النار فى دارك شبت فتقدم يا حاميها//سيديوسف

النار فى دارك شبت فتقدم يا حاميها
سيد يوسفسيد يوسف
 
الحكمة تقول أكلت يوم أكل الثور الأبيض لذا فحين أرى حريقا ينشب فى بيتك وأنت جار لى فلست أدعى الفلسفة لأنبهك لهذا الخطر، فليس مقبولا منك حينئذ أن تنهرنى قائلا: دعنى وشأني ذلك أن النار ستصيبني حتما إن لم تتحرك، وكل الذى أرجوه ألا تبلغ بك السفاهة قائلا: أنا أعلم ذلك وماذا فى الأمر؟ ما الجديد؟ الجديد أن النار فى دارك شبت فتقدم يا حاميها!!
 
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها, فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم , فقالوا لو أننا خرقنا في نصيبنا ولم نؤذي من فوقنا, فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعاً, وإن أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً”
 
فقط مد يدك للذين يجتهدون فى النهوض من هذى الأحوال الفرط ولا تكسل فالكسل حينئذ معصية تستوجب الاستغفار، ولا تحسبن أن ثمة تغييرا فى الوعى العام لمجموع الناس فى بلادنا  يتم عبر مقالة تكتب هنا أو هناك هى على روعتها سوف تُنسى مع الزمن ذلك أن الوعى لا يتغير بمقالة أو بكلمة وإنما هو ذو مراحل متعددة تبدأ بالمعرفة ثم بالوجدان والعاطفة ثم بالعمل والنزوع وهذى المراحل الثلاثة تحتاج إلى عمل منظومى  وسنوات طوال .
 
وكاتب هذى السطور ما زال يزعم أننا ما زلنا فى مرحلة التعريف ولم نتجاوز بعدُ مرحلة الوجدان والانفعال وهو الأمر الذى – إن صدق فرضه- يعنى أن قطف الثمرة قبل نضجها يعنى فشل محقق فليس من الحكمة فى شيء أن أطالب طفلا فى الابتدائية أن يحل معادلة رياضية من الدرجة الثالثة مثلا.
 
وبناء على ما سبق نوصى بالصبر على  غير الفاهمين، والعمل المنظومى الواعى وعدم استعجال قطف الثمرات، وتلك مهام الفاقهين والمخلصين من كل اتجاه.
 

سيد يوسف

أضف تعليق