فقدان الهوية قاد إلى ضياع الإنتماء

فقدان الهوية قاد إلى ضياع الإنتماء
قيادة تيار المستقلين الجنوبيين تطرح وجهة نظرها في أي حوار جنوبي جنوبي

نجمي عبدالمجيـــــــــد د. فاروق حمــــــــــــــــزه

المقدمة:
عدن مدينة إنتقامها مرعب، لأنها المدينة الوحيدة التي إذا تحركت، تطرح قضية ومشروع ولا تسمح بالمراهنات الخاسرة.
يقول بعض العظماء في فاسفة التاريخ: ” إن التاريخ لا يعيد نفسه، في المرة الأولى يكون درامة، أما في المرة الثانية يصبح مهزلة “
عدن هي مدينة مشاريع نهضوية ثقافية إقتصادية وإجتماعية، فقد كانت في فترة هي التي تصرف على بريطانيا وبعدها تحولت ولتكون بعالة على الإتحاد السوفيتي وصارت الآن تتسول.

في الواقع يبدو لنا نحن في قيادة تيار المستقلين الجنوبيين، كما أيضاً قد وجب علينا جميعاً نحن أبنا الجنوب، وأقصد بذلك أبناء دولة الجنوب، أ ن نتبحبح ولو شوية في الإقدام، وبذكر الحقائق الأكيدة، في قضيتنا، وهي قضية الجنوب الكبرى، قضية الشعب الجنوبي العظيم ودولته التي قد صارت ترزح تحت نير إحتلال الدولة العربية الجارة لنا، دولة الجمهورية العربية اليمنية، وهو وماكان يفترض أن تربطبنا بها علاقات حسن المجورة والجغرافيا والتاريخ، وليس هذا الإحتلال، كما لا نقصد نحن هنا والتطرق، أي والبحبحة بها كلها وكجرعة واحدة، إنما لا بأس في البعض منها، وذلك للوصول حقاً ولو نوعاً ما، وإلى بر الأمان، ولهذا فقد أرتأينا نحن في قيادة التيار، وبأن يتطرق للموضوع في البداية هذه، وكمرحلة أولى كل من الأخوة/ د. فاروق حمـــــــــــزه – رئيس التيار والأخ/ نجمي عبدالمجيد – نائب الأمين العام للتيار، على أن يواصل هكذا مشوار في وقت لاحق، وللإسهاب به، كل من الأخوة/ الخضر الحسني – نائب رئيس التيار والناطق الإعلامي للتيار والأستاذ/ أبوبكر سالم عقبة – أمين عام التيار، الشخصية التاريخية والوطنية والإجتماعية المعروفة، كما لا يفوتنا البال هنا والإشارة بأن هناك آخرين كثيرين قد حاولوا، إن لم نقل وقد أسهموا بذلك، حيث وربما يكون قد أقترب البعض منهم في هكذا شجون، نصفها نحن وبآخرتها، حيث كنا قد قرأنا للأخ الكابتن أنيس المفلحي موضوعاً بعنوان حوار ومصارحة، وهو وما نقيمه نحن وأنه كما يبدو وبالمحاولة في الإقتراب، إن لم تكن محاولة منه في طرق وفتح الأبواب، لكنه وبحسب رأينا الشخصي، أو كما يقال وعلى إستحياء، كونه لم يتطرق لجوهر الأمر وحيثياته، وإنما كما يبدو بأنه قد أكتفى وبأن الموضوع كله هو مجرد واقع الإحتلال هذا لبلادنا وبس، ومكتفياً بذلك، لكنه في الحقيقة لم يكن وليتناول الموضوع وبكل حيثياته، رغم تأكيدنا الكبير وبأنه يمتلك الجرأة الكاملة، وأن يقول بأن الإحتلال لبلادنا من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية، الدولة الجارة لنا، قد كان لنا مجرد حصيل حاصل وللمشكلة الجنوبية برمتها، والتي كانت قد تمخضت في، إن لم نقل وعن أزمة إدارة الحكم في دولتنا، دولة الجنوب العربي بعد عام 1967م، وما أنعكس منها على الصراعات السياسية في قيادة الدولة الجنوبية، والتي كانت تفتقد لرؤية موضوعية في إدارة البلاد، وعلى أن الأزمة سببها الأول والأخير، بل وأساسها هو في إلغاء هوية الجنوب العربي، وما جاء بعد ذلك، هو حالة إدخال هدفت إلى إفراغ كل ماله صلة في الجنوب، وذلك ماخل ق حالة عجز في القيادة وفقدان الهوية قاد إلى ضياع الإنتماء، وهو وماقد تجلى، بل ووصلت بها الأمور وإلى هكذا نكبة بدأت في 22مايو 1990م، تلتها النكسة الكبرى في 7 يوليو 1994م.

ونختزل مقالته بأنه، بل وكأنه يدعي لعقد مؤتمر وطني، مستأنساً حديثه، وبأن تشاورات بذلك تتم، بل وأن حديثاً قد جرى بين فلان وعلان، ونحن بدورنا نرحب بأية حوارات أو نقاشات جنوبية جنوبية تتعلق بأبعاد قضيتنا الجنوبية، وجميل هذا الكلام، وبأبعاده كلها، لكن ما لفت إنتباهنا بأن الأخ الكاتب كان قد طلب المصارحة، وبإختصار شديد، أراد معلجة الموضوع ومن أساسه، أي من جذوره، وهذا هو الأجمل، بل وماقد لفت إنتباهنا وشدنا وإلى أن ندلو بدلونا، معتبرين بأن ملاحضاتنا هذه، والذي سنطرح البعض منها في الملاحظات هذه، بل وفي موضوعنا هذا، على أنه بكل تأكيد وفي وقت لاحق، سوف نجعله موضوعاً أساسياً في القضية الجنوبية، كما وسنعتبره مذكرة نوجهها لكل الزعامات الجنوبية، أو وربما أننا سنجعله مجرد مقال موسع، يخدم نفس الغرض، بل ويخلق رأي عام أوسع، على غرار وما نكتبه بل وننشره على الدوام، آملين للبعض من أصحاب دور الصحافة والمواقع الإلكترونية ا لجنوبية أن تنشره، كونه سيكون موضوع عام ومفتوح للنقاش، نستفيد من إغنائه، والنقد فيه أيضاً.

والحقيقة هي بأن الناس، غالباً ماتلتقي إلا وعلى الفكرة، كون الفكرة لا تكون حقة إلا تلك التي ترتكز على المضمون والمغزى، والذي قد كان جوهرها يتجلى في أزمة إدارة الحكم في الجنوب العربي بعد إستقلال الجنوب عام 1967م، وما أنعكس منها على الصراعات السياسية في قيادة الدولة الجنوبية، والتي كانت تفتقد لرؤية موضوعية في إدارة البلاد، كون فهمنا إن لم نقل وحقيقة إدراكنا لتاريخ الجنوب العربي، هو أصلاً الذي سيحدد الإتجاه القادم في قيادة البلاد. ولذا تجدونا نقول بأن أية مراجعات أو تشاورات أو لقاءآت أو حوارات، لابد لها وأن تتطرق ومعالجة أسباب بداية الأزمة في دولة الجنوب، والذي كان لخروج أبناء عدن ومثقفي الجنوب عامة وذي الخبرة والكفاءة وأصحاب المشورة، من إدارة الدولة الجنوبية والإدارة السياسية فيها لقيادة البلد. وهذا هو جوهر الفراغ، ونقصد بذلك، الفراغ السياسي الذي تركه العدني وأصحاب المشورة الأخرى من أبناء الجنوب، وهو الذي أيضاً مازال قائماً وحتى الآن، كونها، إن لم نقل وظلت قيادة عدن وحكمها من الأز مات القائمة حتى الآن، لأنها مدينة لا تحكم إلا من خلال القانون والنظام، ولامكان للقبلية والمناطقية فيها، كون خروج العدني وأصحاب المشورة الجنوبية، من القيادة هو خروج للمشروع الثقافي والحضاري من العمل السياسي.

أما حول قضية عودة أبناء عدن ومثقفين الجنوب وأصحاب الرأي والمشورة فيه، بل ولأن الرؤية مازالت غير واضحة بالنسبة لهم، ومازالت قضية العودة لا تحدد الهدف المقصود من ذلك، فيبدو أننا بذلك نرى في العودة وبأنها جزء من مشروع الجنوب الذي كانت بدايته كأزمة في عام 1967م، وهو الأمر الذي به حقاً نجد بأن المجتمع الدولي لم ينظر إلى قضية الجنوب إلا من خلال هذه التصورات، التي مازالت تطرح نفسها كقضية كبرى، وهذه هي الحقيقة.

أما النقاش وأنا أقصد به، أكان هذا أم وغيره، فيمكن له أن يكون جانبي بين حبائب أوأصدقاء، أي أنه يكون مجرد عاطفي، أو حتى لسمح الله وأن يكون رسمي مع من يحتل دولتنا، أو حتى وعلى الإنترنت أو البالتوك، فهو سرعان ما ينتهي، لأنه يصب في قوالب آنية، كونه غير جدي ولا يلامس جوهر قضيتنا الجنوبية، قضية الشعب والدولة في الجنوب، فلهذا نجده سرعان ما يتبخر، كونه لا يغني ولا ي شبع من جوع، لكنه ربما حقاً، إن لم يكن وبكل تأكيد يبقى مجرد مذكرة في كتيبات الذكريات، ولا نقصد نحن هنا به المذكرات إطلاقاً، علماً بأننا هنا نحن لا نقلل من قوة وقيمة الإنترنت وتوابعه في التواصل، في نشر قضايا وأفكار قضيتنا الجنوبية، والذي به أي بالإنترنت، قد استطعنا خلق رأي عام محلي ودولي فيها، وهو وما قد تجدرت به فكرتنا، في واقع ونفوس شعبنا وأهالينا، وهو أيضاً وما نستطيع القول به، وعلى أنه قد كان، بل ولا يزال صاحب القدر الأوسع في نشر قضيتنا الجنوبية، وتوصيلها ولكل مواقع رجالات القرارات العالمية، وكل المرجعيات الدولية الكبيرة، وقد كان التحدي الأكبر في زمن أغبر، قهرته أدوات وآلات وآليات التعتيم القذرة، وهو الأمر الذي ومالا يستطيع أي إنسان نكرانه، إلا وأصحاب الفكر العقيم.

نجمي عبدالمجيـــــد د. فاروق حمــــــــــــــــــــــــزه
نائب الأمين العام للتيار رئيس تيار المستقلين الجنوبيين
عدن في يوليو 21 2008 عدن في يوليو 21 2008 southarabia777@gmail .com dr.farook@yemen.net.ye

أضف تعليق