد قالها “دحلان” للإسرائيليين والأمريكيين في العقبة وفقاً لما نشرته الصحف العبرية عما تسرب من محاضر العقبة (أما بالنسبة لكتائب الأقصى فقريباً ستصبح الكتاب المفتوح أمامنا بعد تصفية أهم القيادات فيها)، وهو الذي قال أنه سيشتري سلاح هذه المنظمات (الإرهابية) بعد تصفية واعتقال أهم قياداتها بالتعاون مع الاحتلال، لم تعد لكتائب شهداء الأقصى تلك الصولة في صفوف فتح بعد أن تمت تصفيتها من قبل دحلان وعباس وسرقتهم لاسمها الشريف كما سرقوا اسم “فتح التاريخية” من قبل، وسارعوا إلى تشكيل مجموعات محسوبة عليهم ممن يوثق بهم أمثال زكريا الزبيدي في جنين والمعروف أنه مرتبط مع الاحتلال الذي يسمح له بالتنقل من مدينة إلى أخرى في الضفة الغربية بسلاحه دون أن تعترضه أية حو اجز إسرائيلية، فعمليات الاحتلال في جنين التي تستهدف قادة سرايا القدس وقادة كتائب أبو عمار وقادة شهداء الأقصى (الحقيقية) لم ترى حتى الآن القائد الفذ (زكريا الزبيدي)، أو أن زكريا الزبيدي المعروف بوجهه وأماكن تواجده وحضوره دائماً بين الناس دون لثام وهو يعربد ويزبد خلافاً لقادة المقاومة قادر على التخفي والهرب من وجه الصواريخ الإسرائيلية بعبقريته العسكرية التي تعلمها من أسياده دحلان وعباس من قبله، من المدمي لقلوب كل الشرفاء ومن يريد العزة لقضيتنا سواء على يد فتح أو حماس أن يقف أمام الحقيقة المفضوحة أن كتائب شهداء الأقصى فعلاً تمت تصفيتها وأن بقاياها الموجودة في الضفة والقطاع غير مسموعة، وعندما نسمع عن أحد أفرادها أو قادتها فإن دحلان وعباس له بالمرصاد لتقضي بصاورخ صهيوني فتطبع له “فتح المسروقة”ملصق جداري ويتاجرون بدمه كما هي مهنتهم، أو يتم اعتقاله من قوات الاحتلال ويتاجرون بحريته كابن أسير “لفتح” كما حصل مع البطل وليد الشحروري الذي حوصر لساعات وهو يشتبك مع جنود الاحتلال في مقبرة نابلس، هذه التجارة ليست غريبة على (ختيارية الدكاكين) كأحمد عبد الرحمن الذين ما توقف عن سب وشتم وإدانة القائد الشهيد “جمال أبو سمهدانة”، وعندما استشهد أبو سمهدانة خرج على قناة الجزيرة لينعق كالغراب ويهتف باسم الشهيد جمال أبو سمهدانة وينعاه بصفته القائد الفتحاوي الذي اغتيل بصاروخ صهيوني رسمت إحداثياته أوكار محمد دحلان المتباكى عليها اليوم، ونسي هذا المسمى أن “فتح المسروقة” قد فصلت أبو سمهدانة من الحركة عام 1997 عندما اشتموا رائحة المقاومة و الالتزام الديني بين جنبيه، وهذا ما فعلوه تماماً مع خالد أبو هلال وغداً عندما يغتال أبو هلال سيخرج بوق آخر من أبواق اللصوصية والكذب لينعوا القائد الفتحاوي خالد أبو هلال، واليوم تتكرر الصورة المأساوية للصوص الوطن وهم يسرقون اسم شهداء الأقصى على أنها هي التي تبطش وتخرب وتسرق وتنهب وتحرق بمؤسسات حماس في الضفة الغربية، وماهم إلا (شلة عملاء ولصوص) من أمثال أسيادهم، بل إن ما يسمى شهداء أقصى اليوم ما هم إلا شرذمة تربت في المدرسة الدحلانية العباسية تأتمر بأمرهم وتنتهي بنهيهم.

 

لقد صدرت بيانات عديدة باسم شهداء الأقصى (الحقيقية) تتنكر من هذه الشراذم وتأبى أن تضع نفسها في مواضع العملاء ومشاريعهم، كتائب شهداء الأقصى هم أبطال عملية (كوسفيم) مع سرايا القدس قبل أيام، وليس عملاء التخريب والتكسير في نابلس وجنين، كتائب الأقصى هي التي أصدرت قوائم بأسماء قادة الكيان الصهيوني كأهداف لها وليس من أصدر قوائم باسم قادة حماس في نابلس وغيرها من مدن الضفة، لقد قاد دحلان وعباس مخطط تصفية “فتح التاريخية” وكل ما يمكن أن يربط هذه الحركة بتاريخها النضالي من كتائب الأقصى إلى كتائب أبو الريش وبعض المجموعات المجاهدة، والمخطط يسير وفق رؤية خبيثة لانتزاع شرعية وتاريخ الاسم ليصبح الغطاء لكل أعمال الغدر والخيانة والعمالة، ولأنهم يعلمون أن مشروعهم لا يمكن أن يسير معه الشارع الفلسطيني وبجانبه، قاموا بقيادة الشارع تحت ذات الأسماء الكريمة والشريفة إلى هاوية التسليم والعمالة، ما يجري الآن في الضفة الغربية من أعمال خارجة عن تاريخ “فتح التاريخية” لا تمثل أبداً كتائب شهداء الأقصى وإنما كتائب “أمناء الهيكل”، لأن من يستهدف حماس كحركة مجاهدة ويحاول تصفية مشروعها الجهادي في الضفة ليس إلا اميناً على تطلعات اليهود في بناء الهيكل، ومن يتفلسف بالقول أنها ردات فعل على ماقامت به حماس في غزة يكون كمن يذر الرماد في العيون، لأن حماس لم تستهدف “فتح التاريخية” ولا المسروقة حتى في غزة وإنما أوكار ومواخير ومقرات الدعارة السياسية في ما يسمى الأمن الوقائي والمنتدى والمخابرات، هذه المقرات التي قضت على أحلامنا في التحرير وأبكت عيوننا على قادة الجهاد في كتائب الأقصى والقسام وكثير من رجالات الكرامة البعيدة كل البعد عن زكريا الزبيدي وأسياده.

 

20 حزيران (يونيو) 2007م

 

(كاتب مقيم في غزة)

أضف تعليق