“الموت للعرب”: الفكر الصهيوني وعملية ترسيخ مفهوم “العربي الجيد هو العربي الميت”!! // بقلم : د. شكري الهزَّيل

HTML clipboard

“الموت للعرب”: الفكر الصهيوني وعملية ترسيخ مفهوم “العربي الجيد هو العربي الميت“!!

بقلم : د. شكري الهزَّيل

بكل بساطه وقبل كل دوره انتخابيه صهيونيه فلابد للدم الفلسطيني ان يكون وقود لمزاودات ومزادات انتخابيه صهيونيه الى حد ان يصبح الدم واللحم الفلسطيني اساسا ومنطلقا لنجاح هذا الصهيوني او ذاك المرشح للكنيست الاسرائيلي , وعليه تبدو لعبة الدم الانتخابيه في اسرائيل لعبة واضحه ومفضوحه الى حد قياس قوة هذا الحزب او هذا المرشح الصهيوني او ذاك من خلال مقياس مدى دعمه لذبح الشعب الفلسطيني وكرهه للعرب والفلسطينيين وبالتالي لا يجد  الصهاينه الفاشيين حرجا في ارتكاب مجازر بشعه بحق الشعب الفلسطيني والعربي ككل في سبيل دعم حظوظهم الانتخابيه:: من وجهة نظر صهيونيه فاشيه : كلما قتلت اكثر فلسطينيين ودمرت وهدمت بيوت فلسطينيه, كلما زادت  قاعدتك ومقاعدك الانتخابيه في الكنيست الاسرائيلي, وعليه يترتب القول ان الفاشيه والهمجية الصهيونيه قد اوجدت معادله خطيره ومجرمه يتبادل فيها عتاة الصهاينه بدعم غربي وامبريالي ادوار من بامكانه قتل اكبر عدد من الفلسطينيين حتى يكسب قلوب الناخبين الاسرائيليين بما فيهم النخبه الاجتماعيه الحاكمه في اسرائيل والاكثريه الساحقه من الشخشخ اليهودي الشرقي المريض بكراهية العرب والفلسطينيين على  اساس نفسي دوني واجرامي يتمثل في كون ومكونات نفسية هذا الشخشخ الذي  اقنعه الاشكناز[ اليهود الغربيين الذين يحكمون اسرائيل]بان موقعه الدوني في دولة اسراويل كان وما زال بسبب جذوره واصوله المنحدره من الدول العربيه والعالم العربي, وعليه وحتى يهرب من “عار” اصوله العربيه, على هذا الشخشخ ان يُظهر اكثر قدر ممكن من العداء والكراهيه للعرب والولاء للغرب والاشكناز! :: من وجهة نظر الدونيه الشخشخيه الاسرائيليه تُمثل مقياس مدى كراهيتك للعرب لمدى ولاءك لاسرائيل!:: كره العربي يشرعن وجودك كاسرائيلي  من جهه  ويشرعن موقعك كاسرائيلي ويبعد عنك نوعا ما موقع دونية اليهودي الشخشخ  من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى وماهو جاري منذ عقود في الكيان الاسرائيلي هو  ايديولوجية الكراهيه للعرب وشرعية قتلهُم وتجريدهُم حتى من مقوماتهم الا نسانيه الى حد الاقتناع بمقولة ان::” العربي الجيد هو العربي الميت” ولذلك  لايبدو الامر مفاجئا ان الجنود الاسرائيليين الذين ابادوا عائلة السموني في غزه ابان العدوان الاخير  كتبُو ورسمُو شعارات على ما تبقى من جدران بيوت عائلة السموني:: “الموت للعرب .. موتوا جميعا..قبر كل العرب… الموت لكل العرب..الخ”, وعليه يترتب القول ان هؤلاء الجنود الصهاينه الذين ابادو عائلة السموني وغيرهم من عائلات  واطفال ونساء في غزه لايرون في الامر جريمه لا بل امر عادي وواجب ان تقتل اكثر عدد ممكن من العرب حتى تصبح بطلا اسرائيليا ينتخبك ويقدرك الاسرائيليون , ولذلك ايضا ترى المرشحين لكنيست اسرائيل يتبادلون الكلام والاتهامات على اساس من قتل عرب وفلسطينيين اكثر من منطلق انه احَّق بالانتخاب من قبل الشخشخ والاشكناز!!.. في اسرائيل المدعومه من المعسكر الامبريالي لايذبحون الفلسطيني كأمر عادي ويتأمرون على الشعب الفلسطيني والعربي فحسب لابل يروجون ايضا  في الغرب والعالم ان العربي لايفهم الا لغة القوه والقتل!,  وقيمة العربي لاتساوي ثمن رصاصة  خرطوش او اقل,,, والاطفال الفلسطينيون ماهم سوى ارهابيو المستقبل ولا بد من قتلهم في مهدهم كما جرى في العدوان الاخير على غزه!!…. لم يُبدي الاسرائيليون اي نوع من الندم على قتل الاطفال الفلسطينيين لابل ان قيادات وحاخامات وكهنة الجيش الاسرائيلي قد اوصت الجنود بعدم الرأفه والقتل ما امكن قتله من الفلسطينيين,,, والاحصائيات تشير الى ان اكثرية من استشهدوا وجرحوا في غزه كانوا من الاطفال والنساء,, وهؤلاء لم يطلقوا لا صاروخا ولا رصاصة على اسرائيل ولم يذهبوا الى  تل ابيب ,, !!

من هنا تبدو تبريرات  العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزه  على اساس اطلاق الصواريخ الفلسطينيه, تبريرات واهيه وغير صحيحه , وعليه يترتب القول  ان القتل الجماعي المتعمد الذي جرى بحق الفلسطينيين متجذرا عمقا في الفكر الصهيوني الفاشي  الذي يؤمن بضرورة قتل العرب وحتى ابادتهُم من منطلق التعبأه المبنيه على عدم انسانية العربي وجواز قتله وردعه الى حد الايمان بمقولة ” العربي الجيد هو العربي الميت” وتطبيق هذا الامر سواء في غزه او لبنان او في  كامل الوطن العربي من خلال المجازر الصهيونيه التي ارتكبت بحق الفلسطينيين  في فلسطين وفي كل مكان وبحق العرب في لبنان والاردن ومصر وسوريا وتونس الخ, وبالتالي لابد من تفنيد الكذب الاسرائيلي [مثلا] من خلال شهادات السكان الفلسطينيون في تل الهوى وحي الزيتون في غزه الذين ذكروا انه لم تكن هنالك مقاومه في منطقتهم  ولا صواريخ انطلقت من المكان تُبرر ذبح وقتل الفلسطينين  وتجريف بيوتهم وقتل الاباء والامهات امام الاطفال, وابادة الاطفال وترك الجرحى ينزفون حتى الموت, وهذا ما يعني ان الجندي الصهيوني المعبأ بالكراهيه والحقد ضد الفلسطينين والعرب جاء  الى غزه للقتل والذبح بسبب او بدون سبب, لان الامر يتعلق بحياة عربي  لايستحق الحياه , وعليه يتطلب ردعه وذبحه تطبيقا للمقوله الصهيونيه بكون ” العربي الجيد هو العربي الميت” من جهه وبكون قتل اكثر عدد ممكن من الفلسطينيين يعني منح رخصة البطوله والترشيح لهذا الصهيوني او ذاك في الانتخابات الاسرائيليه من جهه ثانيه وبالتالي يبدو جليا ان اسباب العدوان على غزه لاتكمن في ادعاء اطلاق الصواريخ الفلسطينيه على المستوطنات الاسرائيليه لا بل في معادلة صهيونيه مجرمه وهي ::ان عملية اقناع الناخبين الصهاينه بكونك بطل وجيد لاسرائيل  لاتمر الا من خلال قتل اكبرعدد مكن من الفلسطينيين وتدمير اكبر عدد من بيوتهم وهذا ما فعله باراك وليفني واولمرت,, وحتى هذا لايكفي ولاحظوا معنا: كيف يزاود عليهم اليوم نتنياهو وليبرمان بالقول ان ما قتله ليفني وباراك في غزه  لايكفي وقليل مقارنة بما كان قام  او سيقوم به نتنياهو وليبرمان بحق الفلسطينين عند وصوله الى سدة الحكم في اسرائيل… مزاد القتل والدم الفلسطيني في صلب فكر صهيوني فاشي ومجرم…!!

ليس هذا فقط لابل ان نوعية السلاح وانواع الاسلحه الفتاكه الجديده التي جربها الامريكان واسرائيل على اجساد اطفال غزه تُثبت بالدليل القاطع ان الفاشيه الصهيونيه وصلت الى حد الفتك بالشعب الفلسطيني واستعمال الاطفال والنساء في غزه  كحقل تجارب لمدى اداء وجودة  الاسلحه الامريكية في القتل الجماعي وتقطيع الاطراف وحرق البشر والجثث الى حد ان الجرحى انفسهم يصبحون  يشكلون خطرا على المُسعفين والاطباء بسب المواد الكيماويه, لا بل ان شهادة طبيب جزائري كان متطوعا في  مستشفيات غزه ابان العدوان تصل الى حد ان الجثث تشكل خطرا على الاطباء ومن يقترب اليها  حين يقول الطبيب الجزائري المختص بالكوارث “”إنه نقل الجثث الى مصلحة حفظ الجثث لتحديد طبيعة الإصابات “وعند فتح الجثة يخرج منها دخان وتندلع نار وتحترق الأمعاء ، مرفوقة برائحة الثوم” وأضاف الطبيب الجزائري : “اطلعنا على المراجع وتوصلنا الى أن مادة الفوسفور الأبيض هي التي تعطي هذه الأعراض”. ولفت الدكتور الى أن سكان غزة أبلغوا الأطباء أنهم تلقوا منشورات تنصحهم باستخدام الماء لعلاج حروقهم وهو أمر خطير ، وتردد أن إسرائيل لجأت للمنشورات بهدف قتل الجرحى!!……هكذا وعلى هذا النحو  مارس الاسرائيليون كل اشكال الاجرام في غزه لقتل واعاقة وجرح اكثر عدد ممكن من الفلسطينيين تحت شعار ” العربي الجيد هو العربي الميت” او الجريح او المعوق او المُدمَّر!!!!

العدوان الاسرائيلي على غزه لم يستهدف حماس وحدها  كما  اشاعت هذ ا اسرائيل لابل ان العدوان استهدف كامل الشعب الفلسطيني من خلال حرق غزه كردع وللدعايه الصهيونيه الداخليه, والسؤال المطروح هل كان اغلاق المعابر و الحصار المفروض على قطاع غزه  منذ زمن طويل ذكي ويستهدف فقط حماس؟ ام استهدف الشعب الفلسطيني في غزه؟؟.. الجواب بسيط:: حتى لو لم تكن حماس او اي شئ اخر,,, لخلقَّ واوجد  الاسرائيليين الف عذر والف حماس لتبرير ذبحهم ومجا زرهم بحق الشعب الفلسطيني…..اسرائيل ومعها النظام الامبريالي والعربي تعرف ان هناك خمسة ملايين فلسطيني يعيشون على طول وعرض فلسطين التاريخيه التي تحتلها اسرائيل وتقيم عليها دولتها ، واسرائيل  تعرف ايضا ان ستة ملايين فلسطيني في الشتات يصرون على حق العوده الى وطنهم فلسطين وبالتالي ماجرى في غزه هو محاو له اسرائيليه جديده لاختزال وتقزيم الحلم الفلسطيني وتحويله الى مجرد حاله او حالات انسانيه تنتظر فتح المعابر بعد ان  انهت اسرائيل مهمة القتل والدمار في غزه………بالمناسبه والمفارقه : قام الدايتونيين في رام الله بتحييد الشعب الفلسطيني في الضفه عن المعركه في غزه بهدف  مساعدة اسرائيل في اسقاط حكم حماس في غزه, وعندما لم يحدث هذا,, اسف عبدربه ووكر رام الله على وقف اسرائيل حربها دون انجاز مهمة  اسقاط حماس؟!!… وبالمناسبه ايضا ومن المفارقات الفلسطينيه هو امكانية مشاركة فلسطيني الداخل في الانتخابات الاسرائيليه المغمسه بالدم الفلسطيني!:: هذه مفارقه من العيار الثقيل, حين يمد الفلسطيني يده الى نفس صحن الملئ باللحم والدم الفلسطيني الذي يمثل وليمه لكنيست وانتخابات  اسرائيل!! والسؤال المطروح هنا ::لماذا يشارك بعض الفلسطينيون في انتخابات صهيونيه  مُعمده بالدم الفلسطيني ومرجعية كنيست صهيونيه عمادها نواب ومرشحين مجرمين يرتكزون على رصيدهم الاجرامي الذي يعتمد على عدد وكم من من قتلوهم من فلسطينيين في غزه او غيرها!!

مقولة ” الموت  للعرب” و العربي الجيد هو العربي الميت” هي  الاساس الايديولوجي الصهيوني  لشرعنة قتل الفلسطيني وتشريده من وطنه بهدف الاحلال والاحتلال الصهيوني, والمفارقه هنا تكمن في اعتبار اسرائيل ذاتها ومعها الغرب الامبريالي بكون الكيان الاسرائيلي كيان ديموقراطي بينما الحقيقه هي ان اسرائيل دولة وبرلمانا نشات على قبور وعظام الشعب الفلسطيني منذ عام  1948 وحتى يومنا هذا… لاجديد تحت الحقيقه الساطعه وهي ان : الديموقراطيه الصهيونيه المزعومه تُجدد ذاتها على مدى ستون عاما من خلال انتخابات صهيونيه دوريه او شبه دوريه كان وما زال وقودها اراقة الدم العربي و الفلسطيني  وهدم مقومات الشعب الفلسطيني وسرقة وطنه!

واخيرا وليس اخرا يُخطئ من يظن ان الحرب على غزه  ومرحلة ذبح الشعب الفلسطيني قد انتهت بوقف جزءي للعدوان العسكري الاسرائيلي, لان العدوان ببساطه سيستمر من خلال ادوات واشكال اخرى بالاضافه الى اسرائيل وهي : استمرار الحصار واغلاق المعابر وقتل الشعب الفلسطيني جوعا وقهرا ومرضا في غزه,, ربط شروط مايسمى باعادة اعمار غزه بقبول حماس شروط اسرائيل و النظام المصري والرباعيه الامبرياليه,  ومن خلال دعم خط قوات دايتون في رام الله في مواجهة حماس والاختباء وراء الشرعيه الفلسطينيه,,, ومن خلال المزاوده بين المرشحين الصهاينه والرهان على من يقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين خلال فترة الانتخابات الاسرائيليه… كل مافي الامر ان اسرائيل وامريكا والنظام العربي العميل قد رسخوا اقليميا وعالميا مفهوم رخص الدم العربي والفلسطيني,, واسرائيل لاترى في قتل العربي وموت العربي سوى امر  طبيعي وعادي يستمد طبيعته من مقولة “” العربي الجيد هو العربي الميت”…!!

شئ مهم لابد من ذكره وهو ان ما اذكر اعلاه لاينفي قوة دفع  واستمرارية الصمود الاسطوري الذي سطره ويسطره الشعب الفلسطيني على مدى التاريخ وحتى غزه اليوم….الصهيونيه تحفر قبرها بذاتها ,والقتل لن يزيد الفلسطينيين سوى اصرارا وعزيمه على مواصلة مشوار النضال نحو حرية الوطن والشعب الفلسطيني!!

*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع , ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه

أضف تعليق