فشل الرهان على الموقف المصري في أزمة غزة//بقلم / م . سميح خلف

 

سمي� خلففشل الرهان على الموقف المصري في أزمة غزة

 

 

سيسجل التاريخ وبكل حكمة موقف الرئيس مبارك والحكومة المصرية من تداعيات الأزمة في غزة ، في حين أن هناك أطراف في الساحة الفلسطينية عمدت على تأجيج الأزمة وتنمية نهج الفرقة في الشعب الفلسطيني وهنا نقول ليس هناك في الشعب الفلسطيني إرهاب ولا تطرف مادامت الأرض الفلسطينية محتلة والقدس محتلة وتهود ومازالت الحقوق الفلسطينية لم تصل لأصحابها وخاصة اللاجئين الفلسطينيين فلسنا نحن هواة تعليق المنشتات العريضة على وهم الدولتين الذي يزعم به بوش وتركض وراءه أطراف فلسطينية ، السلام له دعائم ثابتة وبدون هذه الدعائم يعتبر كل ما يقال من وعود كلام فارغ في كلام فارغ كالسابق والمستهدف أخيرا وأولا المقاومة والحقوق الفلسطينية مقابل الدولارات الأمريكية وتكريس صفة التعامل الإنساني مع الشعب الفلسطيني .

 

 

حينما صرح الرئيس حسني مبارك أثبت في تصريحاته هذه عمق التجربة المصرية التي تمتد أكثر من 10 آلاف عام وأثبت حنكة سياسية ودبلوماسية حينما قطعه الطريق على هواة التأجيج للصراع وحينما قال لابد من الحوار ، نعم هذه هي الحكمة وهذا هو العقل وخاصة في قضية غزة وأزمتها والضفة وأزمتها ، فالموقف المصري استند إلى الأبعاد الحقيقية للأزمة وهو ما يمس الأمن القومي المصري وما يمس الحقوق الفلسطينية وما هو يمس جوهر الصراع حينما تتجزأ مفاهيم الصراع على ساحة غزة والضفة الغربية بين شعارات المقاومة في غزة وشعارات وبين شعار اجتثاث الإرهاب والتطرف في فلسطين كما تحدث الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام رباعية شرم الشيخ .

 

 

أعتقد أن الموقف المصري يستوعب جيدا ما يدور في غزة والضفة وخاصة الوزير الرائع عمرو سليمان ، ومن هنا يجب تقدير الدور المصري لأنه كان بمثابة الصاعقة لمن يريدون ان ينفردوا بالغنائم التي يسوقها الغرب سواء سياسيا أو ماديا أو أمنيا .

 

 

شكرا لمصر بقيادة حسني مبارك التي قطعت الطريق على الموتورين الذين فضلوا مصافحة أولمرت وتقبيله على مصلحة الشعب الفلسطيني حينما قالوا لا مفاوضات ولا حوار مع ما سموه الإرهاب أما أولمرت فليس إرهابيا وهناك أسس للقاء بينهم وبينه أما حماس التي اقتلعت جذور أجهزة الرئاسة من غزة فهي إجرامية ويجب أن تنتظر حماس لكي يزج كل عضو فيها في السجون كالسابق وكذلك أفراد المقاومة في الفصائل الأخرى أو يللاحق كوادر مقاومة من الأرض والجو في عملية تصفية لهم لا تعرف الانسانية او الضمير بل لم يفكروا بوحشيتهم حينما اغتالوا خيرة شباب هذا الشعب الفلسطيني .

 

 

وبلا شك أن الموقف المصري له بعد أمني فلا شيء عند مصر أهم من الأمن المصري أولا الذي يمكن أن يهدد إذا تماشى مع رغبات من يريدوا لمصر أن تغلق احدود والمعابر مع غزة ومن يريد من مصر حصار الشعب الفلسطيني لكي يحقق شعارهم بإنهاء واجتثاث الإرهاب أي يعني حماس وفصائل المقاومة واستند الموقف المصري على البعد الحقيقي للأزمة فمزيد من الإغلاق وتحميل حماس أكثر من ما قيل يعني ذلك أن الأمور في غزة ستخرج عن سيطرة السياسيين وستصبح غزة أكثر قلقا بكثير لكل الدول الاقليمية بما فيها اسرائيل وعندئذ سيشعر المناديين بالمقاطعة وعدم الحوار بخطورة مواقفهم بعد فوات الأوان حينما تتحول مجموعات كبيرة من الشعب الفلسطيني إلى فكر وممارسة لتنظيم القاعدة وما هو المطلوب من الشعب الفلسطيني عندما يطالب بعض الوجوه الفلسطينية بأسلوب تحريضي واضح للأنظمة العربية بمقاطعة حماس وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة فلا يستطيع أحد في هذا الوقت أن يلوم الشعب الفلسطيني عن أي نتائج مترتبة عن تلك المواقف العفنة .

 

 

الموقف المصري أثبت انحيازا لمصالح الشعب المصري والشعب الفلسطيني وقطع الطريق كما قلت عما كانوا يأملون بتأجيج الأزمة بين مصر والشعب الفلسطيني في غزة وأعتقد أن للموقف المصري دورا لن يستطيع تخطيه دعاة الشرذمة والإنغلاق في الضفة ولذلك التحية كل التحية والتقدير كل التقدير لفخامة الرئيس حسني مبارك وللحكومة المصرية وللوزير عمر سليمان .

 

 

ومرة أخرى نعم للحوار على قاعدة عدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية وعن المقاومة ونعم للحوار على قاعدة تنظيف أجهزة الأمن الفلسطينية ونعم للحوار على قاعدة فتح ملفات الفساد المخزنة في الأدراج منذ أكثر من عشر سنوات ونعم للحوار على قاعدة احترام العمل الديمقراطي الذي مارسه الشعب الفلسطيني ونتائجه .نعم للحوار على قاعدة تحديث مؤسسات منظمة التحرير والمجلس الوطني ولمشاركة كل القوى الفلسطينية

 

بقلم / م . سميح خلف

 

أضف تعليق